حكمة الله في نعمة الحفظ والنسيان
تأمل حكمة الله عزوجل في الحفظ والنسيان الذي خص بها الإنسان وماله فيهما من الحكم وماللعبد فيهما من المصالح0
فإنه لولاالقوة الحافظة التي خص بها لدخل عليه الخلل من أموره كلها ولم يعرف ماله وماعليه ولاماأخذ ولاماأعطى ولاماسمع ولاما رأى ولاما قال ولاماقيل له ولاذكر من أحسن إليه ولاذكر من أساء إليه ولامن عامله ولامن نفعه فيقرب منه ولامن ضره فينأى عنه ثم كان لايهتدي الى الطريق الذي سلكه أول مرة ولو سلكه مراراً ولايعرف علما ولو درسه كل عمره ولاينتفع بتجربة ولايستطيع أن يعتبر شيئا على مامضى بل كان خليقا أن ينسلخ من الإنسانية أصلا 0
فتأمل عظيم المنفعة عليك في هذه الخلال وموقع الواحدة منها فضلا عن جميعهن 0
ومن أعجب النعم على الإنسان نعمة النسيان فإنها لولا النسيان لما سلا شيئا ولما انقضت له حسرة ولما تعزى عن مصيبة ولما مات له حزن ولما بطل له حقد ولما تمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكر الآفات ولما رجا غفل عدو ولانقمة من حاسد 0
فتأمل نعمة الله في الحفظ والنسيان مع اختلافهما وتضادهما وجعله في كل واحد منهما ضربا من المصلحة 0
فتبارك الله أحسن الخالقين 0
سبحان الله ولاإله إلا الله