اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-2013, 08:55 PM   رقم المشاركة : 1
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

icon27.gif روآيةْ سجَينَآت خَلف قُضْبآنْ القُصُور .

رواآية سجينات خلف قضبان القصور كاملة

للكاتبة : •غٌـمـوضٌ الــورد

الجزء الأول
[ الفصل الاول ]

21_158.gif
الصيف راح وزمهرير الشتـا حـلّ

وانا فقيـرة حـال وَاهْلِـي فَقَـارَا

ياشاعري عن مَطْلَبِي لَلْبَشَـرْ : قِـلّ

نورة تِبِيْ، مِعْطَفْ هنـادي، وِيَـارا

لو يوم واحد بَدْفِـنْ الفقـر وَافِـلّ

هذا الْحِجَاجْ اللـي كسـاه الغبـارا

وأدَوْس باقدامي على فَرْشَـة الـزّل

لو نصف يوم أهْجُرْ حيـاة الطُفَـارا

هذا الفقر مَـا كَـلّ مِنَـا وَلاَ مَـلّ

ولَـهْ سطـوةٍ جبّـارةٍ مَـا تُجَـارَا

بيِدْيه سَلّ الحـال ياشاعـري سَـلّ

ولبّـس عيونـي ليـل مالـه نهـارا

كم قِلْت لَهْ دِخِيْل رَبْ السما :حِـلّ

عنّا، وكـم صَيَّحْت،فيهـا جِهَـارا

وكم قِلْت لَهْ :فارق: عَنْ ارْوَاحَنَا :وَلّ

ويِقْبِـلْ عـدوٍّ مـن عـدوّه تثـارا

يا شاعري مِنْ تَلّـة اوْجَاعَنَـا طُـلّ

ومِدّ الْبَصَرْ دَاخِـلْ وِجِيْـه الْحيـارا

تلقى بِنَا : أعمى :وأطـرم :وِمِنْشَـلّ

وتلقى الأسَى يَسْكِنْ عيون الصغـارا

و تِلْقَى هَيَاكِلْ: نَاحِلَهْ مَا لَهَا ظِـلّ

عَنْهَا يطيـح مـن النحـول الأِزَارَا

تشرب قَهَرْ :والقـوت بَحْلَوْقَهَـا ذِلّ

ورغم الفقر تلبـس عبـاة الوقـارا

ومع كُلْ طَلْعَةْ شَمْس،تِنْدَاسْ:تِنْـذَلّ

والدين وصّى لاَ ضَـرَرْ: لاَ ضِـراراَ

مَامَرُّهُـمْ دِيْـم الْرَفَاهِيّـه وبَــلّ

ظُمَى الكبود إنْ كَانْ بَـلّ الصحـارا

حِنّا: وَطَنْ والفقر غـازي ومُحْتَـلّ

والْعِرْض عن عيـن الرذيلـه تِـوَارَا

نَعْرِفْ طريق المال ونشـوف وَنْـدِلّ

بس الثمن خُـزْي :وفضيحه:وعـارا

ونَخَافْ ثوب الْطُهرْ في يـوم يُبْتَـلّ

الفقـر كافـر :والمصايـب كبـارا

تِتِلّنِـا يُمْنـي الْفَقُـرْ للخطـا تَـلّ

بالنفس كسـر وبالعيـون انكسـارا

لو تصفع العابد يديـن الفقـر ضَـلّ

وصارت له قبـور الخطايـا مـزارا

ياشاعري سَوْلَفْت لك :جُزْء مِنْ كُلّ

عن فَقُرْ عَذْرا :كَمْ وَرَاهَـا عَـذَارا

وذولا يبيعـون المزايـيـن والْـبِـلّ

سَكْـرَةْ زَمَـنْ وِلاّ الأوادم سُكَـارا

ناَظِرْ عيونـي مَابَهَـا مَاطْـر ٍ هَـلّ

جفّـت سَحَايِبْهَـا بليـل السهـارا

وتبقى قضية فَقْرَنَـا مَـا لَهَـا حَـلّ

يَا شَاعِري مَا تْـت قُلـوب الغيـارا

ورَاحَتْ وانَا اقْول الْفَقُرْ شَخْص مُنْحَلّ

أبغـى أَدَارِيْهَـا وهِـيْ مَـا تُـدَارَا

أخاف اصَرّح ثُمْ عَلى راسـي اتْهِـلّ

سُحْب المصائب من يميـن ويسـارا

بَسْكِتْ وَبَبْلَعْهَا مِثِـلْ كَاتِـمْ الْغِـلّ

وأقـول ياربـي تعيـن الفـقـارا

وسلام :يا نَرْجِسْ: وِكَادِي :وِِيَا فُـلّ

وسلام يَا كِذْبَـة غِنَـى وازْدِهَـارا ...





المكان قرية " العتيق " 375 كم غرب مدينة الرياض ...
( اسم القرية من بنات افكاري فقط )
في بيت طين جدرانه متهالكة بسقفه الخشبي اللي يكاد يسقط عليهم ... وبإحدى
ليالي الشتاء الباردة ... تجمعو حول النار ينشدون الدفا من هذا البرد القارس..
بثيابهم البالية واللي بالكاد تسترهم ..

بوجه شاحب ملته تجاعيد الزمن وقفت تناظر عيالها .. اجساد نحيلة من الجوع ...
وملامح ارهقها الفقر والألم .. التفتت الى اصغر بناتها : منيرة روحي لم بيت عمتس
جيبي ملح ..
منيرة اللي قاعدة جنب موضي تزين لها شعرها جديلتين : يمه انا كل يوم اروح
قولي لسلمان ...
سلمان لزق في ابوه وبصراخ : مابي اروح انا بردان وماعندي شي يدفيني .. قولي لحصة !
ام راكان : حصة من تغطت ماعاد تروح بيت عمك هالحزة ..
حصة بفرح : الحمدلله هذا هي امي قالتها ..
ام راكان : يعني شلون تبوني اروح انا ؟
نورة قامت ومسكت يد امها : لا ارتاحي يالغالية انا بقوم اجيبه ..
ام راكان : وين تروحين يمتس بهالليول ؟
ارتسمت ابتسامة عذبة على شفايفها : يمه بيت عمي الباب بالباب .. اقعدي ولا يهمتس ..
لبست جلالها وطلعت لبيت عمها .. طقت الباب وفتح لها محمد ولد عمها ومن
شاف نورة توزى ورى الباب : هلا نورة آمري ؟
نورة : هلا بك محمد .. وين سارة ؟
محمد : حياتس ادخلي ..
دخلت الصالة وشافت عيال عمها بس ماشافت لا خالتها ولا سارة .. ودخلت
للغرفة الصغيرة اللي يقعدون فيها واللي بالكاد تحتمل وجود شخصين : سويرة ..
ارتاعت سارة والتفتت وراها : وجع .. " وطقتها على كتفها " ماتدرين اني اخاف ..
نورة بضحكة خفيفة : يقال لتس ماسمعتي الباب ..
سارة بتأفف : خير وش عندتس جايتني هالحزة ؟
نورة تكش عليها : من زينتس يوم اجي لتس .. " ومدت لها البيالة " خوذي حطي
لنا شوي ملح ..
سارة : من وين ياحسرة ؟ نورة احنا من اسبوعين ماطبخنا ولا عندنا شي نطبخه
لا جانا شي من عندكم كليناه وانتي تعرفين ..
نورة زفرت بوجع : ادري والله .. اليوم بعد بنقعد ماتعشينا ..
سارة : وش الجديد ؟ هذانا ننوم كل ليلة مانتعشى ..
نورة : اجل وش عندتس تحوسين ؟
سارة : بجيب لأمي لبن ..
نورة : خالتي قاعدة بالصالة ؟
سارة : لا تبي تنوم الحين من طلعة النور وهي قايمة ..
نورة : زين بروح لبيتنا .. الله يعين بس !
ورجعت للبيت يدينها خالية .. لمحت وجيههم تنتظر من عندها إجابة .. كلن منتظر
وش تجيب لهم : قاضي ملحهم من زمان ..
على طول صاح سلمان : يمه شلون ماناكل يعني ؟
ابو راكان بتذمر : بس اسكت ..هذا اللي الله كاتبه ..
منيرة شوي وتصيح : يبه تكفى خل سلمان يجيبه من دكان العم مرزوق ..
ابو راكان دخل يده بمخباة ثوبه البالي وقال بأسف : والله يابوتس ماعندي ريال
واحد ..
صاحت منيرة بعدها .. ولمتها موضي تسكتها : بس يامنيرة باتسر ان شاء الله
يجيب لنا العم مساعد كل اللي نبي ..
اكتسى الحزن وجيههم وبانت علامات البؤس والأسى ..صورة تتكرر كل ليلة ..
تمر عليهم ايامهم بدون وجبات رئيسية ..
قامت بعدها نورة خذت خواتها واخوها وراحو لغرفتهم الصغيرة .. اللي ينامون فيها كلهم ..
وعقبها نامو ام راكان وابو راكان بالصالة ..
غطت خواتها وسلمان وخذت لها فانوس وقعدت بزاوية الغرفة ... مسكت الثوب
الأسود والإبرة وقعدت تخيطه .. دموعها مو راضية توقف وهي تسمع شهقات
منيرة وسلمان اللي نامو وهم يصيحون من الجوع ..
................. : وشوله تصيحين ؟ على خبرتس هذا حالنا من ربي خلقنا ..
نورة : كسرو خاطري ياموضي ..
موضي : مردهم يتعودون مثل ماتعودنا .. هاتي اساعدتس !
نورة : ماتعرفين له ..
موضي : زين علميني ..
نورة : خليني هالمرة انا بخيطهن .. واذا باعتهن ابلة لمياء بعلمتس شلون وتساعديني
نخيط ثياب اكثر ونبيعهن .. لحفي حصة زين لا تمرض علينا ..
موضي وهي تغطي حصة : ادعي ربتس يمكن باتسر يصير احسن من اليوم ..
نورة بأسى : ياليت امي جابتني ولد ..
موضي : استغفري ربتس وش هالكلام ؟ هذي قسمة رب العالمين مايجوز تعترضين ..
نورة : استغفر الله العظيم .. شسوي ياموضي عازن علي عيشتنا ولا انتي عاجبتس
حالنا ؟
موضي : هذا هو راكان ولد وماتغير حالنا ..
نورة : راكان كمل دراسته وكلها سنتين ويتوظف ان شاء الله .. البلا احنا اللي حدنا
سادس ابتدائي ..
موضي : واذا توظف راكان وش نستفيد ؟ مانشوفه الا بالسنة مرتين ولا ثلاث ..
نورة : خوفي من ربتس لا تظلمينه حرام عليتس .. لولا الله ثم راكان كان متنا من
زمان .. مو كافي مايصرف علينا وعلى بيت عمي الا هو ..
نزلت دموع موضي غصب عنها : ذبحني الفقر يانورة ..
نورة : ذابحنا كلنا بس وش نسوي ؟ حيل الله اقوى .. خليني بس اشوف شغلي كود
يجينا رزق ماحسبنا له ..
موضي : ورى ماتنومين الحين ؟ ومن اصبح افلح ..
نورة : نومي انتي .. لا جاني النوم مانيب قاعدة ..
تلحفت موضي بالبطانية اللي تغطيها هي وسلمان ونورة .. على امل الغد يحمل لهم
الأمل اللي فقدوه ..
وظلت نورة تخيط الثياب يمكن تقدر تصرف على بيتهم وبيت عمها بعد .. غلبها النعاس
في ظرف ساعة ونامت مكانها بدون ماتحس ..



بأحد احياء الرياض الراقية .. وبأحد افخم القصور .. كانت الساعة تشير لـ 9:23 م ..
صوت الأغاني يصدح بكل الجناح .. كانت لابسة برمودا جينز لو ويست وتوب ابيض
بدون سيور .. قاعدة ترقص بجنون وخصلات شعرها الكستنائي تتطاير .. انفتح الباب
ودخلت عليها رسيل وخلفها الشغالة اللي حاملة بيدها اكياس مختلف الماركات : هــآآآآي
سما تأشر بيدها بحركة راقصة : اهلين حبيبتي ..
رسيل خذت الريموت وسكرت الأغنية : سموي تعالي شوفي الأغراض اللي شريتهم ..
سما : وش الجديد يعني ؟ انتي كل يوم تروحين السوق وتتشرين اللي تبين واللي ماتبين
بعد ..
رسيل تأففت بدلع : سموي صايرة مثل طلال .. هذي شاريتهم لعيد ميلاد وفاء .. " التفتت للشغالة
اللي شايلة الأكياس بيدها " سوجي حطيهم وروحي المطبخ ..
رسيل وهي واقفة وشايلة فستان شيفون قصير وردي مموج : حلو ؟
سما : وآآآآآآو ريسو يجنن .. روعة فانتاستيك ..
طلعت الصندل ( تكرمون ) الفضي من علبته : شرايك ؟
سما فاتحة عيونها على الآخر : مرررررة فخم .. امممم بس ليش فضي ؟
رسيل : مادري عجبني كثير .. وبعد اكره اللي تطقم كل شي نفس اللون .. حسيت
هاللون يعطي فخامة .. خصوصا انه الفستان سيمبل .. وبعد ابي اكسر اللون شوي ..
سما تبوس رسيل على خدها : ياعمري احسك تتكلمين مثل خبيرات الموضة ..
رسيل : هههههههههههههه يعني بكون اكشخ وحدة في الحفلة ؟
سما : اكييييييد انتي ريسو بنت مساعد مو حي الله ..
سوجي فتحت عليهم الباب : مدام يقول كم العشا ريدي ..
سما : اوكي .. وثاني مرة عندك شي بالانترفون مو كل شوي رازة فيسك هنا ..
يالله ريسو العشا ..
شالت رسيل اغراضها وراحت لجناحها .. اما سما نزلت ركض مع الدرج ..
.................. : شوي شوي لا تتكسرين !
ناظرته وهي خايفة : اووووف وانت قاعد لي على كل شي ؟ بابي شوف طلال ..
طلال : وش هاللي لابسته ؟
سما : مو شغلك ..
قرب منها يبي يمسكها بس ركضت لابوها وتخبت وراه : بابي الحق علي ..
طلال : انقلعي غرفتك بدلي ملابسك ..
سما : شفيهم ملابسي كل البنات يلبسون نفسي ..
ابو طلال : خلاص يابوك خلها براحتها يعني ماتعرف اختك .. !
طلال وهو يناظر رسيل اللي نازلة وهي لابسة بنطلون اسود ضيق وتوب رمادي
بسيور رفيعة وبالنص علامة ديور بالاسود اللامع : شوف هذي وش لابسة بعد ..
رسيل ناظرت نفسها : وش فيه لبسي ؟ لا تقول مو كشخة ..
سما : ههههههههههههههه لا بس مسوي لنا محاضرة كالعادة ..
مشت رسيل وحبت راس ابوها وقعت جنبه ..
طلال شافهم وهم قاعدات عند ابوه : هين انتي وياها .. الايام جاية والله لاربيكم..
ام طلال وهي جاية من صالة الطعام ابتسمت اول ماشافت ولدها : ياهلا بطلال ماشاء الله
اليوم مشرفنا ..
راح لامه وحب راسها : هلا يمه .. " ولف يده على كتفها " شلونك يالغالية ؟
ام طلال ابتسمت له : بخير .. يالله العشا جاهز ..
سما قربت من رسيل وهمست : الليلة الدلال كله لحبيب القلب واحنا اللي رحنا فيها ..
ضحكو ثنتينهم وابتسم ابوهم اللي كان وراهم وسامعهم ..
قعدو على طاولة الطعام اللي مزدحمة بكل اصناف الأكل اللي ممكن حتى ماتخطر
على البال ..
رسيل : غريبة وينه سامي للحين ماجا ؟
ام طلال : بيسهر اليوم مع اخوياه ..
ابو طلال : شلون يسهر وبكرة وراه مدرسة ؟
ام طلال : طلبني وماقدرت اقول له لا ..
ابو طلال : لا ضيعيه احسن .. هالسنة الولد توجيهي ولازم ينجح بنسبة زينة ..
رسيل : مايحتاج يتعب نفسه .. كلها كم الف وياخذ الاول على المدرسة ..
طلال : ايه مو طلال اللي انكرف على وجهه وحفظ كتبه من الجلدة للجلدة ..
ابو طلال : انت الوحيد اللي ربيتك مثل ما ابي .. ولا اخوانك انشغلت عنهم
بتجارتي وشركاتي ..
التفتت ام طلال عليه بعصبية : وش قصدك يعني تربيتي هي الخربانة ؟
سما بتأفف : يااااربيه بدا موال كل ليلة ..
ابتسم ابو طلال وحب يلطف الجو : لا والنعم فيك يالطيفة بس انتي تدللينهم
بزيادة ..
ام طلال بابتسامة بسيطة : بعد عيالي ولازم ادللهم ..
رسيل متفاجأة ان النقاش ما احتد : ماشاء الله اليوم الاجواء صافية .. طلول تكفى
كل ليلة تعشى معانا ..
سما تغمز لها : ايه عشان الاشتباكات وكذا ..
طلال مافهم عليهم بالبداية بس من شاف ابتسامة امه وابوه .. طلعت منه نصف
ابتسامة : ان شاء الله لا خلصت اشغالي اجي بدري ..
سما وهي تفتح عيونها الواسعة على الآخر : واااااي مو مصدقة طلال يبتسم ؟
ام طلال : بعد عمري ولدي وليش مايبتسم ؟
سما : مادري بس دايم عابس ونفسه في راس خشمه ..
طلال وهو يقوم ومطنش كلام اخته : اليوم انا رايق ..
ابو طلال : وين ؟ ماتعشيت ..
طلال : الحمدلله .. عن اذنكم بخلص كم شغلة وانام .. وطلع رايح لجناحه ...
بعد ماخلصو الكل عشا طلعو رسيل وسما الصالة اللي
فوق يشوفون التليفزيون وقعد ابو طلال ومرته يشربون الشاهي ..
ام طلال : يااارب متى يطمن قلبي هالولد ويتزوج ..
ابو طلال : لا تتعبين عمرك معاه .. كل مافاتحته بالموضوع تضايق وزعل ..
ام طلال بضيق : من طلق هالنسرة وهو كاره طاري الزواج ..
ابو طلال : خلاص لا تجيبين طاريها لا بخير ولا شر .. راحت بحالها والله
يستر عليها ..
ام طلال : مساعد تكفى كلمه واقنعه كلها كم شهر ويدخل الـ 35 وهو بعده ما استقر
ولا فرحني بعياله ..
ابو طلال وهو قايم : انا عجزت فيه .. هذا هو عندك روحي له وكلميه ..
ام طلال : هذا انت دايم رامي الحمل علي ؟
ابو طلال من اعلى الدرج : غيري جو شوي .. قابلي عيالك بدل هالحفلات اللي
تحضرينها كل يوم والثاني ..
كانت بترد بس فضلت الصمت من اختفى زوله عن نظرها .. تأففت بقهر وقعدت
بالصالة



لبست عباتها وطلعت توصل سلمان ومنيرة لمدارسهم .. بالاول وصلت منيرة لان مدرستها
اقرب وبعدها راحت لمدرسة سلمان ...
سلمان : خلاص روحي البيت انا اعرف الطريق .. الحين العيال والمدرسين يشوفونتس ..
موضي : وانا وش علي فيهم ؟ لابسة عباتي ومستترة امش قدامي يالله ..
سلمان : مانيب رايح .. والله ما اروح ..
موضي : ماهو بكيفك امش عاااااد ..
وقف مكانه معند ومايبي يتحرك .. نزلت نفسها لمستواه وناظرت بعيونه : السلمي ..
ناظرها بدون مايتكلم .. ركزت نظرها عليه وقالت بصوت هادي وجاد : ماتبي تكبر وتشتغل
وتجيب لابوي فلوس ناكل منها ؟
سلمان هز راسه بإيه .. كملت موضي : زين ماراح اقرب .. ابي اشوفك وانت تدخل ابي اتطمن
عليك .. يالله لا يذبحك البرد ..
مشى معاها سلمان بكل رضى .. وقفت على بعد بيت من مدرسته وانتظرت لين شافته يدخل
المدرسة ورجعت للبيت ..
بطريقها شافت هيا بنت عمها طالعة من بيتهم : هيونة وين رايحة ؟
هيا : ابي اروح اطبخ الغدى لبيت مطلق عندهم ضيوف اليوم ..
موضي : تطبخين غدى من الحين ؟
هيا : لا هي قالت تعالي مبتسر اشوف المطبخ واقطع الخضرة وانظف معهم ..
موضي : ويعطونتس فلوس ؟
هيا : ايه ..
موضي : تكفين بروح معتس .. والله يا هيا صار لنا 3 ايام واحنا ماناكل الا التمر واللبن ..
هيا : خابرة وانا اختس .. بس الحمدلله ام مقرن وافقت اطبخ لهم عقب ماطلبتها امي ..
موضي : زين احتريني دقيقة بقول لأمي واجي معتس ..
هيا : روحي ولا تطولين ..
راحت موضي ركض لأمها : يمه يمه ..
ام راكان : وصمه .. خير وش عندتس ؟
موضي : يمه بروح اطبخ الغدى مع هيا ببيت ام مقرن بيجونهم ضيوف ..
ام راكان ما استوعبت شي : وشو ؟
موضي : بنطبخ لهم الغدى ويعطونا فلوس ..
ام راكان : اقعدي فهميني السالفة ..
موضي : يمه بتأخر على هيونة لا رجعت اعلمتس ..وطلعت ركض مثل مادخلت ..
ام راكان تصوت لها : موضي .. موضي ولعنة .. هين والله لاوريتس ..
نورة من وراها : خليها يمه تروح .. يمكن يجينا شي من غداهم ..
ام راكان تضرب كف على كف : الله كريم وانا امتس .. الله كريم ..
رجعت نورة تكمل خياطتها .. وشيخة ترتب مع امها البيت اللي مكون من غرفتين
صغااااار ملحق بوحدة منهم المطبخ وصالة ..وحمام ( تكرمون ) ..
ام راكان : حصة شوفي من عند الباب ..
لبست جلالها وركضت للباب : مين ؟
سارة : حصيصة افتحي الباب ذبحني البرد ..
حصة فتحت لها الباب وهي تطقها : مليون مرة قلت لتس لاتقولين حصيصة ..
سارة بعناد : حصيصة حصيصة " وتمد لسانها " ..
نورة مبتسمة : سويرة وش تبين فيها .. تعالي ساعديني ابرك لتس ..
سارة تناظرها بطرف عينها : هماتس تقولين فلوسها لتس بلحالتس ؟ وشوله
اعاونتس ؟
نورة سحبتها من يدها : تعالي انتي بس .. يعني ماتدرين انه لو يجينا ريال نقسمه
نصين ..
سارة : تهقين بتجيب لتس شي ؟
نورة : ان شاء الله ابلة لمياء تقول انهم يلبسونها بحفلات المدارس وللحين مطلوب
وعندها زباين بالرياض يشترونه وبسعر زين بعد ..
سارة : نوارة .. نفسي اروح للرياض .. ابي اعرف شلون عايشين ..
نورة : خلينا بديرتنا ابرك ..
سارة : اي ابرك ياحسرة .. شوفي شلون عيشتنا فقر وجوع وحالتنا حالة ..
نورة : احمدي ربتس ياسارة .. غيرتس ماعاش ..
ام راكان جات لهم بالغرفة : سويرة وين امتس ؟
سارة : راحت لم ام سالم شوي وبتجي ..
قعدو كلهم يسولفون وعقبها جتهم ام محمد : السلام عليكم
نطت حصة وشيخة ياخذون اللي بيدها
ام محمد : بسم الله الرحمن الرحيم .. بغيتن تقطعن ايديه ..
سارة : من وين لتس يمه هالخبز ؟
ام محمد : زاد من عند ام سالم وجبته لهالضعوف ياكلونه ..
سارة : واحنا شلون يعني .. نناظرهم وماناكل ..؟
شيخة خذت قطعة الخبز وقطعتها لـ 6 قطع صغيرة : كلنا بناكل اقعدو الحين ..
ضحكو عليها وتجمعو ياكلون هاللقمة اللي تسد جوعهم .. وتقويهم بأيامهم
الصعبة ...







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 08:56 PM   رقم المشاركة : 2
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

في بيت ابو مقرن يقطعون البصل والخضار ,, ويغسلون القدور والمواعين اللي
بيطبخون فيها الغدى ..
هيا : موضي تشوفين اللي اشوفه؟
موضي : وشو ؟
هيا : لحم .. عندهم لحم واحنا مانشوفه الا بعيد الضحية ..
موضي : هذا ابو مقرن نص مزارع هالديرة وحلالها له ..
هيا : ياليتني بنته والله ..
موضي تحب يدها وجه وقفى : الحمدلله والشكر .. ترحمي على ابوتس ابرك لتس ...
هيا : اقول لا يكثر وتعالي رقي العجين زين ..
موضي : قلت لتس المرقوق ما اعرف له .. انا علي الرز والجريش ..
هيا : تصدقين موضي اني اعرف اطبخهم بس ماعمري كليتهم ..
موضي : تعلميني انتي ؟ واحنا ناكل كل شي سوا .. بس ان شاء الله بتطبخينه ببيتس
مير اصبري على راكان لين يتخرج ويتوظف ..
ابتسمت هيا بحرج : الله يرده بالسلامة ..
موضي : نطبخ الحين ولا شلون ؟
هيا : انتي سمعتي ام مقرن قالت جهزن كل شي ولا قلت اطبخن نطبخ .. تونا الساعة
ماجت 10
موضي : هههههههههههه مشتهية آكل طماط ..
هيا تناظرها مستغربة : وش اللي يضحك بالسالفة ؟
موضي : اشوفه ولا اقدر آكله ..
هيا : عادي كولي اللي تبين ...
موضي : شلون آكل من وراهم .. احس اني اسرقهم ..
هيا : لاجت ام مقرن علميها ..
ام مقرن من عند باب المطبخ : افطرن يابنات وعقبها اطبخن الغدى ..
هيا : مشكورة ياخالتي بس نبي نخلص ونروح لبيوتنا ..
موضي قبصت يد هيا .. وصرخت بألم ..
ابتسمت ام مقرن : موضي بالحافظة فيه حنيني .. كولو منه بس لاتأخرن ابي عقب
صلاة الظهر الغدى زاهب ..
وطلعت من عندهم .. ركضو ثنتينهم وفتحو الحافظة وبدو ياكلون بشراهة ...
موضي غصت بلقمتها ودمعت عينها : هيا شلون ناكل واهلنا يموتون جوع ؟
هيا تربت على كتفها بحنان : خلينا ناكل الحين .. ولا خذينا اجرتنا نشتري لهم اللي يبون ..
موضي وهي تمسح دموعها : صدز ؟
هيا : ايه صدز .. اخلصي يالله ..
افطرو البنات وبعدها قامو يطبخون الغدى .. كل الأصناف اللي يعرفونها طبخوها
لهم .. وبعد صلاة الظهر كان كل شي جاهز ..
ام مقرن : كثر الله خيركن ماقصرتن يابنات ..
موضي : خالتي نبي اجرتنا تأخرنا على اهلنا ..
ام مقرن ناظرتهم بحنية : بعد الغدى ان شاء الله .. استسلمو لرغبتها وقعدو ينتظرون ..
راحت ورجعت لهم بعد ساعة : عساها سالمة هاليدين .. يازين ماسويتن ..
ابتسمو ثنتينهم على هالإطراء ..
مدت لهم اجرتهم : هذي 100 ريال .. كل وحدة فيكن لها 50 ..
" رغم ان المبلغ زهيد .. الا انهم كانو بقمة سعادتهم لانهم بعمرهم ماملكوه .. "
كملت وهي تشوف الفرحة تشع بعيونهم : والغدى بقى منه واجد .. خوذو منه اللي
تبون ..
راحت موضي تحب يد ام مقرن بس سحبت يدها : استغفر الله يابنيتي .. هذا حقكن ..
موضي : الله يجزاتس الجنة يارب ..
ام مقرن : وياتس .. اجل تعالن شيلن التباسي حطوهن بصندوق الوانيت يوديهن عليان
الراعي لم اهلكن ..
لبسو عباياتهم وبراقعهم .. وشالو الصحون وحطوها بالوانيت ..
ام مقرن : لا قضيتن منهن ردوهن باتسر ..
هيا : ان شاء الله خالتي ..
رجعو يمشون لبيوتهم .. ورغم ان المشوار كان طويل الا انه سعادتهم نستهم تعب
هالمشوار ..
موضي : اوووف وش هالنحاسة انقطعن نعولي ( تكرمون ) ..
هيا : امشي حافية ولا وصلنا خيطيهن ..
شالتها موضي بيدها ومشت حافية .. بهالاثناء وصل عليان الراعي بصحون الأكل
ونزل طق على بيت ابو راكان الباب ..
ابو راكان : من جاينا هالحزة ؟
نورة : هذي اكيد موضي ..
سلمان اللي رجع هو ومنيرة مع شيخة ركض يفتح الباب : يبه عليان يبيك ..
ابو راكان : وانا اقدر امشي ولا اتحرك من مكاني ؟
ام راكان : خلك .. بقوم انا " لبست برقعها وطلعت له " خير ياعليان وش عندك ؟
عليان : هذا الغدى لكم من ام مقرن ..
فرحت من قلب انهم لقو شي يسد جوعهم وقربت من الوانيت شافت الصحون
واتسعت ابتسامتها : سلمان صوت لمحمد ومشعل يشيلون معنا ..
ركض سلمان لبيت عمه اللي مابينه وبين بيتهم الا جدار فاصل .. وطق عليهم الباب
ام محمد : من بالباب ؟
سلمان : خالتي ابي مشعل ومحمد يشيلون الغدى معنا ..
من سمعو طاري الغدى ركضو كلهم عند الباب ..
سارة : ماجن هيا وموضي ؟
ام راكان توها تستوعب ان بنتها ماجات : ايه صدز عليان بناتنا وينهن ؟
عليان : جايات وراي .. البيت بعيد ويبي لهن وقت على مايوصلن ..
بعد مانزلو كل الصحون .. وقفو يناظرون وهم حيل مستانسين ..
شيخة : وش هالخير كله ؟ هذا والله يكفينا اسبوع ..
التفتت لها امها وقالت بحزم : ومن قال لتس نبي ناكله بلحالنا .. جيرانا اللي مايقصرون
معنا بعد لهم حق ..
نورة : وين نحطهم يمه وبيتنا بالقوة ضافنا ؟
ام محمد : ماعليتس يابنيتي كل شي يتدبر ..
مشعل : يالله يمه نبي ناكل ..
ام محمد : هاا روح صوت لهم يجون يتغدون معنا ...
ركضو العيال يصوتون على اللي بقى من جيرانهم .. لأن اغلبهم من سمعو الاصوات
طلعو يشوفون وش السالفة ..
نورة : ادخلن يابنات .. عاجبكن حالكن والرياجيل متجمعين حولنا ..
انصاعو البنات لها ودخلو بالصالة الضيقة واللي بالكاد تكفيهم .. وبالخارج بدا توزيع
الأكل مابين جزء للرجال وآخر للحريم ..
موضي وهيا قربو من بيوتهم وشافو الناس متجمعين عندهم على طول ضحكت موضي
على اشكالهم : هههههههههههههه والله اني دارية انهم بيشمون ريحة اللحم وبيجونا ..
هيا سرعت خطواتها : يالله اخاف مانحصل لنا شي ..
موضي : هيا انتظري يالنذلة الشوك جرح رجليه ..
مشت هيا مسرعة وموضي تحاول تلحقها .. ووصلو عندهم ودخلو داخل ..
ام راكان عند الباب تصوت للبنات : يابنات دخلن ابوتسن داره .. الحريم بيتغدن عندنا ..
شالو ابوهم ودخلوه بغرفته .. وسكرو الباب المتكسر .. حطو الاكل بصالتهم وبالغرفة
الثانية وقسمو الجزء الثاني ببيت ام محمد .. ورغم الزحمة الا انهم تجمعو لاجل ياكلون
هالاكل اللي يسد جوعهم .. اما الرجال حطو غداهم تحت اشجار مزارع الديرة ..
وجيه طغى على ملامحها البؤس .. ارتسمت عليها ابتسامة رغم الألم .. صمت رهيب بين
الجموع .. ماهي الا دقايق حتى فضت الصحون والكل يشكر فيهم ..
نورة وهي تشيل الصحن من عند ابوها : هااا يبه عساك شبعت ؟
ابو راكان وهو يلحس يده : الحمدلله يابوتس هذا يسد جوعي شهر ..
نورة تحب راسه : ياجعله هني وعافية يالغالي .. وطلعت من عنده للبنات شافت الحريم
كلهم طلعو .. وقعدت مع البنات بالصالة ..
سارة : بطرن الحريم عقب هالنعمة يبون شاهي ..
نورة : وينهن ؟ ماراحن ..
هيا : الا راحن اللي يبون الشاهي امي وامتس ..
نورة : من وين لنا ..
موضي طلعت الـ 50 من صدرها ولوحت فيها قبالهم : وش تبون قولو الحين ؟
نورة عقدت حواجبها : صاحية انتي ؟ هذي خليها لا اعتزنا شي .. يبون شاهي يدبرن عمارهن ..
سارة : وهي الصادزة ..
موضي : بس مابي احد خاطره بشي وما اجيبه ..
نورة : بعد عمري انتي .. مردنا بنحتاجتس ..
سارة تغير الموضوع : ياحليلكن يابنات يازين طباخكن ..
هيا : والله لو رحت بلحالي ماقضى شي .. بس تعاونا انا وموضي ويسرها رب
العالمين ..
سارة : اجل تحرن الخطاب من باتسر ..
نورة وهي تغمز بعيونها لهيا : لا هيا محجوزة للغالي ..
سارة : اجل موضي جايتس نصيبتس ..
موضي تكش على وجهها : من وين يجي لي معرس وخواتي قبلي ما اعرسن ..؟
هذا هي نورة دخلت الـ 29 .. وشيخة بتصك الـ 26 وماعمر احد جاهن ..
هيا : ماتدرين عن النصيب .. انا انخطبت وانا اصغر منتس ..
سارة : لا تفرحين بعمرتس ترى مابعد خطبوتس ..
نورة : ايه بس مسمينها له .. مثلها مثل محمد وحصة ومشعل ومنيرة ..
سارة : انتي من صدزتس عاد محمد توه بثاني ثانوي وحصه عمرها 13 ..
موضي : هههههههههههه لا وهالنتفة منيرة 10 سنين ومخطوبة ..
سارة : توهم صغار لاكبرو اخواني وراحو للمدينة يكملون دراستهم يمكن يتغير
كل شي ..
هيا تناظرهم بحيرة : تهقون راكان شاف بنات الرياض وعافني ؟
نورة : لا ياقلبي ماهوب راكان ولد عبدالرحمن اللي يتغير .. لو راح وين مايروح
مرده لتس لا تخافين .. وبديرتنا كلن عارف البنت لولد عمها .. واخوي اصيل
ومايبيع بنت عمه ..
شيخة لمعت بعينها دمعة وهي تسمع كلامها اللي حسته مثل الخناجر تطعن بقلبها ..
رغم انها متأكدة انه محد متعمد يقول هالكلام يبي يجرحها .. بس كل كلمة انقالت
جرحتها في الصميم ..
ام راكان : قومن يابنات غسلن مواعين ام مقرن ..
سارة : وين نغسلهن فيه ياخالتي والما على خبرتس يالله يكفينا ..
ام راكان : روحن لم البير غسلوهن .. وانتبهن منيرة لاتروح معكن ..
انصاعو لها .. وقامو بكل حماس .. لبست كل وحدة فيهم جلالها وبرقعها وراحو للبير
القريب يغسلون مواعين ام مقرن ..
قاعدة في صالة قصرها الفخم بملل : توبا العشا جاهز ؟
توبا : يس مدام ..
قامت رايحة لمكتب زوجها الكبير : فيصل العشا جاهز ..
عيونه كانت معلقة على الاوراق والملفات اللي قدامه : ثواني بس ..
طلعت من عنده راجعة للمطبخ : خلاص حطي العشا ..
رجعت للصالة ومسكت التليفون ودقت رقم جناح اطفالها : حسنا نزلي روان ورنا ...
بالعادة يتعشون البنات بدري .. وتقعد هي وزوجها لحالهم لانهم يتأخرون باشغالهم
ومايرجعون البيت بدري .. ماعدا يوم الاربعاء والخميس يتعشون معاهم ..
حطت السماعة وباغتها ببوسة على خدها : ليش الحلو معصب ..
التفتت له مبتسمة : ابد مشغول بالي شوي ..
فيصل : وش مشغله ياقلبي ؟
وقفت جنبه وقالت بملل : عندي مشروع جديد .. بس موترني حيل ..
فيصل وهو لاف يده حول خصرها متوجهين لطاولة الطعام اللي بزاوية الصالة : وش
مشروعه ؟
قطع عليهم كلامهم نزلة البنات يركضون ..
فيصل بعصبية : وييييين ؟ مليون مرة قلت لكم امشو على مهلكم وش له هالطيرة ؟
ضحكو ثنتينهم ومشو بهدوء لطاولة الطعام .. وقعدو كل شخص بمكانه ..
فيصل يناظر زوجته : ماقلتي لي وش مشروعه ؟
ميساء : مادري ابي ادرسه بالاول من كل النواحي ... واذا استقريت على الصورة
النهائية بعلمك ..
طول العشا كان النقاش عن المال والاعمال واللي تحتل الجزء الاكبر من حياتهم ...
بعد العشى قعدو بالصالة .. فيصل وميساء وبناتهم ..
روان : مامي اليوم عطوني دروس في اللغة الفرنسية ..
ابتسمت لها بحب : زين ياقلبي .. ابيك تشدين حيلك وتنجحين بامتياز ...
روان بدلع وهي تمط الكلام : اذا رحت صف ثاني تحبيني ؟
ابتسمت ميساء رغم انها ادركت حجم تقصيرها مع بناتها من هالسؤال : انا احبك
ياقلبي .. وكل مانجحتي راح احبك اكثر ..
رنا : وانا ماما تحبيني ؟
قبصت خدها وباستها : اكيد احبك ..
رنا جلست بحضن امها وبدت تتدلع عليها : طيب متى اروح المدرسة ؟
ميساء : بعد سنتين ان شاء الله ..
لزقت فيها روان وصارو ثنتينهم يتدلعون عليها وكل شوي وحدة تسئلها وش كثر
تحبها ..
فيصل يناظرهم مبتسم وهو يقلب بصفحات الجريدة ..رفع عيونه وشاف ميساء
منشغلة مع البنات .. قطع عليهم ضحكهم بسؤاله : وانا متى تحبيني ؟
التفتت له وضحكت من قلب وقالت بدلع : من عرفتك وانا احبك ..
فيصل : لا لا هالكلام يبي له جلسة خاصة
ميساء : يعني ماينفع نقول اللي بداخلنا الا بموعد مسبق وجلسة خاصة ؟
فيصل ابتسم على كلامها وفهم انها تعاتبه : وين حسنا ؟
استغربت سؤاله .. : وش تبي فيها ؟
فيصل همس في اذنها : ابيها تاخذ البنات لجناحهم .. ابي اجلس معاك لحالنا ..
ميساء : وليش احنا مانروح جناحنا ؟
ضرب على راسه وهو يضحك على غبائه : ايه صح جبتيها ..
طلع هو قبلها .. وكلمت حسنا تاخذ البنات تغير لهم وتنومهم .. وراحت لجناحها
شافته متمدد على السرير وبيده اوراق .. : هذا اللي يبي يقعد معاي ..
حط الاوراق بالدرج : قلت اشغل نفسي على ماتجين ..
قربت منه وجلست على طرف السرير : مو احنا اتفقنا الشغل ماندخله غرفة النوم ؟
فيصل باسها على خدها : زين ياعمري حقك علي .. هالليلة كلها لك " ناظر ساعته
وشافها تشير لـ 11:13 م " وتونا بأول الليل ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة .. ومسك شعرها يحركه بيده : لاعاد .. لاتقولين بتزعلين الحين ..
ميساء : لا مانيب زعلانة .. بس بقوم اتسبح ..
فيصل : اقعدي معاي شوي ..
ناظرته وابتسمت : من عيوني ..
ابتسم لها بحب وناظرها بتأمل : رجعي شعرك اسود .. كان احلى ..
ميساء تناظر بخصلات شعرها الاشقر : حرام عليك توني ماصبغته الا من 3 اسابيع
وانت بنفسك قايل لي حلو ..
ضحك عليها يوم زعلت : طيب لا تصيحين .. بعدين انا قلت لك حلو وماجاملتك ..
بس الاسود احلى .. يبرز جمال عيونك ..
تبسمت بخجل : عشانك راح اغيره .. وش تبي بعد ؟
فيصل قام يتذكر وابتسم وهو يقول لها : ابي تلبسين لي القميص الأحمر ..
ناظرته مستغربه : اي واحد ؟
فيصل : القصير ...
ابتسمت : نص اللي عندي قصار ..
فيصل : مادري شلون اوصفه .. بس اللي اذكره اني يوم شفته عليك .. ماخلا فيني
عقل ابد ...
توردت خدودها ... ومسكت يده : تعال معاي يمكن لاشفته بتذكره ..
قام معاها لغرفة ملابسها الكبيرة .. : وش هذا كله ؟ هذا لو بتوزعينه على اهل الرياض
كلن بيجيه حقه ..
ميساء : هههههههههههههه تعرفني احب اسافر واتقضى ..... وكل ماشفت شي عجبني
خذيته ..
ناظر بقمصان نومها الكثيرة : يعني بالله شلون بشوفه من بين هذي كلها ..
قعدو يفتشون وهي تضحك معاه .. وكل شوي يقول لها البسي هذا لا هذا طبعا نصهم
شاريتهم وتحطهم بغرفة الملابس وتنساهم .. ولان حياتهم روتينية فما تلبس له اصلا
الا في فترات متباعدة .. حاولت تتذكر شوي : زين متى لبسته ؟
فيصل : بيوم العيد ..
ميساء : اي عيد فيهم ؟ .. " فجأة تذكرته " اييييه عرفته عيد السنة اللي فاتت صح؟
فيصل : ايه ..
ميساء : حرام عليك تبيني البس شي عندي من سنة ؟
باس خدها : ايه عشان خاطري .. ماشفته عليك الا مرة وحدة ..
ابتسمت له : عشان خاطرك بس .. بس خلني اروح اتسبح بالاول ..
راح للغرفة وطلع اوراقه .. وهي راح تتسبح .. بعد ماتسبحت لبست قميصها والروب
وقعدت عند التسريحة تشوف شكلها .. وتجفف شعرها ..
رفع راسه ورجع الاوراق بالدرج وناداها تجي عنده ابتسم وهو يناظرها : كل ماتكبرين
تصيرين احلى ..
قربت منه وتمددت جنبه : عيونك الحلوة حبيبي ..
فيصل وهو يناظر عيونها : خذتنا الدنيا ياميساء .. لا قمت اشوفك ولا اشوف بناتي ..
ميساء : الزمن مايرحم .. واللي مايركض ورى رزقه بيضيع ..
فيصل : الله يقدرني واربي بناتي صح ..
ميساء : تصدق .. اوقات احس نفسي اقابلهم واشوف وش اللي يبونه مني .. ودي اقضي
معاهم يوم كامل انا ارعاهم بنفسي وانتبه لهم مثل اي ام بالدنيا .. بس من اروح الجمعيات
واشوف الفقر .. ارجع لشغلي وتجارتي .. ومابي بناتي يعيشون الا نفس الحياة اللي عشتها ..
ابي يحصلون كل اللي يتمنون ..
فيصل : العمر يخلص والشغل مايخلص .. لا تشيلين همه ابد ..
ميساء : بتعلمني وانت اللي دافن عمرك بالشغل والصفقات ؟
فيصل وهو ماسك يدها : خلينا ناخذ اجازة لانفسنا ولبناتنا ..
ميساء : عطني مهلة هالاربع اشهر .. وبعدها ناخذ لنا اجازة شهر كامل ..
فيصل : وعد ؟
ابتسمت له بحب : وعد ..
فيصل : اكيد .. !
ميساء : وانا عمري وعدتك بشي وماوفيت بوعدي ..
فيصل : لا والله الحق ينقال .. دايم على وعدك ..
ميساء : اجل خلاص اصبر علي .. ومالك الا اللي يرضيك ..
قرب منها والهبتها انفاسه .. وهمس لها بشوق : احبك ..
اتسعت ابتسامتها ورمشت بتوتر : وانا اموت فيك ..
لمها في حضنه وغرقها بحبه وحنانه اللي يحتاجونهم بمواجهة اوقات يغلب عليهم فيها
الجفاف العاطفي ..



قاعد بالشقة المتواضعة اللي تجمعه مع 5 من اصدقائه بأحد احياء الرياض ..
يتابع مباراة فريقه المفضل : مشاري قوم سو عشاك تبينا نبات اليوم ماتعشينا
مشاري : قلت لك مانيب قايم الا بين الشوطين .. وش مستعجل عليه انت ؟ تو الليل بأوله
راكان : ابي ارقد بدري وراي محاضرة الصبح ومثلك عارف الزحمة ووقفة الشارع لين القى لي
احد يوصلني..
عبدالله : خذ موتري وريح عمرك
راكان : وانت شلون تروح للجامعة ؟
عبدالله : محاضراتي بعد الظهر
راكان : لا ياشيخ انا بكرة محاضراتي للعصر ..
منصور : خلاص عبدالله يروح معاي وانت بعد بدل هالوقفة كل يوم خذ لك موتر على قدك ..
راكان : موتر ؟ وانا لاقي اللي اشتري فيهن كتب ومراجع ..
منصور : ماقلت خذه كاش .. كلنا ماخذينه تقسيط ..
راكان : ايه بس مكافائاتكم لكم ويجيكم فوقهن مصروف بعد انا هالـ 850 اللي اخذهن اصرفهن
على امي وابوي وخواتي
وعيال عمي وخالتي خلها على الله بس .. الله وحده العالم بحالهم ..
حتى الوظيفة اللي مشيت حالي فيها طردوني بعد ماكثر تأخيري ..
راشد : بكرة تتخرج وتتوظف ويجيك راتب وتتحسن الأحوال ..
راكان مايدري ليش ضاق خلقه من هالطاري .. قام وطلع مايدري وين يروح ..
مشى مايدري وين يروح وهو غارق بتفكيره ...
شلون تتحسن الأحوال وخواته واقف حظهم .. محد جاهم بيوم وطق بابهم ..
نورة عنست ومحد خطبها .. قرب عمرها يصك الـ 30 وماتزوجت .. رغم انها جميلة ..
وكل الديرة يتكلمون عن جمالها .. بس وين هالجمال اللي اندفن بالفقر ..
ولا شيخة اللي مسمينها لولد
خالها من صغرها وبالآخر نقلو لجدة ونساها .. وتزوج غيرها ..
ولا خالته اللي مالها بعد الله الا هو من توفى عمه ماذاقو طعم الفرح ابد .. وابوه اللي طرحه المرض من سنين وخلاه عاجز ..
وبنات عمه .. سارة و هيا ايه هيا اللي من فتح عيونه على هالدنيا وهو مايبي له زوجة غيرها ..
شلون يقدر يعيش ويعيشهم معاه .. حتى لو توظف راتبه شلون يكفي 13 شخص وهو معاهم ..
وهو صار له فترة حفت رجلينه يدور اي وظيفة يقدر يأمن مبلغ يغني اهله عن السؤال ..
آآآه ياقسوة هالزمن .. ناس ماتدري وين تودي فلوسها يصرفونها على اللي يحتاجونه واللي مايحتاجونه ..
وناس يبون اللقمة بس عزت عليهم يعيشون بجوع وفقر ..
حتى خوياه صار يحس نفسه عاله عليهم لأنه يعيش معاهم بدون مايدفع ريال واحد على المصاريف
بس لأن مشاري من ديرته متكفل بكل مصاريفه .. ومراعي ظروفه
ناظر المكان حوله بتعب .. مايدري شلون قطع هالمشوار كله بدون مايحس ..
دعا ربي يرزق خواته وسارة بنت عمه ويبعد عن كاهله هالهموم اللي اثقلته ..
وصل للشقة وهو مرهق دخل الغرفة بدون مايتكلم ..
لحقه مشاري على طول : قوم العشا ليش قاعد بلحالك .. ؟
راكان : مابي شي خلني ارقد ..
مشاري قرب منه : افا يا ابو دحيم يفداك موتري بس لا يضيق خلقك ..
ابتسم له راكان : ياليت الموتر اكبر همي .. تكفى مشاري خلني ابي انوم ..
مشاري : واذا قلت لك عشاني ؟
راكان : مشاري واللي يعافيك ..
مشاري : وربي ما اخليك .. محد خالي من الهم وانا اخوك .. قوم بس
قام راكان واستسلم لرغبة صديقه تعشى معاهم وهو مقرر اول ماتنزل المكافأة يشتري كل
الأشياء الضرورية ويروح للديرة ..
تمدد على فراشه وكل تفكيره راح للي ملكت قلبه .. شتسوي الحين ؟ اكيد نامت .. ولا سهرانة تفكر
فيه وتحاتيه وتنتظر يوم رجعته للديرة ..
ياترى كبرت تغير شكلها .. حس نفسه مجنون بهالأفكار هو آخر مرة راح الديرة من 3 اشهر ..
شلون بتتغير .. الظاهر من كثر مايهوجس فيها ماصار يركز او يدري وش يفكر فيه ..
نام وهو متأمل يحمل له الصباح بشرى تفرح قلبه ..







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 08:56 PM   رقم المشاركة : 3
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

فتحت اللاب توب بملل تبي تضيع وقت بدل قعدة البيت اللي تضيق الخلق ..
على طول سجلت دخول اون لاين على المسن وبدت المحادثات تتالى عليها ..
تأففت بقرف : هذول وش يبون صدق ماينعطون وجه ..
صرفتهم كلهم وغيرت الحالة لأواي .. تصفحت منتداها وبدت تشوف جديد المواضيع وترد عليهم ..
هي مقتنعة انها بداخلها اساس سليم لكن الكبت اللي تعيشه واحساسها بالنقص خلاها تتعرف على شباب
كثير .. ماكانت تكلمهم بالجوال لأنها تخاف من ابوها بس ضايفتهم عندها بالمسن ..
اوقات يأنبها ضميرها ويصحى احساسها وتعطيهم كلهم بلوك ..
بس مجرد ماتحس بالاضطهاد والظلم ترجع لهم وبشغف اكثر من اول ..
دايم كانت تعتبر نفسها مثل سندريلا نفس التفاصيل والقصة .. بنت مملوحة بس انحرمت من
امها من بعد انفصالها عن ابوها وتعيش مع مرة ابوها اللي معيشتها باضطهاد ..
وكل آحلامها تنتظر الأمير اللي راح تنسى فردة [ حذائها ] " تكرمون " على عتبات قصره ويحبها ويتزوجها ..
والعمر يمشي وهي للحين مالقت هالأمير .. وكل ما احد تقدم لها رفضه ابوها بدون ماتعرف السبب ..
ابوها اللي من كثر شكه مانعها من الروحة والجية .. من البيت للمدرسة وبعدها للجامعة ..
والحين تخرجت وصارت حبيسة جناحها الفاخر .. في قصر الكل يتكلم عن فخامته ..
كان كل من يزورهم ينبهر من جماله وروعته .. وبداخلها الف علامة تعجب ..
شلون يشوفون جمال بهالمكان وهي تحسه خاوي مثل قلوب ساكنينه ..
هي تعيش بهالمكان اتعس ايام عمرها .. فاقدة الحب والحنان .. فاقدة مجرد الاحساس لوجود
مشاعر في قلوب هاللي تعيش معهم .. حتى خواتها يكرهونها
زرعت امهم بقلوبهم هالكره من
صغرهم .. واخوانها اللي يقذفونها بأوسخ الألفاظ بس لأنه امهم تكرهها ..
تحس نفسها تعيش وحيدة بهالعالم لا أهل و لا أقارب و لا حتى صديقات ابوها عازلها عن اقاربها
مايبيها تعرف شي عن امها .. وصديقاتها علاقتهم فيها عادية لأن ابوها مانعها تروح لهم ومرة ابوها ماتخليها تستقبل احد عندها ..
وهي اصلا بطبعها خجولة وانطوائية ماتدخل في الناس الا بصعوبة ..
والجوال .. والتليفون برقابة وبمسائلة بعد .. الشي الوحيد اللي تاخذ راحتها فيه النت ..
ومو دايم بعد ... لانها اوقات تقعد بالأسابيع منقطعة عن العالم لأنها تتلقى اقسى عقاب ..
اوقات كثير تحس ان اللي تسويه غلط بس من اللي يوجهها .. ؟
من اللي يحذرها من عقاب رب العالمين لو تمادت في اللي تسويه ..
من اللي يفهمها ان هالمحادثات ممكن تجر لمكالمات وبعدها مقابلات ويمكن تصوير وابتزاز ..
............. : مس ديما بابا يبي انتا
رفعت راسها وناظرتها بغضب : إيدا كم مرة قلت لك طقي الباب قبل لا تدخلين ..
إيدا تهز راسها : سوري مس .. بس بابا يقول انتا مافي شيل جوال
ناظرت جوالها جنبها وحصلت 6 مكالمات من ابوها .. هذي شلون نست جوالها على السايلنت
الله يستر اكيد الحين بيقوم الدنيا على راسها .. بكل خوف سجلت خروج من المسن ..
وحذفت الكوكيز وقفلت اللاب توب وطلعت تركض لمكتب ابوها : سم يبه ..
كان معصب ومبين غضبه من حركة رجله اللي حفظتها .. يهزها بشكل جنوني ..
ظل يناظرها بنظرات كلها غضب وهي تدعي ربها يهدي من غضبه .. وبدت رجفة يديها ..
بصراخ صحاها من تفكيرها : ساعة عشان تشرفين حضرتك ..
فزعت من صوته وارتجفت يدينها : ااا نـ ـ ـ ـ
قرب منها ومسك يدها بقوة : وشو ؟ وش اللي شاغلك
ناظرته بترجي تبيه يفك يدها : كنت قاعدة على النت وماحسيت بالوقت ..
صر على اسنانه وهزها بقوة : وليش اتصل وسافهتني ماتردين ؟
تكلمت وهي مغمضة عيونها من شدة الألم : والله نسيته على السايلنت ..
كف قوي على وجهها افقدها توازنها .. : تكلمين مين الحين ؟
نزلت دموعها غصب : يبه والله ما اكلم احد ..
شدها من شعرها ,, وتطاير الشرر من عيونه : تكلمي لا اذبحك اليوم ..
شهقت وطلعت كلماتها موجوعة : وربي ماكلمت احد ..
سحبها لغرفتها وشاف اللاب توب على سريرها رماه على الأرض الرخامية
وتكسر .. : هاتي جوالك
مدت له الجوال بيدين مرتجفة .. خذاه منها وطلع ..
طاحت على سريرها تبكي .. مو مصدقة اللي قاعد يصير معاها ..
ابوها اللي عمرها ماحست بحبه او حنانه .. حارمها من امها ومعذبها ..
تعيش قمة الظلم والتفريق في المعاملة بينها وبين خواتها من ابوها ..
و تتعرض كل يوم لكل اصناف العذاب والهوان ..
كرهت ابوها على اللي سواه لها وكرهت امها اكثر لأنها ما خذتها من هالمكان
اللي تموت فيه باليوم الفين مرة ..
تبللت وسادتها من دموعها اللي ذرفتها .. تأملت لـ 24 سنة هي عدد سنين عمرها اللي ماعرفت فيه يوم
حلو من فارقت امها .. حتى ملامح امها نستها كانت صغيرة ماتجاوزت الـ 9 سنوات تعيش عند امها ..
كانت تعيش هناك بسعادة ببيت خالها في الخبر .. بذاك البيت المتواضع مع بنات خالها وكل يوم تشوف متعب ..
متعب اللي كانت تعتبره اعز اصدقائها الوحيد اللي لو زعلت او تضايقت يزعل الدنيا لاجل يرضيها ..
وينه الحين يشوف شلون دنيتها لعبت فيها .. تبي تشوفه .. تبي تناظر بعيونه العسلية اللي كانت تتمنى تاخذ منه لونها ..
تذكرت اللحظة اللي خذاها ابوها وأوهم امها انه يبي يمشيها على البحر ..
وقبل تروح ودعت متعب وهي مستانسة انه عندها ابو .. وياخذها للبحر .. وطول الطريق
تسئل ببراءة : يبه وصلنا الدمام ؟
أحمد ( ابوها ) : لا تونا ما بعد وصلنا ..
وطال الطريق وخذت لها غفوة ماتدري كم مدتها .. فتحت عينها وشافت بيت كبير ..
نزل ابوها ونزلت وراه : يبه وين البحر .. ؟
أحمد : اليوم مايمدينا بكرة نروح ان شاء الله ..
ديما : طيب ابي اروح لماما
صرخ فيها : قلت لك بكرة ..
استسلمت له بخوف ومشت معاه لوين ماوداها ..
ماكانت تدري انه هالبيت بالرياض .. وانه المشوار كان حول الـ 4 ساعات وانه هاليوم راح يكون
آخر يوم تشوف فيه امها واهلها ومتعب .. ومن هالبيت انتقلو بعد شهر لبيت اكبر ..
وعقب ما توسعت تجارة ابوها انتقلو لهالقصر من 3 سنين ...







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 08:57 PM   رقم المشاركة : 4
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

الجزء الأول
[ الفصل الثاني ]‎






/
\
/
\

{ .... فقط تجاربنآ هي من تمنحنآ المسميآت ..
فكل من عآصر الآوجـآع ..
استحق دكتورآه في الحيآة و بجدآرة ..


