[align=center] بــــــــــــسم اللـــــه الرحـــمن الرحـــــيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى والرسول المجتبى عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم أمابعد :
أخبر صلى الله عليه وسلم بأن للساعة علامات , يعلمها من يعلمها ويجهلها من يجهلها , وقد قسمها العلماء إلى أقسام عدة هي :
1-العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت .
2-العلامات الصغرى التي وقعت , ولاتزال مستمرة , وقد يتكرر وقوعها .
3-العلامات الصغرى التي لم تقع بعد .
4-العلامات الكبرى .
ولنا مع كل قسم منها وقفة إن شاء الله
أولاً: علامات الساعة الصغرى التي وقعت :-
روي في الأثر عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا , الوسطى والتي تلي الإبهام . وقال : بعثت أنا والساعة كهاتين ))
وفي رواية قال((بعثت أنا والساعة كهاتين , ويشير بأصبعيه يمدهما ))
وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت أنا والساعة كفضل إحداهما على الآخر , وضم السبابة والوسطى ))
2- إنشقاق القمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انشق القمر واتفق العلماء على انشقاقه في عهده صلى الله عليه وسلم , وأن انشقاقه إحدى المعجزات الباهرات , وقد صرح القرآن بهذا في قوله تعالى {اقتربت الساعة وانشق القمر , وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر }
قال النووي ((قال القاضي: "انشقاق القمر من أمهات معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم , وقد رواها عدة من الصحابة رضي الله عنهم , مع ظاهر الآية الكريمة وسياقها , قال الزجاج : وقد أنكرها بعض المبتدعة المضاهين المخالفي الملة , وذلك لما أعمى الله قلبه , ولا إنكار للعقل فيها , لأن القمر مخلوق لله تعالى يفعل فيه ما يشاء كما يفنيه ويكوره آخر أمره ... "))
وقد ساق مسلم في صحيحه أحاديث عن إنشقاق القمر ومنها حديث أنسرضي الله عنه أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم إنشقاق القمر مرتين رواه مسلم
3- نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( لا تقوم الساعة , حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) وبصرى مدينة في الشام
وهذه الآية العظيمة التي أخبر عنها الصادق المصدوق بوقوعها في مقبل الزمان وقعت على الصورة التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم , وقد كان خروجها في سنة 654 للهجرة .
وقد تحدث المؤرخ ابن كثير في أحداث سنة 654هـ عن هذه النار فقال :
كان ظهور النار من أرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى , كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه , وقد شوهدت معاينة , وكيفية خروجها وأمرها . وملخص ما أورده أبوشامه المقدسي أنه قال : وجاء إلى دمشق كتب من المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام , بخروج نارٍ عندهم في خامس جمادى الآخر من هذه السنة(654) , وكتبت الكتب في خامس من رجب , والنار بحالها, ووصلت الكتب إلينا في عاشر شعبان ثم قال :
(( بسم الله الرحمن الرحيم , ورد إلى مدينة دمشق في أوائل شعبان من سنة أربع وخمسين وستمائة كتب من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فيها شرح أمر عظيم حدث بها تصديق لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة . قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى)) فأخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب . ((قال وكان بيوتنا الليالي , وكأن في دار كل واحد منا سراج , ولم يكن لها حر ولفح على عظمها , إنما كانت آية من آيات الله عز وجل )) .
5- توقف الجزية والخراج :-
التي يدفعها أهل الذمة في الدولة الإسلامية , والخراج الذي يدفعه من يستغل الأراضي التي فتحت في الدولة الإسلامية من أهم مصادر بيت مال المسلمين , وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ذلك سيتوقف , وسيفقد المسلمون بسبب ذلك مورداً إسلامياً هاماً ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((منعت العراق درهمها وقفيزها , ومنعت الشام مدها ودينارها , ومنعت مصر إردبها ودينارها , وعدتم من حيث بدأتم , وعدتم من حيث بدأتم )) , شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه .
والقفيز والمد والإردب مكاييل ذلك الزمان في تلك البلاد , وبعضها لا يزال معروفاً , والدرهم والدينار أسماء لعملات المعرفة في ذلك الوقت , ومنع من تلك البلاد المذكورات في الحديث بسبب إستيلاء الكفار على تلك الديار في بعض الأزمنة , فاستولى الروم , ثم التتار على كثير من البلاد الإسلامية , وفي عصرنا احتل الكفار ديار الإسلام وأذهبوا دولة الخلافة الإسلامية عن الحكم .
