ـ السُنّة سنتان.. حسنة وسيئة:
القيام بأي عمل يحتاج بلا شك إِلى مقدمات كثيرة، وتعتبر السنن السائدة في المجتمع سواء كانت حسنة أم سيئة من ممهدات الأرضية الفكرية والإِجتماعية التي تساعد القائد (سواء كان مرشداً أم مضلا) للقيام بدوره بكل فاعلية، وحتى أنّه قد يفوق دور الموجهين وواضعي السنن على جميع العاملين في بضع الأحيان.
ولهذا لا يمكن فصل دور واضعي السنن عن العاملين بتلك السنن، فهم شركاء في العمل الصالح إِذا ما سنوا سنة حسنة، وشركاء في جرم المنحرفين إِذا ما سنوا لهم سنة سيئة.
وقد اهتم القرآن الكريم، وكذا الأحاديث الشريفة كثيراً بمسألة السنّة الحسنة والسنّة السيئة وواضعيها.
كما طالعتنا الآيات أعلاه بأنّ المستكبرين المضلِّين يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم (دون أن ينتقص من أوزارهم شيء).
وهذا الأمر من الأهمية بمكان حتى قال عنه النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): «الدال على الخير كفاعله»(1).
وفي تفسير هذه الآية روي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أيما داع دعا إِلى الهدى
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ وسائل الشيعة، ج11، ص436.
[171]
فاتبع، فله مثل أُجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، وأيما داع دعا إِلى ضلالة فاتبع عليه، فإِنّ عليه مثل أوزار مَنْ اتبعه، من غير أنْ ينقص من أوزارهم شيئاً»(1).
وكذلك روي عن الباقر(عليه السلام) أنّه قال: «مَنْ استنّ بسنّة عدل فاتبع كان له أجر من عمل بها، من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومَنْ استنّ سنّة جور فاتبع كان عليه مثل وزر مَنْ عمل به، من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء»(2).
وثمّة روايات أُخرى تحمل نفس هذا المضمون رويت عن الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وقد جمعها الشّيخ الحر العاملي(قدس سره)، في المجلد الحادي عشر من كتابه الموسوم بالوسائل (كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الباب السّادس عشر).
وفي صحيح مسلم ورد حديث عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مرفوعاً عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: كنّا عند رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في صدر النهار قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء ومتقلدي السيوف... فتمعر وجه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثمّ خرج فأمر بلالا فأَذّن وأقام فصلى وخطب فقال: (يا أيّها الناس اتقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة... إِنّ اللّه عليكم رقيباً) والآية التي في الحشر (اتقوا اللّه ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا اللّه)، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره (حتى قال) ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفّه تعجز عنها بل قد عجزت، قال: ثمّ تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام ثياب حتى رأيت وجه رسول اللّه يتهلل كأنّه مذهبة، فقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): «مَنْ سنّ في الإِسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أُجورهم شيء، ومَنْ سنّ في
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مجمع البيان، في تفسير الآية مورد البحث.
2 ـ وسائل الشيعة، ج11، ص437.
[172]
الإِسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر مَنْ عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»(1).
وهنا، يواجهنا سؤال..كيف تنسجم هذه الرّوايات مع ما يعاضدها من آيات مع الآية (164) من سورة الأنعام (ولا تزر وازرة وزر أُخرى)؟
وتتّضح الإِجابة من خلال ملاحظة أنّ هؤلاء ليسوا عن ذنوب الآخرين بل عن ذنوبهم فقط، ولكنّهم من خلال اشتراكهم في تحقق ذنوب الآخرين يشاركوهم فيها، اي ان تلك الذنوب تعتبر من ذنوبهم بهذا اللحاظ.
2 ـ التّسليم بعد فوات الأوان:
قليل أُولئك الذين ينكرون الحقيقة بعد رؤيتها في مرحلة الشهود، ولهذا نجد المذنبين والظالمين يظهرون الإِيمان فوراً بعد أنْ تزال عن أعينهم حجب الغفلة والغرور وحصول العين البرزخية في حال ما بعد الموت، كما بيّنت لنا الآيات السابقة (فألقوا السَلَمَ).