في مكان بسيط يجمعهم .. وعلاقات بين ناس مايحملون الا الطيبة بقلوبهم
النقية .. اللي ماتعرف الحقد او الكره .. قلوب تعودت على العطاء
رغم انها تعاني من النقص في كل شي .. يفتقدون المال .. والأكل
والصحة .. ولكن نبض قلوبهم يعطي بلا حدود ..
بعد صلاة العصر كانو فارشات قبال البيت وقاعدين يسولفون ..
جاهم سلمان يركض من بعيد : يبه وش مقعدكم هنيا ؟
ابو راكان يناظره مستغرب : مثل هالخلق وانا ابوك
سلمان : ايه بس خواتي وبنات عمي
شيخة : اجل نحكر عمارنا بالبيت ؟ هذانا قاعدين ببراقعنا ماكفرنا
سارة : ماعليتس منه هالبزر اللي يشوفه يقول تونا اليوم نطلع من البيت ..
سلمان شوي ويصيح : يبه العيال لا مرو يشوفونهن
ابو راكان : ماعليه ياوليدي كلنا اهل وعيال ديرة وحدة وانا يابوك ماعندي الا هالمكان اشوف
الناس فيه ..
تكلمت نورة وهي تمد القهوة لأبوها : اقعد بس اسمع خالتي هيلة تقص لنا يوم
عليان الراعي طاح بالبير ..
استانس سلمان وتربع جنب امه : متى طاح ياخالتي ؟
ام محمد : يوم هو بزر كبرك أو اكبر شوي ..
سلمان : شلون طاح ومن شافه وشلون طلعوه ؟
حصة طقته على كتفه : اسكت انت واسمع السالفة كلها ..
قعدت ام محمد تسولف لهم وتحكي لهم تفاصيل القصة وهم منسجمين معاها ..
جاهم مشعل ركض : الحقو عم مساعد وصل وجاب اغراض الجمعية ..
قامو كلهم يشوفون العم مساعد اللي يجيب لهم كل فترة التبرعات العينية من احدى الجمعيات الخيرية ..
كانت " الدينا " محملة بالملابس والأدوات المنزلية .. والمواد الغذائية تجمعو الأهالي حوله وكلن يبي له نصيب ..
خذو المقسوم ورجعو مستانسين .. وابوهم اللي للحين قاعد مكانه شاف الفرحة بعيونهم وهم مقبلين عليه ..
دخلو البنات داخل وكل وحدة تلبس اللي خذته وتقوسه .. واللي يشوف
فرحتهم يخيل له انهم ملكو كنوز الدنيا مو بس لقو لهم لبس يسترهم حتى لو انه انلبس قبلهم اكثر
من مرة .. دخلت بعدهم امهم وسلمان .. وكل واحد فيهم بيده اللي قدرو ياخذونه ..
أذن المغرب والظلام بدا يحل .. شالو العيال عمهم ودخلوه البيت .. كانت اغلب البيوت تعتمد على مولد
للكهرباء .. وكلهم قاطين فيه بس من كثر الضغط عليه كانو اوقات يقضون ايام بدون انوار او كهرباء ..
تعشو رز بطماط بدون دجاج او لحم .. طبخته ام راكان وقسمته نصين وارسلت النص الثاني لبيت
اختها ام محمد مع شيخة .. تعشو وحمدو ربهم على النعمة حتى لو ان العشا كان قليل بس الأهم
يسد جوعهم ويكفيهم ذل السؤال ..
من الصباح بدري لبست عباتها وخذت البقشة بيدها وراحت لمدرسة اختها منيرة ..
وصلت وهي متوترة طقت الباب وفتحت لها الخالة .. سلمت عليها وطلبتها تنادي لها ابلة لمياء ..
دقايق شافتها جاية وهي تبتسم لها فصخت برقعها وبادلتها الابتسامة : السلام عليكم ..
ابلة لمياء وهي تمد يدها تصافحها : وعليكم السلام
ابتسمت بحرج : الثياب اللي قلتي بتبيعهن لي قضيت منهن ..
قعدت ابلة لمياء على كرسي بطرف ساحة المدرسة الصغيرة : حلو .. كم ثوب خيطتي .. ؟
نورة غمضت عيونها تعدهم : 18 واذا بعتيهن بيساعدوني خواتي وبنات عمي ونسوي لتس زود
عنهن ..
ابلة لمياء : وريني اشوف ..
طلعت الثياب وصارت تفردها قدامها تبيها تشوفها .. : ما خلصتهن الا عقب الفجر وجيت لتس على طول ..
ابلة لمياء : ماشاء الله عليك يانورة .. ليش ماتخيطين هالثياب لبنات ديرتك وتكسبين ..
نورة نزلت راسها بخجل : شلون اجيب القماش والخيوط لولا الله ثم انتي كان ماعرفت ازين شي ..
وبنات الديرة من وين لهن يشرن هالثياب .. ؟
ابلة لمياء : ولا يهمك انا اليوم رايحة الرياض وبغيب اسبوع بس ان شاء الله مايجي الأسبوع
الجاي الا وانا بايعة لك هالثياب كلها وجايبة حقها ..
رفعت يدينها للسما ولمعت دمعة بعينها وقالت بقلب صادق : يارب ارزقني من حيث لا احتسب ..
ربتت على كتفها بحنان : ان شاء الله ربي بيرزقك لانك تستاهلين كل خير ..
ابتسمت لها نورة بخجل .. وناظرتها ابلة لمياء بتأمل : تصدقين ..
رفعت نورة راسها : وشو ؟
ابلة لمياء بمرح : انتي حلوة يانورة ..
نزلت عيونها على طول وماعرفت وش تقول وقامت وهي مرتبكة : اترخص مابي اتأخر على امي ..
لبست برقعها وطلعت مستعجلة .. وظلت ابلة لمياء مكانها تفكر .. فعلا هالبنت حلوة عيونها فيهم سحر
عجيب .. واسعة ورموشها كثيفة
اللي يلمحها بأول نظرة يظن انها مكحلة عيونها .. بس بعد تركيز
يكتشف انها كحيلة من الله
خشمها دقيق وطويل شوي يعني " سلة سيف " مثل مايقولون .. وشفايفها مكتنزة ووردية ..
و شعرها الحريري الأسود اللي انبهرت من طوله ولمعته ونعومته اول ماشافتها ..
ورغم هالجمال كله راح عمرها وهي للحين ماتزوجت .. في ديرة ماتوصل البنت الـ 18 سنة الا
وهي ببيت رجلها .. دعت لها من اعماق قلبها ربي يعوضها سنين صبرها خير ..
لمت الثياب وخذتهم معاها .. حطتهم بكيس وانتظرت نهاية الدوام وخذتهم لشنطتها ورجعت للرياض
وهي مصرة تبيعهم لها ولا ترجع بثوب واحد حتى لو اضطرت انها هي تشتريهم يمكن تقدر تدخل
الفرحة في قلوب تستحقها ... وتمسح فيها شقى عمر لعيون اتعبها السهر ...



قاعدة مع خواتها الأصغر منها هبال وضحك وسعة صدر .. امهم عند اهلها بالقصيم ..
بعد خلافات متكررة مع ابوها ..
اخوهم الصغير نادر نايم بدري .. وابوهم كالعادة سهر وشرب والعياذ بالله ..
دانا : هههههههههه الله يقطع سوالفك بس خلاص ما اقدر بطني ..
نجود : هههههه انتي ماشفتي شلون يوم تكرفست قدام البنات كلهم ..
رغد فيها الصيحة : يابايخة ترى الشماتة مو زينة ان شاء الله يصير فيك نفسي وبالشارع بعد ..
دانا : الحين انتي عميا ماتشوفين ؟
رغد : هههههههه يابنت الناس انا شفت الدرجتين وحدة وربك واحد ماعاد شفت الا هالنذلة تضحك
عند راسي ..
نجود : والله اني كنت ابي اهج معاهم بس كسرت خاطري هالدوبا ..
دانا : ههههه عسى بس ماصار زلزال بالمدرسة ؟
نجود : الا جينا لقينا كل شي متحرك من مكانه حتى اللوحات تقلبت ..
شهقت رغد : يالنصابة .. اللي يشوفك الحين يقول انك رشيقة .. ترى عندنا وعندك خير ..
نجود : ايييه بس انا بديت ريجيم من زمان .. البلا اللي تاكل الأخضر واليابس ..

جاهم صوته من تحت يغني بتثاقل
سألـ ـ ـ ونـ ـ ـي النـ ـ ـاس
عنـ ـ ـ ـك ياااحبـ ـ ـيبي

قامو ركض لجناح اختهم الكبيرة دانا ..
رغد : ياربيييه وش جابه ذا الحين ؟
دانا : رغد عيب هذا مهما كان ابونا ..
نجود : الله والأبو عاد مصبحنا طق وممسينا طق ..
دانا : بس بعد ابونا لازم ندعي له بالهداية ..
رغد بخوف : شلون اطلع الحين يعني ؟
نجود : نكملها سهرة اليوم عندك ..
دانا : من جدك انتي ؟ الساعة 2 وربع ومدارسكم
رغد تغني : هي خاربة خاربة
نجود تكمل : خلينا نعميها .. هههههههه
دانا حطت يدها على فم نجود : اسكتو لا يجينا الحين مو ناقصين طق ..
تجمعو حول بعضهم .. ورعشة الخوف بقلوبهم سكتو كلهم وانتظرو لين اختفى صوته نهائي ..
دانا : شكله دخل خلاص .. يالله كل وحدة تروح جناحها ..
رغد : لا تكفين مافيني نوم خلينا نفلها ..
دانا : اقول انتي وياها خلاص ما تنعطون وجه ..
نجود تكش على وجهها : ياثقل طينتك لاصارت امي مو فيه تتأمرين علينا ..
دانا : اجل اخليكم على كيفكم ..
مشو ثنتينهم كل وحدة رايحة لجناحها .. رجعت رغد ركض : دنو تعالي معاي والله اخاف ..
دانا مسكتها من يدها : زين قصري صوتك ..
مشت معاهم وتطمنت على كل وحدة فيهم ورجعت بخطوات حذرة لجناحها ..
............... : من وين جاية يابنت الـ .... << يقال لي مشفرة ^ _ ^
ارتجفت خوف على طول وتصلبت رجولها .. حاولت تركض لجناحها بس حست انه بعييييد
رغم انه على بعد خطوات منها ..
تكلم بلسان ثقيل وكلمات تنفهم بصعوبة : وين كنتي للحين " وبصراخ " هذي تربية امك يا ......
التفتت له ودموعها بعيونها .. شافته جاي لها ببطء ومو قادر يوزن خطواته اصلا ..
ركضت لباب جناحها وقبل
تقفله طلعت كلماتها من صميم جرحها : امي اشرف من اللي تعرفهم وتعاشرهم ..
وقفلت باب الجناح بخوف .. ركضت لغرفتها وقفلت الباب بعد ..
سمعت صوت ضربات قوية على الباب .. ارتمت على سريرها وهي تلوم حظها
بكت بحرقة وهي تسمعه يقذفها بأعنف الألفاظ .. وكل اللي في بالها " يارب مايسمعون شي خواتي "
رن جوالها وابتسمت بفرح من بين دموعها : هلا حبيبي
من سمع صوتها عرف انه في شي : دنو حبيبتي احد مزعلك ..
ضحكت له لأنها ماتبيه يتضايق عشانها : لا .. غريبة وش مصحيك الحين ؟
ابتسم لها وقال يدلعها : ابد اشتقت لك ولسوالفك واتصلت اسئل عنك ..
دانا : عدول جد مشتاقة لك ابي اشوفك ..
عادل : يعني متى تبيني اجي وانا احجز على اول طيارة للرياض ..
دانا : ايه ايه العب علي بس ..
عادل : ههههههه الله يسامحك بس .. دنو بالله وش فيه صوتك ؟
دانا : انت بعيد وامي ماشفتها من 3 اسابيع اشتقت لكم بس ..
حس باللي فيها .. وعرف انها ماتبي تشتكي لأنها ماتبي تزيد همه : ابوي مسوي لك شي ؟ طاقك ؟
دانا : لا
عادل : دنو اسئلك بالله لا تخبين علي ريحيني اذا لي خاطر عندك ..
دانا وكأنها كانت تنتظر هالفرصة تكلمت ودموعها تسبق حروفها : وش اقول لك ياعادل .. اقول انه من راحت امي عن البيت زاد عذابنا
هي تزعل عليه وتهج واحنا نكون الضحيه .. قبل امس طقني طق والله ياعادل لو طقه كافر اسلم
يعاقبني بحوبة امي وعلى الطالعة والنازلة يرمي علي كلام مثل السم .. حتى شربه زاد وماقمنا نشوفه صاحي ..
وربي محتاجتك ياخوي ..
عادل عوره قلبه على خواته : ان شاء الله بسوي المستحيل عشان آخذ لي إجازة .. بس انتو
انتبهو لانفسكم .. ونادر بعد لا تخلونه مع ابوي لحاله .. اخاف يتأثر فيه ويقلده ..
والله اني ابي النقل اليوم قبل بكرة بس ادعي ربك عساه يسهل اموري ..
دانا : اوعدني انك تجي
عادل : قلت لك بحاول .. دنو ياقلبي انتي قوية لا تضعفين عشان خواتك واذا شفتوه سكران ادخلو غرفكم
لا قام من بكرة بيرجع لعقله وينسى كل شي ..
دانا : الله يكفينا شره
عادل : تدرين عاد انا بكلم امي واضغط عليها ترجع .. وانتو بعد خلوها تضحي عشانكم ..
دانا : عادل امي مو مقصرة كافي متحملة عذاب هالسنين عشان تسعدنا بس الله يسامح ابوي .. الله يسامحه
عادل : آمين ويرزقك باللي ياخذك من هالعذاب ويسعدك ويقدرك
دانا ضحكت بسخرية : تتوقع احد بيطق بابنا وهذا ابونا ؟
عادل : الناس يعرفون من هم بنات غانم هذول تربية فاطمة ..
دانا : عيبك انك طيب وتظن الناس مثلك .. بس للأسف الناس تنهش بأعراضنا بمجالسهم وجمعاتهم ..
عادل بغضب : اقص لسانه واذبحه اللي يجيب طاري وحدة من خواتي بسوء ..
دانا : وش تبيهم يقولون وهم يشوفون شلة ابوي الفاسدة يدخلون بأي وقت ..
عادل : اللي يبي يتكلم يقول اللي في خاطره .. بكرة الدنيا تدور وتدنس الناس اعراضهم ..
انا واثق في خواتي واللي يبي ياخذ منهم له الفخر ..
دانا بحب صادق : نفسي اعرف ليش انت الوحيد من بين هالعالم اللي ارتاح يوم اشكي لك ..
عادل : لاني الوحيد اللي احبك لذاتك .. واتمنى لو بيدي واشيل هموم قلبك واتحملها
دانا : روح الله يوفقك وين ماتروح ويطمن قلبك مثل ماطمنت قلبي ..
عادل : ايه حجيه وش بعد ؟
دانا : ههههههه الشره مو عليك علي انا اللي اخلصت النية لله ودعيت لك من قلب ..
عادل : ياليت هالعالم عندها مثل قلبك يادانا .. كان الدنيا بخير ..
دانا : لأني اختك تشوفني غير
عادل : لا والله انتي اللي فعلا غير .. دقيقة " وسمعته يكلم خويه " : روح ياشيخ يعني الواحد لاصار يكلم
آخر الليل ويقول كلام حلو يغازل ؟
دانا : هههههه الظاهر سببت لك مشاكل
عادل وهو يضحك : عالم مريضة .. تبين شي ياقلبي ؟
دانا : سلامتك وانتبه لنفسك وتدفى زين يقولون تنزل عندكم ثلوج ..
عادل : هههههههه ياحبي لك والله .. مع السلامة
دانا : باي ..
تنهدت براحة وهي تدعي لاخوها .. هالإنسان اللي من وعت على الدنيا وهي ترمي كل همومها عليه ..







توه راجع من الشركة ومصدع راسه قعد في الصالة والقى نفسه على الصوفا بتعب ..
غمض عيونه واخذ له نفس عميق رجع راسه لورى ورفع رجله على الطاولة الزجاجية اللي قدامه ..
نفسه يخطط لحياته صح .. يحس انه ضايع والعمر يروح منه .. رغم ان سير حياته كان ماشي صح ..
كانت احلامه دراسة وتفوق ، وظيفة مرموقة ، شركات وتجارة ، زواج واستقرار عائلي ..
وتحققت كل احلامه بس للأسف اختار الإنسانة الخطا اللي تكمل معاه حياته ..
تزوج بعمر الـ 26 وماكاد يوصل الـ 29 الا وهو مختار فراقها نهائيا .. كانت انسانة انانية وتفكيرها مادي ..
عمره ماحس بحبها وتأكد انها متزوجته لمركزه وفلوسه مو لذاته ..
برغم انه حبها بجنون .. حبها بكل عيوبها .. هو اللي لاقال كلمة تمشي على البيت ..
كان من كثر حبه لها هي تامر وهو يقول لبيه .. بس اكتشف ان اللي يحبها تمثال من جليد ..
مجرد شكل اجوف من الداخل .. ماتحمل اي ذرة مشاعر له .. وبعد ما استنزفته ماديا ومعنويا ..
اختار الانفصال اسلم حل بعد ماقضى معاها حول السنتين و 9 اشهر كانت اتعس ايام عمره ..
وعلى كثر ماتعب معاها .. اتعبه الحنين لها كان يشتاق لها بجنون رغم انه مالقى شي واحد
يشفع لها عشان يرجعها .. لأنها اعتبرته واجهة اجتماعية واكتفت بهالشي .. وانغمست في حياتها
من روحات وجيات بكل مكان .. مستغله حبه الكبير لها ..
قتله الفراغ بعدها .. رغم انه ماكان يشوفها اصلا .. اشغل نفسه بالشركة والمصنع ..
دفن عمره بالشغل لانه حس نفسه مستحيل يعطي حياته لوحده وترميه او تحطه آخر اهتماماتها ..
جاه صوت امه اللي صحاه من انغماسه في عالمه الخاص .. : طلال هلا والله متى جيت ؟
فتح عينه وقام حب راسها : من شوي بس
حست انه مهموم وبحياته شي : طلال وش فيك يمه ؟
طلال : ابد مافيني الا العافية ..
قعدت جنبه وقلبها يقول انه ولدها فيه شي : احس انك متضايق وهموم الدنيا على راسك ..
طلال : يمه صدقيني بس ضغط عمل .. " ناظر ساعته وشافها تشير لـ 12:09 " انتي توك جاية ؟
ام طلال : ايه كنا بحفلة مسويتها ام رياض ..
طلال : وخواتي وينهم ؟
ام طلال : سما نايمة عند صديقتها ورسيل اكيد بجناحها فوق ..
تنرفز من دلال امه وابوه لخواته : وانتي شلون ترضين انها تنام عند صديقتها ؟
ام طلال بدفاع : هاااو وراك عصبت الحين اللي يشوفك يقول هذي اول مرة يسوونها ..
بعدين بناتي انا واثقة فيهم
طلال بنرفزة : وصديقاتهم واثقة فيهم بعد ؟
ام طلال : انا اهم ماعلي بناتي وغيرهم بحريقة ..
طلال : اجل خليك نايمة في العسل وباكر يجونك بمصيبة .. " ناظر سامي اللي توه داخل "
ماشاء الله الأخ توه مشرف ..
سامي : صباح الخير
طلال وهو يناظره بقهر : وين كنت ؟
سامي : مع خوياي سهران .. يمه بكرة لاحد يصحيني مابي اروح المدرسة ..
طلال : لااااهـ ؟ هايت لأنصاص الليالي وجاي تتأمر على امك وكنها اصغر عيالك .. حتى ماجيت حبيت راسها
سامي : لازم الرسميات يعني
مسكه طلال من كتفه : لا كلمتك احترم نفسك وتكلم مثل الأوادم .. " ناظره من فوق
لتحت " بعدين وش هاللي انت لابسه ..
سامي ناظر نفسه : عادي نفس الشباب اللي بعمري ..
طلال : وانت الصادق نفس البنات .. لعنبو ابليسك ماتستحي على وجهك شلون تمشي مع الناس وهذا
شكلك ؟
سامي : وش فيه شكلي ؟
طلال : شكل بنت .. اللبس والشعر " ومسك شعره بيده " وهذا الحين ليش مطوله ..
سامي بعد اكتراث : طلال وين عايش انت ماتشوف الناس بالشارع ؟
تجاهل كلامه وقال بحزم : من بكرة تروح تقصه ..
سامي : مانيب قاصه
طلال : غصبن عليك مو برضاك ..
سامي تنرفز : اوووف انت قالبها عسكرية بالبيت
ضغط طلال على يده : لا كلمتك لاترفع صوتك علي ..
ام طلال اللي كانت طول الوقت ساكتة احترام لولدها ولأنها ماتبي تكسر كلمته : طلال الله
يهداك خف عليه شوي ..
طلال ماحب يزعل امه او يردها : ابشري يالغالية .. وانت اطلع دارك وغير هالمصخرة اللي لابسها
وخلك مثل الرجال والبس لبسهم ..
سامي يبي بس يفتك منه : اوكي .. ومشى طالع لجناحه ..
استئذن بعدها طلال وراح هو بعد .. شاف رسيل قاعدة بالصالة اللي فوق ومنسدحة تطالع لها فيلم ..
من شافته فزت .. شخصيته القوية مخوفة كل اللي بالبيت .. كانت لابسة بيجاما فوق الركبة .. والتوب علاقي ..
طلال صرخ بأعلى صوته : وش هاللي لابسته ؟
رسيل بدلع : عادي قاعدة بالبيت
طلال : والبيت هذا مافيه عيال .. قاعدة عند رجلك انتي ؟
" يعني لازم كل يوم نفس الموال " قالتها بخاطرها : انا متعودة واصلا كل البنات
قاطعها بحزم : ماعلي من البنات .. روحي جناحك والبسي اللي تبين بس ياويلك لو عتبتي بابه وانتي بهالخلاقين ..
عاد رسيل كله ولا احد يشكك بأناقتها تموت بمكانها شهقت : خلاقين ؟ هذي من اكبر الماركات العالمية .. وتقول خلاقين ؟
طلال يبي يستفزها : ايه خلاقين ويالله ضفي وجهك لا اجيك اكسر راسك ..
راحت من عنده وهي تتحلطم : اوف مستقعد لنا اليوم قرقوش..
سمعها وابتسم بينه وبين نفسه .. ولا اهله مايشوفون ابتسامته الا بالخمس سنين مرة ..
دخل جناحه وراح لغرفته .. غسل وبدل ملابسه وتمدد على سريره والأفكار تدور براسه ..
أهله ، خواته وسامي ، شركاتهم .. كل شي الا مشاعره وقلبه اللي مسكر عليه بالشمع الأحمر ..
واستسلم بعدها للنوم العميق ..




/
\
/
\






صباح جديد يحمل معاه الأمل والألم لقلوبهم .. قامت الساعة 8 تتنافض من البرد .. شافت امها وابوها
بالصالة سلمت عليهم وقعدت : يمه وين خواتي ؟
ردت عليها وهي تغطي زوجها : راحن يحطبن هن وبنات عمتس
شيخة : وش موديهن الصبح ؟ ليش ما انتظرن للظهر وراحن ؟
ام راكان : مساعد بيجي الظهر ياخذ الحطب يبيعه بالرياض ..
شيخة وهي مازالت تتنافض : عز الله ذبحهن البرد ..
ام راكان : بحول الله كلهن اسبوعين ويجيب لنا راكان كل اللي نبي ..
شيخة : بروح اكتب له يجيب لنا لحف معه ..
ام راكان : يمه لا تثقلين عليه .. وين الفلوس اللي يكفن ..
شيخة انخنق صوتها : والله ماعندنا الا بطانيتين وتقطعن .. وحصة كل الليل تتقلب واقوم
ما القى علي لحاف .. واحنا تونا بأول الشتا
ام راكان : خوذي الشال الصوف اللي عند خالتس
ابو راكان : خليها تطلب اللي تبي يا مريم .. راكان ماهوب مقصر
ام راكان : ومن قال اني مابيها تاخذ اللي تبي .. بس مابيه يتسلف وتزيد ديونه ..
ابو راكان : ولدي رجال وما ينخاف عليه .. ادعي له الله يسهل امره ..
قامت شيخة وخذت لها دفتر من دفاتر منيرة .. وكتبت بخط ركيك ..

( اخوي الغالي .. مثلك عارف احوالنا اللي ماتخفى عليك .. طلبتك ابي بطانية ثقيلة ذبحني البرد
وانا اختك .. حتى العم مساعد يوم جابهن خذوهن قبلنا

ملحوظة [ هيا تسلم عليك ] )

سكرت الورقة وحطتها بصدرها وهي تستغفر ربها وتضحك : ياويلي من هيا لو تدري عني ..
لبست عباتها وبرقعها وطلعت تحطب مع خواتها .. ومشت بين بيوت الديرة ..
سمعت صوت من وراها : شيخة ..
التفتت وشافت ام عبيد تصوت لها من الشباك : هلا خالتي ..
ام عبيد : شلونتس وشلون اهلتس ؟
شيخة : بخير عساتس سالمة ..
ام عبيد : رايحة تحطبين ؟
شيخة : ايه آمريني ياخالة ..
ام عبيد : اجل ادخلي بعطيتس قرص خميرة وحليب بالزنجبيل تاخذينهن للبنات ..
شيخة استانست من قلب : بناتس معهن ؟
ام عبيد : ايه .. تقاسمن القرص بينكن عساه يشبعكن ..
خذت منها الخبز والحليب : مشكورة ياخالتي الله يجزاتس خير ..
ومشت عنها وراحت تشوف البنات ..
حصة شافت شيخة من بعيد : تهقون من هاللي جاية .. ؟
التفتت هيا وراها : تسنها مشية شيخة
نورة : الا هي .. وش اللي بيدينها ؟
ركضو هيا وموضي يشوفون وش معها ..
سارة : ههههههه يشمون ريحة الأكل لينه بعد كيلو ..
نورة يوم شافتهم قربو : ماتستحن على وجيهكن .. رايحات تركضن ..
هيا بلا مبالاة : ماحولنا احد .. تعالو ناكل ..
شيخة : صيتة .. عليا تعالن افطرن .. خالتي ام عبيد جايبة لكن فطور معي ..
صيتة : يالله تطول بعمرها وتخليها لنا ..
الكل : آمين
قعدو البنات على الأرض ورفعو براقعهم وبدو يفطرون ويشربون حليب .. وخذتهم
السوالف بدون مايحسون بالوقت ..
نورة : يالله قومن نحطب الظهر ماعاد الا خير كود الله يرزقنا
عليا : والله تكسرن يديه
سارة : تحملي عشان اهلتس ..
قامو كلهم بحماس وهم يدعون ربهم يرزقهم على قد تعبهم ..
قالت سارة وهي تضحك : اي صدز يابنات ما دريتن بآخر خبر ..
البنات ذبحهم الفضول : وشو ؟
سارة : بيت المذن شرو لهم تلفزيون ..
موضي : من البطرة زايدة فلوسهم ..
شيخة : ايه والله هالتلفزيون اللي نسمع عنه وماعمرنا شفناه ..
نورة : وانتن وش عليكن منهم حلالهم يسوون به اللي يبون ..
حصة : اذا توظف راكان بقول له يجيب لنا مثلهم
شيخة : الله يعينك ياراكان كلن يبي منه شي " وتغمز لهيا " عز الله ما اعرس ..
ضحكو البنات وطقتها هيا على كتفها وقامت عنهم ..
سكتو بعدها وكملو احتطاب ..
بعد صلاة الظهر تجمعو عند بيت العم مساعد ..
اللي يوصيه بأغراض يجيبها من الرياض .. واللي يحمل معاه الحطب ..
نورة تكلم البنات : الديرة كلهم حطبو عسى مايضيع حلالنا بس ..
سارة : لا ماعليتس كل اللي حطبو سجلو اسمائهم ولا باعهن يوزع فلوسهن علينا ..
نورة : ناظري المهبولة شيخة تحاتسيه ..
حصة : غريبة وش عندها ..
شوي الا جاتهم شيخة تمشي ..
نورة معصبة : وش عندتس رايحة تحاتسين الرجال ؟
شيخة : عطيته ورقة ابيه يوصلها لراكان ..
هيا فز قلبها من سمعت طاري راكان .. اما نورة ماكان عاجبها الوضع : وشوله ؟
شيخة : ابي منه غرض وكتبت له ..
نورة : وراكان من وين له تطلبين منه .. امشن خلاص وش يقعدكن مع الرياجيل ..
مشو البنات راجعين لبيوتهم .. وشيخة حست بضيق بعد اللي سمعته .. كلهم يعاتبونها
لأنها طلبت شي بسيط ومن حقهم : اجل يذبحنا البرد واسكت .. البارح الليل كله ماعرفت للنوم ..
نورة : من حصة الله يهداها ..
شهقت حصة : وش انا مسوية ياحافظ ؟
شيخة : تتقلبين وتسحبين اللحاف عنا ..
حصة : انا لا رقدت مدري عن نفسي ..
نورة : زين اسكتن راسي يعورني ..
من اقبلو على البيت تكلمت سارة : تعالو اقعدو عندنا
نورة : لا بروح لأمي من الصبح طلعنا ماقعدنا معها ..
قابلتهم موضي وهي جايبة منيرة وسلمان من مدارسهم .. : توكن واصلات ؟
حصة : ايه طولنا عند بيت العم مساعد .. انتي اللي تأخرتي من اذن الظهر وانتي رايحة لهم ..
موضي : توها منيرة طلعت
دخلو البيت وقعدو مع امهم وابوهم الا موضي اللي راحت لغرفتهم ..
تمددت على فراشها وخذتها الأفكار للشخص اللي صار له اسبوعين شاغل تفكيرها ..
نظراته لها .. ووقفته عند باب المدرسة كل يوم ياترى هو ينتظرها ولا هي بس اللي تتوهم ..
ليش تحس قلبها يخفق اذا شافته .. ؟ وليش صايرة تفكر فيه ..
تخاف انها تتعلق فيه وتحبه .. في مجتمع ماراح يرحمها ابد ..
قطع عليها حبل افكارها صوت نورة : موضي بتنومين وانتي ماصليتي فرضتس ؟
فزت على طولها : استغفر الله .. اعوذ بالله منك يا ابليس نسيتني صلاتي ..
قامت توضت وصلت .. وراحت قعدت مع اهلها وهي تحاول بصعوبة تشيل صورته من بالها ..