---------------------------------
ثانياً : العلامات التي وقعت وهي مستمرة أو وقعت مرة ويمكن أن يتكرر وقوعها :-
1-الفتوحات والحروب : امتدت الفتوحات بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجاء الجزيرة العربية حتي توفي صلى الله عليه وسلم ثم أتى بعد ذلك أبو بكر ليتابع الفتوحات , ثم أتى عمر حيث ازدهرت البلاد , ووصلت الدولة أقصى اتساع لها في زمن خلافته رضي الله عنه فهزم الدول الكبرى و لم يزل هذا دأب المسلمين على مر العصور إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال .
2-خروج الدجالين أدعياء النبوة وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن عددهم قرابة الثلاثين وحددهم بسبعة وعشرين في بعض الأحاديث ومنهم من خرج في عهد رسول الله وهو مسيلمة الكذاب والذي خرج في أرض اليمامة في (نجد) .
3-الفتن :-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافراً , ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا , يبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا )) أخرجه الترمذي في سننه .
ومن نماذج تلك الفتن :
1-مقتل الخليفة الراشد عثمان وافتراق الأمة
2-فتنة الخوارج :
ومن آثار الفتن الفرقة والإختلاف , وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن خروج أقوام في آخر الزمان لهم دور كبير في فرقة الأمة الإسلامية , إذ يدعي هؤلاء العلم , ويجهدون أنفسهم في العبادة , ويدعون إلى كتاب الله , ولكنهم جهلاء , أحكامهم جائرة , وآراوئهم قاصرة , يسفكون دماء مخاليفهم من المسلمين ويجهلون "بشد الهاء" الصحابة والعلماء , ففي الحديث المتفق عليه عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان , سفهاء الأحلام , يقولون من قول خير البرية , يقرؤون القرآن , لا يجاوز حناجرهم , يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة , فإذا لقيتوهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
وفي سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم ومسند أحمد عن أنس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيكون في أمتي اختلاف وفرقة , قوم يحسنون القيل , ويسيئون الفعل , يقرؤون القرآن , لايجاوز تراقيهم , يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة , لا يرجعون حتى يرتد السهم إلى فوقه , هم شرار الخلق والخليقة, طوبى لمن قتلهم وقتلوه , يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء , من قاتلهم كان أولى بالله منهم , سيماهم التحالق))
ظهرت هذه الفرقة في عهد الصحابة وهاهي ظهرت بيننا مؤخراً وخصوصاً في هذه البلاد المباركة وهذه أحاديث من لا ينطق عن الهوى فلعلها تكون زاجراً وناهياً لهم .
-------------------------
3- ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان :-
روى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجيء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة رجل يلبس الملابس البيضاء الناصعة , له شعر شديد السواد , وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان وأجابه رسول صلى الله عليه وسلم ثم سأله عن الساعة فقال (مالمسؤول منها بأعلم من السائل , قال فأخبرني عن أماراتها , قال : أن تلد الأمة ربتها , وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ))
4- تداعي الأمم على الأمة الإسلامية :-
في حديث ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم , كما تداعى الأكلة على قصعتها , فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير , ولكنكم كغثاء السيل , ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم , وليقذفن الله في قلوبكم الوهن , فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ))
وقد وقع هذا عبر التاريخ أكثر من مرة , ولعل من أخرها , دخول النصارى للعراق وهي بداية فتنة جديدة وعلامة جديدة وهي (انحسار الفرات عن جبل من ذهب) فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب , فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ) وفي رواية ( يحسر عن جبل من ذهب)
وهذه فتنة عظيمة وفي الحديث نهي صريح في قوله ( من حضره فلايأخذ منه شيئا )
5- انتفاخ الأهلة:
انتفاخ الأهلة في بداية الشهور وهي من آخر العلامات التي مرت بنا.
ثالثاً: العلامات الصغرى التي لم تقع بعد
1- عودة جزيرة العرب جنات وأنهارا ففي الحديث الذي يرويه أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض , حتى يخرج الرجل زكاة ماله , فلايجد أحداً يقبلها, وحتى تعود أرض العرب جنات وأنهارا )
2- تكليم السباع والجماد الإنسان
3- إخراج الأرض كنوزها المخبوءة
4- محاصرة المسلمين إلى المدينة .
5-فتنة الإحلاس , وفتنة الدهماء , وفتنة الدهيماء
وأخبركم يا إخوان بأن هذا الموضوع ليس منقولاً ولكن اكتبه في أي منتدى
يهتم بهذه القضايا التي يجب منا الإهتمام بها أجدر إهتمام لأنها قادمة بنا لا محالة لأننا آخر أمة أخرجت للناس
هذا والله اعلم واحكم وللحديث بقية وسيكون الحديث في المرة القادمة عن علامات الساعة الكبرى بالتوالي بدايتاً بفتنة الدجال وأيضاً يأجوج ومأجوج أوصافهم , اعراقهم , انسابهم , مكانهم , انتظرونا ...,
مــــنـــقــول[/align]