(5)
قد نلتقى يومـا على المورد ... من دون أن ندري عن المـوعـد
ويكشف العاشق عمّا رأى ... من عشقـه الجـائــر المـوقـــــــد
أراك في عـيـنى عزيز القـدر ... وأنت نور العين أنت البصـر
وكـم تمـنـيت لـقـاء الحـبـيـب ... لكنّ هــذا اليوم يوم السّـفـــــر
آه فمـا أقسى وداع الحبيب ... عند النوى صاح الفؤاد الوجيب
صرخت ياقلبي ألا ترعوي ... فلــم يعـرني السمع أو يستجيب
يا قلب إنّ الحب بحر عميق ... وأنت فيه الآن مثـل الغريق
إن لم تفق منه فمـا نـفعـنــا ... إن لم تعـــد ياقلب أو تستفيق
أضعت من عمـري سنيّ الشباب ... ولم أذق طعما لماء الـــرُّضاب
وصنت عن نفسي خسيس الخنا ... حتى سمت بالنبل فوق السحاب
أحببتها حـبا برى مهـجـتى ... وزاد من سهدي ومن أنّـتي
ألم ترجسمى كعود الخلال ... من فرط ما ألقاه من صبوتي
بذلت من نصحى جميل الكلام ... وأنت لم تسمع بصرعى الغرام
فـكـن كـمـا تهوى فلا ذنب لي ... فقد بذلت النصــح أنت المــلام
قد صغتها نظما كعقد الدرر ... وكان مقصودي بقــاء السمـر
لكنني أبصـرت منك النفور ... وعــادة المحـزون أخـذ العبر
.................................................. .......................
وتمــت بحمد الله ...