صدّ الحبيب
ـــــــــــــــ
صدّ الحبيب وقــد رمــاني بدائه ... ظـنا بأني لست من نظـرائه
فوجدت في قلبي لوا عج حسرة ... مرّت كمرّ الطيف في أرجائه
وسودّت الدنيا عليّ ولـم أزل ... مستــغربا مـن نقضــه لـوفـائــه
وأزاح قلبي عن بلـوغ مـرامـه ... شــكا بـصـدق عطــائه وسخائه
قسما بمن خلق السماء فما عصى ... أمر الحبيب ولا نـوى بقــلائه
بل كان يدفــع مـن أراد وشـايـة ... في الحبّ أو يسعى لبـثّ أذائــه
بالسـيف لـو كان الحسـام مـداويا ... للحـاقـد الواشـي وقطع دهـائـه
يا مـن أحبّ وأرتـجي بوصا له ... هـبّ النسيم عـلى مسـارب مــائه
ماذا يضـرّك لـو وصلت ودادنا ... وتركــت من يدعوك في غـوغائه
فإذا مشيت ولم تراع في الهوى ... تـلـك الـذمـام وقـعـت فـي بلـوائه
ورمـاك في غــده القريب ببلوة ... نكــراء بل وشـطـبت مـن ندمـائـه
من صار في درب الضلال فلم يزل... يهوى الضلال وذاب في إغوائه
إنـي نصحتـك أن تقــول تركتنــى ... وزهـدت بـي فـدخلت في إغرائـه
لسـت المـلام فـقـد رغبت بتركـنا ... ودفـعـتنى ومسـكــت كــمّ ردائــــه
وتركـتـنى نهـب الظنون تـنوشنى ... مثـل القـتـيـل عـلى نـثيـر دمـائـه
مــاراعـنى ألــم الجــراح وإنمـــا ... نـقــض الحـبيـب وغــدره بـولائه
مـن كان يحــمـل مثـل قلـبي رقّـة .... مـــلأ الوجــود تسـامحـا بحيائــه
أ . محمد على العبدلى