اقرأ صراخي
ـــــ
(حامد عبدالله اصنيتان الجميلي)
ــــــــــــــ
عـذراً حبيبَ الـخـلـقِ كُـدِّرَ عطرُكـم *** بـيـن الـخـنـا وثــقـافــةِ الـخـــــــذلانِ
أشكو هموماً لـلـورى أم تـشـتـكـي؟ *** وشـكـايـتـي فـي خـطـبـتـي وأذانـــي
كم عندليبٍ في الشوامخِ غُيِّبَت! *** وتتـعـتـعـت مِـن فـقْـدهـا ألـحـانـي!
في مولدي كل المعاولِ جــهِّـــــــزَت *** وتبخترت في كِـبْـرهــــــا أكـــــفـانـي
مـا غـرَّدَتْ مـنـذُ الطـفـولـةِ حـارتـي *** ما أُشـبـعـت مـن ضـحـكـةِ الـصـبـيـانِ
ما حاجتي بـالـلـحـدِ فـاطـرح مـعـولاً *** بـيـتـي كـفـى .. ومـلابـسـي أكـفـانـي
في جُبِّ يوسفَ أشتكي من غِـيلـــــةٍ *** بـصـفـاقـةٍ فـي ظــلــمــةٍ ســجّـــانـــي
أُسقيـتُ بؤســاً مـا أرى مـن زوجِــه *** ذقـت الـرزيـةَ فـاشـتـكــى سـجّــانــــي
أرأيت يوماً قاتلاً متشكِّيـــــــــــاً؟! *** سكب الردى .. وأنا الصـريع الجاني
لا فرقَ عندي بين عدلكَ والــــردى *** رُجْـحـانُ كـفـــك ســــافـــراً أردانــــي
مـا مـادت الأغـصـان فـي دوحـاتـهـا *** بـل مـاتـت الأغـصـانُ فــي أحـضـانـي
مــا داعـبَ الأجــفــانَ حــلـمٌ هـانــئٌ *** فالسهدُ ضـيـفٌ فـي الـدجـى غطـّانــي
زار الــكــرى أهـدابـهـا مـتـعـجـــــلاً *** ثـم انـجـلـى مـن مـقـلـة الـوسـنــــــانِ
فـي دارنـا كـل الـمـواجـع لُــحِّــنـــت *** مـن نـدبـةٍ أو دمـعــة الـكـــــــــــروان
ما بـيـن يـأسـي و الـمـرارة أُســحقُ *** مـا قـصـتـي؟ هـيـا ارتـجــل عـنـواني
نـاشـدتُ قـضـبان الـحـديد شـهــــادةً *** يـا جـارتـا حـنــّـي عـلــى الـجـيــــرانِ
جـسـدٌ بـلا روحٍ يـؤرِّق مـقـلـتـــــــي *** فـتـأمـلّــت فـي رحـمــة الـقــضــبـــانِ
أصـغـي نـقـســِّـم بـؤسـنـا مـا بـيـنـنا *** نصفاً خذي .. وأنــا أذوق الـثـانـــــي
يا شمعةً كالـروحِ تـحـرق نـفـســهــا *** هل عـندكم في الـنــارِ مــن أحــزانــي
والفجرُ داهـمَ ظـلـمـةً فـي هــامـتـي *** والورد في بـدء الـربـيــع جفانـــــــي
يـا قـيسُ لـيـلاك انـزوت فـي خِـدرها *** وتـقـول: خـاصـمـتُ الـهوى فجفاني
سـأُروِّضُ الـتـأريـخ يـأتـي راغـمـــاً *** حـتـى إذا أفــلَ الــهــلالُ روانــــــــــي
هل يجرؤ التـأريـخ يـكـتـب أســطــراً *** ســفــرٌ أنا لــو أدبــرت أزمــانــــــــي
قتلــي فــنــارٌ لا يُــشــابُ بــقـطــرةٍ *** دومــاً سـمـا لــو حـرّف الإيـرانـــــــي