وسيلاقي العباد في هذا اليوم شيئاً عظيما من الأهوال،
ولاينجو من تلك الأهوال إلا من أعد لذالك اليوم
عدته من الإيمان والعمل الصالح ،
ويساق العباد في ختام ذلك اليوم الى دار القرار :
اما الجنة أو النار
ولننظر كيف سيكون المرور على الصراط المستقيم
يقول القرطبي :
( تفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصرط ودقته ،
ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ،
ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها،
وقد كُلِّفتَ أن تمشي على الصراط ، مع ضعف حالك واضطراب قلبك ،
وتزلزل قدمك ، وثقل ظهرك بالأوزار،
المانعة لك من المشي على بساط الأرض ،
فضلاً عن حدة الصراط ، فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك،
فأحسست بحدته ،
واضطررت الى أن ترفع قدمك الثاني ، والخلائق بين يديك يزلون ،
ويعثرون ،
وتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب ،
وأنت تنظر اليهم كيف ينكثون الى جهة النار رؤوسهم
وتعلو أرجلهم فياله من منظر ماأفظعه ،
ومرتقى ماأصعبه ، ومجاز ماأضيقه ) .
وقال أيضا.. ( فَتُوهِم نفسك - ياأخي - إذا صرت على الصراط ،
ونظرت الى جهنم تحتك سوداء مظلمة ،
قد لظى سعيرها ، وعُلا لهيبها ، وأنت تمشي أحياناً وتزحف أخرى ، قال:
أبت نفسي أن تتوب فما احتيالي= إذا برز العباد لذي الجلالي
وقاموا من قبورهم سكارى = بأوزار كأمثال الجبال
وقد نصب الصراط لكي يجوزو = فمنهم من يُكَب على الشمالِ
ومنهم من يسير لدارعدنٍ = تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهيمن ياوليي= غفرت لك الذنوب فلا تبالي
وقال آخر:
إذا مد الصراط على جحيم = تصول على العصاة
وتستطيل
فقوم في الجهنم لهم ثبور = وقوم في الجنان لهم مقيل
وبان الحق وانكشف المغطى = وطال الويل واتصل والوعيل
لماذا لانعد لهذا اليوم العدة من الآن
حتى نستطيع المرور على الصراط بسهولة ويسر
ويقال لنا ((أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ))
جمعنا واياكم في جنات عدن على الأرائك متكئين
مع الأبرار والمتقين
أستغفرك اللهم وأتوب اليك