"هذا بحث مختصر عن ذاكرة الإنسان, يتناول أنواعها, نظمها, طرق قياسها, اضطراباتها, علاجها, ويناقش مكانة الذاكرة في حياة الإنسان ودورها في التعلم وتأثيرها على تكوين شخصية الإنسان, وارتباطها بالعمليات العقلية للإنسان مثل الذكاء,التعلم,التذكر, ويورد بعض أسباب فشل بعض عمليات الذاكرة وبعض الطرق لتحسين عملها."
كنت اعيد قراءة بعض الابحاث التي قمت بكتابتها في الجامعة واستفدت من البحث النظري الذي كتبته عن الذاكرة (يمدح نفسه) وكأنني اقرأ المعلومات فيه لأول مرة لذلك وجدت انه سيكون مفيد للبعض لو وضعت لهم الجزء الأخير المتعلق بطرق تحسين عمل الذاكرة لانه بسيط وليس فيه تعقيد, وساجبر على كتابة مقدمة قصيرة لكن تقدرون تطوفونها وتروحون مباشرة لجزء "مهارات لتحسين وتقوية الذاكرة"
مقدمة وتعريف للذاكرة
"الذاكرة,حافظة : هي القدرة على اكتساب وحفظ واستعادة المعلومات. إن المعطيات المنبثقة من علم النفس الاختباري وعلم النفس المعرفي والأمراض البشرية تقود كلها إلى افتراض وجود أنواع متعددة من الذكريات أو النشاطات (القدرات) الذكرية."(سايمون,هـ. 1997. ص ص. 679-682).
إن التعقد التدريجي لسلوك الإنسان والارتقاء الدائم فيه يتحقق بفضل تراكم الخبرة الفردية والنوعية والاحتفاظ بها في الذاكرة, لا يقتصر دور الذاكرة على تسجيل وحفظ ما كان في الماضي فقط وإنما يتجلى دورها في كل سلوك نود القيام فيه في الوقت الحاضر لان السلوك وتحقق أهدافه يتطلب بالضرورة الاحتفاظ بكل عنصر من عناصره لربطها بما سبقها , وبدون هذا الربط فإن التعلم والنمو غير ممكنين كما أن تَكون شخصية مستقلة للفرد أيضا غير ممكن وهذا يجعل من موضوع الذاكرة ذو أهمية قصوى.
الذاكرة هي الخاصية الأكثر أهمية وعمومية للجهاز النفسي لدى الإنسان، التي تمكنه من تلقي منبهات العالم الخارجية والحصول على المعلومات منها، وتجعله قادراً على معالجتها وترميزها وإدخالها والاحتفاظ بها، واستخدامها في سلوكه المقبل كلما دعت الحاجة إليها. كما تضمن الذاكرة وحدة وكلية الشخصية, وتكشف الدراسات التي أجريت لبيان العلاقة بين الذاكرة والكفاءة العقلية أن أصحاب المعدلات الأعلى في الذكاء هم اقدر على التعلم والاحتفاظ بمقدار اكبر مما كانوا قد تعلموه من أصحاب المعدلات المتوسطة في الذكاء والأقل قدرة على التعلم فيه، وفي كل المواد الدراسية سواء كانت فكرية مجردة أم ذات طبيعة إدراكية على شكل صور وحركات أو كانت سلاسل أرقام أو كلمات, أي أن هناك علاقة عكسية بين القدرة على الاحتفاظ والنسيان وسبب ذلك يعود إلى أن أصحاب القدرات العقلية العالية اقدر على الفهم والاستيعاب والربط بسن المعلومات وهم ميالون إلى أن يكونوا أكثر توسعاً في فعالياتهم العقلية واهتماماتهم المعرفية ولذلك يتعلمون الكثير من الأمور التي يتعلق بعضها بما يسهل التعلم ويزيد في الاحتفاظ. كريبة (2007)
تحسين الذاكرة
يعتقد العلماء أن الإنسان يمكنه تحسين ورفع مستوى ذاكرته بما يكتسبه من خبرة مع استخدام الأساليب الخاصة في الحفظ والسجع وغيرها من الأساليب, ويعتبر الأسلوب الذاكري والسجع من العوامل المهمة في تحسين الذاكرة, ومن ابسط الأساليب هي أن توضع المعلومات في قالب شعري يسهل حفظها وتذكرها, وأيضا يمكن تذكر بعض المعلومات بوضع تصور معين لها. وعلى سبيل المثال, إذا قابلت شخصاً طويل القامة أسمة (كوخي) فيمكن أن تتصور أن رأسه قد يصدم بسقف الكوخ إذا ما دخل فيه. وعلى ذلك, فإن هذا التصور يساعدك على تذكر اسمه في المستقبل عندما تراه أو تسمع عنه, ولا شك أن استخدام الأساليب الذاكرية يحتاج إلى تعلمها وتأليفها والتعود عليها حتى يمكن الاستعانة بها في أي وقت.
