الأحوال الاقتصادية المضطربة في بلادنا في الوقت الحاضر والتي أوجدها الاستعمار، تحفز أبناء الوطن كلهم للاندفاع والعمل، لإيجاد حلول لهذه المشكلات التي أخذت بخناق الناس وخلفت الفوضى والاختلاف في حياتهم.
وان نظرة هؤلاء جميعا، وان كانت متفقة في نقطة واحدة هي فساد أحوالنا الاقتصادية ووجوب اصلاحها وتغييرها إلا انهم يختلفون اختلافا كبيراً في الطريقة التي يعالجون بها هذه المشكلات.
ان النظم الاقتصادية والاجتماعية التي جاءت من الخارج في ظروف معينة وتحت حماية المستعمر وتشجيعه، هذه النظم هي والإسلام على طرفي نقيض، وبالتالي لا يمكن ان تقوى هذه النظم الوضعية على حل المشكلات التي يواجهها مجتمعنا اليوم.
ودليل ذلك فشل هذه النظم في نفس البلاد التي نشأت فيها ومازلنا نسمع ونقرأ الترقيعات والزيادات عليها والنقصان منها، وعلى فرض نجاحها في دولة ما فان هذا لا يعتبر حجة.
ان بلادنا - وكل بلاد المسلمين بلادنا - عاشت أربعة عشر قرنا من الزمن في ظل الإسلام.
وامتزج هذا الاسلام بدماء أبنائها وبنسيج عقولهم واستقر في عقولهم وكانت مشكلاتهم على اختلاف صورها، تجد حلولها في الاسلام.