وغاية ما في الأمر أنّ الكلَّ مستسلم، ولكنّ الحديث يختلف من بعض إِلى بعض، فقسم منهم يتبرأ من أعماله القبيحة بقولهم: (ما كنّا نعمل من سوء) أي إِنّهم من كثرة ممارستهم للكذب فقد اختلط بلحمهم ودمهم والتبس عليهم الأمر تماماً، فمع علمهم بعدم فائدة الكذب في ذلك المشهد العظيم ولكنّهم يكذبون!
ويستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ هناك مَنْ يكذب حتى في يوم القيامة، كما في الآية الثّالثة والعشرين من سورة الأنعام: (قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين)!
وقسم آخر يظهر الندامة ويطلب العودة إِلى لحياة الدنيا لإِصلاح أمره، كما
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ صحيح مسلم، ج2، ص704 (باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة).
[173]
جاء في الآية (12) من سورة السجدة.
وقسم يكتفي بإِظهار الإِيمان كفرعون، كما جاء في الآية (90) من سورة يونس.
وعلى أيّة حال.. سوف لا تقبل كل تلك الأقوال لأنها قد جاءت في غير وقتها بعد أن انتهت مدّتها، ولا أثر لهكذا إِيمان صادر عن اضطرار.
* * *
[174]
الآيات :30-32
وَقِيلَ لَلَّذِينَ اتَّقَوا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِّلَّذِينَ أحْسَنُوا فِى هـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الأَْخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ30 جَنَّـتُ عَدْن يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَْنْهَـرُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ كَذلِكَ يَجْزِى اللَّهُ الْمُتَّقِينَ31 الَّذِينَ تَتَوَفَّـهُمُ الْمَلَـئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَـمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ32
التّفسير
عاقبة المتقين والمحسنين:
قرأنا في الآيات السابقه أقول المشركين حول القرآن وعاقبة ذلك، والآن فندخل مع المؤمنين في اعتقادهم وعاقبته.. فيقول القرآن: (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربّكم قالوا خيراً).
وروي في تفسير القرطبي: كان يرد الرجل من العرب مكّة في أيّام الموسم فيسأل المشركين عن محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) فيقولون: ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون..
[175]
ويسأل المؤمنين فيقولون: أنزل اللّه عليه الخير والهدى.
ما أجمل هذا التعبير وأكمله «خيراً» خير مطلق يشمل كل: صلاح، سعادة، رفاه، تقدم مادي ومعنوي، خير للدنيا والآخرة، خير للإِنسان الفرد والمجتمع، وخير في: التربية والتعليم، السياسة والإِقتصاد، الأمن والحرية... والخلاصة: خير في كل شيء (لأنّ حذف المتعلق يوجب عموم المفهوم).
وقد وصفت الآيات القرآنية القرآن الكريم بأوصاف كثيرة مثل: النّور، الشفاء، الهداية، الفرقان (يفرق الحق عن الباطل)، الحق، التذكرة، وما شابه ذلك.. ولكن في هذه الآية وردت صفة «الخير» التي يمكن أن تكون مفهوماً عاماً جامعاً لكل تلك المفاهيم الخاصة.
والفرق واضح في نعت القرآن بين المشركين والمؤمنين، فالمؤمنون قالوا: «خيراً» أي أنزل اللّه خيراً، وبذلك يظهر اعتقادهم بأنّ القرآن وحي إِلهي(1).
بينما نجد المشركين عندما قيل لهم ماذا أنزل ربّكم؟ قالوا: (أساطير الأولين) وهذا إِنكار واضح لكون القرآن وحي إِلهي(2).
وتبيّن الآية مورد البحث نتيجة وعاقبة ما أظهره المؤمنون من اعتقاد، كما عرضت الآيات السابقة عاقبة ما قاله المشركين من عقاب دنيوي وأخروي، ومادي ومعنوي مضاعف: (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة).
