(إن من مخالفات التوحيد، الذهاب إلى السحرة والعرافين، للسؤال عن الغيب، أو طلب علاج ونحوه. قال صلى الله عليه وسلم في من ذهب إليهم (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) ، أما من صدقهم فقد كفر، لقوله صلى الله عليه وسلم (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد).
وهؤلاء الذين يدعون الغيب دجاجلة كفرة، فالغيب لا يعلمه إلا الله، قال تعالى (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ) ، وقال سبحانه (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) ، وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب فكيف بمن هم دونه، قال تعالى (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) ، وإنما أطلع الله رسوله على شيء من أمر الغيب (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ).
وأما السحرة فهم كفرة بالله، لا يصلون إلى سحرهم إلا بالتقرب إلى الشياطين وعبادتهم، وقد كفر من تعلم السحر، فما بال من علمه وفعله ، قال تعالى (وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) وقال صلى الله عليه و سلم (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه) ، و أمر عمر رضي الله عنه بقتل السحرة، فقال (اقتلوا كل ساحر).
فعلى عباد الله الموحدين معاداة السحرة والكهنة، وتطبيق شرع الله فيهم، والتعوذ من شرهم، (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) ، ومعرفة أن هؤلاء السحرة و الكهنة لا يفلحون، (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) ، وأن سحرهم لا يضر ولا ينفع إلا بإذن الله (وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ). وعليهم التوكل التام على الله وحده (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) .