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 08:58 PM   رقم المشاركة : 5
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

صار لها حول الاسبوع حبيسة غرفتها .. ماتبي تطلع او تشوف احد .. اصلا وش تطلع له
كلن يرمي عليها كلام .. وابوها نص السنة مسافر تاركها مع زوجة اب ماترحم ..
واللي راحمها شغالتهم اللي كانت تخش لها الأكل بدون لاحد يشوفها ..وقتها تقضيه بين نوم او واقفة
على الشباك تبي تشوف ناس في حي راقي نادر ماتشوف ناس طالعين وداخلين فيه ..
كانت توها متسبحة مشطت شعرها القصير واللي بالكاد يلامس رقبتها ..
قررت تكشخ تحط ميك اب وتغير بشكلها .. مجرد تغيير روتين بس .. لأنها اصلا حلوة ملامحها ناعمة
وماتعودت تحط ميك اب .. ضحكت على نفسها شلون تكون اوقات مجنونة ..
فتحت دولابها وشافت ملابسها كانت كثيرة .. رغم انها ماتنزل السوق الا نادرا .. واذا كانت تبي شي
عمتها تتقضى لها وماتذكر انها راحت السوق الا مرات نادرة وبعد ترجي من عمتها ..
فتشت بين اغراضها وشافت فستان مالبسته الا مرة .. فيروزي كمه كت وقصير نص الساق..
كان سادة بس انيق .. حطته على سريرها وخذت السشوار صففت شعرها القصير ونزلت خصلات
على وجهها .. اول مرة تسشوره بالعادة تخليه على طبيعته .. قصته من شهر قصير من ورى واطول
شوي من قدام .. " الله يخليك لي ياعمتي انتي الوحيدة اللي جابرة بخاطري ..
ومو مخليتني محتاجة شي .. ولا لو الله حادني على ابوي كان عشت فقيرة بهالقصر .. "
عطت شعرها حجم .. رفعته شوي عن وجهها وبدت تحط ميك اب .. ماتعرف شلون بس بتحاول
تسوي نفس اللي تشوفهم بالتلفزيون .. حطت شادو خفيف على جفونها " اوووف ليش مو مرتب نفسهم .. "
لونت بوجهها ورغم انها تحس انه مو اوكي بس على الأقل تتعلم ..
لبست فستانها ونزلت خصل على وجهها .. وابتسمت برضى .. حست انه ناقص شي فتحت الدولاب
وشافت ايشارب صغير ملون .. ربطته على رقبتها .. لبست صندلها وبخت على نفسها من عطرها القوي ..
وصارت تمشي مثل عارضات الأزياء ..
بدت تضحك بشكل مجنون .. ماعندها شي تسلي نفسها فيه .. وحيدة وسط هالبيت ..
سمعت صوت طق على باب جناحها .. : ياربيه من هاللي جايني الحين ؟
هي حالفة ماتطلع من جناحها الا برجعة ابوها .. عجوز ابليس متوعدتها اشد الوعود ..
حست هاللي يطق مصر وراحت للباب : مين ؟
سمعت الصوت الوحيد اللي تحس براحة من تسمعه : دودي انا عمتو
ركضت للباب بكل لهفة : عمتو هيفا " وفتحت لها الباب " هلا والله .. وحشتيني ..
حضنتها بقوة : هلا بالقاطعة اسبوع كامل اكلمك الجوال مغلق والبيت يقولون ماتبين تكلمين احد ؟
بعدت عن حضن عمتها : يعني للحين ماعرفتي لهم ..
ابتسمت لها : وش هالحركات يابنت وش هالزين كله ؟
انحرجت من مديح عمتها : ههههههه من الضيقة والله ..
هيفا : وش مسوين لك ؟
ديما : حابسة نفسي هنا ماشفت احد ... بس ابوي
هيفا : وش سوى هالمرة
ديما : طقني و خذا جوالي وكسر اللاب توب وسافر بعدها ..
هيفا : ابشري باللي تعوضك ولا يهمك.. تعالي اضبط لك المكياج وننزل نحر النسرة فوزية وبناتها
ديما : من فيه غيرك ؟
هيفا : خواتي وميساء مرة فيصل ..
ديما ماكانت تحب عماتها الكبار لأنهم صديقات مرة ابوها .. والوحيدة اللي ترتاح لها مرة عمها ميساء
طيبة كثير .. ورغم انها من عائلة جدا غنية الا انها متواضعة والكل يحبها ..
وعمتها هيفا اللي من سن ميساء وعندها ولد وبنت ..
ضبطت لها الميك اب والقت عليها نظرة اخيرة : قمر والله قمر .. نزلنا ؟
ابتسمت لعمتها بخجل ونزلو .. سلمت على عماتها ومرة عمها وعدت من عند مرة ابوها
بدون ماتسلم .. قعدت بين ميساء وهيفا توزع ابتسامات مع انها ميتة خوف منهم ..
تكلمت ام طارق : ماشاء الله تو تطلعين الحين ؟ اسبوع حابسة نفسك الظاهر ماحنا بعاجبينك ..
طنشتها ديما ماتبي تحتك فيها وقعدت تسولف مع ميساء ..
ام طارق : احاكيك انا مانيب طوفة تسفهيني ..
ديما كملت مسلسل التطنيش مستقوية بعمتها هيفا ..
سعاد ( عمتها الكبيرة ) : ديموه لاتسفهين بخالتك هذي حسبة امك ..
ناظرتها بغضب وقالت بصوت عالي شوي : تخسي الا هي ماتجي ظفر امي ..
قامت منال ومسكتها مع شعرها : مايخسي الا انتي يالصايعة ..
ديما سكتت لأن منال اكبر منها بـ سنتين .. ولأنها اصلا ضعيفة شخصية
هيفا : منال فكي شعرها ..
منال : مانيب فاكته ..
ام طارق : خلها تربيها اسبوع كامل نطق الباب عليها وماترد ..
هيفا مسكت يد منال تبي تبعدها عن ديما : وانتو الله يهداكم دايم مشاكل ..
ديما كانت تحس انها مجروحة بس تكابر وماتبي تنزل دمعتها .. لأنها متعودة مرة ابوها لا طقتها
وبكت تزيد الطق اكثر .. وصارت تتحمل وتسكت لانها مهما تكلمت واشتكت بنظر ابوها كذابة ..
مروى : خل تنطم وما تجيب طاري امي على لسانها ..
ام طارق : ماعليكم فيها وش ترجون منها صايعة مثل امها ..
هيفا : فوزية ؟!!
انقهرت ديما على امها .. مسكت التحفة اللي على الطاولة بس يد منال كانت اسرع منها : عساها
الكسر ان شاء الله .. ولوت يدها ورى ظهرها ..
ديما حست بألم بيدها وقالت تكلم عماتها بقهر : ليش تطالعوني ؟ تبونهم يذبحوني ؟
سعاد وليلى مستانسين على الوضع وماحركو ساكن لأنهم مايحبونها ولا يحبون امها .. اما هيفا
سحبت منال وبعدتها عنها : خلاص فكيها
ميساء اللي بطبعها مسالمة تكلمت : ياجماعة اذكرو الله ترى ماصار شي يستاهل هذا كله ..
ديما مشت عنهم قبل تبكي : ادري محد يحبني .. كلكم تكرهوني حتى ابوي يكرهني ..
ورقت الدرج وهي منهارة .. صوتت لها هيفا بس طنشتها وراحت جناحها ..
التفتت عليهم بغضب : وانتي دايم طاقتها ولا بناتك يطقونها ؟ ماتخافين الله
يسلط على عيالك اللي مايرحمهم ؟ وش سوت هالمسكينة ؟
فوزية بعدم اكتراث : هي اللي تجيبها لنفسها ولا لو احترمت حالها محد قرب لها ..
هيفا : الا والله انتي الظالمة .. ورجلك مثلك بس الله فوقكم .. يمهل ولا يهمل ..
وطلعت ورا ديما ولحقتها ميساء ..
اما ديما من طلعت قفلت على نفسها وارتمت على سريرها وطنشت الطق المتكرر على الباب
.. مع انها متأكدة انهم هيفا وميساء ..
وبداخلها مليون سؤال يتردد .. " ليش يكرهون امها
هالكثر ؟ ليش دايم يقولون عنها صايعة وتربية شوارع ؟ وليش ابوها حارمها منها ؟ "
تعبت من كثر الاسئلة .. من كبرت وهي تعيش بهالعذاب ولليوم مالقت جواب لاسئلتها ..
كيف تلقى جواب وكلن يتهرب لا جا طاريها .. وتتلون وجيههم لاسئلت عنها ..
زفرت بآهة طويلة ومسحت دموعها " يارب مدري ليش انا محرومة من السعادة .. "
استغفرت ربها وهي تدعي انه يعوض صبرها خير ...
من التعب نامت بفستانها وبدون حتى ماتغسل وجهها ..



/
\
/
\






اتسعت ابتسامته وهو يشوف اسمها يزين الورقة .. مع انه قدر يقراها بصعوبة : ياشين خطتس ياشيخة
الوليد : تحاكي روحك ؟
راكان : ههههههه لا بس اقرا رسالة من اهلي ..
الوليد : شلونهم عساهم طيبين ؟
راكان : الحمدلله .. " وبعد تردد قال " الوليد
الوليد : سم
راكان باحراج من الوليد : والله مدري وش اقول لك .. بس انت عارف الحال و ...
ابتسم له الوليد : عن الرسميات اللي مالها داعي وقل كم تبي ؟
راكان استحى وهو كل شوي يطلبه بس لأنه الوحيد المتوظف بينهم وقاعد معاهم اقرب لشغله
لأن اهله بالخرج : الف اذا ماعليك كلافة ..
الوليد : يفداك راتبي كله ياشيخ ..
ابشر شوي بروح اسحب لك اللي تبي ..
حاول يطلع من جو الاحراج : تراي مسجلهن وبردهن كاملات لا توظفت ..
الوليد : وانا ماعطيتك الا لأني عارف ان حقي ما يضيع عندك ..
دخل عليهم منصور وابتسم راكان : مستانس اني بشوف اهلي ..
الوليد يغمز له بعينه : اهلك ولا حبيبة القلب ..
منصور كان توه صاحي من النوم قال وهو يناظر راكان : انا من شفته فاك خشته ويتبوسم وانا
داري ان هالرسالة منها
الوليد : ههههههه متى جاته ؟
منصور : الصباح
راكان يحاول يوضح لهم الموضوع : اولا ماهيب منها يالنصاب .. هذول اهلي كاتبين لي مقاضي
يبونها لهم يومين .. تو العم مساعد مرني الصبح وجابها ..
منصور : اجل جايتك اخبار عنها ..
راكان : ههههههه وانت وشوله حاشرن عمرك معنا ؟
منصور : كذا نفسي احس باحساس ان وحدة تحبني وتبيني ..
الوليد : طيب حب وش اللي يمنعك ؟
منصور : البلا اني حبيت بنات الرياض كلهم .. كل ماشفت وحدة حبيتها لو انها شينة بس اشوف
عباية سودا قدامي نبضي يوصل الف .. انا ابي وحدة تحبني وتشهق باسمي !
راكان : والله ان تبطي ..
منصور : انقلع بس .. وش فيك زود عني ؟
راكان وهو يضحك : ابد كلي ملح وقبلة .. يعني باختصار كلي زود عنك ..
الوليد : هههههههه قوية .. كفك ياشيخ ..
منصور : مشكلة الثقة .. واحد شين وبثر وثقيل طينة وفوق هذا كله شايف نفسه
راكان : شوف انا ممكن اتفق معاك في مسألة بثر وثقيل طينة .. بس شين عجزت استوعبها ..
منصور : لا يكثر بس .. فيه قهوة ابي افك ريقي ؟
الوليد : سو انت قهوة وبروح انا وراكان مشيوير صغير وجايين
( الوليد مايبي يحرج راكان قدام خوياه .. يبي يسحب له المبلغ ويعطيه برا البيت )
طالعهم مستغرب : وين ؟ المغرب ماعاد الا خير
الوليد : قريب محنا بمطولين
راكان قام : اجل مشينا ..
قامو اثنينهم طالعين وراح منصور يسوي قهوة ويصحي مشاري وراشد ..
رجعو بعدها وقعدو تقهوو وقضو يومهم مثل كل يوم بعدها تعشو .. وكلن نام ..



من بكرة طلع هو ومشاري راحو لمحل تخفيضات يعني كل الأغراض فيه بـ 10 و 15 و 20 ريال ..
" مو المفروض كل واحد يمد رجله على قد لحافه" ..
اختار لهم ملابس شتويه .. وشراريب وكم شال صوف ..
راكان : قضيت ولا توك ؟
مشاري : مدري يعجبهن ولا لا ..
راكان : وهن لقن غيره وقالن لا .. يابن الحلال بيرضون فيه .. تعال بروح اشتري لحف لأهلي ..
خذو كل الملابس وحاسبو عليها وبعدها راحو محل لحف وشرو منه ..
عدى هالأسبوع وصار باقي له 3 ايام ويرجع للديرة ..
كان قاعد بالصالة يحسب كل شي : مشاري الحين دكان العم مرزوق فيه كل شي ؟
مشاري طالعه بنص عين : جيت للرياض ونسيت .. أخبرك اول من ترجع من المدرسة لين يذن
المغرب وانت بدكانه ..
راكان : ايه ماقلت شي بس الحين مثل اول ولا شلون .. اخاف شي ناقصهم ..
مشاري : ياخي حط الفلوس بيدهم وهم يقضون لا احتاجو ..
راكان : على الله ياشيخ .. قوم نصلي العشا ..
راشد توه جاي من برا .. بعد ماسلم : الوليد وينه من الظهر ماشفته .. ؟
راكان : راح للخرج ..
راشد : اليوم وشو .. الأحد صح ؟
راكان : ايه بس وحدة من خواته متقدمين لها ناس وراح لأبوه ..
راشد بابتسامة : يالله متى نتخرج ونتوظف ونعرس ..
راكان : تونا بدري على العرس .. خلنا نتخرج بالأول بعدها يحلها ألف حلال ..
راشد : وانت الصادق وانا اخوك .. انا بروح اتوضا اسبقوني على المسجد ..
طلعو من الشقة وتكلم راكان وهم ينزلون مع الدرج : مدري ليش احس اني مانيب معرس .. !
مشاري : وش هالحتسي الله يهداك ؟
راكان : والله يامشاري حلوم وكوابيس اتعبتني ..
مشاري : تعوذ من ابليس وماهوب صاير لك شي ..
مشى راكان وهو يحارب احساسه اللي يؤرقه من فترة بعد ماتكرر عليه حلم اشغله ..
دخلو المسجد وشافو منصور سابقهم سلمو وصلو تحية المسجد ..
وبعد ماخلصت صلاة العشا رجعو لشقتهم ولروتين حياتهم اليومي ...




/
\
/
\





زهقانة ومتمللة تبي تطلع وتغير جو وراحت لأختها تطلبها : ريسو تعالي معاي بطلع ..
رسيل شالت عينها عن الكتاب : تطلعين وين ؟
سما : اي مكان تكفين وربي زهقانة وصاكتني الغلقة .. خلينا نطلع كوفي .. صديقاتي
رايحين .. خلينا نروح لهم
رسيل : زين اطلعي من اللي بيردك ؟
سما : قرقوش بالبيت وتعرفين اوامره ما اطلع مع السواق لحالي ..
رسيل : طلول هنا ؟
سما تقلد صوت رسيل الناعم : طلول هنا .. ايه فيه وجه النحس
رسيل : سموي ياقلبي ما اقدر تعرفين انا بالجامعة وعندي بكرة كويز مو مثلك لعب بزارين ..
شهقت سما : الحين اول ثانوي لعب بزارين ؟
رسيل : ايه .. " وتناظر الجوال وتبتسم " هلاااا دنو
سما : هذي اللي مو فاضية لي ..
رسيل : صبر دنو " وتلتفت لسما " مابي اروح دبري عمرك .. " وترجع لمكالمتها " ايه وش قلتي ؟
سما تنفخ بفمها : افففف محد فاهمني بهالبيت ..
طلعت بعدها وطقت باب جناح سامي بس مارد قعدت تنتظر يفك الباب وهي تتأفف: اكيد طالع قبل
مايشرف الدكتاتور ..
ماحست الا باللي ماسكها مع اذنها : من هو الدكتاتور ؟
من سمعت الصوت قلبها قام يضرب طبول : هاااه ؟ سامي ايه هو كل شوي يتأمر علي ..
طلال ابتسم بخاطره لأنه عارف انها تقصده : اهااا " وناظر لبسها كالعادة وبصراخ " وش هاللبس ؟
سما بقلة صبر : اوووه ماعندي غيره تبيني اقعد بعباتي بالبيت !
طلال : يكون احسن بعد .. ليش ماتلبسون جلابيات مثل الناس ..
............. : هههههههههه ياقدمك من اي عصر انت ؟
التفت وراه وشاف رسيل واقفة تناظرهم : من عصر ازين من عصركم ..
رسيل كانت لابسة تنورة نص ساقها وتوب بأكمام قصيرة : ايه بس انا لبسي مافيه شي ..
طالعها من فوق لتحت : والله مايعجبني الا لبس امي ..
رسيل : قلت لك قديم انت ..
طنشها وهذي عادته اذا سمع كلام ما اعجبه ..
نزل ونزلو بعده خواته بعد ماغيرت سما لبسها ولبست بنطلون ابيض طويل وتيشيرت وردي ..
بعد صلاة المغرب قعد يتقهوى هو وأمه وخواته .. ابوه كالعادة بهالوقت يستقبل الشركاء
ويعقد الصفقات .. وسامي طالع مع اخوياه : سما قومي صبي القهوة تبين امي تصبها ..
قامت سما على طول وصبت له : يعني لازم الرسميات كل واحد يصب لنفسه ..
رفع حاجب وناظرها " عاد هم لاشافو هالنظرة يموتون بمكانهم " : وشو .. ؟
سما ابتسمت : اقول غريبة جاي اليوم من بدري ..
طلال : اول شي تعلمي الاحترام .. بكرة لا اعرستي بتحطين القهوة عند رجلك ويصب لنفسه ؟
رسيل كتمت ضحكتها خافت يعصب : طلال انت في عصر غير اللي نعيشه .. الحين الحياة ايزي يعني
الزواج شراكة كل واحد يخدم نفسه بنفسه ..
ام طلال : ههههههه انت يبي لك وحدة من الديرة ولا هنا منت محصل اللي على مزاجك
" قالت هالكلام تبي تجس نبضه بس "
طلال : تطمني مانيب معرس .. خلاص انا جربت حظي مرة وكرهت العرس وطاريه ..
ام طلال ضاق صدرها : ليه ياولدي ماتبيني افرح فيك ؟
طلال يدق بالجوال منهي النقاش : وينك ؟
سامي : قاعد مع اخوياي
طلال بلهجة صارمة : يأذن العشا وانت ماجيت للبيت مايحصل لك خير ..
سامي ماقدر يعترض وعرف انه معصب : زين الحين جاي ..
سكر منه ومسك الريموت حط على " العربية " ولا كأنه امه من شوي تناقشه ..
سما تكلم امها : يعني شلووون انحبس عشان حضرته قاعد ؟
ام طلال : اخوك وتعرفينه ماعنده هالسوالف .. واصلا هو من كثر مايقعد بالبيت تحملي اليوم ..
سما: زين كلميه
رسيل : وانتي عندك امل .. صدقيني مستحييييل ..
طلال حس انهم يبون منه شي حط ميوت والتفت لهم : تبون شي ؟
سما ارتبكت : لا
رسيل : الا سما تبي تروح الكوفي مع صديقاتها ..
طلال بكل برود : لا
سما شوي وتصيح : ليش ؟ والله مو مطولة ..
رسيل جت بتقنعه بس تكلم هو : قلت لك لا ..
عرفت انه بالعناد مستحيل تقدر عليه وجاته بالمسايسة : طلال تكفى مو مطولة وربي .. وريسو بتروح معاي
رجع يطالع التلفزيون وشال الميوت وبكل برود : حتى لو راحت امي معاك .. لا يعني لا
قامت وهي تصيح .. رقت لجناحها وطلعت وراها رسيل تهديها ..
ام طلال : ليش يمه تكسر بخاطرها كان خليتها تروح شوي .. !
طلال : انا رجعت الولد للبيت تبين اخليها تطلع .. لا وتبي تروح مع السواق لحالها وهي بهالعمر ..
ام طلال : ايه بس رسيل بتروح معها ..
طلال : حتى ولو .. بنات ويطلعون كوفي لحالهم لا ..
سكتت ام طلال لأنها عارفة طلال وتفكيره مستحيل يقتنع بهالسوالف ..
بهالأثناء رسيل تهدي اختها : خلاص عاد سموي طلال ومايجي هالوقت الا بالسنة مرة يعني حبكت
اليوم تطلعين .. اطلعي بكرة
سما وهي تصيح : كله منك انتي ..
رسيل : مني انا ؟ وش اني مسوية ؟
سما : ليش تقولين له بروح كوفي .. انا كنت بقول المكتبة .. اي شي بس مو كوفي عاد ..
رسيل : وانا وش يدريني طلعت كذا ..
سما : اكرررهه والله ..
رسيل ضحكت : ولو انه يسبب جو توتر بالبيت بس احبه ..
سما زاد صياحها قهر ورسيل قعدت تهديها لين هدت شوي وراحت لجناحها تصلي العشا ..
بوقت العشى اجتمعو كلهم بس الكل زعلان .. " لا جا طلال بدري يكبت على انفاسهم هذا بالأوقات
النادرة اللي يرجع فيها للبيت بدري ولا بالعادة مايرجع الا بعد الـ 12 "
ابو طلال : مخلص شغلك اليوم بدري ؟
طلال : ايه والله وجيت البيت ارتاح ..
سما اللي للحين حاقدة عليه قالت بهمس تكلم سامي : الا جاي يقلل راحتنا ..
وكالعادة طلال سمع وطنش .. وكمل سوالف مع ابوه .. " طلال له شغل مستقل عن ابوه ولو انه
بدا شغله بدعم منه بس فضل يكون له شغله الخاص والحين عنده مصنع وشركة استيراد وتصدير "
طلعو بعد العشا كلن لجناحه يريح .. راحت سما لجناح اخوها سامي ودخلت عليه بدون ماتطق الباب ..
سامي يطالعها بكل برود : هلا سموي ..
سما تتدلع عليه : سام حبي طلبتك قول تم ..
سامي : طلعة مانيب طالع لو تحبين السما .. ناقص علي قرقوش يسمع صوت السيارة ..
سما : ياربي الساعة توها 10 بس نروح هايبر بنده تكفى ..
سامي : يعني لو جا يوم وماطلعتي تموتين ؟
سما : ايه تكفى واللي يسلمك ابي اشم هوا ..
سامي : انتي تعرفين انه ماينام الحين .. يعني بيكشفنا واذا انتي مستعدة تتشرشحين اعذريني ..
فكيني منه ابي اطقطق شوي على النت وانام لاحق على الوناسة بكرة ..
سما طلعت من عنده تتحلطم : اوووف والله محد فاهمني بهالبيت ..
طلال كان قاعد بجناحه وكل تفكيره باللي صار اليوم .. حز بخاطره انه زعل خواته ..
بس هو عنده الغلط يظل طول عمره غلط مهما تغيرت العصور والأجيال ..
ابتسم بداخله وهو يتذكر دلع سما .. يموت عليها ويحب يستفزها لأنها تضحكه من قلب ...
ومن رجعت له ذكرى حنين وهو يضيق صدره ..
6 سنين وعجز ينساها .. لأنه بحياته ماحب ولا صرح بمشاعره الا لها .. كان انسان جامد في نظر
الكل بس معاها كان طفل مجنون صرح بحبه واحتياجه .. واستغلت ضعفه وتكبرت عليه ..
وبعدها جمدت مشاعره .. وتبلدت كل احاسيسه وصار هالأنسان اللي الكل يشوفه صخر جلمود ..
مايحمل بقلبه اي ذرة مشاعر او احساس ..
( حنين بنت خالة امه تصير اخت فوزية " مرة ابو ديما " الصغرى )
نفض كل الأفكار من راسه وقام توضا وخذا مصحفه وقعد يقرأ سورة البقرة لحد ماختمها ..
استغفر ربه وذكره وتمدد على فراشه .. غمض عينه واسترخى بكل هدوء ونام ...







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 09:00 PM   رقم المشاركة : 6
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

بمكان آخر وقبلها بوقت على الساعة 10 الصباح صحت على صوت طق عنيف على بابها ..
وفزت من سريرها مفزوعة ..
ركضت للباب وهي خايفة : مين ؟
جاها صوته المرعب : افتحي الباااب ولا كسرته على راسك ..
وقفت مكانها مرعوبة : وش تبي ؟
بكل غضب زاد طقه على الباب : ديموه عندك دقيقتين لو مافتحتي الباب بكسره واذبحك ..
نزلت دموعها على طول .. وفتحت الباب بيدين ترتجف خوف .. ومن اول ماشافها مسكها مع
شعرها ورماها على الأرض : وش مسوية لأمي ..
فتحت عيونها على اتساعها وناظرته مستغربة : ماسويت شي ..
" قعد يرفسها برجله على بطنها " وهو يصارخ : تمدين يدك عليها ؟
بصوت موجوع وبصعوبة يطلع : معاذ وربي مامديت يدي عليها ..
شهقت منال من وراه : يالنصابة لا تحلفين خافي ربك ..
ديما وهي تتأوه وهو يزيد بالطق اكثر : منال لا تكذبين عليه .. علميه وش اللي صار ..
منال : انا ماقلت له غير اللي صار .. وعماتي بعد شهدو معاي .. طاقة امي وجارحة يدها ..
زاد في ضربها وهي زاد صراخها .. تمسكت في الطاولة تبي تقوم .. بس مسك راسها وضرب فيه
على الطاولة الخشب .. ماعاد تحس بالطق من كثر ما تتألم حتى وجوههم كان حولها مثل الضباب ..
وماصارت تسمع الا اوسخ الألفاظ ..
قعدت تحلف بالله انها مظلومة وانه كل اللي ينقال له كذب .. بس مازال مستمر في عذابها ..
مر وقت طويل وهو يطقها .. ويتلذذ بسماع تأوهاتها ..
سمعت صراخ طارق عليه : معاذ ؟ انت صاحي الحين .. تبي تذبحها وتبلش فيها ..
بعده عنها .. وطلعو تاركينها مرمية بصالة جناحها الفاخر .. ماعرفت تقوم او تتحرك ..
وقعدت مكانها تصيح وهي تحس كل شي بجسمها يعورها .. كل من في هالبيت مستعبدها ..
حتى معاذ اللي اصغر منها بسنة عودوه يمد يده عليها .. ومروى اللي توها بالثانوي ماتحترمها
وتفرض عليها اوامرها .. ولو مانفذت .. كذبة بسيطة وتتلقى اشد العذاب من طارق ومعاذ ..
حتى النتفة زياد اللي توه بسادس ابتدائي يصبحها ويمسيها بأشنع الوصوف ..
استغربت ليش اليوم اللي تكلمو والسالفة صار لها 3 ايام بس اكيد لأن ام طارق جاتها اليوم الفجر
وديما طنشتها وماردت عليها فحبت تنتقم منها وألفت قصتها وحبكتها مع حزبها الظالم ..
شافت دم بالأرض ومسكت راسها وعرفت انه مجروح .. حاولت تقوم بس فقدت توازنها وطاحت ..
وماعاد حست بشي بعدها ..
بعد فترة فتحت عيونها وانتبهت انها على سريرها .. شوي وجاتها الشغالة تتطمن عليها ..
ابتسمت بتعب : ايدا انتي اللي شلتيني ؟
ايدا : ايوا انا كان في خوف .. ونادي دايداي وياني شيل انتا ..
ديما : خلاص روحي لا يشوفونك ويذبحونك انتي بعد ..
قبل تطلع استوقفتها : ايدا .. ابي جوالك دقيقة .. وانا بعطيك فلوس الشحن ..
ايدا : جوال في غورفة تحت .. وطلعت ركض تجيبه .. بعد شوي جاتها وهي شايلة كاس
فيه عصير ليمون وجابت لها حبة فولتارين
عشان يسكن الألم .. ومدت لها الجوال .. ابتسمت لها ديما وهي مو عارفة شلون تشكرها ..
ايدا : خلاس انا روح عسان لا يسوف جوال ..
طلعت بعدها الشغالة واتصلت ديما على عمتها تبيها تجي تشوف وش فيها ..
حطت الجوال على السايلنت وخبته تحت المخدة .. بعد حول النص ساعة جتها عمتها ركض
ومن شافتها شهقت : حسبي الله عليك يافوزية .. وش مسوية لك ؟
ديما على طول صاحت : طقوني وانا ماسويت شي .. والله ماسويت شي ..
قربت منها تلمها : لا تحلفين ياعمري .. اعرفك ما تطقين نملة .. الله لا يوفقك يافوزية ولا يبارك
فيك ..
ديما وهي تتأوه : عمتو راسي يعورني ..
بعدت عنها تبيها ترتاح : قومي معاي المستشفى يسوون لك اشعة .. اخاف صار فيك شي ..
ديما : لا واللي يسلمك بيذبحوني لو طلعت من البيت ..
هيفا : ومن قال برجعك البيت .. تقعدين عندي لين يرجع ابوك ..
مسكت يد عمتها تترجاها : انتي تعرفين مايرضى اقعد عندك ورجلك مو محرم لي ..
هيفا : زين تعالي معاي الحين وبعدها روحي لبيت فيصل .. وانا كل يوم اجي لك هناك ..
ديما : ياعمتي واللي يسلمك يعني ماتعرفين شلون يعاملني وحارمني ما اطلع من هالبيت ..
هيفا : انا اخلي فيصل يتفاهم معاه .. امشي الحين والله ما اخليك ..
ديما : اوكي .. " وسحبت الجوال من تحت المخدة " هذا حق ايدا ..
خذته منها وقامت : تقدرين تمشين ؟
قامت بصعوبة واسندتها عمتها : لا .. مو قادرة والله ..
كلمت على الشغالات يجون .. لبسوها عباتها ونزلوها مع الدرج الخلفي عشان محد يشوفها ..
لأنهم اكيد الحين يتغدون .. ركبوها السيارة وقبل يمشون : عمتو .. ابي اعطي ايدا فلوس
تشحن جوالها بدل اللي كلمت فيهم ..
فتحت هيفا شنطتها وطلعت من بوكها 150 ريال وعطت كل وحدة فيهم 50 ريال .. ومشو
رايحين للمستشفى ..
كانو يظنون انه هيفا عندها .. بس من تأخرت طلعت مروى تشوفها وتفاجأت ان الثنتين مختفين ..
نزلت ركض لهم : يمه عمتي هيفا خذت ديما معها ..
وانقلب البيت فوق تحت وكلن يهدد ويتوعد فيها .. واتصالات على جوال هيفا اللي مطنشتهم..




