المسح الوطني الشامل.. مالاتستطيع قياسه لا تستطيع تطويره!
24% من الذكور مدخنين
د.خـالد عبد الله النمر
هي موجودة بنسب متفاوتة في جميع انحاء العالم.. وليس هناك علاج سحري يخفيها بين يوم وليلة.. وانما تحتاج الى تبني ودعم نمط حياة صحي لأفراد المجتمع.. يتبناه الأب والأم في الاسرة التي هي لبنة المجتمع الأولى.. ثم يتبعهم في ذلك ابناؤهم.. ويعضد ذلك دور المدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع والوزارات الحكومية المعنية كل فيما يخصه..
هناك مراحل تمر بها الامم في تاريخها الصحي.. فعادة ما تبدأ بمكافحة الامراض المعدية مثل شلل الاطفال والسل والحصبة والملاريا.. الخ , ثم مع مرور الوقت وجهود ابناء تلك الأمم المخلصين يتم التحكم والقضاء على تلك الامراض المعدية.. ولكن مع التطور الاقتصادي في تلك الامم وازدياد وسائل الرفاهية وزيادة سرعة ايقاعات الحياة التي تستهلك اغلب وقت الانسان المنتج فيؤدي ذلك الى انتشار انماط حياة غير صحية للتكيف بأسهل الطرق - وان كانت مضرة- مع تلك الظروف.. فمثلا تنتشر مطاعم الوجبات السريعة لتوفر له ولأبنائه وجبات سريعة تتناغم مع ايقاع حياتهم السريع لعدم وجود الوقت الكافي لتحضير وجبة صحية له ولأسرته.. وكذلك يتم حذف وقت الرياضة والنشاط البدني لأنشغالهم مما يؤدي الى الى انتشار الامراض غير المعدية مثل السمنة والسكري وارتفاع الضغط والكلسترول.. وبلا أدنى شك هذه امراض يمكن علاجها ولكنها من اهم اسباب امراض القلب التي تؤثر على انتاج الشخص وميزانيات الصحة في الدول المتطورة.. ومن اهم الخطوات النوعية التي قامت بها وزارة الصحة في مجال مكافحة الامراض غير المعدية هي عمل مسح وطني لتلك الأمراض على مستوى المملكة العربية السعودية لقياس مؤشرات تلك الامراض وكيف يمكن التحكم بانتشارها ومتابعتها.. "فما لا تستطيع قياسه لا تستطيع تطويره".. ومن أهم مميزات هذا المسح الوطني الشامل هو أن من يقوم به هو طرف مستقل عن مقدم الخدمة وعن مستقبلها ايضا فضلا على ان ذلك المركز الاحصائي في واشنطن من اشهر مراكز قياس مؤشرات الصحة العامة في العالم.