وقد أطلق الجزاء بالـ «حسنة» كما أطلقوا القول «خيراً»، ليشمل كل أنواع الحسنات والنعم في الحياة الدنيا، بالإِضافة إِلى: (ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين).
وتشارك عبارة «نعم دار المتقين» الإِطلاق مرّة أُخرى وكلمة «خيراً»، لأنّ الجزاء بمقدار العمل كمّاً وكيفاً.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ خيراً: مفعول لفعل محذوف تقديره (أنزل اللّه).
2 ـ أساطير الأولين: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره (هذه أساطير الأولين).
[176]
فيتّضح لنا ممّا قلنا إنّ الآية (للدين أحسنوا) إِلى آخرها تعبر عن كلام اللّه عزَّ وجلّ، ويقوى هذا المعنى عند مقابلتها مع الآيات السابقة.
واحتمل بعض المفسّرين أنّ الظاهر من الكلام يتضمّن احتمالين:
الأوّل: أنّه كلام اللّه.
الثّاني: أنّه استمرار لقول المتقين.
ثمّ تصف الآية التالية ـ بشكل عام ـ محل المتقين في الآخرة بالقول: (جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون).
فهل ثمّة أوسع وصفاً من هذا أم أشمل مفهوماً لبيان نعم الجنّة.
حتى أنّ التعبير يبدو أوسع ممّا ورد في الآية (71) من سورة الزخرف (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين)، فالحديث في الآية عن (ما تشتهيه الأنفس)، في حين الحديث في الآية مورد البحث عن مطلق الإِشاءة (ما يشاؤون).
واستفاد بعض المفسّرين من تقديم (لهم فيها) على (ما يشاؤون) الحصر، أي يمكن للإِنسان أن يحصل على كل ما يشاء في الجنّة فقط دون الدنيا.
وقلنا أنّ الآيات مورد البحث توضح كيفية حياة وموت المتقين مقارنة مع ما ورد في الآيات السابقة حول المشركين والمستكبرين، وقد مرّ علينا هناك أنّ الملائكة عندما تقبض أرواحهم يكون موتهم بداية لمرحلة جديدة من العذاب والمشقة، ثمّ يقال لهم «ادخلوا ابواب جهنم..».
وأمّا عن المتقين: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) طاهرين من كل تلوثات الشرك والظلم والإِستكبار، ومخلصين من كل ذنب ـ (يقولون سلام عليكم)السلام الذي هو رمز الأمن والنجاة.
ثمّ يقال لهم: (ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون).
والتعبير عن موتهم بـ (تتوفاهم) يحمل بين طياته اللطف، ويشير إِلى أن الموت لا يعني الفناء والعدم أو نهاية كل شيء، بل هو مرحلة انتقالية إِلى عالم
لا ريب في أن أحاديث خروج الإمام المهدي ( عليه السلام ) متواترة بإجماع من يعتدُّ به من أهل العلم ، وأئمة الحديث .
فإنكار هذا الأمر المتواتر جُرأة عظيمة في مقابل النصوص المستفيضة المشهورة ، البالغة إلى حدِّ التواتر .
وقد سُئل ابن حجر المَكِّي - من علماء السُنَّة - عَمَّن أنكر الإمام المهدي ( عليه السلام ) الموعود به ، فأجاب : ( إنَّ ذلك إنْ كان لإنكار السُنَّة رأساً فهو كفر ، يُقضى على قائله بسبب كفره وردّته ، فَيُقتل .
وإن لم يكن لإنكار السُنَّة وإنَّما هو مَحض عناد لأئمَّة الإسلام فهو يقتضي التعزير البليغ ، والإهانة ، بما يراه الحاكم لائقاً بعظيم هذه الجريمة ، وقبح هذه الطريقة ، وفساد هذه العقيدة ، من حبس ، وضرب ، وصَفْعٍ ، وغيرها من الزواجر عن هذه القبائح .
ويرجعه إلى الحقِّ راغماً على أنفه ، ويردُّه إلى اعتقاد ما ورد به الشرع ردعاً عن كفره ) .