رجعت بعد الظهر من الجامعة مع رسيل .. وتفاجأت بوجود امها بالبيت وحولها خواتها واخوها ..
ركضت لها من فرحتها وطارت لحضنها اللي اشتاقت له .. : وربي تو مانور البيت يمه ..
ام عادل وهي لامة بنتها : يابعد عمري انتي ..
قعدت تلم امها حيل وتصيح : تكفين لا تروحين وتخلينا بلحالنا .. ما تتخيلين وش كثر هالبيت
موحش من دونك ..
ام عادل تطالعها وتضحك : اشوف مايطلع الحب الا لا غبت عنكم ..
دانا : انتي تعرفين غلاتك عندنا وش كثر .. وربي فرحانة مو مصدقة ..
ام عادل : لا صدقي ياعمري " ناظرت بوجهها " شلونتس يمه ..
قعدت جنب امها فرحانة : تمام واليوم احلى يوم برجعتك .. " وتلتفت حولها " من اللي جابك ؟
ام عادل وهي تضحك : ابوتس ..
دانا فتحت عيونها مستغربة : والله ؟ شلون ؟
ام عادل : كلمته ابيه يبعد عنتس .. وربي هداه وطيب لي خاطري ومن الفجر وهو ماشي للقصيم ..
نجود : لا وأخلاقه اليوم شي .. وربي ماتصدقين .. بس اصبري بتشوفين بنفسك ..
دانا : ابوي زين ومامخربه الا هالسم اللي يشربه .. ولا لو تركه مافي احن منه ..
نجود : عفوا دنو انتي عن مين تتكلمين ؟
ام عادل : نجود .. هذا ابوتس ولازم تحترمينه ..
نجود حبت راس امها : ابشري يالغالية ..
............... : ماشاء الله اليوم الحبايب مجتمعين .. !
من سمعو الصوت كلهم ارتاعو ولزقو بأمهم .. بالذات نادر المسكين اللي مسبب له ابوه عقدة خوف
بالرغم من انه مو دايم يكون سكران بس في الفترة الأخيرة من حول الـ 8 اشهر صار شربه اكثر
من بعد وفاة اخوه وعايلته بحادث على طريق الحجاز ..
ام عادل ابتسمت تلطف الجو : هلا بأبو عيالي .. يالله حيه
قعد قريب منهم وصار يسولف معاهم .. والوحيدة اللي كانت تاخذ وتعطي معاه غير امهم هي دانا
رغم انها اكثر وحدة معذبها ودايم يطقها .. بس قلبها طيب وماتقدر تشيل فيه على ابوها ..
نجود ورغد ونادر من كثر تعلقهم بأمهم ودانا .. يحملون بقلبهم غل على اللي دايم يعذبهم ..
تغدو مع بعض ولأول مرة من شهر .. بعد الغدى طلعت دانا لغرفتها تريح الى صلاة العصر وبعدها
بتنام لها شوي .. قعدت على الصوفا اللي جنب الشباك ومسكت البوم صورها .. قعدت تشوفهم
وتضحك على شكلها .. وهي صغيرة .. سمعت رنة جوالها وفرحت من قلب وهي تشوف اسم
المتصل : هلا والله بنور هالدنيا كلها
رد عليها بكل فرحة : هههههههه لا ماقدر على هالكلام الحلو .. حبيبة قلبي اليوم مستانسة ..
دانا : ايه امي رجعت اليوم .. مستااااانسة عدول وربي احس اني طايرة من فرحتي ..
عادل : ياجعلها دوم يارب ..
دانا : والله مو ناقص الا انت وتكمل فرحتي ..
عادل : لا انا ما اقدر ابد في هالفترة .. ضغط العمل ومافي مجال اخذ اجازة ..
وقفت وصارت تناظر من الشباك بالمدى اللي حولها : حرام عليك صار لنا حول الـ 4 اشهر
مو شايفينك ..
عادل وهو كاتم ضحكته : ناظري وراك وتشوفيني ..
التفتت على طول وراها بس ماشافته : يابايخ ياويلك من الله .. لانك تدري بغلاتك تحب تعذبني ..
بهمس قال لها : يعني حرام افرحك ؟
شهقت يوم شافته يدخل جناحها وطارت له على طول : لا لا مو مصدقة ..
عادل : هههههه شلون يعني اقبصك عشان تصدقين ؟
دانا وهو ضامته : مادري بس انت وامي والله كثير علي هالفرح ..
عادل ضمها له اكثر : لا تستكثرين على نفسك الفرح .. قلبك الطيب يستاهل يفرح ..
" ويناظر بخواته اللي واقفات حوله " الله بلاني بخوات صياحات ..
نادر : هههههههه لا خافو يصيحون ولا فرحو يصيحون ..
مسكه من خده وقبصه : وانت مستانس عليهم .. هز نادر راسه بإيه ..
دانا : متى وصلت ؟
عادل : توني والله .. لا وسيارة بعد .. مالقينا حجز واضطرينا نجي بالسيارة ..
رغد : اووف والله مشوار ..
عادل : اي والله مواصلين .. بس ابي اصلي العصر واحط راسي ..
دانا : ليش من اللي جاي معاك ..
عادل : اثنين من اخوياي .. يالله بروح اتجدد واروح للمسجد .. وانتو اشبعو نوم ابي
اسهر معكم اليوم ..
رغد تننط من الفرح : واااي وناسة ..
دانا : امي وعادل بيوم واحد .. يارب لا تغير علينا ..
وكل وحدة راحت لجناحها .. صلو العصر ونامو .. اما هو من وصل طلعو الشغالات
ينظفون له جناحه ..
قعد مع امه وابوه شوي وعقب استئذنهم طالع غرفته ينام .. دخل وشاف باب البلكونة مفتوح ..
راح يسكره عشان ينام .. بس وقف مكانه وهو يشوفها جالسة بغرفتها على الصوفا .. كانت بعيد
شوي بس قدر يميز شكلها .. بياضها اللي يميزها وشعرها البني الحريري ..
وغمازتها اللي بفكها .. رغم انه مو قادر يشوفها زين من مكانه بس لمحها .. اشتاق لها كثير ..
كل شي فيها اشتاق له .. لنعومتها وبرائتها .. وماكان متصور ولا بأحلى احلامه انه يشوفها اليوم
بس قدر يشوفها ويكحل عينه بشوفتها .. بالأخير استوعب ان اللي يسويه خطا .. ومو من حقه
يطالع في بنت الناس كذا .. تراجع للخلف وقبل يسكر الباب شافته وتخبت على طول .. وهي مو
دارية انه صار له دقايق يتأملها .. سكر الباب وسكر الستارة بعدها
وتمدد على سريره مبتسم .. اليوم حلو بحياته .. قدر يشوف الفرح بعيون خواته واخوه الصغير ..
وهالشي بالنسبة له اكبر همومه .. وبنفس الوقت شاف الانسانة اللي يحبها ومتعلق فيها ..
بس التعب اللي فيه خلاه ينام على طول من حط راسه على مخدته ...







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 09:01 PM   رقم المشاركة : 7
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

الجزء الثاني
[ الفصل الثاني ]‎‎‎




/
\
/
\





{ ... تمهل ياقدر .. فأحلامنا في مهب الريح ..
وروائح الفقد تزكم انوفنا .. وامنيات تسكن قلوبنا املا ..
هب لنا لمحة من سعادة .. وامنحنا وطنا للفرح ..
واروي ظمأ سنين الجفاف ..





/
\
/
\



شالت جوالها وهي معصبة حيل .. اتصلت عليها اكثر من مرة بس ماردت ..
تقلبت على سريرها وماعرفت تنام من التفكير .. " وش راح يقول عليها " تستعرض قدامه ؟..
قامت بعد ماعجزت تنام رغم انها تحس النوم بعيونها .. مترت الغرفة رايحة وجاية ..
كانت متضايقة وتتأفف .. بعدها نزلت تحت وهي مازالت معصبة : سووووجي ..
جات سوجي ركض من المطبخ : يس ..
ناظرتها بغضب : سوي لي كوفي سااادة بدون سكر .. وجيبيه لي في الحديقة ..
سوجي : اوكي مس ..
طلعت الحديقة ولفحها الهوا البارد بس كملت طريقها قعدت عند المسبح .. وطول الوقت تتأفف
وتعيد الاتصال .. بس الجواب واحد بكل مرة " لم يتم الرد " ..
غمضت عيونها وسرحت بفكرها عنده .. ليش هالكثر عصبت وليش خايفة من ردة فعله ..
ضربت برجلها على الأرض قهر .. طرت في بالها فكرة مجنونة .. انها تنط بالمسبح بملابسها ..
بس تراجعت وهي تحس بالبرد يزيد كل ما اقترب الوقت من المغرب .. صحاها من افكارها
صوت سوجي وهي جايبة الكوفي : هادا كوفي ..
مازالت مغمضة عيونها : اوكي حطيه وروحي ..
خذت الكوفي وقعدت تشربه .. وقبل اذان المغرب بشوي ماعاد تقدر تستحمل البرد ودخلت للبيت ..
هدوء كالعادة .. كلن لاهي بدنياه وهالقصر على كبره اغلب اليوم يكون شبه خالي ..
رن جوالها وردت وهي معصبة : الحين وش يضرك اذا قلتي لي ان اخوك جاي .. وينام بغرفته ..
توها صاحية وما استوعبت شي من اللي انقال : وشو؟
انقهرت من برودها : اوووف دنو لاتنرفزيني .. اخوك متى وصل ؟
دانا ببلاهة : العصر .. قبل صلاة العصر بشوي ليش ؟
رسيل حست ان عصبيتها على دانا مالها مبرر : لا ولا شي ..
دانا : وشو ريسو علميني .. !
رسيل : ماصار شي ابد ..
دانا : وهالاتصالات كلها ليه ؟ واخوي ورجعته وش لها دخل بالسالفة ..
رسيل قررت تقول لها كل شي صار وترتاح : وهذا اللي صار كله .. وانا خوفي كله يظن اني اقصدها ..
دانا : لا من هالناحية تطمني .. على العموم تبيني اسئله ؟
رسيل : وين تسئلينه صاحية انتي .. لا بس جسي نبضه استدرجيه في الكلام .. ابي
اعرف وش اللي جا في باله عني ..
دانا : ليش يهمك ؟
رسيل : دنو وجع .. انتا وين وانتي وين ..
دانا : هههههههه زين لا تعصبين .. ابشري راح اعرف منه كل شي ..
رسيل : اوكي ..
دانا : يالله تبين شي ؟
رسيل توها تتذكر : ايه صح .. قرت عينك ..
دانا : مرة ولا مرتين ؟
رسيل مافهمت عليها : شلون !
دانا : يعني على شوفة عادل .. ولا شوفة امي
رسيل متفاجأة : امك جات ؟
دانا : ايه .. وربي ياريسو ماتتخيلين وش كثر مستانسة ..
رسيل : يابعد عمري والله .. يالله اجل اخليك تجلسين مع اهلك ..
دانا : اوكي .. مع السلامة
سكرت منها وقعدت بالصالة مستانسة .. من كثر حبها لدانا فرحت لها من قلب ..
قطع عليها سرحانها صوت امها : رسيل وش عندك قاعدة لحالك ومبتسمة ..
رسيل : هههههه لا بس توني مكلمة دانا .. امها واخوها جايين وطايرة من الوناسة ..
ام طلال : الله يعينهم بس .. حياتهم مشتتة وماضاع بينهم الا البنات ..
رسيل : ايه والله .. بتطلعين ؟
ام طلال : ايه بصلي المغرب واروح ازور خالتي .. شرايك تروحين معاي ؟
رسيل : لا تكفين مو ناقصة اشوف حنينوه الخايسة ..
ام طلال : عاد انا اللي ابي شوفتها .. بعد اللي سوته لولدي .. بس خالتي ولازم اروح
لها ..
رسيل : خلاص روحي لها انتي .. وانا بروح لوفاء ..
ام طلال : زين ..
وقامو ثنتينهم بيصلون المغرب ويطلعون بعدها .. كل وحدة لمشوارها ..


نزلت بعد صلاة المغرب وشافت اهلها كلهم مجتمعين الا ابوها .. ابتسمت وهي تشوف
هالجمعة اللي اشتاقت لها .. خصوصا بالفترة الأخيرة صارو ماينزلون للدور الأرضي
الا لشي ضروري ..
بس اليوم غير بشوفة احبابها : مساء الخير ..
الكل : مساء النور ..
راحت لأمها حبت راسها وقعدت جنبها : شلونك يمه ؟
ام عادل : الحمدلله .. كل هذا نوم ..
دانا : ههههههه لا قمت من قبل الأذان بس كنت اكلم رسيل ..
عادل ابتسم من سمع اسم رسيل .. بس حاول يكون طبيعي ومايبان شي على ملامحه ...
كملت دانا : هذا وانتو مانمتو الا بعد العصر شبعتو نوم ؟
عادل : لو علي ماقمت .. بس قمت لصلاة المغرب ومن عقب صلاة العشا بحط راسي
وانام ..
قامت رغد وتخوصرت : غش والله غش .. الحين مو تقول بتسهر معانا ؟
عادل : صاحية انتي وربي اني اقاوم النوم عشان صلاتي ..
دانا : خليه براحته .. " شافت امها بتقوم " وين يمه ؟
ام عادل : بجيب القهوة لاخوتس ..
دانا : اقعدي يمه الله يهداك وين رحنا حنا .. رغد قومي جيبي القهوة ..
رغد : لا والله ؟ .. كل شي براس رغد ؟
عادل : رغودة قومي لا اجي اكفخك ..
قامت ركض : مالت عليكم مستقوين علي .. ان شاء الله لا اعرست رجلي ياخذ
لي بحقي منكم ..
شهقت ام عادل : انقلعي الله يخستس من بنت .. لعنبو ابليستس ماتسحتين على وجهتس
من متى البنات يجيبون طاري العرس ..
عادل : هههههههههههههههههه توها بزر يمه ..
التفتت له امه وقالت وهي مبتسمة : وانت ياوليدي متى بتفرحن فيك وتعرس ؟
عادل : بعدين يمه ..
ام عادل : وراه ياحافظ ؟ الخير واجد وحلال ابوك كله لك .. وش اللي قاصرك علمن ؟
عادل : مو قاصرني شي يمه .. بس ابي انقل بالاول للرياض وبعدها بعرس ان شاء
الله ..
دانا : عروسك علي انا ..
ابتسم لها برقة : لا جا وقتها طلبتكم تدورن لي العروس .. صبي قهوة بس ..
كانت الجلسة حميمية بالدرجة الاولى .. حب ولهفة وشوق .. افتقدوها بأيام جدباء عانو
من ويلات اب فاسق .. وام تاركة بناتها تحت رحمة هالأب .. وأخ اجبره عمله انه يكون
بمنطقة اخرى ..
على الساعة 2 ونص بالليل طلع من جناحه يبي يدور شي ياكله ... وشافها توها نازلة
مع الدرج مشى بخطوات حذرة وغطى عيونها ..
فزعت بالأول بس حست انه اخوها : عادل ؟
فك يده وطقها على كتفها خفيف : يعني مايمديني افاجئك ؟
ابتسمت له : اهديتني احلى مفاجأة اليوم ..
عادل : مانمتي ؟
دانا : لا ..
عادل : وش فيك ؟ في احد مضايقك ؟
دانا : ابوي توقعت اليوم بيكون صاحي عقب ماقعد معانا بعد الظهر ..
عادل بقهر : اليوم بعد ؟
دانا : ايه وتطاق مع امي .. ومادري وين راح طلع من البيت ..
قعدو اثنيهن على الطاولة اللي بالمطبخ .. وتكلم عادل : وش منزلك اجل ؟
دانا : ابي شي آكله ذبحني الجوع ..
عادل : ماتعشيتو ؟
دانا : لا طبعا .. جا من بدري ونكد علينا ..
عادل : يااارب انك تهديه وتصلحه .. اجل شوفي لنا شي ناكله ..
قمات وفتحت الثلاجة .. وقعدت تشوف كل شي فيها : مادري وش تبي انت ؟
عادل : اي شي يسد جوعي ..
دانا : في ورق عنب تبي ؟
عادل : لا لا لا تعرفيني ما احبه ..
دانا : هههههههههههههههه زين لا تعصب .. " وقعدت تناظر بصينية مغلفة بنايلون
وماعرفت وش هي بالضبط " امممم هنا في صينية بس مادري وش هي .. الظاهر
انهم مسوينها للعشا بس خرب علينا ابوي وماكليناها ..
عادل : هاتيها ياشيخه بس خلينا ناكل ..
دانا : اصبر والله مادري اذا ياكلونها بخبز ولا بدونه .. " شالت النايلون وحطت الصينية
بالميكرويف " شكلها خضار بس ..
قام عادل وطقها على راسها : اجل وش تفهمين انتي ؟ سخني الخبز بعد ..
دانا استغلت الموقف شوي وحبت تعرف منه اذا شاف رسيل او لا .. : اقول عدول ..
عادل وهو يطلع العصير من الثلاجة : سمي ؟
قلبت السالفة براسها وماعرفت تصرفها شلون ففضلت تقولها صريحة وترتاح : اليوم
شفت ريسو ؟
بدون مايحس طاح الكاس من يده وانكب العصير اللي توه صابه بالكاس .. ارتبك
والتفت على دانا مو عارف وش يقول : وشو ؟
دانا : بسم الله وش انا قايلة ؟ امس دقت علي زعلانة وتقول ليش ماعلمتيني ان اخوك
وصل وانا فاتحة شباكي وقاعدة براحتي بالغرفة .. وتقول الحين وش يقول عني بيظن
اني قاعدة استعرض قدامه < قالت السالفة كلها
ابتسم عادل من قلبه : هي قالت كذا ؟
دانا : ايه والله .. وانا قلت لها بسأله وبعرف وش اللي صار ..
نزل يشيل الزجاج المتناثر على ارضية المطبخ وهو يحاول يخفي ابتسامته عنها ..
مايدري ليش حس انها تحمل له في قلبها شي من اللي بقلبه .. يمكن يكون واهم ..
بس وش اللي يخليها تخاف على صورتها بعينه ..
دانا وهي تحط الصينية على الطاولة : ماقلت لي وش اللي صار ..
جلس على الكرسي وقال هو مازال مبتسم : ماصار شي من شفتها سكرت البلكونة
ونمت ..
دانا : يعني ما جا شي ببالك ؟
مسك خشمها وهو يضحك عليها : لا والله انا عندي خوات .. ومستحيل اشك ببنات
خلق الله .. وبعدين انا داري انها متربية تربية الكل يشهد لها عليها .. ادب واخلاق ..
دانا : ول ول وش هالكلام كله ؟ من متى تعرف هالسوالف ؟
عادل : هذا هم جيراننا من يوم كنا صغار .. وماعمري شفت منها زلة .. ويكفي انها
صديقة اختي الغالية ..
لاحظت عليه يوم تكلم عن رسيل .. كان غير ابتسامته تحمل خلفها الف معنى ومعنى ..
ونظرة عيونها اللي مركزها على الكاس فيها لمعة غريبة .. حست انه رسيل مو بنت
عادية عند اخوها .. بس للحين تجهل مشاعره .. وماتبي تحرجه بهالوقت .. بس الاكيد
انها ماراح تعديها كذا .. وراح يجي يوم وتعرف منه كل شي ..


صلى الفجر بالمسجد الطين القريب من بيتهم .. ورجع للبيت وهو يسبح ويذكر الله ..
وقف عند باب البيت اللي اغلب وقته مفتوح .. وناظر بالمدى حوله .. ورغم انه يحس
ببرد شديد الا انه وده يتمشى شوي بالديرة ... اللي اشتاق لهواها النظيف .. ومقابل
وجيه اهلها الطيبين .. الجو كان مغيم شوي .. ومبين انه هالأجواء راح تحمل لهم بشرى
الأمطار .. قعد يتمشى بين المزارع اللي الجو يكون فيها ابرد شوي .. وكل ماصادف
احد سلم عليه ..
بحكم انهم اهل ديرة وحدة وكلهم يعرفون بعض .. مايدري وشو بالضبط شعوره ..
كثر مايتمنى يعيش مستانس .. تهدي له الدنيا اوجاع اقسى من انه يتحملها .. كان صغير
يوم القي على كاهلة حمل عائلتين مرة وحدة .. من عرف حياته وهو يسمع كل اللي حوله
هموم .. امه وابوه اللي فقدو اخوه الكبير .. وهو بعمر السنتين .. يوم كانت امه حامل فيه
بوقتها .. وخالته اللي فقدت ثنتين من بناتها قبل تجيب هيا ... وعمه اللي توفي قبل
12 سنة تارك حمل عائلته على ابوه .. اللي ما امهله المرض الا 4 سنوات .. وطرحه
بعدها ع الفراش بعد ما تسببت الغرغرينا في بتر رجلين ابوه الين الفخذ .. وتحمل وهو
بعمر الـ 14 حمل ومسئولية هالبيتين .. عائلتين بـ 13 نفس كلهم تحت رعايته .. هو
اللي توه مكمل الـ 22 سنة هموم كبرته سنين اكبر من عمره .. واثقلت كاهله بحمل هو
مو قده .. بس متحمل لاجل اللي يحبهم .. رغم انه يحس باحلامه تتلاشى .. حلم انه يفتح
بيت ويتزوج الانسانة اللي حبها من صغره .. كل هالاحلام تتبخر كل مازادت السنين ..
وارتفعت الاسعار .. وزادت تكاليف المعيشة وهو مو قادر يسوي شي .. غير انه يدعي
ربه يسهل اموره .. صحى من سرحانه على صوت طق المطر على الاسقف الخشبية
للبيوت .. تلفت حوله وشاف شلون وجيههم ترسم بسمة بريئة على شفاههم .. رغم الالم
والتعب .. الا انهم يعيشون برضى راضين يعيشون يومهم .. بدون مايلتفتون للماضي
لانه الم .. ولا يتطلعون للمستقبل لانه وهم .. مشى راجع للبيت ومن بعيد شاف خواته
وبنات عمه مستانسات بهالمطر الخفيف .. ابتسم وهو يلمحها .. هادية ..
رقيقة بعكس سارة اللي فيها جنون يشبه جنون اخته موضي ..
كانو من وناستهم ماخذتهم السوالف
وهم ماشين باتجاه احدى المزارع يتمشون ... اقترب منهم وزادت ابتسامته وقال بصوت
رجولي : وين رايحين ؟
التفتو عليه كلهم .. وذابت هيا مكانها من الاحراج .. واللي زاد احراجها يوم التفتو عليها
كل البنات .. ضحكت موضي وهي تدري اخوها مو قايل لهم شي : بنروح نتمشى شوي
الديرة كلهم طلعو ..
راكان : زين روحن ولا تبطن على امي وخالتي .. " وبدون مايناظر هيا " شلونتس
هيا ؟
تخبت ورى سارة وشيخة من الفشيلة وهي تقبص بيد سارة اللي ميتة ضحك
عليها : بخير ماعليها روح انت بس لايصير فيها شي ولا تموت علينا ..
راكان ابتسم : بسم الله عليها جعل كل البني يفدونها ..
موضي باستهبال : تخسي الا هي ..
قرب منها راكان وركضت بعيد عنه وقالت وهي تضحك : توبة توبة والله ما اعودها ..
ضحك على خبال اخته اللي للحين ماعقلت .. حتى حصة البزر اعقل منها .. : هين والله
لاوريتس .. " التفت لنورة " نورة .. لاتبعدن ..
نورة : زين ماحنا مبعدات بنروح قريب وبنرجع ..
ومشو رايحات عنه .. وهو رجع للبيت .. وشاف امه وابوه فاتحين باب البيت وقاعدين
بالصالة يناظرون المطر .. وسلمان يلعب مع مشعل بالسيل الصغير اللي قريب منهم ..
وحمد ربه برضى على هالنعمة اللي يعيشون فيها .. دخل البيت وحب راس ابوه وامه ..
وقعد معاهم ..
ابو راكان : ذبحك البرد ياوليدي .. روح البس شي يدفيك ..
راكان يغطي ابوه عن البرد : لا حسيت البرد بغيره .. الحين قاعد قبال الضو .. وماهنا
الا الدفا ..
ام راكان تناظر بالسقف اللي يتسرب منه المطر بغزاره : عز الله غرقنا اليوم ..
راكان : ايه والله تو المطر زاد .. الله يستر لا يغرق البيت .. وقام يشوف الغرف اذا
جاها شي من المطر .. وشاف وحدة من الغرف مايسرب سقفها شي .. قرب من ابوه
يبي يشيله : يبه بوديك للغرفة .. هنيا لو قعدت بتغرق ..
ابو راكان : والضو وانا ابوك ؟
راكان : بجيبه عندك .. بس ادخل لا يذبحك البرد .. شال ابوه ودخله .. وبعدها دخلو
خواته يركضون للبيت .. وكلهم ثيابهم متبللة من المطر اللي حط فجأة بغزارة ..
وتجمعو كلهم بالغرفة بعد ماصارت صالتهم والغرفة الثانية كلها موية من اثر
الامطار الغزيرة .. تجمعو حول الضو وتغطو زين .. وكملو قعدتهم سوالف وضحك ..
يتخللها تسبيح وتهليل وتكبير ..



