ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ 100 ﻋﺎﻡ .. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺏ
ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﺳﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﻲ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎ ﻟﻴﺪﻳﺮ ﺷﺆﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻻﺧﺮﻯ .. ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ
ﺑﺪﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﺏ ﻋﺠﻮﺯ ﻛﺎﻫﻞ
ﺑﺎﻟﺴﻦ ﺍﺷﻴﺐ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻟﻴﺲ
ﻟﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ..
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻣﻬﻤﻞ ﺑﺎﺑﻴﻪ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺑﺘﻨﻈﻴﻔﻪ
ﻭﻻ ﺑﺘﺮﺗﻴﺒﻪ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﺫﺍ ﺍﻛﻞ ﺍﻭ ﺷﺮﺏ ..
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﺧﺮ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻟﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻳﺨﺰﻳﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻈﺮﺍ
ﻟﻌﺠﺰﻩ ﻭﺿﻌﻔﻪ .. ﺣﺘﻲ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ
ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺶ ﺗﺤﺖ ﺍﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ … ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻛﺎﻥ
ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﻜﺒﺮ ﻭﺭﻋﺎﻩ
ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺢ ﻗﻮﻳﺎ ..
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﺑﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺪﻯ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﻩ .. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ .. ﻗﺮﺭ ﺭﺅﺳﺎﺀ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ..
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺟﻬﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ
ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﺐ ﻭﻟﻮﺍﺯﻡ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ
ﻣﻮﻋﺪ ﻗﺪﻭﻣﻬﻢ .. ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻣﺠﻬﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻤﻖ .. ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ
ﺍﺳﺮﺍﻋﻪ ﺗﻌﺜﺮ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ !! .. ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻧﻈﺮﺓ
ﺍﻓﻬﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺍﻛﻤﻞ ﻋﻤﻠﻚ .. ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻴﻪ .. ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﺼﻮﺕ
ﻋﺎﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﻴﺎ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻻﻧﻘﻞ ﺟﺪﻙ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ..
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﺑﻴﻪ ﺑﻨﻘﻞ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﺧﺬ ﺍﻟﺤﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﻝ
ﻻﺑﻴﻪ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻳﺎ ﺍﺑﻲ .. ﻭﺫﻫﺐ ﻟﻴﺤﻀﺮ ﺳﻜﻴﻨﺎ ﺣﺘﻲ ﻳﺠﻬﺰ
ﻟﺠﺪﻩ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﻠﻮﺳﻪ .. ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺤﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﻰ
ﻧﺼﻔﻴﻦ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻻﻭﻝ ﺗﺤﺖ ﺟﺪﻩ .. ﻭﺍﺧﺬ ﺍﻟﻨﺼﻒ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ .. ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻮﻩ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻳﺎ
ﻭﻟﺪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺒﺮ ﻻﺿﻌﻚ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﻤﻮﺕ .. ﻓﺼﻌﻖ
ﺍﻻﺏ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻚ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ ﺍﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻔﻌﻠﺘﻚ ﺑﺠﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ..
ﻓﺎﻧﻬﺎﺭ ﺍﻻﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻣﺴﻚ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﻻ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﻟﻢ ﺍﻛﻦ ﺍﻗﺼﺪ ﺫﻟﻚ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻻﺑﻦ ﺑﻠﻰ
ﺍﻧﺖ ﺭﻣﻴﺖ ﺍﺑﺎﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻤﻚ ﻭﻛﺒﺮﻙ ﻭﻫﺎ ﺍﻧﺎ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﻣﻴﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﺪﻱ .. ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻴﻪ
ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻛﻠﻤﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ..
ﻭﺍﺧﺬ ﻳﺪ ﺍﺑﺎﻩ ﻭﻳﻈﻞ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ
ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻲ ﻟﻘﺪ ﻏﺮﺗﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻭﺍﺣﺘﻀﻦ ﻭﻟﺪﻩ
ﻭﺍﺧﺬ ﺍﺑﺎﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺣﻤﻤﻪ ﻭﺭﺗﺒﻪ ﻭﻗﺺ ﺷﻌﺮﻩ .. ﻭﺍﻟﺒﺴﻪ
ﺍﺟﻤﻞ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ … ﻳﺸﺮﻓﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﻟﺪﻱ .. ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺮﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﺑﻮﻩ ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻪