يعتبر التسلط من الظواهر التي تطغى على بعض المجتمعات بشكل ملفت وتعود هذه
الظاهرة الى نوعية وتركيب الأسرة وطرق تربيتها لأبنائها حيث إنها المسئولة الأولى
عن انتشار هذه الظاهرة لأنها يمكن ان تنشئ وتهيئ ابنها على ان يكون متسلطاً
او متسامحا, كما ان التواصل المبني على الاحترام والود والعطف والتلاحم بين الطفل
والأسرة او المدرسة او الإخوة او الأصدقاء يعتبر اهم خطوة للقضاء على التسلط وبناء
علاقة جيدة بين كل الاطراف ..
الاسرة
وللتسلط أنواع منها تسلط الأب على زوجته وأبنائه او تسلط المعلم على الطالب
او تسلط الأخ على أخيه او الصديق على صديقه, ففي المنزل يشهد بعض الأبناء تسلط
أبائهم بشكل مبالغ حيث يلغي شخصيتهم تماما مما يجعلهم يعيشون بشخصيات معدومة
لا وجود لها بالحياة وحين يصدمون بالآخرين يزدادون سوءاً لأنهم لا يستطيعون
مواجهتهم مهما كانت تفاهة الأسباب ,أيضا تسلط الاخ على أخيه من خلال إلغاء
شخصيته وجعله خادماً له محققاً لرغباته بدون أدنى تذمر او تساءل مما يجعل ذلك الطفل
ذا شخصية معدومة ومهزوزة تبقى معه طول حياته وتؤثر عليه التأثير السلبي دائماً
حتى اذا كبر فانه يشعر بانه إنسان لا قيمة له بالحياة وربما يتمنى انه لم يوجد بهذه الحياة..
المدرسة
اما في المدرسة فهناك التسلط الأكثر شيوعاً في مجتمعنا وهو تسلط المعلم على الطالب
من خلال تعالي صراخه وتذمره من اقل عمل يقوم به الطفل ببراءته وان كان بسيطاً
ولو يعي ذلك المعلم بان التصرف هذا سيكون سلبياً على الطالب مدى حياته لما تصرف
مثل هذا التصرف لان الطالب ينفصل عن منزله وأهله ليجد الحب في المكان الذي
يقضي به نصف يومه ولكنه يصدم بالعكس مما يجعله يهرب من المدرسة ومن المعلم
المتسلط وربما يترك الدراسة بسبب هذه الشخصية التي سببت الرعب له والتي ربما
تحول شخصية الطفل الى العدوانية وتصرفاته العدائية التي تهدف الى إيذاء الآخرين
ربما للدفاع عن النفس او الانتقام او لمجرد التسلية .
المعلم
تقول هناء الحمد ان المعلم له الدور الأول والأخير في تقبل الطالب للمدرسة حيث
ينفصل الطفل عن أمه وأهله ويكون المعلم هو او من يستقبله في المدرسة وهو أكثر
الوجوه التي يتعامل معه لذا يفضل لو يكون ذلك المعلم ابا لذلك الطفل وان يغرس بداخله
ان أولياء الأمور وضعوا فلذات أكبادهم لدى إدارة المدرسة ومنسوبيها من اجل تعليمه
وليس من اجل اهانته وانه لو وضع ابنه مكان ذلك الطالب لما عامل هذا الطفل بهذه المعاملة..
معايير
ويؤكد فيصل العامر ان وزارة التربية والتعليم لابد ان تضع مقياسا لتوظيف المعلمين
وان تهتم بسلوكيات المعلم وكيفية تعامله مع الأطفال وان تخصص مادة تدرس في
الجامعة في السنة الأخيرة قبل التخرج وهي عبارة عن كيفية التعامل مع الطلاب وقراءة
نفسيتهم مما يسهل عليه التعامل مع الطالب كطفل وليس كحمل يؤكل من قبل الذئاب..
تربية
وذكرت الأخصائية التربوية العنود العتيبي ان العصر الحديث شهد تطوراً كبيراً في
مجالات عديدة منها التربية والتعليم التي شهدت تطوراً في المناهج والسلك التعليمي
الا ان هناك بعض الأمور التي تحتاج الى النظر بها وهي علاقة المعلم بالطالب بحيث
أصبحت هذه العلاقة مكبلة بقيود صارمة يفرضها المعلم على الطالب من خلال تسلطه
مما يجعل الطالب يهرب من المدارس او يصاب باحباط نفسي من تعامل المعلم معه وهذا
التصرف يبقى بنفسية الطالب الى ان يكبر وهناك حالات سجلت بهروب الطلاب من
المدارس بسبب تسلط المعلم او المدير..
اما هدى القرني الأخصائية النفسية فذكرت ان الطفل الذي يتعرض لتسلط احد الأبوين
او تسلط الأخ او تسلط المعلم فسيكون معرضا لعقد نفسية يعيشها طوال فترة حياته
لانها ستؤثر عليه تأثيراً كبيراً يصعب عليه علاجها اذا لم تعالج في وقتها وربما يضيع
مستقبله بسبب ما تعرض به وربما يتحول الطفل الذي تعرض لمثل هذا العنف النفسي
الى شخصية عدوانية او مجرمة على حسب نوعية التسلط الذي عايشه في صغره..
.....................