إن جوف الليل يوفر جواً من الهدوء والسكينة مما ترتاح له النفس
ويخلق لها الطمأنينة والانشراح وحضور القلب على أتمهما في هذا الوقت.
وبالنظر لصفاء القلب وطمأنينة النفس يكون الإستعداد لطاعة الله تعالى
والتوجه بالدعاء وتلاوة القرآن نابعاً من القلب وتكون النفس أقرب إلى النشاط والإخلاص في العمل،
قال تعالى: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً) المزمل/ 6.
إن قيام الليل وإعطاء هذا القيام حقه من خشوع أشد لثبات القدم وأوعى لتحقق
الصدق في القول والفعل بخلاف النهار فإن الانسان فيه دائماً في مسير صاخب
من المتاعب وتأمين أمور المعاش وذلك عبّر عنه القرآن بالسبح الطويل،
قال تعالى: (إن لك في النهار سبحاً طويلاً) المزمل/ 7،
والسبح معناه التردد والذهاب والإياب.
(قال تعالى: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16].
قال ابن كثير في تفسيره: يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين
(فقال عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
[الذاريات:18،17]
قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر،
ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )
[الزمر:9].
أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله
وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل }
[متفق عليه].
قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل }
[رواه مسلم].
دعوة أخوية صادقة صافية من القلـــــب للقلـــــب0000
لقيام الليل000
جرب أخي ولو بركعتين منها فلن تخسر شئيا
لاتتثاقل ولا تتكاسل عن الخير فتحرم من الأجر الكثير فأيامنا بالدنيا معدودة وما عند الله خير وأبقى000