الحب
لا يوجد كتاب إرشادات للحب، ولا يوجد شيء إسمه تعلم الحب في أربعة أيام، وبالتأكيد لا يجد شخص يقرر لنفسه متا يحب، لأن الحب ليس بأيدينا، فهو إحساس غريب يتسلل إليك دون أن تشعر، حتى تجد نفسك في القفص. هو إحساس قوي كل شخص يأتيه بطريقة مختلفة، فالحب ليس حلما نحلم به، أو أمنية أو هدفا نسعى لتحقيقه، بل هو لحظة أو صدفة تأتي وأحيانا لا تعوض. فلا تقل الحكمة التافهة التي يرددها البعض "إن أحببت شخصا اتركه يذهب، فإن عاد فهو لك وإن لم يعد فأنت لم تملكه من الأساس"، لأنك لو آمنت بها ومن تحب أيضا آمن بها، فسيبقى كلاكما ينتضر الآخر، ويظن أنه ليس ملكه. والحب أصلا ليس إمتلاكا، وليس أخدا وعطاء، الحب هو أن تحب وتقدم ما لديك، أن تحسب بما أعطيت ودون أن تنتظر مقابلا لعطائك.
الصداقة
الصداقة هي نوع من الحب، لكنه بنوع آخر وطعم آخر، يبنى على الثقة، فمن لا تثق به لا يجدر أن تضعه صديقا، الصديق ليس من تتسكع معه ليجرك للهلاك، ولا من يعلمك كل شيء يضر بك، بل هو من يخطئ وينصحك ألا تكرر خطأه.
في مرحلة الإعدادية كان لدي أصدقاء كثيرون يدخنون وبعضهم يشرب الخمر، وكنت كلما جلست معهم وهم يدخنون ينصحوني بألا أقع في فخ التدخين، ودوما ما كانو يحذروني من أن من يدخن يصبح مقيدا وغير قادر على ترك التدخين، هؤلاء كان إحترامي لهم كبيرا، لم أسمع منهم يوما تحفيزا على الخطأ بل كانوا أول من يوجهني وينصحني لتفادي الخطأ. ولكن قبل البحث عن شخص يفيدك غير نفسك أولا.
الخيانة
عندما يخوننا شخص آمنا له، أول سؤال نسأله لنفسنا هو لماذا، وتبقى الأسئلة تتلاحق في ذهنك، والحقيقة لا يهم السؤال، عليك تقبل الأمر، فمن ضرب هرب، وعليك ألا تسقط وتبكي على ما فات، إستمر واكمل طريقك، ستنكسر في لحظة، ولكن لا تبحث عن تفاصيل لأنك ستضيع في الأسئلة وفي النهاية لن تجد جوابا لأي سؤال.
لحظة إنكسار
لكل منا لحظة صعبة مرت بحياته، لحظة إنكسار أثرت عليه، كخسارة شخص أحبه كثيرا، أو خسارة فرصة في الحياة. لحظة الخسارة لابد ان يمر بها الفرد أكثر من مرة، لهذا علينا جميعا أن نتقبل الخسارة، ألا نكون متمسكين بما راح، بل كل شيء يعوض، المهم ألا تخسر نفسك. الأمر كحلول الليل والنهار، كطلوع الشمس، لا تبكي على ليلة مضت لأن هناك ليلة قادمة، ولا تجعل كل تفكيرك في الماضي، بل فكر في المستقبل.
التسامح
لو أخطأ شخص في حقك، ولم يعتذر وانت قادر على الإنتقام، ما الذي تستفيده من الإنتقام؟ أن تعيد حقك هذا واجب وأمر لا نقاش فيه، ولكن إن كان الخطأ كلاما أو تصرفا خبيثا منه، فلا داعي لتكون مثله، سامحه واتركه يرى كم هو تافه، كلمه كأن شيئا لم يكن، فالخسارة أصلا لا تستحق أن تنظر لها. هذا الأمر يحتاج بعض التجربة، البعض منا قد لا ينام الليل إن أهانه شخص ما، ولا يرتاح إلا إذا أعاد له الصاع صاعين، ومن رأيي ما الذي تستفيده غير أن تخسر شخصا، صحيح هو من بدأ، ولكن إن أخطأ شخص في حقك حاول أن تكسبه، في النهاية كلنا نخطئ، ضع نفسك مكانه، لو قلت رأيك بصراحة في شخص لا تحبه، هل ستجد ان من المنطقي أن يأتي هذا الشخص وينتقدك أيضا لمجرد انه وصله كلامك في حقه؟
ميزان الحياة
الكل يريد النجاح، لكن عندما نضع اهدافنا وأحلامنا وخطة نجاحنا، لابد أن يكون لدينا ميزان به كفة المكاسب والخسائر، لكي تنجح لابد أن تتعب، أو تغش أو تدفع رشوة، هذا واقع ولن نقول غير ذلك ولكن، عندما تضع مغانمك فكر هل تستحق أن تخسر لأجلها ما ستخسر.
الأمر كمن يسعى لتسلق قمة الجمل، سيتعب كثيرا، وقد يمضي أياما وعندما يصل يشعر بطعم النصر
لو جاء شخص آخر وقال انا لا أريد غير تسلق كيلومترات قليلة من الجبل ثم اعود. ما الذي استفاده؟
الفرق في المكاسب وليس في الخسائر، سواء تسلقت نصف الجبل أو كله، فأنت ستمر بلحظات صعبة وقد تكون نفس اللحظات، لأننا دائما نقول بأن الخطوات الأولى في الطريق هي الصعبة، اما باقي الطريق فيكون أمرا عاديا. لذا من تسلق أمتارا قليلة خسر مثل من تسلق الجبل ولكنه لم يكسب نفس مكسبه.
في حياتنا نجد البعض يتعب تعبا كبيرا ليحقق طموحا محدودا في حين أن تعبه يستحق أن يكون طموحه أكبر.
المسؤولية والشخصية المستقلة
سأقول في جمل بسيطة، من لا يملك إستقلاله فهو لن يكون مسؤولا عن القرار، قبل أن نتحدث عن المسؤولية والحساب لابد أن نتحدث عن الشخصية والقرارات المستقلة، لن تكون مسؤولا عن قرارك عندما يكون هناك من يأمرك وتسمع الكلام وبهذا لا يمكن محاسبتك عن قرارت خاطئة لست صاحبها.