قصيدة في صالة كرستال با لدمام في مساء يوم الجمعة 26 / 1 عام 1435 هـ
بمناسبة زواج ولدي طاهر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
لـم يعـــد للعشـق من أثر ... وانقضى ماكان في العـمر
وتبـــقـّــت ذكــريـات لنـا ... كسـواد العــين في النظـــر
لم يرعـني الشيب لا أبدا ... بل ذكرت الحب في الصغر
كان ليـــي أم تـد لـلــني ... وأب أقــسـى مـن الحــجـر
فـعـــــرفت الآن كيــف أنا ... بين تــدليـلـي ومــزدجــــــر
فــأنـا أم إذا رحــــمـــــت ... وأنا شيــــخ مـع الضّـجـــر
لـيـلــتى هـــذه مـزدانة ... بكـمـو في الأنـس والسّمـــر
إن يكن في الناس محظوظا...فأنا المحــظوظ ذو الظّــفـر
لـيس بـى كـــبر ولا أشـر ... لا ولا أصـغـى إلى الأشـــر
لـي مـع الأولاد تـجــربة ... فــي نــواحي البــدو والحضر
صـبـرك المـأمـول في ولد ... يأتـي بالإ سـعاد لا الضـرر
لا تـقــل طـفـلا أقـــبّحـه ... أوقــصــيرا بالــغ القـصـــر
فـعسى أن يكــون فـــتى ... بالـــغ التــــأثــير والأثــــر
(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قــــا ئــد لجــحـفل لجــب ... أو رائد في خــدمة البشــر
كان لـي طـفـل ألاعـــبه ... نمـــر يسـطــو عــــلى نمـــــر
كلّـمــا كنـت على ىىسفـر ... أصحـب المقـرود فـي السفر
فـيغـنّي لـى ويطـــــربني ... ثـم ّ يشـتـمنـي ولـم أغــــر
شـتمة أحلى مـن العسل ... مــن فـــــــم بالـســن مـتّغــر
وأراه الـيــوم قـــــد نـسي ... لم يعد يذكـر مــن الـذّ كــر
ولــه أم أحـــــــــــبّــذهـا ... عـن ضيـاء الشـمس والقمر
أحـسـنت فـيـــه مـعامـلة ... ليس يجــزيهـا مـــدى العمـر
أرضـــعتـه الطّهر واتخـذت ... لاسـمـه مـن طـاهـــر البشر
لترى فيه الذي رسمت ... فـي أمــانـيـهـا مــن الـصّــور
فـإذا كان كـما رسـمت ... فـهــو نـور الـقـلـب والـبـصـر
وإذا حـــاد فـلـيس لها ... وهــــو فــي وزر بـــــــلا وزر
لـيت لـي أم أعــانـقـهـا ... تتــوكا بـــــــي مــن الـعــــثر
طـاهـر أفـــــديك يا ولدي ... إنّ قــتـل الحــرّ فـي الـهـذر
ليس من عــيب بك أبدا ... خـلق ســـهـــل بــــــلا وعـــر
هــادئ في الطبع متزن ... راكـــد كالبحـــر فـــي الـغـــزر
ـ
طاهرأوصيك ياولـــدي ... قم بشــكر الله فـــي السّــــحـر
فـهو من أعطاك لؤلؤة ... مــــن بنـي مــــروان فــافـتخــر
واحـــترم للـصـهـر منزلـة ... لا تـعـــــــاد الصــهـر بالضّـرر
واكتــم الأسرار مهما يكن ... حتّى لــو جـــــرّعـت بالـصـبر
إن نشــر السّـــر منقصــة ... والـذي يفــشيــــه فـي صغــر
ولـــه طـعــــم ورائـحــة ... مثل طعــــــم الدّحــق والعشــر
وابذل المال وكــن وسطا ... واشتـــر في الحمـــد واتّجـر
من له صهر كصهـرك ذا ... لـم يــــدع فـــي المال من بدر
يـــــــومــه يـــوم يعـــيّـــده ... لم يكـن في الرزق بالحذر
وصــديق لـي وأعــرفــه ... أنا مــن يأتــــيــك بالــخـبر
وأبــوه الشـّهـــم والـدنا ... ذكــــره فـي الوبر والمــدر
يعـــقـرالكوماء معتـذرا ... ويعيـــل الرّكـب فـي السفـر
وهو نهر العلم في سعة ... وخـفيـف الــروح كالمــطـر
شـافع في مــدحــه كتب ... فيهـا ما تبـغـيه مــن عــــبر
وهــو عــمـدتـنا ومنزله ... قبـلـة الأضــيـاف بالـــــزّمــر
طــاهـر يا فــلـذة الكــبد ... يا ضيـــاء القـــلب والبصــــر
أنت من قوم لهم حسب ... من خيـــــار الخلق في البشـر
لا تــكــن عـــبئا على أحد... لا ولا نــخـــــلا بــلا ثمـــــر
بل كـــمــا أهوى وتهوى ... لا بالـــــجريـئ ولا الخــفـر
فــإذا مـا مــدّ الأنـام يـدا... للــعــلى مـــدّ ها مـدّ منتصــر
وترى الأيـــــــام في غيــر ... فيهــــا من عسر ومن يسر
إن جـــفا ك الدهر كن أنفا... لا تـكـن في ضعــــف منكسر
ليس من ليــل سجـى ظلما ... إلا والصـــــبح عـــلى الأثر
برّ بالأخـــــــوال كـن رجــلا ... بـل بمـن تلقـاه مـن نـفــر
وابتسم دوما على مضض ... منظر البســــتان في الزهر
ربّــي وفــقـه وأصـلحـــه ... واكـــــفه من شرّذي شـــرر
ما كتبت الشعـر من ولـه ... بل جـرى مـن جمــلة الفـقــر
يا لقلـبـي كيـف أقــنعـه ... ما قــضى في العشق من وطر
كلّمـا قـلـت ســـلا دنـفـا ... عـاده سـقــم الهـــوى العـــذر
هــل تناسى مـا أضـرّبه ... مـن عيــــــون الجــؤذر الحــور
والعيـــون النجل كم تركت ... بيـن مـقـتــــول ومـنـتـحــــر
عنــدي في الجوى قصص ... وإنّـمـا قــــيـل لي اختصــــر
فــتركـــت الكأس مصبوبـة ... وبها صبابة من حكاية العمـر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد على طاهر العبدلى