اللازكس.. أخطر الطرق لإنقاص الوزن!
أدى انتشار السمنة بين الشباب بسبب الأطعمة السريعة وقلة الرياضة والجهد البدني وانتشار الأجهزة والألعاب الإلكترونية إلى محاولة إيجاد أقصر الطرق إلى فقدان الوزن مهما كلف ذلك الشاب فمن استخدام كبسولات مخلوطة بهرمون الثايروكسين ومشتقات الامفيتامين مثل الاديبكسين والتي منعتها هيئات الغذاء والدواء في اغلب دول العالم بسبب تأثيرها على القلب والأوعية الدموية.. إلى استخدام العمليات الجراحية لتصغير حجم المعدة (بمختلف طرقها) على الرغم من المضاعفات الصحية المصاحبة لها والتي أفردناها في مقال منفصل سابق.. بدون أدنى جهد يبذله الشاب لمحاولة تغيير نمط الحياة وهو المسبب الأساسي لتلك المعاناة.. أما الأن فقد انتشرت ظاهرة استخدام مدرات البول اللازكس لإنقاص الوزن والتي يروج لها البعض بأنها آمنة وليس منها ضرر!! وأنه يستخدمها كثير من اللاعبين في مناطق مختلفة من العالم!!
ولذلك فإننا سنبسط الحديث في هذه النقطة وسنناقش مخاطرها وتبعاتها..
* كيف يعمل اللازكس؟
- هو مركب كيميائي يقوم بمنع امتصاص الصوديوم والبوتاسيوم من منحنى هنلي داخل الكلى فيؤدي ذلك إلى إخراج كميات كبيرة من البول من الكليتين وفقدان الجسم لملحي الصوديوم والبوتاسيوم.. ويعتمد تأثيره على الجرعة المعطاة سواء عن طريق الفم أو عن طريق الوريد ولذلك هو يستخدم بكثرة في من تكثر فيهم السوائل المرضية مثل مرضى فشل القلب أو الكلى أو تليف الكبد.. الخ.
* ماهي خطورة اللازكس؟
- عدة مخاطر تتربص بالشاب عند استخدامه للازكس:
1. فقد كميات كبيرة من السوائل الذي بدوره يسبب هبوط الضغط وقصور الكلى خصوصا إذا صاحب ذلك حمية شديدة وتمارين رياضية مكثفة بغية النزول السريع للوزن.
2. فقد كميات كبيرة من أملاح الدم وأهمها البوتاسيوم الذي يسبب عدم انتظام نبضات القلب.
3. تضرر حاسة السمع وربما فقدها نهائيا وخصوصا مع الجرعات الحالية.
4. ارتفاع ملح النقرس في الدم فهذا يؤدي في من لديه قابليه إلى التهاب أحد مفاصل الجسم ببلورات النقرس وخصوصا القدم.
5. تغير الدم القلوي: بسبب قلة السوائل تزداد نسبة كربونات الصوديوم في الدم وتسبب انقباضا شديدا ومفاجئا ومؤلما في عضلات الساق إحدهما أو كلاهما.. وقد رأيت عدة حالات يصرخ فيها المريض من شدة هذا الألم الذي لا ينفع معه أغلب المسكنات إلا تعديل قلوية الدم التي سببها اللازكس.
6. التحسس من الدواء نفسه خصوصا ممن لديه حساسية من مركبات السلفا وتظهر على أشكال مختلفة من التهاب الكلى والطفح الجلدي ... الخ.
رساله للشباب:
إن استخدام اللازكس لإنقاص الوزن هو استخدام للدواء خارج نطاق دواعيه الطبية المتعارف عليها والمتفق على سلامتها علميا.. مما يعرض المريض لمضاعفات الدواء بصورة أكبر وأشدّ لأنه تصرف لم توزن فيه المنافع والمضار!!.. والشاب بهذا التصرف يشابه من يستخدم البنادول نايت ليتغلب على الصعوبة في النوم.. أو من يستخدم منظم السكر لفقدان الوزن.. الخ، ولم توافق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه نهائيا بهذه الطريقة، والمشكلة انه بعد توقف المدر ترجع سوائل الجسم كما كانت فالشاب يعرض نفسه لمخاطر طبية في مكسب قصير الأمد قد يجر عليه خسائر صحية كثيرة هو في غنى عنها.
* لماذا يحب الرياضيون وكمال الأجسام اللازكس؟
- لأنه سريع النتيجة وقوي المفعول فيتجهز اللاعب المشهور للألعاب التنافسية بسرعة فمن الممكن أن يخسر حوالي كيلو غرام واحد من جسمه خلال 12 ساعة.. وهم يزدادون فرحا كلما نقص الوزن ولا يعلمون انه من الجفاف ونقص الأملاح الشديد الذي قد يؤدي إلى توقف القلب نهائيا.. فقد رأيت أحد الرياضين يشتكي من تسارع القلب وكان السبب نقص البوتاسيوم من أربعة ونصف إلى اثنان ونصف بعد جرعتين40 ملغ من اللازكس.
- الخلاصة:
اللازكس ليس الدواء السحري للسمنة ولا يخفف الدهون وليس له تأثير عليها نهائيا واستخدامه لإنزال السوائل في الإنسان الطبيعي خطير لأن الماء مكون أساسي لجسم الإنسان.. وأملاح الدم هي التي تعمل عليها خلايا الدماغ والقلب والأعضاء الأخرى.. والتلاعب بها رغبة في مكسب قصير الأمد قد يقود الإنسان إلى حتفه ومازال الطريق الصحيح لعلاج السمنة هو الحمية والرياضة المتوازنة فعلاج السمنة نمط حياة مستمر.. وليس حبة دواء أو بالون ينفخ في المعدة أو عملية جراحية!!.. وتظل الحكمة النبوية نبراساً لنا (حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه) ففيها الصحة والعافية والابتعاد عن الأمراض.