نقيضين هي احاسيها الحين ... احساس رائع بالأمان من جهة يقابله احساس قاتل
بالخوف من جهة اخرى ..الأمان اللي حصلته ببيت عمها بعيد عن زوجة ابوها
واخوانها .. واحساس بالخوف من اللي ينتظرها اذا رجعت لهم .. رجعت بالزمن 8
سنوات .. وتذكرت اقسى عقاب تلقته بحياتها .. مراهقة .. فتاة بعمر الزهور ..
وبمدرستها الثانوية .. آخر يوم في الاختبارات ..ولأول مرة في حياتها يطلبون منها
البنات تقعد معاهم ... حست بشعور فرح كبير انها مرغوبة من الناس وهي اللي طول
عمرها تحس انها منبوذة ..وافقت تقضي وقتها معاهم .. تأخرت نص ساعة بس على
السواق ووجدت نفسها تدفع ثمن هالسعادة المؤقتة دم .. سيل اتهامات واجهتها ... فيلم
محبوك من زوجة ابوها وكلمات منمقة كانت كفيلة بانزال اشد العقاب بجسدها الغض
تألمت لهالذكرى المؤلمة ورفعت التي شيرت .. ناظرت آثار الحروق على بطنها ...
واللي مشابه لها ويمكن اكثر على ظهرها وفخذها .. نزلت دمعتها وهي تشوف هالتشويه
الجسدي من اقرب الناس لها .. تألمت لحالها ولقدرها اللي رماها باحضان اب مايرحم
وزوجة اب قلبها حجر واخوان وخوات اقل مايقال عنهم طغاة وجبابرة ... وعت من
تفكيرها على صوت طق متواصل على الباب : مين ؟
جاها صوته الحنون وهو يتكلم بثبات : ديمو البسي ولمي اغراضك بوديك البيت الحين
ركضت للباب على طول وفتحته : عمي لا تكفى لاتوديني لهم ..
مسد على شعرها وناظرها بحنان : محد بيمد يده عليك .. انا ماخليت ابوك الين حلف لي
انه ماراح يلمسك ولا يخلي احد يقرب منك ..
صرخت بداخلها بألم " بيطقني والله بيطقني وانا مابعد طاب جسمي من طقهم " استسلمت
لمصيرها .. ونزلت دموعها على خدودها .. : اوكي الحين جايه ..
لبست عباتها وخذت شنطتها ومشت معاه وهي تحس انها تساق الى موتها .. كان الطريق
بالنسبة لها تعذيب بحد ذاته .. كل خطوة تقترب فيها تزود دقات قلبها .. واول مالمحت
قصرهم الكبير من بعيد تعالت صرخات موجوعة بداخلها " لاااااا .. انا بسجن يارب مابي
ارجع لسجني .. يارب انقذني من هالمكان " طول الطريق اكتفت بالصمت .. وبداخلها
صرخات وآلام .. تحملت وهي بهالعمر حمل اكبر منها .. وصلها للبيت ونزل معاها يبيها
تتطمن كان ماسك يدها ويمشي معاها ... اول ماوصلو الباب الداخلي ضغطت على يده
وكأنها تترجاه مايتركها .. سحبها له وضمها بقوة : ديمو خليك قوية .. قلت لك محد بيمد
يده عليك والله ..
بعدت عنه وفكت يده وابتسمت له بتعب ... " بيطقوني بكرة .. اليوم وعدوك بس بكرة
بيذبحوني " ماحبت تحمل عمها فوق طاقته واكتفت بالصمت متجاهلة صرخات الترجي
بقلبها ... ودعها ومشى ودخلت للبيت ...كانت الساعة تشير لـ 12 ونص من شافت
ابوها وزوجته بالصالة زادت نبضات قلبها وتغير لون وجهها .. سلمت بكل هدوء وهي
تنتظر العقاب .. راحت حبت راس ابوها وبعدها حبت راس زوجته .. وهي تشوف نظرات
الكره بعيونهم ..ومشت بخطوات بطيئة طالعة لجناحها .. استوقفها صوتها المزعج وهي
تناديها بصراخ حاد : وين رايحة ؟
تلعثمت وطلعت الحروف منها بصعوبة : بروح انام .. تعبانة ..
بكل غرور قاطعتها : روحي لغرفة الخدم ..
استسلمت لها ومشت بكل انصياع لهالغرفة .. " هالغرفة كانت للخدم قبل مايبنون لهم
ملحق متكامل مكون من غرفتين نوم وصالة وغرفة للغسيل والكوي وحمام ( تكرمون ) "
اول مادخلت الغرفة حست باظافره تنغرز بيدها .. حست هالقبضة ممكن تهشم عظامها ..
غمضت عيونها تنتظر انه يطقها ...
تكلم وهو يصر على اسنانه : مرة ثانية تطلعين من هالبيت بدون شوري والله لاذبحك ..
تجمعت الدموع بعيونها .. وقاومت انها ماتصيح .. ماتبي تبين له المها .. فزعت من
سمعت صراخه : فااااهمة ..
هزت راسها بإيه وهي تحبس دموعها بصعوبة .. رماها على الأرض وقفل الباب عليها
بالمفتاح .. ناظرت حولها بالغرفة الخالية من اي شي حتى مخدة ولحاف بهالبرد ..
حطت شنطتها تحت راسها وتمددت .. وتلحفت بعباتها .. ونزلت دموعها غزيرة على
خدودها ..حست كل اوجاعها ترجع لها بهالمكان اللي حمل لها اتعس الذكريات .. تذكرت
انها بهاللحظة محتاجة توقف بين يدين ربها وتدعي من قلب يفكها من هالسجن .. قامت
للحمام الملحق بالغرفة غسلت وتوضت وصلت ... ماتذكر الوقت اللي مر عليها بالضبط ..
كانت تقاوم الم فظيع بجسدها والم اقسى وامر بقلبها ..ظلت تدعي ربها .. وصوت انينها
يقطع القلب .. حست براحة تعتمر جسدها وقلبها بعد هالصلاة ... راحت غسلت وجهها
ورجعت تمددت مرة ثانية على الارض .. غمضت عيونها وهي تتمنى ربها يرسل لها
احد ينتشلها من هالعذاب المؤلم ..ومازال لاوجاعها وأمالها بقية ..



في مكتبه الواسع .. كان منغمس في العمل والملفات والمراجعات ... من بعد صلاة
الجمعة وهو منهمك بترتيب مواعيد السفريات والصفقات حسب اهميتها .. ناظر ساعته
ورجع بكرسيه الجلد بلون الكاكاو الغامق للخلف شوي .. فتح احد ادراج مكتبه
الخشبي من نفس اللون ..وطلع مصحفه وبدأ يقرأ سورة الكهف بصوته الرخيم بكل
خشوع ... اتم قراءة السورة .. ورجع المصحف مكانه ورفع يدينه للسماء بقلب صادق
يدعي الله ان يحفظ له والديه ويطيل عمرهما على طاعته .. وان يهديه .. دعا لنفسه
ولاهله ولاخوه وخواته وللمسلمين .. سمع صوت الاذان يصدح معلن وقت دخول صلاة
المغرب .. قام وجمع الملفات والاوراق ورتبها على المكتب .. تجدد للصلاة وطلع من
مكتبه متوجه لمكتب المدير العام للشركة .. واقرب اصدقائه شافه متوضي وبيطلع من
مكتبه ابتسم له بحب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
التفت له وبادله الابتسامة وبعد مارد السلام : خلصت كل شي ؟
قرب منه ولف يدينه حول كتفه : تصدق انك كريم وانا ما انعطى وجه .. ولا احد يداوم
يوم الجمعة ؟
ضحك من قلبه : احمد ربك ان دوام الجمعة للأمور الضرورية والاستثنائية ... ولا كان
سحبت عليك من زمان لابوك ولابو شركتك ..
ضحك بصوت عالي : افاااا يابو ليان ماهقيت انك تخليني ..
ضحك معاه وهم نازلين رايحين للمسجد : تعال معاي بالسيارة ..
مشى بكل استسلام وركب معاه وهم يسولفون .. وصلو للمسجد القريب صلو المغرب
وتسننو وهم طالعين استوقفه : رياض
التفت عليه : سم
قرب منه ومشى جنبه : شرايك نروح كوفي ..؟
رياض : ماتحس اني معطيك وجه ؟
هز راسه وهو مبتسم له وكمل رياض : ياشيخ والله اني اقعد معاك اكثر من زوجتي وبنتي
ضحك من قلبه عليه : خلاص الكلمة وسحبناها لاتقعد تغثنا ..
ركبو السيارة ومشو راجعين للشركة .. التفت له وابتسم : الله يخليهم لك يارب ..
رياض : اللهم آمين يارب .. ويرزقك ببنت الحلال اللي تستاهلك..
تجاهل كلامه وسكت ... نزل وراح لسيارته وقبل يمشي صوت لرياض : وقف عند
البقالة اللي قدام ..
هز له راسه موافق وتحرك قبله .. وصل البقالة ونزلو .. توجه لقسم الحلويات والبساكيت
اختار كل شي جا في باله .. ورياض يناظره مبتسم .. يعرفه عنيد ومن زمان على كثر
ماحاول معاه مستحيل يغير من قناعاته .. او قراراته .. حاسب عليها وشال الاكياس وهم
طالعين مد بعضهم لرياض : هذي لأميرتك الصغيرة ...
خذهم رياض وهو مبتسم : ياشيخ الله يعين اللي بتاخذك .. عنيد واللي براسك تسويه ..
رفسه على رجله : انقلع بس ..
لحقه رياض وركب سيارته وهو يضحك بصوت عالي .. وسمع صوت رياض من بعيد
يضحك وهو يقول له : مشكوووووور ..
حرك السيارة وهو يرد له تحية بيده ... ومشى راجع للبيت وهو مو عارف شلون بيقضي
هالوقت الطويل بدون شغل .. وتذكر بعض الملفات اللي لازم يراجعها ...
اول ماوصل شاف سيارة السواق مشتغلة .. وعرف انه اكيد احد بيروح مشوار .. نزل
واول مادخل البيت قابلته سما تركض نازلة مع الدرج وهي تسكر عباتها .. اول ماشافته
تصنمت مكانها وماتحركت ...
بصوت هادي : وين طايرة ..
تلعثمت وضاعت الحروف : امممم .. انا ..
صرخ فيها : ايه انتي
سما : بروح السوق ..
رفع حاجبه وناظرها : لحالك ؟
تلتفت حولها تدور رسيل تنقذها : لا معاي رسيل ..
وقبل ترجع لفوق سمعته يتصل بجواله ويكلم : طف السيارة
ورجعها مكانها ..
شهقت والتفتت له : ليييييييييييييييييييييش ؟
مشى من جنبها من دون لايطالعها : لاترفعين صوتك لاقص لسانك ...
وراح لجناحه على طول وهو يسمعها تتحلطم وتصيح .. دخل غرفته .. وتمدد على سريره
بثوبه .. واستسلم لافكاره .. مامر وقت طويل قبل يتعوذ من الشيطان .. ويفز من مكانه
على طول راح لها جناحها وطق الباب ..
جاه صوتها من الداهل بصراخ : مااااااابي احد ..اتركوني لحالي ...
سمعت صوته القوي من خلف الباب : سما افتحي ابيك بسرعة ..
قامت من مكانها ومسحت دموعها وفتحت له على طول .. اول ماشاف آثار الصياح على
وجهها عوره قلبها عليها .. تقتله هالبنت .. يقتله برائتها ودلعها .. مسكها مع خشمها
المحمر من اثر الصياح : يالصياحة كل هذا عشان مارحتي السوق ؟
نزلت راسها بدون ماتتكلم واول ماشاف تقوس فمها علامة انها على مشارف الصيحة
تكلم على طول وهو يخفي ابتسامته : بروح اتسبح واجي القاك جاهزة انتي واختك ..
بوديكم ..
رفعت راسها وفتحت عيونها على اتساعها : وين بتودينا ؟
التفت راجع لجناحه وهو يقول لها : مكان ماتبون تروحون ..
ابتسم من قلب وهو يسمع صراخها ووناستها .. وهو يضحك عليها شلون انقلب مزاجها
في دقيقة دخل يتسبح وطارت سما لجناح اختها .. دخلت بدون ماتطق الباب : ريسو قومي
بنروح السوق ..
فزعت رسيل وناظرتها بخوف : بسم الله " وطقتها على راسها " خوفتيني لا بارك الله
في ابليسك ..
سما وهي تضحك : ريسو تكفين البسي عباتك بسرعة قبل يغير رايه طلال ..
ناظرت مرايتها وهي تتجاهل كلام اختها : مادام طلال فيه انسي مو ناقصة نتحايله
وبالاخير يرفض ..
هزت سما راسها : لا لا .. طلال هو اللي بيودينا ..
طاحت فرشة البلاشر من يدها والتفتت لها مستغربة : يودينا وين ؟
سما : وين فيه يعني .. يودينا السوق ..
رسيل وهي مازالت مو مستوعبة اللي انقال لها : يالله اجل خلينا نستعجل قبل يغير رايه
لبسو عباياتهم وخذو شناطهم ونزلو تحت ...
بعد ماتسبح لبس ثوبه وقف عند المراية يزين شماغه .. ناظر نفسه برضا تام " طلال
شاب وسيم جدا .. يحمل ملامح خليجية اصيلة .. عيونه واسعة وخشمه طويل ومستدق
لونه قمحي .. تزينه سكسوكة حالكة السواد مع شنب خفيف شوي .. طويل جسمه
رياضي "
نزل واول ماشافهم بالصالة اللي بالدور الارضي كتم ضحكته لا تطلع ... مشى بدون لا
يطالعهم : يالله مشينا ..
راحو ركض وراه .. وهو طول الوقت يقاوم لا تطلع منه ضحكة مكبوتة ..ركبت رسيل
جنبه وركبت سما بالسيت الخلفي .. التفت وراه وشاف الأكياس : سموي شيلي الأكياس
ووديهم داخل ..
ناظرت سما بالشوكولاتات والحلويات اللي بالاكياس وناظرته مستغربة : من له هذي ؟
لف وجهه لقدام وناظر بالمراية الأمامية وهو يشغل السيارة : جبتها لكم انتي و رسيل
اعرفك تحبين السنكرز ..
شالت الأكياس ونزلت وهي تحس بداخلها تأنيب ضمير فظيع .. على كثر ماتحقد عليه
وتكرهه .. جايب لهم اللي يحبونه .. وبعد جاي وتعبان وبيوديهم للمكان اللي يبون ..
صوتت على الشغالة واعطتها الأكياس ورجعت للسيارة .. كانت ساكتة وبداخلها
امتنان لاخوها الكبير .. صحاها من تفكيرها صوته الهادي : وين تبون تروحون ؟
على طول تكلمت : الفيصلية ..
واستمر الصمت باقي المشوار .. صدح صوت اذان العشا وهم بالطريق واول ماوصلو
لاحدى البوابات قبل ماينزلون التفت لرسيل : بروح اصلي العشا واخلص كم شغلة
وعقب بمركم ..
هزت راسها علامة الموافقة .. وكمل كلامه : انتبهو لانفسكم وتغطو زين .. واي احد
يضايقكم تجاهلوه ولا تتكلمون معاه ..
سما بهدوء غريب عليها : ان شاء الله .. ونزلو ثنتينهم .. ومشى رايح لاقرب مسجد
صلى العشا .. اخذ له مصحف وقرأ ماتيسر من القرآن وهو مو حاس بالوقت اللي
قضاه في القراءة .. ماكان عنده اي شغل بس ماحب يقول لخواته انه طالع عشانهم ...
ناظر ساعته وشافها تشير لـ 8:53 مساء .. سكر المصحف وقام
طالع من المسجد ..اتصل على رسيل ومن ردت قال بلهجة صارمة : 10 دقايق وانا
عندكم اطلعو مع نفس البوابة اللي وقفتكم عندها ..
رسيل وهي تحاول تركز في كلامه اللي يقوله .. من صوت الازعاج اللي حولها : ان
شاء الله .. " والتفتت لسما " سموي يالله طلال جاي ..
ولأول مرة سما ماتعترض على موعد الرجعة حاسبت على الساعة اللي اختارتها وودعت
صديقاتها ومشت هي ورسيل .. اول ماوصلو للبواية شافو سيارته وتوجهو لها .. ركبو
وسلمو عليه ... اول مامشى التفت على رسيل : وين تبون تروحون بعد ..
نطت سما ودخلت راسها بينهم : اليوم فاضي لنا طلول ؟
طقها على راسها : ارجعي ورا الله يفشلك .. " والتفت عفلى رسيل " هاه ريسو وين
تبين تروحين ؟
حست بخجل منه وقالت : اللي يريحك ..
حب يطرطع بسما شوي : اللي يريحني ارجع البيت الحين .. "واول ماسمع شهقة سما
ابتسم بخاطره " بس ابي اعشيكم على حسابي ..
رجعت نطت سما بينهم : بنروح تشيليز ..
طقها مرة ثانية على راسها ودفها يرجعها على ورا : محد حاكاك انتي .. انا سألت رسيل
هالحين دورها تختار ..
التفتت على سما وشافت بعيونها نظرة رجاء ابتسمت : اوكي نروح تشيليز ..
وداهم تشيليز .. كان العشا هادي تخلله خبال سما وتدلعها عليهم بالطلبات .. وتعليقات
طلال القوية .. وضحكات رسيل المكتومة ..خلصو عشا ومشو راجعين للبيت ..
ورجع الصمت رفيقهم بهالمشوار .. اول ماوصلو البيت شافو امهم وابوهم قاعدين
بالصالة ..سلمو عليهم وطلعو البنات فوق .. طلال قعد معاهم شوي وبعدها استأذنهم
طالع ينام .. شافهم واقفات ينتظرونه .. : نعم وش عندكم .. لا يكون تبوني انومكم بعد ؟
فقعت سما ضحك .. وتقدمت رسيل منه بخجل وحبت راسه وهمست بصوتها الناعم
الخجول : مشكور ..
جاته سما تركض وهي تحاول تحب راسه .. بس ماقدرت توصل لانه طويل .. ورغم
انه نزل نفسه شوي لرسيل الا انه سما مو ذاك الطول ومالحقت تحبه على راسه .. نزل
نفسه لها ومسكها مع كتوفها .. حبت جبينه : مشكور طلول ..
حبها على خدها : اهم شي استانستو ؟
هزت راسها بإيه .. ناظر فيهم وابتسم ابتسامة خفيفة وراح لجناحه .. وهو يحس برضى
كبير بداخله .. انه قدر يغير شوي من روتينه الممل ..ويدخل الفرحة بقلوب خواته ..







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 09:02 PM   رقم المشاركة : 8
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

صاحين من قبل صلاة الفجر ومجتمعين يبون يقضون آخر ساعات مع اخوهم
قبل يرجع للرياض ...وهو معاهم يحس انه يعيش بقمة سعادته .. احساس الحب
اللي يطوقهم اعظم احساس .. كان بداخله حزن كبير على ابوه وهو يشوفه مقعد
وعاجز عن الحركة .. وهالبساطة اللي تغلف حياتهم ..
مدت له نورة الحليب بابتسامة ترد الروح : تدفى ياراكان ..
خذا منها الحليب وهو يناظر بسلمان اللي مفتح عين ومغمض الثانية وهو قاعد
للحين ماشبع نوم : هالولد مشقي عمره .. من يقوم وهو ركض مايركد ..
ناظره ابوه وبعيونه اسى : خله وانا ابوك .. ياليت عندي رجلين والله ما اخلي
مكان الا اروح له ..
على طول دمعت عيون البنات ونزل راكان حب فخذ ابوه : بالجنة يبه .. لا تكدر
خاطرك محد مهتني بحياته ...
مسح على راسه وقال بحنان ابوي كبير : قوم وانا ابوك .. انت ان شاء الله بتسوي اللي
انا عجزت اسويه ...
ابتسم لابوه وناظر خواته اللي منزلين روسهم .. وشاف نورة تمسح عيونها بطرف
شيلتها .. مد يده وضغط على يدها .. رفعت راسها وابتسمت له وقامت للغرفة
على طول .. واجهشت بالبكاء بدون توقف ..
راح لها وقرب منها : النوري ؟ الله يهداتس وش اللي يصيحتس الحين ؟
مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها : مابيك تروح تونا ماشبعنا منك والله ياركان ..
حب راسها وضمها له : ان شاء الله لا تخرجت وتوظفت ما ابعد عنكم يوم ..
بعدت عنه وناظرته : وين بتتوظف في الديرة ؟ اكيد بيحطونك بأي مكان ثاني
وبتعيش طول عمرك بعيد عنا ..
راكان : وش بيدي وانا اسويه لكم .. ادعي ربي يوفقني وانا اخوتس ..
سمعت ابوها يتكلم من الصالة : نورة وانا ابوتس لا تكدرين خاطر اخوتس ..الله
بيرده لنا ..
ابتسمت لاخوها بين دموعها : ان شاء الله .. ربي بيوفقك وتتوظف وتتزوج ..
ويعوضك سنين تعبك خير ..
قام ومسك يدها يقومها : قومي نقعد معهم .. باخذ علومكم قبل امشي ..
قامت معاه ورجعو للصالة يكملون سوالفهم .. كانت تناظره وهو يضحك مع خواتها
وسلمان وهي تحس قلبها بيتقطع عليه .. تحبه بشكل جنوني .. كان اقرب شخص لها
حتى اكثر من شيخه .. اللي كانت منشغلة عنها بحبها القديم .. حنانه اللي كان يغدقهم
فيه وطيبة قلبه .. احساسه بالمسئولية من صغره .. كان موجود بوقت حاجتها له ..
ماكانت تحس بالألم رغم انه اصغر منها الا انه كان يتحمل عنها همومها .. كان دايم
يقول انا الرجال اللي اتعب واشقى عشان ترتاحون ... نزلت دموعها وهي تتأمله
شلون يبتسم في قمة اوجاعه ..
لمح الدمعة بعيونها وحس بألم فظيع يعتصر قلبه .. دعا ربي من قلب يرزقها بالرجل
الصالح اللي يعوضها هالحرمان والشقى .. انتبهت لنظراته وابتسمت له ..
سمعو صوت الاذان .. وقام هو وسلمان يتوضون بيلحقون صلاة الفجر .. وقامت نورة
تجيب لابوها موية يتوضا فيها .. راحو لصلاة الفجر وجا يودعهم .. لانه يبي يوصل
منيرة وسلمان مدارسهم وبعدها يمشي راجع للرياض .. اول شي مر على بيت خالته
ووقف برا يودعها ويوصيها على عيالها وهيا .. حس بقلبه انها تناظره مع الشباك بس
ماقدر يلتفت لها .. : بالله عليتس ياخالتي لا اعتزتو شي لا تطلبونه من احد .. انا كلي
لكم ..
ربتت على كتفه وقالت بحنان الأم : ماتقصر ياوليدي عسى الله يردك سالم ..
التفت على الشباك ولمحها .. وابتسم : وانتبهي لهيا .. تراها بذمتس الين ارجع ..
ام محمد : هيا بعيوني .. بتوصيني على بنتي ..
هيا اللي كانت تستمع لهم .. توسعت ابتسامتها من بين دموعها وهي تسمع وصاياه لامها
وهي تدعي بقلبها ربه يوصله بالسلامة ويطمن قلبها عليه ..
رجع لبيتهم سلم على ابوه وامه وخواته .. وقبل يطلع استوقفته امه : حصن نفسك
ياراكان ولا تنسى وردك .. وحافظ على صلاتك وانا امك ..
حب خشمها : ابشري يمه لا توصين حريص ..
مد يده لسلمان : السلمي يالله مشينا ..
جاه يركض ومسك يده ومشت معاهم منيرة رايحين لمدارسهم ....




/
\
/
\





جالس عند باب المدرسة ينتظرها مثل كل يوم .. مايدري ليش هاللهفة بقلبه لها ..
ومايدري ليش يعد الساعات عشان يشوفها .. اعجبه احتشامها وحياها .. واعجبه
كفاحها وقوتها .. قوية بخطواتها .. ثابته تمشي بدون خوف .. كان يحس بخجل
كبير في نظراتها ..كانت تجذبه بشكل جنوني .. ومايقدر يتحكم في ضربات قلبه
بوجودها .. مايدري للحين هل هو يحبها او مجرد اعجاب وتعلق .. بس في شي
بداخله يدورها وينتظرها ..رغم انه شاب وسيم ممكن اي بنت تتمناه الا انه ماكان
يعطيهم وجه .. ماكان يحب وقاحتهم .. اللي مناقضها خجل موضي .. احساس
بشوق جارف لها .. خصوصا انه ماشافها من يومين .. كان كل شوي يناظر ساعته
ينتظرها .. وبداخله شوق ولهفة لها .. لمح سلمان جاي من بعيد وشاف معاه واحد
غيرها .. احساس بخيبة الأمل اعتراه .. وهو يحس بشوقه يتداعي اكثر بقرب سلمان
شافه جاي يركض له فرحان : استاذ .. استاذ هذا اخوي ..
ابتسم لراكان وهو يشوف فرحة عجيبة بعيون سلمان مد يده له وصافحه : هلا والله ..
حط راكان يده على راس سلمان : هاه يا استاذ نايف شلون السلمي معك ؟ عساه ماهو
بمتعبك ؟
ابتسم له نايف وهو يناظر بسلمان اللي منزل عيونه خجل : لا بالعكس سلمان والنعم
فيه ليت كل الطلاب مثله باجتهاده ..
هز راكان راسه برضى ونزل نفسه لمستوى سلمان .. سلم عليه وودعه وهو يشجعه
يركز بدراسته عشان يكبر ويساعده بوظيفته ..
ناظرهم نايف باعجاب كيف انهم يوجدون من ابسط الأمور اكبر مقومات للسعادة ..
رجع للداخل بعد ماخاب امله .. وهو يتأمل يعدي الوقت بسرعة عشان يقدر يشوفها
ضحك على نفسه واستغرب مشاعره .. وبداخله الف صرخة تقول له " تحبها
هالشعور اللي بداخلك حب يانايف "
نفض هالافكار من راسه .. وناظر بالمدرسين وهو مبتسم .. شال اغراضه .. وتوجه
للخارج مكان وقوف طوابير الصباح .. وقف مقابل لطلابه ومانزل عينه عن سلمان
كان طول القوت يناظره .. ويشوف موضي بعيونه .. لمحه حزين ومبين عليه انه على
مشارف الصيحة .. استمع للنشيد الوطني .. وللإذاعة المدرسية وتقدم طلابه متوجه
لفصلهم .. : سلمان تعال ابيك ..
راح له سلمان وهو منزل راسه : سم يا استاذ ..
مسكه من يده وسحبه لخارج الفصل : وش فيك زعلان ..
رفع راسه وناظر استاذه وتكلم : اخوي مسافر الحين .. وانا مابيه يروح ابيه يقعد
معانا مثل اول .. ومايروح عنا ..
ابتسم له نايف : سلمان انت مو صغير عشان تصيح واخوك ماراح الا عشان يشتغل
ويساعدكم وتقدرون تعيشون زين ..
قاطعه سلمان والدموع بدت تنزل من عينه : بس احنا مانبي اكل نبيه هو يقعد معنا ..
حط يده على كتفه وربت عليها : انت انشغل بدراستك وساعد اهلك .. وبتمر الأيام
بسرعة وبيرجع لكم ..
هز راسه وهو مازال مو مقتنع بهالكلام .. كمل نايف بحنان : انت الحين رجال البيت
المفروض ماتصيح مثل البنات ..
حس سلمان بالفخر من هالكلمة وابتسم له : ايه صح انا رجال البيت ..
ضحك نايف عليه : يالله اجل ادخل الفصل ولا يشوفونك اصحابك وانت تصيح ..
مسح دموعه ودخل للفصل .. ودخل معاه نايف اللي بدا درسه وهو مو قادر يشيل
عيونه عنه ..



سكر التليفون وهو يزفر غضب ... صوت على سكرتيره بصراخ عالي ..
جاه السكرتير وهو يحس بخوف من نظراته ونبرة صوته المفزعة .. : سم
طال عمرك ..
رمى الملفات على وجهه وقال بصراخ اقوى من قبل : هالمناقصة ابيها هالأسبوع
ترسي علينا .. ومابي احد ياخذها منا فاهم؟
هز راسه يوافقه وهو مو داري وش تفكيره : ابشر ..
ابو طارق بغضب : وهذا عبدالله لو تدخل او حاول ياخذها لشركته بدمره ..
ناظر فيه ومايعرف وش يرد عليه واكتفى بالصمت حتى يفرغ كل غضبه عليه
وبعدها هو بنفسه بيقول له روح ..
تكلم وهو يناظر في الأوراق حوله .. احنا الأقوى والمفروض ترسي علينا .. من وين
طالع وجاي يتحداني .. انا هددته اذا ماتركها لي راح اخليه يخسرها غصب عنه ..
ومد يده لدفتر الشيكات .. كتب مبلغ كبير ومده للسكرتير : روح له شركته .. وعطه
هالشيك اذا وقع انه يتنازل عن المناقصة ..
هز السكرتير راسه .. وهو مقهور من مطاوعته له في طغيانه وتجبره على صغار
التجار ولجوءه للرشوة في كل منافسة يبيها ..
طلع من عنده وهو مستلسم لرغبة رئيسه .. وتوجه لشركة ابو احمد ..
قعد بمكتبه وهو يحس بغضب كبير يجتاحه .. وهو يهدد ويتوعد اذا ماتنازل منافسه
عن هالمناقصة راح يخسره بأي طريقة حتى لو اضطر ان يلفق له تهمة تبقيه في
السجن لسنوات عديدة ..
استقبل اتصال من زوجته اللي اشتكت له من ديما اللي مو راضية تفتح لهم الغرفة
ولا حتي ترد على مناداتهم لها .. سكر منها وهو يتوعد بداخله اشد الوعود ..
وعلى طول توجه للبيت وهو حالف يصب جام غضبه عليها .. لانه من يوم درى
انها ببيت عمها وهو متوعد انه بيضربها .. بس من حلفه فيصل مايلسمها امس ..
حلف وهو مصر مايعدي هالشي على خير ..
راح لها غرفة الخدم وطق الباب طرقات متتالية وقوية .. تسارعت نبضات قلبها
ونافست صوت طرقات الباب قوة ... سمعت صوته يناديها ويهددها اذا مافتحت
الباب .. صرخت بداخلها " يااااارب ارحمني .. الحين بدا عذابي " فتحت له بيدين
ترتجف واستسلمت لسيل الضربات واللكمات اللي سددها على وجهها وجسدها الصغير ..
كان تحس الغضب اللي فيه اكبر من مجرد خروجها من البيت .. استسلمت لضربه
وكتمت تأوهاتها .. حبست دموعها وهي تدعي ربها يصبرها على عذابها ..
بعد ما افرغ كل غضبه عليها .. كانت جسد ميت بدون حراك .. رماها على الارض
وطلع من عندها وهو يحس بغضب كبير عليها وعلى نفسه .. شلون هانت عليه بنته
راح لسيارته وركبها وصرخ بأعلى صوته : والله ما اسامحك ياسلمى على
اللي سويتيه فيني وفي بنتك .. والله لادفعك الثمن غالي ..







