فالسافلة :ـ
دنيا تتزين له ، ونفس تحدثه ، وعدوٌ يوسوس له ؛
فهذه مواطن الأرواح السافلة
التي لا تزال تجول فيها .
والثلاثة العالية :ـ
علم يتبين له ، وعقل يرشده ، وإله يعبده ، والقلوب جوالة
في هذه المواطن .
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ،
وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ،
وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله .
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ؛
فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً ، وإما أن تقطع لذة أكمل منها ،
وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة ،
وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه ،
وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع
قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه ، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب
من قضاء الشهوة ، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك ،
وإما أن تجلب هماً ، وغماً وحزناً ،
وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة ، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة ،
وإما أن تشمت عدواً ، أو تحزن ولياً ، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة ،
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول ؛ فإن الأعمال تورث الصفات ، والأخلاق .