كتب لي أخي الأستاذ الأديب / محمد العبدلي .. برسالة خاصة عبر منتدى
الرائدية .. ما عبّر فيها عن أحاسيسه الجميلة التي لم يبخل بها على أحد يوماً
ما ..!! وبحكم أننا المشرفون محرومون من إرسال رسائل خاصة إلأ بعد أن
أتجاوز أميالاُ من المشاركات .. فلم أجد مكاناً آوي إليه إلا هنا .. !!
فلتسامحني ( لأجل اشتياقي ) على هذا الاقتحام .. ولتعف عمّا سلف مني ..
وما سيأتي ..!!
أترككم مع ما كتب ..
هناك أشخاص يغيبون عن عيوننا ولو أعدنا النظر لوجدنا اننا نحن الغائبون وهم الحاضرون .
حاضرون بحسهم وأحاسيسهم ووجدانهم وتواجدهم بمايعطون وأعطوا وقدموا من خصال
حميدة وفعال جليلة ، لمحبيهم وأصدقائهم الذين .
جمعتهم الألفة واحتواهم العمل داخل سور اوجدار مكتب أو صفرة مطعم ومشرب ، أو حتى على فنجان قهوة على عجل .
مثل أولئك القوم الراحلون عن محافظتنا إلى المدن الكبيرة المطلة على ضفاف البحار ، البعيدة عن الضباب وشابورة الصباح بصحراء الدبدبة وهضاب أبي حدرية .
سنقول لأصدقائنا الراحلين إننا خسرنا القرب بحسكم ولم نخسر البعد بفقدكم لأننا نتذكر صوركم ووجوهكم وحتى نبرات صوتكم عند الحديث فنتصور بعقولنا أن في قلوبنا وإن لم تكونوا ساكنوها أجساما فأنتم ساكنوها أرواحا .
فالنجوم لاتموت أبدا وإنما تختفي ليلا وتعود نهارا وأنتم نجوم سمائنا ونور عقولنا كيفما تكونون من جفاء نلتمس لكم العذر ونرحب بكم كماترحب الأرض بماء السماء .
نحن كلنا عيون دامعة ، وأشواق عارمه ، ومحبة جامحة صوب أرضكم السعيدة المباركة ومدينتكم الحالمة الهادئة في أحضان البحر الأحمر قرب بوابة الشفق الغافي والشمس المستعدة للهبوط ، بما يحيط بها من هالة الحسن وبديع السحب المطرزة
بجواهر ولالئ النجوم التى تقتفى أثر الغروب .
كما يقتفى المشيب أثر الشباب النظر .
أيـهـا الغـائب عـنّا ... لاتغب عنا وصلنا
أنت مثل القلب ... دقّ في الصدر ورنّا
لا تغب عـنّا كثيرا ... واسأل الأصحاب عنّا
فبنا شوق إليكم ... أضعف الجسم وعــنّا
أخوك الذي أحبك.. بصدق