نقل لي عن امرأة أمية بأنها اختلفت مع أولادها المثقفين حول برنامج يبث عبر إحدى القنوات الفضائية الإسلامية يعده و يقدمه أكاديمي حيث يجري فيه مقارنة بين مجتمعنا المسلم و بين مجتمعات غير مسلمة و يظهر فيه السلبيات في مجتمعنا المسلم و ايجابيات المجتمع غير المسلم
حيث عبرت هذه الأمية عن رفضها لهذا البرنامج و قالت بأنه يضر بنا و الأفضل و الصحيح أن يعرض نماذج ايجابية و مميزة من مجتمعنا المسلم و هي موجودة و يقارنها بلقطات سلبية من نفس مجتمعنا أيضا
فأعجبت برجاحة عقل هذه الأمية التي أرشدتها فطرتها السليمة إلى خطورة هكذا برامج و آثارها السلبية على جيل الشباب فقررت أن أضع عنوان هذا الموضوع بهذا الشكل لكي أنبه الجيل الجديد إلى عدم الاستخفاف بآراء الكبار .
و هنا تذكرت دعاية تبث عبر قناة فضائية أخرى يعرض فيها مجموعة من الشباب بمظهر تغريبي من حيث اللباس و قصات الشعر و الحركات و يقومون بأعمال فيها لمسة إنسانية و حضارية و أخلاقية
و حضرني أيضا موقف بعض أفراد أسرة اعرفها حيث عبر الأولاد عن إعجابهم بهذا البرنامج و تأثرهم به علما بان أباهم كان يرشدهم و يوجههم قولا و عملا إلى هذه التصرفات الحضارية قبل هذا البرنامج بسنوات فكانوا مستغربين من تصرفات غير المسلمين الحضارية و كان أباهم لم يرشدهم إلى هذه الأعمال و كأنهم لم يسمعوا عن تعاليم الإسلام الحضارية في مدرستهم
فعلمت أن هناك خلل خطير في فكر هذا النشئ فقررت أن اكتب موضوع مفصل عن خطورة هذه المقارنة و هذه البرامج و هذه المسلسلات على فكر الشباب
سأبين فيه عدم الإنصاف و عدم صحة هذه المقارنة و الآثار السلبية المتوقعة على فكر النشء من أمثال هذه البرامج و ما هو البديل الصحيح و المفيد لإيقاظ الباعث الأخلاقي و الحضاري لدى النشء
علما بأنني لا اشكك بحسن نية الذي يقدم هذا البرنامج و أنه يريد الإصلاح و الخير لمجتمعنا و لكنه اخطأ الطريق من وجهة نظري و لكنني اشك في نية واضع تلك الدعاية و أن هدفه غير نبيل.
و هدفي التنبيه إلى الأضرار التي تتسبب بها مثل هذه البرامج و المسلسلات التي يتم فيها إظهار غير المسلمين و غير الملتزمين دينيا بمظهر حضاري و إنساني جذاب و إظهار المسلمين و الملتزمين دينيا بمظهر متخلف و ضعيف و منفر حتى يتم اخذ الحيطة و الحذر منها و تنبيه الأبناء إلى أضرارها و عدم الانبهار بها .
و كذلك تحفيز التفكير الايجابي لدى الشباب و الفتيات و ذلك بتحليل الأمور بشكل عقلاني و منطقي وحر لكي يميزوا بين الخير و الشر فيأخذوا المفيد و يتركوا الضار.