[align=center]:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
:
:
:
انتشرت صناعة المنتديات ، حتى أصبح لـكل من ولدته أمه ( قبل قليل) منتدى خاصًا له
يتفاخر به بين أصحابه ويدعوا له فلانا ً وفلانة ً ؛ كي يساهموا سوية ً_ على حسب زعمهم _
في ركب الحضارة والتسلح بالمعرفة التي تفوق طلقات ( الرشاش والآر بي جي ) في آن واحد !
:
:
ولكن مع كثرة هذه المنتديات ، واختلاف أفكار مؤسسيها ، والمبالغ المالية التي دفعت _ مع أن
أكثرها أنشئ من مكافأة الجامعة _ إلا أنه يبقى للتميز عنوان وحضور، ومقصد من قبل شريحة الشباب
الممتدة على اتساع مشارق الأرض ومغاربها ، بموظفيها وعاطليها ، وبستاتها وآنساتها وعوانسها
وربما مستقبلا ً للخادمات ( لاب توب ) في المطبخ .
:
:
والحكاية ليست مستوحاة ً من الخيال ، أو مقتبسة من ألف ليلة وليلة ،إنما شخوصها الأعضاء
والمنتديات هي المكان ، والزمان فيما مضى ، والآن ، وربما ما سيأتي ، وحكاياتهم أشبه بمنتدى يضع
في أعلى صفحته ، صورة فتاة شبه عارية ، ثم يكتب تحتها ( هنا تجد الفائدة والمعرفة ) !
عندما قلبت الصفحات تعجبت وزادت دهشتي واستغرابي على ما يدور حولي ، فبعض المناظر تصدق
والآخرى تضحك حتى الهذيان !
فمن الطبيعي أن يكون لكل شخص (غرض من تسجيله في المنتدى )
:
:
وعلى اختلاف الأهداف يبقى التفكير الشائع للغالبية العظمى هو( تكوين الصداقات ) بالدرجة الثانية
بعد السعي إلى الإشراف على وزارة البترول أقصد ( مشرف قسم ) ولا ينكر هذه
المقولة إلا تلميذ مهذب متفوق، ينام مبكراً ؛ كي يصحو نشيطا ً، ويدرس في الرابع جيم !
:
:
لو نظرنا إلى الرسائل الخاصة التي لم توظف بشكلها الصحيح
في استفسار ، طلب تعديل موضوع ،أو أي خدمة تخص أي قسم .
إنما ( لدق الحنك) والاعتراف بالحب الدافئ للعضو الآخر ، بسبب مواضيعه التي (سرقها) عفوا ً كتبها
وأسلوبه الجذاب في الحوار ، فـقد أيقظت جرحا ً نازفا ً فيها لا يلتئم ، ومن باب الذوق ( والأدب )
يجب أن يرد بـعبارات الشـــــوق والغــــــــــزل ، وقبل كل هذا يضع ( إيميلاً للمراسلة )
وإلا سوف تكرهـه بشدة لأنها قالت ذات يوم في الرد عليه : إن كل ماخطته يداك (هو تألق لا مثيل له
يقرقرع القلب قرقعة ، ويدل على رجولتك وبهاء محياك ، ونضارة بشرتك ) وغيرها من العبارات التي
( مالها شغل ) بالموضوع ، وتتكلم عن مساحيق التجميل التي توضع بعد الحلاقة ، فـ صار محور
الحديث تبادل المدائح بين العضو والعضوة ، ( وطنش الموضوع )
بأكمله وما يحويه من أسطر نيـرّة لو تمعن الاثنان فيها لأطلق عليهما ( اِبنا آدم ) !
:
:
بل ستعرض عليه ( مشاريع زواج ) مصبوغة بلفظة بريئة ، هي ( الأخوة والصداقة) وسواء أكان
القصد منها دعارة أو حقيقة فإن قراءاتي الجيدة تشير بأن الفكرة سـ ترفض (بعد) اللقاء في المكان
الفلاني ، وإن لم ترفض فنهايتها الفشل ، حيث أن كل متزوج من الإنترنت عندما يرى العضوة
المشهورة ( زوجته ) سيتذكر ( الماوس وصفحاته) ويفوق فجأة من سباته ،ويرسلها مع ( عفشها )
إلى بيت أهلها !
:
:
ولا تتعجب إلا حينما ترى بعض الأعضاء مجهولي الهوية في نظر
المنتدى سواء أكانوا هنا أو في ساحة أخرى لم يقدموا أي موضوع ذو فائدة ، أو رد على مشاركة
هادفة ، أو حتى ( نكتة قديمة بايخة ) إنما انحصر نشاطه في عش العنكبوت ( الخاص أو البرايفت )
فـ تجده يتعسكر فيه ويحاول أن يتصنع الأسلوب والأحاسيس البريئة وإنه من المعجبين ( بعـنـف )
بشخصية الفتاة هناك ، التي تحمل بجانبها أوراق وكراسات وألوان خشبية وسحرية ، وأربع حبات
إسبرين و( 17) مرة عدلت في الموضوع ، وأعادت الإطلاع عليه عشرات المرات ....
:
:
يأتيها ملطفا ً الجو بابتسامة تكاد أن ( تشق حلقه ) شاكرا ً ومعجبا ً بـ نشاطها الذي لم يقرأ هو منه
سوى السطر الأخير ( وبعجالة ) أيضا ً .
تطير فرحة ً به ، وبكلماته العذبة ، التي انسابت من غير( سفن أب) إلى أحشائها ،ومن باب التقدير له
تصبح ( بيست قيرل فرند ) ، والمزيد من تبادل الرسائل الغرامية التي لو قيلت لرجل طول بعرض يحمل
شنبا ً طوله 8 أمتار لـخر صريعا َ من قوة الإحراج !
:
:
تتعلق به يوما ً بعد يوم ، ولا تدري بأنه ضحك عليها ، وعلى قبلها من شاكلتها ، وليست هي من
انتصرت عليه_ كما تظن_ ، فلا ذكاؤها وحرصها سيحميانها من مراوغة الثعلب الذي جعل من الكلام
المعسول طريقا ً ممهدا ً؛ لسد خانات الفراغ العاطفي لديها، وملأه بالصفاء والنقاء ، ما أسماه (حثالة)
هذا الزمن بالحب الحقيقي !
:
:
يستطيع الشاب أن يتعرف ، ويغازل ، ويهاتف من شاء ، ولا يضره كلام أحد ، أما تلك الفتاة التي
أهدوها أهلها كل أوسمة الثقة ، بلحظة يأس ٍتكون ( خارج التغطية ) منتظرة قدوم فارس الأحلام
الذي سينقذها من وضعها الاجتماعي المتدهور الذي تدهور بالفعل بعد أن أرخت لحبيبها المزعوم
جميع صمامات قلبها ، ( مغمضة قلبها قبل عينيها ) عن حدوث
الكارثة التي سـتعصف بها ، و بجدها الرابع عشر ، وبـ ثقة الزوج لها في المستقبل ، بعد ذلك تنهار
أسهم شرفها ( دفعة واحدة )
ثم لن تتساءل أين الحصان الأبيض ?!
فـ ما تبقى لديها سوى رجاء , مع استحالة قدوم صاحب الحمار الأعرج ( أعزكم الله ) ! .[/align]