نعم أختي الكريمة , لا ألوم بعضا ممن يقرأ كلماتي , لكن الأولى بمن استل سيفه وهم ليقتلني أن يعرف وجهة نظري قبل الهجوم , ولا أستطيع أن أشرح كل كلمة أكتبها مُتـْبـَعة بالمقال حتى لا يكون طويلا فيعرض الكثيرين عن القراءة , فكنت أختصر المقال إلى أقصى ما أستطيع , وأترك المعاني بين السطور .
وبسبب هذا المقال بالذات وليس كغيره , لخوضي في المذهبية فيه والسياسة , تعرضت للهجوم من كثير من القراء في بعض المنتديات التي فيها بعضا من الشيعة , ومن بعض الكويتيين الذين لا يحبون النقد ويظنون بأنهم الأعلون مع حبي للكويت والخليج وليس كرها , ولبعض العرب ممن يعبدون الحكام الذين أعتبروني بأني متطاول على آلهتم , وسأشرح هذه النقطة : عندما قال الله تعالى عن اليهود والنصارى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . قالوا : لم نفعل ذلك . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تسمعوا لهم وتطيعونهم وتخالفون بأوامره أوامر الله ؟ هكذا تكونون قد عبدتموهم دون الله . وهكذا فعل كثيرا من الشعوب .
آراء تلك الفئة كلها لا تهمني بشيىء لقناعتي وصدقية ما قلت , وقف بعض الشيعة موقفا جبانا بأن قاموا بإرسال فايروسات وملفات , لجبنهم , فلو كنا وجها لوجه لوجدوا ساعدي أشد من لساني , وأقول فيهم مرتجلا :
إن الذي بنا لنا في السماء العلا مقاما ً
حفر لهم جحورا في الحضيض الأسفل
وأيضا أقول :
تأبى الكرامة أن يكونوا ملاكها
وتأبى البهائم أن يكونوا أنسابها
لي وقفة هنا مع من تشردوا :
تشرد حوالي المليون لبناني جلهم ولربما كلهم من الشيعة , وضاقت بهم السبل , وتفرق الأهل والإخوان , وامتلأت بهم باقي الديار .
وقد أواهم أهل السنة في الشمال بعد أن أذلهم الدروز وبعضا من النصارى في المأوى وفحش الأسعار, أواهم أهل السنة مجانا دون مقابل , بمأوى وغذاء , وكان أكثر من أواهم من أهل السنة هم من السلف الوهابيون الذين يكفرون الشيعة وتكفرهم الشيعة , واحتضنوهم .
إن منظرهم لتدمع له العين , وتدمى له القلوب .
ولقربي منهم , ولنسب قريب جدا لي معهم رأيت مآسي تجعل اللسان يتطاول على من باعوا هؤلاء لا بارك الله في مثواهم . مات الكثير وتم دفنهم ولا يعلم أهلهم كيف دُفنوا ولا كيف ماتوا , وسار في الجنازة الغرباء , بعد أن تشتت الأخوة والأبناء .
وأقول : لماذا دائما لبنان ؟
أم هذا ما أراده له جيرانه ؟