مهارات لتحسين وتقوية الذاكرة
1- الاهتمام ووجود الدافع: لا يمكنك ان تتعلم شيء اذا كنت لا تولي اهتمام له واذا لم يكن لديك دافع لحفظ المعلومة في ذاكرتك فعلى الاحرى انك لن تستطيع تذكرها لانك لم تحفظها لذلك احرص على تنشيط دافعك للتعلم وفي حال كنت معلم احرص على اعطاء المعلومات بطريقة مسلية ومثيرة حتى تجذب اهتمام الطلاب اليها
2- الانتباه : بعض الناس يقولون انهم يملكون ذاكرة ضعيفة وانهم دائماً ما يفشلون في التذكر ولكن احياناً لا يكون الخلل في الذاكرة ولكن في الانتباه والملاحظه ومن المهم الانتباه للمعلومة التي تود حفظها حتى تستطيع استرجاعها بسهولة فإذا لم تنتبه لن تحفظ المعلومة كاملة لذلك لا تسترعجها كامله
3- التأمل: جرب التأمل فالابحاث تشير الى أن الذين يمارسون التأمل بانتظام يكونون اكثر قدرة على التركيز والتذكر فالتأمل بزيادة تدفق الدم إلى الدماغ, ويعتقد بعض الباحثين ان التأمل من شانه أن يعزز الانتباه والتركيز والذاكرة
4- ربط المعلومات وترتيبها: كلما زاد الترابط بين المعلومات المحفوظة في ذاكرتك كلما سهل حفظها واسترجاعها من الذاكرة فلو انك مثلا أردت أن تحفظ معلومة عن تاريخ بداية استخدام البنسلين وهو عام 1941م, فيمكنك أن تربط هذه المعلومة مع أخرى مثبته لديك مثلا تاريخ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فتقول أن تاريخ بداية استخدام البنسلين كان خلال السنة الثالثة من الحرب العالمية الثانية, ونحن نتذكر المعلومات المرتبة والمنظمة بصورة افضل من المعلومات غير منظمة
5- التطبيق العملي: لو قمت بدراسة طريقة تشغيل آلة معينه ولم تطبق هذه الطريقة عملياً سيكون هناك احتمال كبير بان تنسى خطوات تشغيل هذه الآلة لكن لو قمت بتطبيق الخطوات عملياً بعد الدراسة النظرية فإن المعلومة سثبت في ذاكرتك بقوة.
6-مكان التعلم: يستطيع الطالب او المتعلم استيعاب المعلومات وحفظها واسترجاعها افضل كلما كان مكان التعلم هادئ وبإضاءة جيدة ودرجة حرارة منسبة, فاحرص على ان يكون مكان الحفظ هادئ ومناسب للتعلم
7- التكرار: تجدون الشرح مفصل هنــا
8- إعادة التعلم: وهي أن تعيد تعلم المعلومات بعد أن تكون قد أتقنت تعلمها وتسمى هذه الطريقة بأسلوب التعلم المفرط, ذلك لأنك كلما تعلمت شيئا وأفرطت في تعلمه, فإنه يثبت في ذاكرتك أكثر, وهناك وسيلة أخرى تعتمد على استعادة تذكر الأشياء بمقارنتها بما يحيط بك من أشياء أخرى مشابهة لها ولذلك نجد أن الطلاب يفضلون تلقي العلم في نفس المكان الذي سيتم امتحانهم فيه
9- الفهم والاستيعاب: كلما زاد فهم المتعلم للمعلومات كلما سهل حفظها فعندما تفهم ابيات الشعر سيسهل عليك حفظها, ولذلك يجب على المعلم ان يبسط المادة العلمية ويوضحها ويركز على الأفكار الأساسية بدل من التركيز على حفظ ترتيب المعلومات او تفاصيلها غير الضرورية (مثل التواريخ)
10- العناية بالحالة الصحية : الجائع والمريض والمكتئب والذي يتعرض لضغط نفسي لن يكون قادر على التركيز ولن يكون قادر على الحفظ لذلك من المهم الاهتمام بالحالة الصحية وكذلك بالتمارين الرياضية لانها تقلل من خطر الاصابة بالاضطرابات التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة ، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وانها قد تعزز من تأثير المواد الكيميائية في الدماغ المفيدة ولتي تقوم بحماية الخلايا في المخ
واخيراً ذاكرة الانسان تتحسن وتصبح اقوى مع التمرين فلا تتكل على الغير كي لا تقل ذاكرتك واقصد بالغير البشر وايضاً التكنلوجيا والادوات فعدما نقوم بحفظ رقم هاتف صديق لنا في الجوال نحن بهذا نتكل على الهاتف بدل من استخدام ذاكرتنا وتمرينها وللأسف لا احد يقوم حالياً بحفظ الارقام والمعلومات البسيطة في ذاكرته ماعدا (الوالدة الله يحفظها وطيول بعمرها), فمن المهم تمرين الذاكرة لان التمرين يتنشط الاتصالات العصبية في المخ وتمرين الذاكرة يكون عن طريق تعلم مهارات عقلية جديدة مثل تعلم لغة جديدة او (اللعب) نعم اللعب (مو كل شي دراسه وتعب) فتحدي عقلك مع الالغاز من شأنه ان يحسن قدرة ذاكرتك وايضاً يمكنك تمرين الذاكرة عن طريق حفظ آيات من القرآن الكريم او ابيات من الشعر, وتذكر انك عندما لا تستخدم ذاكرتك فإنها تبدأ بالضمور
اتمنى السلامه للجميع بحث اعجبني وحبيت ان اضعه في متناول الرائديون
والرائديات مع التحيه