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 09:03 PM   رقم المشاركة : 9
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

الجزء الثالث
[ الفصل الأول ]‎‎‎



/
\
/
\



يافقر قلي وش تبي من ورانا
زودن على فقر الدراهم فقر دم

ما حاشت ايدينا غدابه عطانا
نبذل ولانحسب يدينا عطت كم

ولابه رصيد عندنا من يدانـا
الا الفعول الطيبة خشية الذم

لو انتسلف للغدا من عشانـا
نصبر ولو احوالنا كلها هـم



مع اصوات وضجيج بالخارج .. ورش مطر خفيف وصوت ارتطام الباب بفعل الهواء
الشديد .. كانت توها مخلصة صلاتها تسبح وتذكر ربها .. حست بقشعريرة برد
تسري بجسدها .. قامت على طول وشافت شيخة متمددة وحصة تسولف لها .. لبست
عباتها وراحت لمدرسة سلمان كالعادة .. قعدت تتلفت حولها وهي تمشي شافت اهل
الديرة اغلبهم طالعين .. تميزهم بساطتهم وابتسامتهم البريئة .. كل مامرت من عند بيت
وحدة فيهم سلمت وهي ماشية .. كانت البيوت طينية وابوابها خشب .. اغلب هالابواب
متهالكة ومتكسرة .. ويمكن حتى ماتتسكر .. خصوصا ان بيت الواحد مفتوح للكل حتى
لو عز عليهم يلقون اللي يضيفون فيه اللي يجونهم .. كانت تمشي وهي تحس نفسها بقمة
سعادتها راضية عن نفسها وعن اهلها .. شعور بداخلها يرسم البسمة رغم الألم رضى النفس
هو اللي مخليها سعيدة .. وشوقها له مخليها تمشي وبداخلها لهفة .. من يوم الاربعاء ماشافته
حتى اليوم الصباح راكان اللي وصلهم .. استغربت لهفتها .. ماتبي تتعلق وتحب .. هالشي عيب
وممنوع .. واكبر مصيبة ممكن تسويها البنت انها تحب .. مشت بخطوات فرحانة .. رغم
ان المدرسة بعيدة والمشوار مرهق .. الا انها تحب هالمشوار احساسها انها بتجربة مجنونة
ومغامرة غير محسوبة يبث بداخلها نوع من الحماس .. ضحكت وهي تشوف عليان الراعي
يطارد الغنم .. هالراعي دايم معصب وزعلان .. واخيرا بعد طول عناء وصلت المدرسة ..
كانت نبضات قلبها متسارعة .. جنون بداخلها يبي يشوفه .. تبي بس تلمحه وماتبي اكثر ..
بريئة حتى في احلامها .. انتظرت .. وانتظرت وطال انتظارها .. وكل طلاب الابتدائي
طلعو وهي للحين ماشافت سلمان ولا شافته .. مشت شوي : الدحمي ..
التفت لها وجاها ركض : سمي
شافت كل العيال يطالعونها بس تجاهلتهم : سلمان وينه ؟
ببراءة الاطفال اللي مايعرفون شلون يمهدون للأمور : اليوم طاح علينا ووداه استاذ نايف
للمستوصف ..
ما استوعبت اللي انقال الا انه سلمان طاح عليهم ضاع الحكي منها وماعرفت شلون تتكلم
او وش تقول ردتت بخوف كبير : سلمان وش صار عليه ؟
جا ولد اكبر منه شوي : ان شاء الله مافيه الا العافية .. بس ودوه يتطمنون عليه ..
قاطعته : قام ؟ ولا طايح يوم خذوه ..
تلقف عبدالرحمن مرة ثانية : لا مغمض عيونه وشالوه عنا ..
ارتجف كل جسمها ومشت بخطوات سريعة للمركز الصحي الوحيد بهالديرة .. طول الطريق
وهي تدعي ربي مايكون فيه شي كايد .. تحس نفسها بتموت خوف مكانها نست مع هالخوف
منيرة اللي اكيد الحين تنتظرها .. " يارب مايصير له شي .. يارب لاتحرمنا منه " تغيرت
مشاعرها في دقائق .. والفرح اللي كان مرسوم على ملامحها تحول لخوف وألم .. لو صار
فيه شي ولا احتاج نقل للمستشفى .. اقرب مستشفى لهم على بعد 200 كم .. زاد خوفها
بقلبها .. ومع كل دقة قلب تلهث بالدعاء للخالق يحفظه .. وصلت وهي تحس دمها نشف
بعروقها .. دخلت وشافته يمشي بخطوات غير موزونة .. بدون شعور نزلت دموعها ..
" اللهم لك الحمد يارب .. اخوي بخير " قربت منه ولمته لحضنها : سلمان وش فيك ؟
مسك يدها : موضي والله شفت الدنيا سودا ..
مسكته وجلسته على اقرب كرسي وجلست مقابلته : وش صار عليك ؟ ووش قالو لك ؟
هز كتوفه علامة انه مو داري .. واشر على نايف .. رفعت عينها وشافته واقف يطالعها
شعورها بهاللحظة كان متناسيه وهمها كله وتفكيرها باخوها .. وقفت ومسكت يده : تعال
معاي ..
وقف ومشى معاها بخطوات متثاقلة .. ماتدري وين تروح ولا وش تسوي .. تجهل بهالأمور
شافت اول ممرضة قدامها استفسرت منها وبالآخر جابت لها ملفه .. خذت الملف وراحت
للطبيبة العامة .. : يعني شلون ماله علاج ؟
دكتورة سهام : لا هوا خفيف اوي .. بس لازم ياخد ادويته اول بأول .. وياكل كويس ..
نزلت راسها ماعرفت شلون تتكلم او وش تقول .. هم الأكل بصعوبة يلقونه .. هزت راسها
وهي تحس بأسى على نفسها وعلى اخوها .. ضعيف كثير وضعف اكثر بالفترة الاخيرة
بعد ماساءت احوالهم .. شكرت الدكتورة وطلعت .. كانت حزينة رغم انه فقر دم خفيف
وممكن حتى الأغنياء يصيبهم .. بس لانها تحبه ماتبيه يتعب .. خذت ادويته ووقفت تناظره
نزلت نفسها لمستواه : تقدر تمشي ؟
هز راسه بإيه .. مسكته من يده ومشت معاه .. ماكانت منتبهة للعيون اللي من اول تتابعها ..
من اول ماشافها جاية بسرعة وداخلة المستوصف وهو مو قادر يشيل عيونه عنها .. يحمل
لها بداخله مشاعر مايقدر يخفيها .. وكل ماكبر هالحب كبر معاه احساسه بالخوف .. خوف
من المستقبل وش ممكن يحمل له من هموم اذا استمر في حبها ..
اما هي مشت معاه للبيت ونست منيرة اللي كانت تنتظرها كانت تسولف له وتضحكه بس
ماتبيه يحس بالتعب ... وبداخلها امتنان كبير لربها انه بخير ومافيه شي وهي اللي راحت
والوساوس تملا قلبها ... وصلت للبيت ومن شافته امه وجهه مصفر فزت على طولها
مرعوبة : يمه سلمان وش فيه ؟
تكلمت وهي تفصخ عباتها : مافيه الا العافية .. احد جاب منيرة ؟
جات نورة من الغرفة وراحت لسلمان على طول : السلمي ورا وجهك اصفر ؟
سلمان ببراءة : والله مدري انا كنت في الفصل .. شوي الا كل شي صار اسود وماعاد
حسيت الا وانا في المستوصف ..
ضربت على صدرها : ياربي امنتك وليدي ..
مسكتها موضي وجلستها : والله مافيه الا العافية يمه .. يقولون فقر دم ويبي له تغذية زينة
" مدت الكيس الصغير لامها " وهذي ادويته فيتامينات ومدري وش هي خرابيطهم ..
نورة : سلمان تونس شي ؟
سلمان : لا بس ابي انوم ..
التفتت موضي حولها وماشافت ابوها : ابوي وينه ؟
ام راكان وهي حاطة سلمان بحجرها وتمسح على راسه : بينوم له شوي .. البارح الليل
كله ماعرف طعم النوم ..
قامت ولبست عباتها مرة ثانية : بروح اجيب منيرة .. واشتري له كبدة .. تقول لي الدكتورة
لازم ياكل لحم وكبدة ..
مدت لها امها 10 ريال : جيبي لنا كلنا ..
خذتهم موضي ورجعت ناظرت امها : وخالتي وعيالها ؟
فتحت ام راكان الشيلة اللي رابطة الفلوس بطرفها : كم تبين ؟
غمضت عيونها تحسب ويوم ضيعت العد فتحتها : هاتي 5 ..
مدت لها 5 ريال ومشت رايحة تشتري لهم الكبدة اللي بيتغدون عليها .. وقبلها تمر تجيب
منيرة .. قعدت ام راكان لامة ولدها بحضنها ..: تونس شي ياسلمان ؟
سلمان وهو يقاوم النوم : لا يمه كان راسي يعورني بس الحين انا زين .. تجمعو حوله كلهم
وبدا شوي يقاوم النوم ويسولف معاهم .. وهالشي خلا الراحة تنزل على قلوبهم ويتطمنون
عليه ويتأكدون انه بخير وعافية ..



بوقت متأخر من الليل قامت من نومها .. ناظرت ساعتها وكانت حول الـ 2 وشوي ..
حست بقرصة الجوع .. وقامت بكسل غسلت ونزلت للمطبخ .. فتحت الثلاجة تبي تشوف
لها شي تاكله .. ناظرت بباب الغرفة الملاصقة للمطبخ ماتدري ليش حست انها تبي تتطمن
عليها .. هي تكرهها وماتحبها لكن حست بخوف عليها .. مشت بخطوات مترددة وفتحت عليها
الباب .. شافتها طايحة وآثار الضرب مبينة على جسدها .. تسارعت دقات قلبها قربت منها
ومدت يدها لتحت خشمها .. ارتاحت يوم حست بانفاسها الدافية .. ماعرفت شلون تصحيها
بدون ماتحسسها انها خايفة عليها هزت كتفها بتردد : ديموووووه ..
جاوبها الصمت وطال هالصمت .. علت صوتها اكثر وصارت تصحيها ولكن لا مجيب ..
بدت يدها ترتجف خوف ... : ديماااا .. ردي علي تسمعيني ؟؟
تناهى لمسامعها صوت انين خافت زرع بداخلها نوع من الطمأنينة على حال اختها .. راحت
للمطبخ وجابت كاس مويه .. ومسحت فيه على وجهها وهي تصحيها .. فتحت عيونها بتعب
وهي بالكاد تشوف اللي قدامها .. كانت تتصبب عرق رغم انها ترتجف من البرد .. بصوت
متعب وانهكه كثر الجور والظلم : عطـ ـ ـ شـ .. وضاعت باقي الحروف بداخلها ..
رفعت راسها .. ومدت لها الكاس تشربها .. وهي مستغربة هاللي قاعدة تسويه .. بس يمكن
لان بداخلها بذرة خير ولو كانت ضئيلة .. الا انها تكره موت انسان تعرفه .. مابين اغفائات
متكررة وكلمات مبتورة كانت تراقبها بصمت .. وكل شوي تلتفت وراها تخاف يجي احد
ويشوفها عندها .. سمعت صوت اذان الفجر وتفاجأت انها كل هالوقت عندها ماقلقت كثير
لانها تعرف اهلها مو ذاك الزود في الدين .. يعني متى ماقامو صلو مادام الاب مايروح
يصلي بالمسجد صلاة الفجر فأكيد بيكون اولاده مثله .. : ديمووووه تكلمي ترى تلفت اعصابي
مدت يدها ومسكت طرف بيجامتها تحاول تقوم .. فتحت عيونها وشافتها .. صعقت من هاللي
تشوفه .. توقعتها وحدة من الشغالات توها تستوعب ان اللي كانت حولها من اول اختها ..
كانت تحس احد يناديها .. يلمسها بس مو قادرة تركز بشي .. بصعوبة طلعت حروفها : مروى
ترددت كثير قبل تمد لها يدها وتسندها على اقرب جدار .. : تشوفيني ؟
هزت راسها بإيه وسحبت نفس عميق وزفرته بألم .. : بموت يامروى ..
كانت تقاوم صراعات بقلبها .. احساس مؤلم هاللي تشوفه قدامها .. ابوها قاسي حتى معاهم
وماتذكر بيوم انه حضنهم او قال لهم كلمة حلوة .. وامهم نفس الشي قلب جامد مايعرف الحنية
مغرقتهم بالفلوس والسفرات والروحات والجيات .. واكتفو بهالشي .. " فاقد الشيء لايعطيه
يامروى .. شلون احن عليها وانا ماعمري عرفت وش هو حنان الأم والأبو " : تبين شي ؟
بللت شفايفها بلسانها وناظرتها بارتباك : محد بيدري ؟
بدون تفكير منها : لا .. قولي وش تبين ..
قاومت آلامها وجلست بشكل مستقيم تحاول تستجمع قوتها .. : ابي اصلي .. وابي آكل ..
بهاللحظة بس تذكرت انها نزلت من حول الـ 3 ساعات تبي تاكل بس نست جوعها من شافتها
طايحة قدامها .. : اوكي قومي صلي وانا بسوي لك معاي ساندويتش .. كان شعور غبي فيها
ماتبيها تعرف انها مسوية هالشي عشانها .. قامت عنها وهي مكتفية باللي سوته .. ورغبتها
بداخلها تبي تلتفت لها .. تبي تعرف هي تقدر تقوم او لا ... لكنها مشت للمطبخ وهي تكبت
صرخات الرحمة بداخلها سحبت كيس التوست .. وبدت تدهنه بجبن " مروى انتي ماسويتي
شي غلط .. ليش كل هالخوف ؟ " خلصت اللي بيدها .. وصبت لها عصير وماشافتها بالغرفة
اكيد راحت تغسل وتتوضا .. حطت الصحن ورجعت لجناحها .. ماتبي تعيش بهالصراعات
الكثيرة اللي بداخلها .. " اووووف وش هاللي احسه .. خليني اصلي واتجهز لمدرستي احسن
لي من هالتفكير اللي صدع راسي "
حطت الساندويتش والعصير على الكومدينه وغطته .. راحت توضت وبدت تصلي الفجر ..
صلتها بربها متقلبة .. تتقرب منه بفترة الاختبارات اكثر شي حالها مثل حال الكثير من
الطلاب .. مازرعو اهلها بداخلها حب الصلاة والتعلق فيها .. عودوهم على حب الدنيا واللهث
ورا ملذاتها الزائفة .. ماصلت بذاك الخشوع لانها تعودت تصليها وهي مستعجلة .. خذت
فطورها وبدت تاكله .. بعد ماخلصت لبست مريولها وخذت شنطتها ونزلت تحت .. اكيد
الوقت بدري .. بس كان عندها فضول تشوف ديما وش سوت .. فتحت عليها الباب واول
ماشافتها ديما خبت الساندويتش ورا ظهرها .. : بسرعة خلصي قبل يجي احد ويشوفك ..
هزت لها راسها وطلعت على طول وسكرت الباب .. ارسلت لها الشغالة تاخذ من عندها
الصحن وانتظرت زياد عشان يروحون مدارسهم .. بعد ماوصلت مدرستها .. انشغلت مع
صديقاتها ونست مشاعرها اللي كرهتها هاليوم كله ......


في جامعة الملك سعود .. وفي كلية ادارة الأعمال قسم الإدارة المالية قاعد يدون ملخص
محاضرته .. التفت حوله وماشاف مشاري استغرب منه وهالانسان مايفارقه دقيقة وحدة
كمل كتابة لانه مستعجل ويبي يرجع للشقة وليد واعده بمفاجأة حلوة وهو متأمل خير فيها
خلص اللي بيده وجمع اغراضه وقام .. راح لمكانهم اللي دايم يجلسون فيه بس بعد مالقى
مشاري .. " لايكون طلع ومابيحضر محاضرته الأخيرة ..؟ " : فهد وين مشاري ؟
فهد : راح مشوار وبيرجع بعد شوي .. بتروح انت ؟
اشر له بيده رايح : ايه قاضي من اول .. فمان الله .. ومشى طالع من الكلية .. وكعادته كل
يوم يحاول يدبر اي واحد رايح لقريب سكنهم ويروح معاه ... شاف واحد معاهم بنفس القسم
وساكن حولهم .. صوت له وركب معاه .. وصل للشقة على اذان العصر .. واول مادخل
صادفهم قايمين يتوضون .. : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام ..
مشى للغرفة وحط اغراضه ورجع طلع لهم : تغديتو ؟
الوليد : ايه والله ضبط لنا منصور هاك الكبسة .. لاتفوتك بس ..
راكان : بعدين .. الحين بروح اصلي .. وعقب بتعلمني وش عندك ..
لف يدينه حول كتفه وابتسم له : ابشر على هالخشم ..
بادله الابتسامة وراح يتوضا ويلحق الصلاة في المسجد .. بعد الصلاة رجعو وراحو منصور
وعبدالله يريحون شوي .. وراشد جلس على النت .. وقعدو راكان والوليد بالصالة ..
اخفى لهفته وناظره ينتظره يبتدي كلامه .. فهم عليه الوليد وابتسم له : لقيت لك شغلة حلوة
فز من مكانه مستانس : بالله عليك جد ؟
فاجأه حماسه وبادره : ايه والله العظيم ..
قاطعه على طول : مناسب لدراستي ؟ يعني مايحسبون علي تأخير ؟
هز راسه يبيه يتطمن : انت خلني اتكلم وافهمك كل شي ..
ابتسم له وهو يحرك يدينه بارتباك واضح حتى على ملامحه .. وكمل الوليد على طول : شوف
يالغالي هي شغلة ماعليها كلام .. وراتبها زوين وما اظن عندك مانع ..
تكلم بتذمر : اوووف عن هالمقدمات كلها وقول وش عندك اخلص ..
للحظة طرى بباله يعانده لكنه كسر خاطره وتكلم : سيكورتي بواحد من المجمعات ..
وراتبه 1500 وشفت مسائي بعد .. واذا تأخرت بيغطون
عليك زملائك .. واصلا المحاضرات
كلها تنتهي على العصر يعني وقتك مناسب ..
جاهم صوت راشد من الغرفة : من جدك انت وش سيكورتي انت الثاني كرف وشقا وبالآخر 1500 ..
لا وبعد من يوم يجي من الجامعة على المجمع ..
متى يلقى وقت ينام ولا يذاكر ..
قبل مايتكلم الوليد رد عليه راكان : ومن قال لك اني ابي ارتاح .. انا راحتي لاشفت اهلي
مرتاحين .. وش ابي بنفسي اذا كنت قاعد ومستانس واهلي قاصرهم اشياء مو شي واحد ..
طلع له راشد ووقف على باب الغرفة : وهالالف وخمسمية وش تسوي ؟
تنرفز الوليد من اسلوب راشد المحبط : وانت وش عليك فيه .. هو يبيها ومقتنع لازم يعني
تجي تضيق صدره وتسودها بوجهه ...
جا لهم وجلس معاهم : ومن قال اني بسودها في وجهه بس خله يدور له وظيفة احسن ..
الوليد بقلة صبر : صاحي انت ؟ هذا هو صار له حول الـ 9 اشهر يدور وظيفة وماحصل
احد حتى يعطيه لو 100 ريال ..
راكان : يعني بتطاقون الحين ..؟ خلاص ياراشد انت غير وانا غير .. انت متعود ابوك
يصرف عليك .. وكل شهر يجيك مصروف .. وعندك سيارة واهلك مو محتاجينك بعد
لا تقيس نفسك علي .. كل واحد وله ظروفه ..
الوليد : وهو الصادق .. انا اللي عارف وش وضعه .. وربي لوما غلاته ما دورتها له
وكلمت الرجال عشانه .. وانا وربي ماكنت ابي اقولها عنده لاني مابيه يظن اني امن
عليه فيها .. بس انت اللي حديتني اتكلم ..
قام له راكان وحب خشمه : ياجعلي افداك يابو خالد .. وربي مدري شلون اجازيك على كل
شي سويته معاي .. عسى ربي يقدرني وارد لك لو شوي ..
طقه الوليد على كتفه : افاااا ياراكان .. من متى بينا هالكلام .. ؟
ابتسم له بامتنان وناظر راشد اللي سكت بعد ماعجز يغير من قناعاتهم .. كان راكان يحس
بسعادة ماتوصف رغم ان الوظيفة متواضعة وراتبها كذلك .. بس يفك ازمة ويقدر يلبي
متطلبات اهله خصوصا انهم بقرية ومتطلباتهم اقل بكثير من سكان المدن .. يعني مرتاحين
من فواتير الكهرباء والتليفونات وهالامور حتى الملابس مايشترون الجديد الا نادرا والاغلب
تجيهم تبرعات ( مو كل القرى البعض وممكن تكون القليل من القرى على هالوصف ) ..
كان مستانس من هالخبر الحلو .. وحاس بامتنان عظيم لهالانسان اللي يفهمه من غير مايشكي
رغم ان مشاري معاه ومن نفس الديرة .. ورغم انه عارف اوضاعه كلها .. الان الوليد غير
يحس فيه .. وفوق هذا يبي يسوي المستحيل عشان يساعده ويحسن ظروف معيشته ..
شاف الوليد يناظره .. ابتسم له وقام للمطبخ مايدري ليش يحس نفسه انفتحت للأكل وللحياة
كلها ...


قلبت اوراقها بملل مو قادرة تركز باختبارها اللي بيكون بعد يومين .. ماتدري ليش قدرها
يحمل لها الألم .. رغم ايمانها القوي بأن كل مؤمن مبتلى .. وبأن الله ما ابتلاها الا لأنه احبها ..
الا ان بداخلها حلم مثل كل بنت بهالدنيا .. ابوها اللي تحمل اسمه وتتمنى يكون سندها بهالدنيا
هو الوحيد اللي مستحيل تحس بالأمان بوجوده .. ومجرد خروجه من البيت يعني الأمان
والحرية .. حرمت من هالحلم البريء .. حرمت انها تنتظره بلهفة .. وتستشيره بابسط امورها
انحرمت من احساس انه يجي يوم ويتطمن عليها او يسأل عنها .. " انا ليش احبه وهو ماقدم
شي يشفع لي اني احبه .. لانه ابوي ؟ وين هالأبو اللي عمري ماحسيت بوجوده " كانت من
صغرها تحس بعذاب قاتل وهي تشوفه سكران .. ماكانت تستوعب بالأول .. يقولون لها تعبان
مريض اي شي .. بس عمرهم ماقالو انه باع دينه ثمن لمسكر .. شعور قاتل بالخوف على نفسها
وشعور اقسى بالخوف على خواتها اكثر حتى من نفسها .. هي ممكن تتحمل كل شي .. طقه
وجبروته وكلماته البذيئة .. بس خواتها لا ماتبيه يدنس برائتهم .. طاحت دمعة يتيمة على دفترها
حست معاها بغصة مؤلمة .. حتى بوجود امها واخوها مازال احساس الخوف يسكنها .. ماحست
بالأمان اللي كانت ترتجيه .. من جات امها من اسبوع وهم كل يوم طقاق وهواش .. والفاظ
يتقزز اي شخص من سماعها .. كانت تتعذب وهي تشوفه يطق امها .. تتمنى نفسها مكانها ولا
يجي لها شي .. وكل ماقربت منها تساعدها بعدتها عنه .. تسائلت هل ممكن يجي احد بيوم ويطق
بابهم يخطبها هي او وحدة من خواتها .. صحيح انها توها صغيرة .. ويبقى لها سنة على ماتتخرج
من الجامعة .. بس رسيل من عمرها وتقدم لها كذا شخص وهي رفضتهم .. وهي بحياتها محد
تقدم لها ..حست نفسها غبية وهي تعقد هالمقارنة الفاشلة .. ابو طلال رجل اعمال ناجح .. وفوق
هذا انسان محافظ والكل يشهد له بالدين والصلاح .. شلون تقارنه بعربيد سكير وقته كله خارج
البيت ولولا الله ثم اموال شركاتهم كان الحين هم على حافة الفقر ..تذكرت كلام عادل وطيبة قلبه
غريب كيف يتوقع احد بيتقدم لهم وهذا ابوهم .. حتى عيال عم ماعندهم .. وعيال خوالهم بعد
مشاكلهم مع ابوها مستحيل يتقدمون .. هذا من يبي قربه اصلا وامها تبي الفكة اليوم قبل بكرة ..
مسحت دمعتها بعينها ولمحته واقف يتأملها .. ابتسمت له : من متى وانت هنا ؟
ألم فظيع حسه يعتصر قلبه عليها وهو حاس كل اللي بقلبها : صار لي ساعة اتنحنح وانادي بس
منتي حولي .. اللي ماخذ عقلك ياحلوة ..
كشت على نفسها وهي واقفة : من وين ياحسرة ..
مسك مع اذنها بقوة : وتقولينها في وجهي ياقليلة الحيا .. اجل تبين احد ياخذه ؟
بعدت يده وركضت للسرير وهي تضحك : بالحلاااااال ياخذه بالحلال ..
ضحك عليها وهو يشوف حمرة الخجل بخدودها : اي اشوا على بالي بس ..
زمت شفايفها وناظرته : لا خليت هالحركات لك انت ...
تفاجأ من كلمتها وماحب يبين هالشي على ملامحه : وش حركاته ؟
قعدت تلعب باصابعها وهي تضحك : ههههههههههههههه مثلك عارف ..
قرب منها وركضت بعيد عنه : دنو تعالي علميني وش تقصدين ..
ركضت تبي تطلع من الجناح وهي ميتة ضحك عليه بس كان اسرع منها ومسكها : بسرعة
الحين قولي وش قصدك ...
حاولت توقف ضحك وماقدرت .. وكل ماجات تتكلم تطلق ضحكتها بصوت عالي .. بلا
شعور صار هو بعد يضحك معاها .. دمعت عيونها من كثر الضحك وهي تبي تقول له اللي
بخاطرها وعجزت : هههههههههههههههه عدول تكفى فكني وانا بعلمك ..
حس نفسه مجنون وهو يضحك معاها ولا يدري وش السالفة .. بس على الاقل يقدر يخفي
شوي من ارتباكه لمجرد مرور طاريها : يلا تكلمي ..
رتبت التي شيرت ومسحت دموعها : يقولون رب رمية من غير رام .. وانا قلتها كذا بس
قط كلام فاضي .. و هاللي سويته كله يثبت لي انه في شي فعلا ..
حس انه لو قعد معاها شوي بتفضحه وبتطلع كل اللي بقلبه مشى من عندها : على بالي
عندك سالفة طلعت الآخر تهيؤات ..
ويوم وصل لباب جناحها جاه صوتها وهي تضحك : اقص يدي لو ماكانت وحدة ماخذة
العقل ومتربعة فيه بعد ..
ما التفت عليها واكتفى بابتسامة اختلسها خفية بدون محد يلمحه مجرد ماطرت هي على باله
نزل مع الدرج .. ويوم وصل للصالة تذكر هو ليش كان رايح لها .. حس بغبائه وقعد يلوم
نفسه ويعاتبها : جووودي ..
رفعت راسها من المجلة اللي قاعدة تطالعها : هلا ..
عادل : روحي تجهزي انتي وخواتك بنطلع الحين ..
فزت على طول مستانسة : وين بنطلع ؟
سحب المجلة اللي بيدها وقعد على الصوفا : امي تبيها مفاجأة لكم .. يالله تجهزو بسرعة
لا تأخرونا ..
ماكمل آخر كلمة الا وهي طايرة من قدامة طالعة فوق تقول لخواتها ..ماتعودو يطلعون ابد
لا ابوهم يطلعهم .. ولا امهم ترضى تروح مع ليموزين .. وعادل عمله بتبوك ومايشوفونه
الا كل كم شهر اسبوع او اسبوعين .. سمع اصوات ركضهم على الدرج والتفت لهم وهم
متجهزين وخالصين .. : هههههههههههههههه كل هذا عشان تطلعون ؟
جلست رغد جنبه : ايه وربي مو مصدقة انا بنطلع مليت وربي من البيت للمدرسة ونرجع
للبيت ..
عادل : زين انتظرو امي ونادر يجون ...
نجود وهي تصوت لهم بأعلى صوتها : يممممممممممممممه بسرعة عجلي ..
طقتها دانا على راسها : وجع .. فجرتي اذوني ..
ضحكت من قلب على اختها .. وناظرهم عادل وهو يسمع هوشاتهم ويضحك .. دقائق كانت
حلوة تملاها ضحكاتهم البريئة .. اغتصبها وحش كاسر دائما مايداهم افراحهم ويحولها لحزن
و هم ..صمت مفاجيء ونظرات مملوءة بالرعب ارتكزت على اللي توه داخل وبيده زجاجة
خمر .. بشعره الاشعث .. وثوبه المتسخ بازراره المفتوحه .. وشماغه المرمي على كتفه
باهمال .. على طول التفت لخواته مايبيهم يشوفون هالمنظر رغم انهم حفظوه واعتادوه ...
كان يكره قتله لبرائتهم .. بالذات رغد اللي توها بالمتوسط .. ونجود اللي بثاني ثانوي ..
عجبا كيف ممكن انسان يبيع نفسه لملذاته ويتبع هواه .. ويصير عبد لشهواته ورغباته ..
وجوده بس قتل كل معاني الفرح .. وهدد ببدء عاصفة جديدة من المشاكل اللي ماراح تنتهي
صراخ كالعادة .. سباب وشتائم تعف الإذن عن سماعها .. زرع الخوف بقلوبهم .. رجعو
بكل خيبة امل لدورهم .. ومازال يوصل لمسامعهم صراخه على امهم .. وهواشهم المعتاد
وبداخلهم اسى على فرحتهم البسيطة اللي قتلها بمهدها ..
بعد مافرغت كل اللي بقلبها غسلت وجهها وراحت تشوف رغد .. ماتبي يصير فيها شي
مثل قبل ... لقت نجود عندها ومبين على ملامحهم البكا .. ابتسمت لهم تحاول تخفف وجعهم
ولو بكلمة بسيطة : مو مكتوب لنا نفرح اليوم ..
نجود وهي تضم رغد : طقها اليوم بعد ؟ .. والله اكرهه ياناس اكرهه
قاطعتها بشدة : نجود خافي ربك هذا ابوك ..
وقفت بعصبية : ليش يطق امي .. ليش مايتركنا بحالنا ويروح عنا .. مانبيه والله مانبيه هذا
اللي لا خيره ولا كفاية شره .. حتى يوم جينا نفرح اليوم خرب علينا فرحتنا ..
جاهم صوته متفائل رغم الالم : بعوضكم اذا ربي اراد من بكرة .. بس لاتزعلون انفسكم
وتزعلوني انا بعد ..
راحت على طول وهي تشوف اثر دم خفيف على شفته : طقك انت بعد ؟
بعد يدها اللي حاولت تمدها على شفته : لا بس وخرته عن امي وجات ضربته فيني ..
ناظرت عيونه وهي تشوف الأسى فيهم : وينها امي ؟
عادل : بغرفتها .. ومافيها شي تكفين لاتروحين تصيحين عندها وتضيقين صدرها ترى
اللي فيها كافيها ..
هزت راسها وراحت لها على طول .. دخلت عليها بدون ماتطق الباب ورمت نفسها بحضنها
قاومت رغبة ملحة انها تصيح بحضنها تموت بمكانها الف مرة وهي تحس امها تنطق وتتعذب
وهم مايملكون ادنى شي ممكن يغيرون فيه حياتهم .. تجمعو كلهم حولها ملامح يبان فيها الأسى
ولو اخفوه .. عادل بحنانه الكبير عجز يرسم ابتسامة وهو يشوف الحزن يكسى ملامحهم ...
ودانا اللي تمنت تكون مكان امها وتتحمل الطق بس مايجيها شي .. ونجود ورغد ورائد اللي
كل يوم عن الثاني يزيد كرههم له اكثر من قبل .. ليلة ماتختلف عن كل ليلة قضوها بهالمكان
اللي بالنسبة لهم اشبه بالسجن الفاخر ..