وقد وقفنا على فتوىً للشيخ البهائي ( قدس سره ) في هذه المسألة ، قال – مجيباً على من سأله عن خروج الإمام المهدي ( عليه السلام ) بقول مطلق ، هل هو من ضروريَّات الدين ، فمنكره مرتدُّ ، أم ليس من ضروريَّاته ،) ، وهل يكون خلافهم مانعاً من ضروريَّته ؟ - :
( الأظهر أنَّه من ضروريَّات الدين ، لأنه ممَّا انعقد عليه إجماع المسلمين ، ولم يخالف فيه إلاَّ شرذمة شاذَّة لا يعبأ بهم ، لا يعتمد عليهم ولا بخلافهم ، ولا يَقدَحُ خروج أمثال هؤلاء من ربقة الإجماع في حُجِّيَّته ، فلا مجال للتوقف في كفرهم ، إن لم تكن لَهم شبهة محتملة ) .
ونقول : تكفير المنكِر عند الفريقين يدور على أحد أمرين :
أوَّلهما :
ما أشار إليه ابن حجر في ( الفتاوى الحديثيَّة ) ، وهو ما أخرجه أبو بكر الإسكاف في ( فوائد الأخبار ) عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضوان الله عليه ) ، عنه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :( مَن كَذَّبَ بالدجَّال فقد كَفَر ، ومَن كَذَّبَ بالمهديِّ فقد كَفَر ).
قال ابن حجر في ( القول المختصر ) - كما في ( البرهان ) - : أي حقيقةً ، كما هو المتبادر من اللفظ ، لكن إن كان تكذيبه من السُنَّة ، أو لاستهتاره بها ، أو للرغبة عنها .
فقد قال أئمَّتنا وغيرهم : لو قيل لإنسانٍ : قُصَّ أظفارك ، فإنّه من السُنَّة .
فقال : لا أفعله وإن كان سُنّة ، رغبةً عنها ، فقد كفر ، فكذا يقال بمثله .
وثانيهما :
إجماع أهل الإسلام قاطبة ، واتِّفاقهم على مَرِّ الأعصار والأعوام على خروج المهديِّ المنتظر ( عليه السلام ) ، حتى عُدَّ ذلك من ضروريات الدين ، وهو اتفاق قطعي منهم ، لا يشوبه شك ، ولا يعتريه ريب .
اللهم إلا من شَذَّ ، مِمَّن لا يُعتدُّ بخلافه ، ولايلتفت إليه ، ولا تكون مخالفته قادحة في حُجِّيَّة الإجماع .
مضافاً إلى تواتر أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) تواتراً قطعيّاً .
وظاهر أنَّ من أنكر المتواتر من أُمور الشرع والغيب بعد ما ثبت عنده ثبوتاً يقينيّاً فإنّه كافر ، لردِّه ما قُطع بصـدوره ، وتحقَّقَ ثبوته عـنه ( صلى الله عليه وآله ) .
ولا شُبهَة في كفر من ارتكب ذلك بإجماع المسلمين ، لأنّ الرادَّ عليه ( صلى الله عليه وآله ) كالرادُّ على الله تعالى ، والرادُّ على الله كافر باتِّفاق أهل المِلَّة ، وإجماع أهل القبلة .
ودعوى التواتر صحيحة ثابتة ، كما صَرَّح بذلك جمهور أهل العلم من الفريقين .
ولا نعلم رادّاً لها إلا بعض مَن امتطى مطيَّة الجهل ، واتَّخذ إلهه هواه ، وكابر الحق ، فكان حقيقاً بالإعراض عنه .
ونحن نقتصر في هذا المختصر على نقل كلام جماعة من محقِّقي العلماء في تحقّق التواتر لِتَتَبيَّن جليَّة الحال .
قال الآبري في كتاب ( مناقب الشافعي ) : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رُوَاتها عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذكر المهدي ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلاً . .
وقال بن حجر في ( الصواعق ) : الأحاديث التي جاء فيها ذكر ظهور المهدي كثيرة متواترة .
وقال السفاريني الحنبلي في ( اللوائح ) : الصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حدّ التواتر المعنوي ، فلا معنى لإنكارها .
وقال الشوكاني في ( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر الدجَّال الأحاديث الواردة في
المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً ، فيها الصحيح ، والحسن ، والضعيف ، والمنجبر .
وهي متواترة بلا شكٍّ ولا شبهة ، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحرَّرة في الأصول .
وأما الآثار عن الصحابة المصرَّحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً ، لها حكم الرفع ، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك .
خلاصة القول :
إن إنكار مسألة الإمام المهدي ( عليه السلام ) وإنكار خروجه ، أمر عظيم ، لا ينبغي التفوُّه به ، بل رُبَّما أفضى بصاحبه إلى الكفر والخـروج عن المِلَّة ، والعياذ بالله تعالى .
والواجب تلقِّي ما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالقبول ، والإيمان التام ، والتسليم به .
فمتى صحَّ الخبر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلا يجوز لأحدٍ أن يعارضه برأيه واجتهاده ، بل يجب التسليم ، كما قال الله عزَّ وجلَّ:( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) النساء : 65 .
وقد أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهذا الأمـر عن الدجَّال ،
وعن الإمامالمهدي ( عليه السلام ) ، وعن النبي
ولا يسع المجال هنا لاستقصاء كلام الأئمّة ( عليهم السلام ) والعلماء في تواتر أحاديث المهدي المنتظر ( عليه السلام ) ، والتحذير من إنكار شأنه ، لكنَّ ما ذكرناه فيه كفاية إن شاء الله تعالى ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
تواتر احاديث المهدي
وقد نقل تواترها جمع من العلماء
1- ابو الحسن السجزي
وقد نقل عنه ائمة كثر وارتضوه منه : مثل القرطبي والمزي وابن القيم حجر والسخاوي والسيوطي وابن حجر الهيتمي والملا علي القارئ ومرعي بن يوسف والزرقاني
2- محمد بن رسول الحسيني البرزنجي
3- محمد السفاريني
4- الشوكاني
5- صديق حسن خان القنوجي
6- محمد جعفر الكتاني
===
العلماء الذين نصوا على المهدي وصححوا رواياته واحتجوا بها :-
- سفيان الثوري
2- ابو جعفر العقيلي
3- ابو الحسين بن المناوي
4- ابن حبان البستي
5- ابو سليمان الخطابي
6- البيهقي
7- ابو القاسم السهيلي
8- ابو عبد الله القرطبي
9- ابن تيمية
10- ابن قيم الجوزية
11- ابن كثير
12- السيوطي
13- السمهودي
14- ابن حجر الهيتمي
15- علي المتقي الهندي
16- عبد الرؤوف المناوي
17- محمد بشير الرسولي
18- احمد شاكر
19- عبد الرحمن المباركفوري
20- شمي الحق العظيم ابادي
21- الملا علي القارئ الهندي
22- ابن باز
23- الالباني
________________________________________
المحدثون الذين اعتنوا بموضوع المهدي
1- عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري المتوفي سنة 211 هـ وقد عقد له بابا باسم ( باب المهدي )
2- نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المتوفى في سنة 228هـ في كتابه الفتن وهو من اوسع الكتب المؤلفة في جمع اخبار المهدي
3- ابو بكر بن ابي شيبة المتوفى في سنة 235هـ وقد ذكر ( 16 ) رواية عن المهدي
4- ابن ماجه ( محمد بن يزيد الربعي القزويني ) المتوفي في سنة 273هـ وقد عقد بابا في سننه باسم ( خروج المهدي ) ذكر فيه سبعة احاديث
5- ابو داود ( سليمان بن الاشعث ) المتوفي في سنة 275هـ قال في سننه : اول كتاب المهدي وذكر فيه ثلاثة عشر حديثا
6- الترمذي ( محمد بن عيسى بن سورة ) المتوفي في سنة 297هـ ذكر بابا بعنوان ( باب ما جاء في المهدي ) ذكر فيه ثلاثة احاديث
7- ابن خزيمة ( محد بن اسحاق النيسابوري ) المتوفي في سنة 311هـ
8- ابن حبان ( محمد بن حبان البستي ) المتوفي في سنة 354هـ
اختلاف الفرق المنتسبة الى الاسلام في المهدي ومذاهبهم فيه
اهل السنة :
هو خليفة عادل مسلم سيولد ان شاء الله الهدي المحمدي لانبي لا متبوع بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اقراء الرسالة اعلاه ورسالتي في ذات الشان على عدم نزول سيدنا عيسى عليه الصلاة السلام الاحاديث مضوعة والايات صريحة(وماكتبنا لبشر من قبلك الخلد)(وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم)
من يهود(منهم من اهل الكتاب من يهود ليظهروا الحقائق قلة ليشهد لهم الله العظيم )الباقي ممن يخفون الحقائق لايريدون الحق والعلم والخير لنا أن يظهر اللهم انصر الإسلام والمسلمين اجمعين واظهره. الحي فيها يعني موجود (المهدي المنتظر)كل العالم يريد الحق أن يظهر.
الشيعة :
وهم فرق عدة وكل فرق لها اعتقاد خاص في المهدي
الشيعة السبائية : يرون ان عليا رضي الله عنه هو المهدي المنتظر وانه يرجع الى الدنيا في اخر الزمان
الشيعة الكيسانية : المهدي عندهم هم محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن ابي طالب واتفق الكيسانيون على مهدية ابن الحنفية في حياته وبعد وفاته : اختلفوا : فمنهم من اقر بموته وحول المهدية لغيره ، ومنهم من زعم انه حي يرزق وانه سيخرج آخر الزمان وفرقة ثالثة تنتظر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وقد قتل عبد الله هذا على يد ابي مسلم الخراساني
• الشيعة الزيدية : وهم ثلاث فرق ( السليمانية , البترية ، الجارودية ) اما السليمانية والبترية فلا ينتظران مهديا ..واما الجارودية فقد اختلفوا : فمنهم من لم يحدد احدا بالمهدية بل هي لكل من شهر سيف ودعا الى دينه ، ومنهم من ينتظر النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب ( قتل سنة 145هـ ) ومنهم من ينتظر يحي بن عمر بن يحي بن الحسين بن زيد بن علي ( قتل سنة 248 هـ او 250 هـ ) ومنهم من ساقها الى محمد بن القاسم بن علي
• الشيعة الامامية وهم فرق عدة :-
الكاملية : يقولون برجعة علي بن ابي طالب
المحمدية : يقولون برجعة محمد النفس الزكية
الباقرية : يقولون برجعة محمد بن علي بن الحسين المشهور بالباقر
الناووسية : يقولون برجعة جعفر بن محمد بن علي بن الحسين المشهور بالصادق
الشميطية : يقولون المنتظر من ولد جعفر الصادق
الاسماعيلية : ينتظرون اسماعيل بن جعفر الصادق
المباركية : ينتظرون محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق
القرامطة : ينتظرون موسى بن جعفر
الاثنا عشرية : ينتظرون محمد بن الحسن العسكري
الخوارج : ولا يعرف عنهم في المهدي نفيا ولا اثباتا والسبب في ذلك يرجع الى صراحة الخوارج ووضوحهم في الخروج والمروق وبعدهم عن التستر.
كثير من التأريخ محرف من قبل من يهود ومستشرقين غير منصفين مع وجود عدد من المستشرقين المنصفين.
انظر اعلاه تجد التغيير التبديل الذي فعلوه منها الإسم والشهداء قدس الله ارواحهم اجمعين قبل لهم إكتشافاتي من قبل ومن بعد من كرم الله العظيم إلى كرم الله العظيم.
احاديث الساعة علامة اخر الزمن واخر اية من ايات الله العظيمة
وجودي انا المهدي المنتظر مجددا يقل سبحانه وتعالى(بل كذبوا بالساعة و اعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا)
يقول سبحانه وتعالى(بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر)
التي قال الله العظيم فيها(ويل يومئذ للمكذبين) كثير من الاحاديث فيها الضعيف والموضوع لا تخلوا من الصحاح طبعا ولكن مثل السفياني امثال ذلك فكله ليس صحيح هذا نحن في زماني هذا مخاضه.