إن تلوث الفكر بالضوضاء الصاخبة نتيجةً لإبهار النظر بالأضواء الساطعة في محاولة يائسة لاعتلال التفكير من خلال الإيحاء بمصداقية المعتقد و إباحة التقليد، هي فكرة غريبة و غربية خبيثة و محاولة لدس السم بالعسل للمجتمع الشرقي المحافظ كي يستسيغ هذا الردح تعاملا و محيطاً، فينبت تربة متجردةً من الفكر فتقبل في العرف و هنا يكمن الخطر المبيت.
إن التغلغل في الفكر بهدف إذابة حاجز العرف الاجتماعي و لو على سبيل الحديث النثري أو النظم الشعري بغية التثقيف لحضارات آخري من باب العزف المنفرد، هي وثب على حواجز المجتمع و أعرافه..
قد نقرأ قصة ليلي العامرية و المتيم بها قيس بن الملوح بشغف، و قد لا تستسيغ ذائقتنا المعذبة قصة الفاتنة أردياني و الوحش البشع المينوتوروس..
إننا بعرفنا العربي قبل تمسكنا بعلمنا الشرعي، لا نقبل أن تقارن عفة السيدة عائشة (رضي الله عنها) بعذرية هيستا على سبيل المثال..
و إذا قبلنا مجرد المقارنة ..عطفاٌ على ما ذكر..فإننا قد طعنا مبادئنا في الصميم و جرحنا ديننا و كرامتنا وتخلينا عن أبسط حقوقنا وهو "الاعتراض " وهذا أضعف و أهون الحلول...لكننا نبسط آذننا بشغف دون أن ندري أننا ندمي قلوبنا بتهور..و تلك هي المشكلة.