احساس السعادة بداخلها يكبر وهي تعد الساعات اللي بتقدم فيها على هالخطوة .. ماصدقت
شلون هالوقت عدى .. رغم بطئه الشديد لبست عباتها ومرت على فصل منيرة .. شافتها
شايلة عبايتها بيدها ومعلقة شنطتها على ظهرها .. ابتسمت لها وبادلتها منيرة الابتسامة ...
تأملتها وهي تلبس عباتها بمجهود خصوصا انها توها متغطية وماتعرف شلون تحط عباتها
على راسها .. كتمت ضحكتها بداخلها وهي تشوفها تصارع شنطتها وعباتها .. كانت تشوف
بعيونها احساس الفرح لانها بتروح معها لبيتهم .. وكل البنات يغبطونها على هالشرف اللي
مانالوه للحين .. : ابلة لمياء ..
ركزت نظرها عليها : هلا
مدت يدها : هاتي اشيل شنطتس عنتس ..
ابتسمت لها بامتنان : لا انا بشيلها .. يالله مشينا ..
هزت راسها وهي متغطية وضحكت عليها ومشت معاها .. استغربت موضي وهي تلمح
هاللي جاية تمشي مع منيرة .. راحت لها منيرة ركض ولمياء تضحك عليها شلون متغطية
وهي مازالت بعقل طفلة .. كادت تتعثر بعباتها وقدرت بصعوبة توقف نفسها : موضي
ابلة لمياء بتجي معنا للبيت تبي نورة ..
راحت لها موضي على طول : ياهلا والله .. يالله ان تحيها تنورين البيت يا ابلة ..
ابتسمت بخجل على فرحتهم فيها .. احساس رائع تفتقده ,, " يالله وش كثر اعشق احساس
المحبة الغامر اللي احسه معاهم .. يابياض قلوبهم ماتعرف الا تحب وتعطي " مشت معاهم
في طرقات الديرة .. دخولها ولأول مرة كشف لها حجم معاناتهم وحجم بساطتهم .. بيوت
صغيرة جدا .. ممكن حجم البيت الواحد مايساوي كبر جناحها .. وتتزاحم بداخل هالبيوت
الأنفس ولكن يعيشون بسعادة هي تفتقدها .. شكر لله بداخلها على ان منحها هالتجربة الفريدة
لتتعايش مع من هم اقل منها طبقة .. واكثر منها سعادة ..كانت تستمع لسوالفهم وتضحك
من قلب .. ولأول مرة من زمااااان تضحك من قلب .. على طول دخلت موضي قلبها ..
انسانة مرحة متفائلة .. تعيش اللحظة بجنون وفرح .. ومبين انها محبوبة لأن حريم الديرة
من تعدي من عند بيوتهم يلقون عليها كلمات محبة .. وصلت معاهم للبيت وتفاجأت من حجمه
وشكله .. قديم جدا ومتهالك بصورة فظيعة .. ابوابه مهترئة .. وشبابيكه متكسرة .. والغرف
اللي فيه بالكاد تكفي لشخص واحد ياخذ راحته فيه .. استقبلوها بترحاب كبير .. ابتسامتهم
الصافية تدخل القلب .. جميلات .. رغم الفقر كانت تحمل ملامحهم الجمال البدوي الأصيل
كانت نورة الأجمل .. بس موضي الأكثر فتنة .. يمكن جنونها يعطيها جاذبية خاصة ...
لمحت ابوهم المقعد بالصالة وامهم اللي قاعدة وحاطة راسه بحجرها .. اخرجها من تأملاتها
صوت نورة الخجول : ارحبي يالغالية .. تو ماتبارك البيت بجيتس ..
ابتسمت بخجل وماعرفت وش ترد عليها بالضبط .. حست فيها موضي وعلى طول مسكتها
من يدها : ارتاحي يا ابلة .. وسحبت مخدة وحطتها ورا ظهرها وقعدو على الأرض ..
بعد ماسلمو عليها كلهم راحو شيخة وحصة لأمهم يسوون اي شي يضيفون فيه لمياء ..
وجلسو موضي ونورة ومنيرة معاها ... صمت قصير تخلله ابتسامات متبادله .. قطعت
الصمت ودخلت في الموضوع على طول : اكيد عرفتي ليش جاية اليوم يانورة ؟
رفعت راسها وناظرتها بترقب : هذي الساعة المباركة اللي تشرفينا فيها والله ..
لمياء : الله يبارك في ايامك يارب .. مثل ماوعدتك بعت لك كل الثياب .. وجابت لك سعر
زين بعد .. وابيك الحين تقولين لي وش تحتاجين وانا بجيب لك انتي والبنات كل شي من
الرياض وابيكم تخيطون مثلهم ..
معالم الفرحة ارتسمت على وجيههم .. ناظرو بعض بفرح وكل وحدة فيهم ودها تسـأل كم
المبلغ بس يحسون باحراج منها مو قادرين يسألون .. حست باحراجهم وعلى طول تكلمت
تبي تنهي هالتساؤلات اللي بعيونهم : بعت لك الثوب الواحد بـ 100 ريال ..
طالعوها كلهم بصمت وفشلت عقولهم انها تحسب المبلغ كم بيكون .. التفتت على منيرة
اللي تدرسها رياضيات : منيرة ماتعرفين 100 ضرب 18 كم ؟
نزلت راسها بحيا وهي تحاول تحسبها وماعرفت .. ضحكت على طول : هالمرة بعديها
بس ياويلك لو سألتك بالفصل وماعرفتي .. " ورجعت ناظرت في نورة " 1800 ريال
ملامحهم تغيرت بسرعة من التفكير اللي الدهشة والفرحة بنفس الوقت .. كانت تدري
انها ممكن بهالمبلغ تمنحهم سعادة .. وتمنح نفسها الرضى .. هي من عائلة غنية ويمكن
حتى راتبها مايساوي نص مصروفها اللي يجيها من ابوها .. وتعتبر هالمبلغ ولا شي
بالنسبة لها .. بس بالنسبة لهم خلق معنى للفرح والسعادة اللي تستحقها قلوبهم .. اتفقت
بعدها مع نورة انها تخيط هالثياب هي وبنات عمها وتبيعها لهم في الرياض .. رغم انها
تاخذهم وتوزعهم على الجمعيات الخيرية .. وتدفع لهم هالمبلغ صدقة خالصة تبتغي فيها
وجه الله تعالي .. تجمعو بعدها كل البنات وبنات عمهم وخالتهم .. وتغدو رز بلبن ...
كانت جلستهم بسيطة الى انها تحمل اجمل واعذب معاني السعادة ..







رد مع اقتباس
قديم 22-01-2013, 09:04 PM   رقم المشاركة : 10
زورق الندى
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية زورق الندى
الملف الشخصي






 
الحالة
زورق الندى غير متواجد حالياً

 


 

احساس السعادة بداخلها يكبر وهي تعد الساعات اللي بتقدم فيها على هالخطوة .. ماصدقت
شلون هالوقت عدى .. رغم بطئه الشديد لبست عباتها ومرت على فصل منيرة .. شافتها
شايلة عبايتها بيدها ومعلقة شنطتها على ظهرها .. ابتسمت لها وبادلتها منيرة الابتسامة ...
تأملتها وهي تلبس عباتها بمجهود خصوصا انها توها متغطية وماتعرف شلون تحط عباتها
على راسها .. كتمت ضحكتها بداخلها وهي تشوفها تصارع شنطتها وعباتها .. كانت تشوف
بعيونها احساس الفرح لانها بتروح معها لبيتهم .. وكل البنات يغبطونها على هالشرف اللي
مانالوه للحين .. : ابلة لمياء ..
ركزت نظرها عليها : هلا
مدت يدها : هاتي اشيل شنطتس عنتس ..
ابتسمت لها بامتنان : لا انا بشيلها .. يالله مشينا ..
هزت راسها وهي متغطية وضحكت عليها ومشت معاها .. استغربت موضي وهي تلمح
هاللي جاية تمشي مع منيرة .. راحت لها منيرة ركض ولمياء تضحك عليها شلون متغطية
وهي مازالت بعقل طفلة .. كادت تتعثر بعباتها وقدرت بصعوبة توقف نفسها : موضي
ابلة لمياء بتجي معنا للبيت تبي نورة ..
راحت لها موضي على طول : ياهلا والله .. يالله ان تحيها تنورين البيت يا ابلة ..
ابتسمت بخجل على فرحتهم فيها .. احساس رائع تفتقده ,, " يالله وش كثر اعشق احساس
المحبة الغامر اللي احسه معاهم .. يابياض قلوبهم ماتعرف الا تحب وتعطي " مشت معاهم
في طرقات الديرة .. دخولها ولأول مرة كشف لها حجم معاناتهم وحجم بساطتهم .. بيوت
صغيرة جدا .. ممكن حجم البيت الواحد مايساوي كبر جناحها .. وتتزاحم بداخل هالبيوت
الأنفس ولكن يعيشون بسعادة هي تفتقدها .. شكر لله بداخلها على ان منحها هالتجربة الفريدة
لتتعايش مع من هم اقل منها طبقة .. واكثر منها سعادة ..كانت تستمع لسوالفهم وتضحك
من قلب .. ولأول مرة من زمااااان تضحك من قلب .. على طول دخلت موضي قلبها ..
انسانة مرحة متفائلة .. تعيش اللحظة بجنون وفرح .. ومبين انها محبوبة لأن حريم الديرة
من تعدي من عند بيوتهم يلقون عليها كلمات محبة .. وصلت معاهم للبيت وتفاجأت من حجمه
وشكله .. قديم جدا ومتهالك بصورة فظيعة .. ابوابه مهترئة .. وشبابيكه متكسرة .. والغرف
اللي فيه بالكاد تكفي لشخص واحد ياخذ راحته فيه .. استقبلوها بترحاب كبير .. ابتسامتهم
الصافية تدخل القلب .. جميلات .. رغم الفقر كانت تحمل ملامحهم الجمال البدوي الأصيل
كانت نورة الأجمل .. بس موضي الأكثر فتنة .. يمكن جنونها يعطيها جاذبية خاصة ...
لمحت ابوهم المقعد بالصالة وامهم اللي قاعدة وحاطة راسه بحجرها .. اخرجها من تأملاتها
صوت نورة الخجول : ارحبي يالغالية .. تو ماتبارك البيت بجيتس ..
ابتسمت بخجل وماعرفت وش ترد عليها بالضبط .. حست فيها موضي وعلى طول مسكتها
من يدها : ارتاحي يا ابلة .. وسحبت مخدة وحطتها ورا ظهرها وقعدو على الأرض ..
بعد ماسلمو عليها كلهم راحو شيخة وحصة لأمهم يسوون اي شي يضيفون فيه لمياء ..
وجلسو موضي ونورة ومنيرة معاها ... صمت قصير تخلله ابتسامات متبادله .. قطعت
الصمت ودخلت في الموضوع على طول : اكيد عرفتي ليش جاية اليوم يانورة ؟
رفعت راسها وناظرتها بترقب : هذي الساعة المباركة اللي تشرفينا فيها والله ..
لمياء : الله يبارك في ايامك يارب .. مثل ماوعدتك بعت لك كل الثياب .. وجابت لك سعر
زين بعد .. وابيك الحين تقولين لي وش تحتاجين وانا بجيب لك انتي والبنات كل شي من
الرياض وابيكم تخيطون مثلهم ..
معالم الفرحة ارتسمت على وجيههم .. ناظرو بعض بفرح وكل وحدة فيهم ودها تسـأل كم
المبلغ بس يحسون باحراج منها مو قادرين يسألون .. حست باحراجهم وعلى طول تكلمت
تبي تنهي هالتساؤلات اللي بعيونهم : بعت لك الثوب الواحد بـ 100 ريال ..
طالعوها كلهم بصمت وفشلت عقولهم انها تحسب المبلغ كم بيكون .. التفتت على منيرة
اللي تدرسها رياضيات : منيرة ماتعرفين 100 ضرب 18 كم ؟
نزلت راسها بحيا وهي تحاول تحسبها وماعرفت .. ضحكت على طول : هالمرة بعديها
بس ياويلك لو سألتك بالفصل وماعرفتي .. " ورجعت ناظرت في نورة " 1800 ريال
ملامحهم تغيرت بسرعة من التفكير اللي الدهشة والفرحة بنفس الوقت .. كانت تدري
انها ممكن بهالمبلغ تمنحهم سعادة .. وتمنح نفسها الرضى .. هي من عائلة غنية ويمكن
حتى راتبها مايساوي نص مصروفها اللي يجيها من ابوها .. وتعتبر هالمبلغ ولا شي
بالنسبة لها .. بس بالنسبة لهم خلق معنى للفرح والسعادة اللي تستحقها قلوبهم .. اتفقت
بعدها مع نورة انها تخيط هالثياب هي وبنات عمها وتبيعها لهم في الرياض .. رغم انها
تاخذهم وتوزعهم على الجمعيات الخيرية .. وتدفع لهم هالمبلغ صدقة خالصة تبتغي فيها
وجه الله تعالي .. تجمعو بعدها كل البنات وبنات عمهم وخالتهم .. وتغدو رز بلبن ...
كانت جلستهم بسيطة الى انها تحمل اجمل واعذب معاني السعادة ..

بأحدى اكبر شركات العقارات كانو عاقدين اجتماع مغلق .. يتضمن اثنينهم مع كبار
الموظفين بالشركة .. تكلم بصيغة آمرة : هالموضوع لاحد يدري عنه نهائي انتو تعرفون
منافسينا في الشركات الثانية ممكن يتدخلون وتخرب هالصفقات ..
هزو الجميع روسهم باقتناع وتكلم ابو سلطان شريكه في العمل : انا من رأيي نبدا العمل
على الأوراق الخاصة بهذي المناقصة من الحين .. لانه وصلتني معلومات ان ابو طارق
يبيها وانت تعرف انه اكبر منافس لنا في السوق .. واكيد مايخفى عليك اساليبه الملتوية
لكسب مثل هالصفقات والمناقصات ..
ثبت نظارته على عينه وناظر بالأوراق المقدمة له : هذا بالذات لا يوصله خبر انا داخلين
في المنافسة .. انا ابي نكسبها بطرق شريفة وحسب القانون .. وماعندي استعداد ادخل
في متاهات كثيرة ..
بعد ماقضى اجتماعهم وراحو كل الموظفين يشوفون اشغالهم قعد هو وابو سلطان يتناقشون
في امور شركتهم .. : وانت شلون عرفت ان ابو طارق داخل هالمناقصة .. وانا اللي
اعرفه حريص بمثل هالأمور ..
ابتسم له ابو سلطان : قلت لك عرفت من مصادري الخاصة ..
قام راجع لمكتبه وهو يناظره بنص عين : من متى بيني وبينك اسرار ياخالد ..
تكلم ابو سلطان : والله مابينا اسرار .. جايتني علومه اللي انت تعرفها .. يوم عرف ان فيه
شركات دخلت تنافسه .. شرى منهم تنازلهم ..
قاطعه ابو طلال بغضب : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. وهذا للحين على الرشاوي ...
ماسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الراشي والمرتشي ) الى متى وهو يتهاون
بهالأمور وهو الآن مطرود من رحمة الله ..
قعد ابو سلطان في المقعد المقابل له : الحين انت وشوله تزعل نفسك هو ذنبه عليه .. واحنا
ياما نصحناه بس مازال على ضلاله .. ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )
ابو طلال : انا اخاف على عياله وبناته اللي يأكلهم اموال حرام وهو غافلين عن هالأمور
كلها ... " ومد له مجموعة اوراق " خذ هالأوراق محتاجة توقيعك ..
خذا منه الأوراق وتكلم وهو قايم : خل موضوع المناقصة علي انا راح اتكفل بكل الأوراق
انت جهز نفسك لسفرتك الجاية .. ورانا صفقات مهمة في الفترة الجاية ..
وقبل مايطلع استوقفه : اذا رست علينا هالمناقصة ابشر بعزيمة تستاهلك .. ترى من زمان
ما اجتمعنا ..
ابتسم له واشر على خشمه : على هالخشم بس خلها يوم الخميس عشان لمياء تكون موجودة
ومرتاحة تعرف مشوار الاربعاء تعب عليها ..
ابو طلال : والله بنتك هذي يبي لها من يعقلها وش اللي حادها على هالشقى ..
رجع وقف عند مكتبه : تعلمني فيها .. تعبت وانا اقنعها بس عنيدة ومستحيل تتنازل عن
قرارها .. قلت لها مليون مرة اجيبها لأقرب مدرسة لبيتنا بس ماتبي .. وبيني وبينك هي
مرتاحة هناك .. من بعد وفاة امها تغيرت كثير نفسيتها .. وخفت ان حزنها ينهيها .. لكن
شغلها هذا غير اوضاعها شوي .. يمكن لانها تعيش تجربة غريبة عليها .. " ابتسم له والتفت
رايح من عنده " الله يوفقها يارب ..
ردد هالدعوة بداخله وكمل مراجعته لأهم الاوراق اللي قدامه .. وهو يتمنى لو يلقى بنت تحمل
نفس مواصفات لمياء .. ماكان راح يتردد لو شوي انه يخطبها لولده ..حتى لو اضطر انه يقنعه
ياخذها بالقوة .. وعبس وجهه وهو يفكر بطلال هالانسان الغامض اللي يجهل وش اللي بقلبه
اغلب وقته ساكت .. مايتكلم او يقول اللي بخاطره .. ومحد يعرف وش احساسه .. مايشتكي لاحد
ولا عمره عبر عن حزنه او فرحه لاحد .. رغم انه يدري ان ولده تعرض لصدمات كثير لكن
يعيشها لحاله .. وحيد باحزانه وهمومه رافض ادنى مشاركة حتى من اقرب الناس له .. وحس
بضيق وهو يتذكر حنين واختها اللي سببو لهم مشاكل مالها اول ولا تالي .. وطلال كان ساكت
ومايتكلم .. تألم لهالذكرى اللي يكرهها من قلبه لانه شاف فيها ضياع ابنه .. ودعى ربي يعوضه
عن هالتجربة الفاشلة بانسانة تستحقه وتقدره ..



/
\
/
\




" ياااااربي هذي شلون افهمها مسألة معقدة " زفرت بتعب وهي تراجع المسائل اللي من اول تذاكرها
واستوقفتها هالمسألة اللي ماعرفت شلون تحلها .. مسكت جوالها واتصلت على رسيل على طول هي
الدافورة بين صديقاتها بعد السلام والسؤال عن الاحوال : يابنت الناس عجزت افهمها .. يعني مدري
شلون اطلع الناتج .. ومادري حتى شلون احسبها ..
جاها صوتها الناعم وهي تتأفف : دنو قلت لك مليون مرة ركزي مع الدكتورة بس انتي طاقة حنك مع
البنات وفالتها ..
قاطعتها : وانتي بتقعدين تسوين لي محاضرة الحين فهميني شلون احلها ..
قعدت تشرح لها حول الربع ساعة ومخ دانا مقفل ومو راضي يستوعب شي .. : دنو انتي مخك تنكة
على طول فقت ضحك : هههههههههههههههه وش تنكة يالقديمة انتي .. ريسو ورب البيت ماعرفت
وش تقولين من زين شرحك عاد ..
ضحكت على غباء صديقتها : زين تعالي عندي ..
شهقت على طول : من جدك انتي والله ليذبحني ابوي شلون اجي عندك والساعة 10
بدون تفكير تكلمت : عادي .. البيت جنب البيت واصلا ابوك ماراح يحس .... " وبترت الكلام يوم
استوعبت خطاها .. هي تدري انه بالليل مستحيل يكون صاحي بس بعد مستحيل تقول هالشي قدام
بنته .. خصوصا ان دانا حساسة من هالناحية وماتحب تتكلم عن وضع ابوها او تحسس احد بمعاناتها
ارتبكت .. وماعرفت وش تقول " دنو ..
حست بارتباكها وسوت نفسها مافهمت مغزى كلامها لانها تدري انها مو قاصدة تغلط على ابوها : زين
بكلم عادل واخليه يمشي معاي الين بيتكم .. بس انزلي انتي عند الباب لاتخليني ملطوعة برا ..
حست بارتياح انها ما استوعبت كلامها وقالت بفرح : والله .. دنو تكفيييييييين تعالي ..
دانا : خلاص قلت لك .. بس لازم استأذن من عادل اول ..
ماتدري ليه هالاسم يضاعف نبضات قلبها .. هي ماتنكر انه يجذبها يمكن لانه جذاب بشكل كبير مو
وسامة كبيرة بقدر ماهي جاذبية .. وفوق هذا كله فيه الصفات اللي تفتقدها باخوانها .. حنانه على خواته
سؤاله الدايم عنهم .. هي تشوف كثرة اتصالاته على دانا وهم بالجامعة .. ماتذكر واحد من اخوانها بيوم
سأل عنها او اتصل عليها يتطمن .. حتى لو كانت حياتهم مستقرة عكس دانا وخواتها لكنها تفتقد اخو
مثل عادل .. طلال بالنسبة لهم انسان جامد بمشاعره .. مايعرفون هل هو يحب او يكره .. حتى الفرح
والحزن مايعرفونها بملامحه .. وسامي اللي اصلا ماله وجود بحياتهم واغلب وقته برا البيت او بغرفته
اوقات تكره شعورها انها تعيش قصة حب من طرف واحد .. حبته لانه يحمل اجمل الصفات بنظرها
الحنان اللي تفتقده .. رغم ان ابوها حنون جدا .. بس خذته الدنيا عنهم بمشاغلها .. وامهم بعد طيبة
حيل وكل من يعرفها يحبها الا انها لها معارف كثير وعلاقات المجتمع الارستقراطي وحفلاتهم الباذخة
ابتسمت لمجرد مرور اسمه في بالها .. وركضت لمرايتها تشوف نفسها .. لمت شعرها على فوق
وتركت خصلات متناثرة على وجهها .. ونزلت تحت تنتظر دانا تجيها .. من زمان مادخلت هالبنت
بيتهم رغم انهم جيران .. بس ابوهم مايخلي احد يطلع من البيت ولو ما دراستهم كان محد طلع ابد
حتى امهم اللي تقدر بصعوبة تطلع وتروح لاهلها في القصيم بغفلة منه .. سمعت رنة جوالها ورفعته
لاذنها على طول : هااه وينك ؟
دانا وهي تناظر عادل : طفشني عادل كل شوي يقول انتظري دقيقة ومشغول عني ..
رسيل : يالله عاد .. تكفين تعالي وربي تحمست ..
سمعته وهو يكلم دانا بحنان .. : يادنو ياقلبي والله ثواني اخلص اللي بيدي واجي لك ..
ضحكت رسيل : اكيد جالس على النت ..
دانا : ايه .. شلون عرفتي ؟
كملت وهي تأشر للشغالة تجيها : اعرف نفسي اذا كنت منشغلة بموضوع انسى كل اللي حولي ...
عادي ياقلبي خذي راحتك بتقعدين عندي الليل كله .. " التفتت للشغالة " جهزي العشا صديقتي
بتتعشا عندي ..
جاها صراخها من الجهة الثانية : لا وش عشاه انتي الثانية توني ماكلة ..
رسيل وهي تنهي الأمر : انتي تعالي ولايكثر كلامك .. وسكرت منها .. ماتدري هل سعادتها
ان دانا بتجيها او لأنها سمعت صوته .. في داخلها شعور رائع عجزت هي تستوعبه .. الاكيد
انها تحس بفرحة غامرة بقلبها ..
اما عند دانا وعادل كانت واقفة بعباتها : عادل يالله عاد مابي رسيل تنتظرني عيب من اول
قايلة لها بجيها ..
التفت لها وابتسم وهو يقاوم شعور ملح بداخله يسأل عنها .. قام على طول : اوكي .. بس
من الحين اعلمك ماراح تطولين .. تفهمك اللي تبين وبعدها ترجعين للبيت خلاص ؟
نزلت معاه وهي تقول له انها مو مطولة .. مشو بخطوات خايفة وهم يتلفتون حولهم كله خوف
انه يشوفهم او يلمحهم وينكد عليهم كالعادة .. واول ماطلعت من الباب وهم على الرصيف ..
اتصلت على رسيل تفتح لها الباب عشان تدخل على طول .. وصلها للباب ودخلت لصديقتها
وتسكر الباب ووقف هو برا يسمع صراخهم وحماسهم .. كان مستانس لوناسة اغلى ثنتين
على قلبه بعد امه .. اتسعت ابتسامته وهو يسمع صوتها وهي ترحب وتهلي باخته .. " يارب
انت تدري اني مابيها لعب او تسلية .. ابيها زوجة لي فلا تحرمني منها يارب "







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 07:29 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت