ضرب الإعصار الهولندي من جديد فبعد أن كان أسقط بطل العالم بثلاثية نظيفة, ألحق بوصيفه فرنسا خسارة قاسية جداً بنتيجة 4-1 بلغ معها ربع النهائي رسمياً, في حين ضعفت الآمال الفرنسية لكنها لم تنعدم, وذلك في النسخة الثالثة عشرة لبطولة أوروبا لكرة القدم المقامة في النمسا وسويسرا.
وبهذه النتيجة رفعت هولندا رصيدها إلى ست نقاط من فوزين, وضمن بذلك الصدارة والتأهل كثالث دولة بعد البرتغال وكرواتيا, في حين تجمد رصيد فرنسا عند نقطة واحدة من تعادل سلبي مع رومانيا.
وبذلك سيكون الصراع في المرحلة الأخيرة على البطاقة الثانية بين ثلاثة منتخبات إيطاليا وفرنسا رومانيا التي إن فازت في آخر لقاءاتها على هولندا ضمنت التأهل بصرف النظر عن نتيجة مباراة فرنسا وإيطاليا, وحتى إن تعادلت قد تتأهل في حال تعادلت فرنسا وإيطاليا, وغير ذلك ستكثر الحسابات.
افتتح الهولنديون التسجيل في الدقيقة 9 عبر ديرك كويت, وعززّ البديل روبن فان بيرسي النتيجة في الدقيقة 59, ثم قلّص تيري هنري النتيجة إلى 1-2 في الدقيقة 70, ثم سجّل الهولنديون من جديد عبر العائد أريين روبن بتصويبة رائعة من داخل المنطقة, وختم ويسلي سنايدر المهرجان بصاروخية ممتازة من خارج المنطقة.
الشوط الأول
نزل الفرنسيون بتشكيلة 4-4-1-1, حيث لعب تييري هنري كرأس حربة متقدّم وهو الذي يمتاز أكثر باللعب من الخلف نظراً لسرعته, ومن خلفه فرانك ريبيري, فيما لعب الهولنديون بتشكيلة 4-2-3-1, بحيث كثفوا حضورهم في الوسط, وفي الوقت نفسه أمنوا سرعة في التحول لخطة 4-3-3 أثناء الهجوم.
بدأت المباراة بتكافؤ بين المنتخبين مع أفضلية نسبية تطورت تدريجياً للهولنديين, من ناحية الانتشار والتماسك والتنظيم, سرعان ما تترجمت هذه الأفضلية في الدقيقة التاسعة حين ارتقى لاعب ليفربول ديرك كويت لكرة ملعوبة من ركنية نفذها رافاييل فان در فارت, وحوّلها رغم مضايقة مالودا في الشباك الفرنسية مانحاً فريقه التقدم مبكراً 1-0.
الصحوة الفرنسية تأخرت حتى الدقيقة 22, مع تراجع إيقاع البرتقاليين الهجومي, حين لعب فرانك ريبيري عرضية أرضية لاقاها لاعب الوسط سيدني غوفو قبل المدافع الهولندي ماتيسن وانسل في المنطقة متيامناً ثم سدد أرضية قوية تكفل بتعطيلها الحارس المتألق رغم أعوامه الـ37 إدوين فان در سار.
ارتفع الاستحواذ الفرنسي بعد ذلك دون خطورة تذكر حتى حضرت الدقيقة 33 وحملت معها فرصتين مجنونتين للفرنسيين, الأولى حين وصلت الكرة لسيدني غوفو إثر سلسلة تمريرات أطلق معها أرضية زاحفة عطلّها فان درسار الذي عاد وأبطل مفعول تصويبة لويلي سانيول المتوغل داخل المنطقة.
نشط الفرنسيون بعد هاتين الفرصتين وباتوا أكثر قدرة على اختراق العمق الهولندي الصلب وإن بصعوبة, وكان لهم أكثر من محاولة مثل تصويبة لهنري في الدقيقة 43 الذي استلم أرضية أمامية على حافة المنطقة وظهره للمرمى الهولندي, التف معها على نفسه وسدد محاولاً ركن الكرة بعيداً عن فان در سار لكن بعض الدقة خانته في أوّل ظهور يُحسب له في المباراة.
الشوط الثاني
شهدت بداية الشوط الثاني نزول أريين روبن مكان أنغيلار في الجهة الهولندية, بينما لم يجر ريمون دومينيك أي تبديل, وبدأ بضغط واضح وصريح تجلىّ مع توغل لهنري في الدقيق 46 لعب إثره عرضية حوّلها ماتيسن لركنية, أسفرت عن سلسلة من التسديدات انتهت بتصويبة قوية عن خط المرمى لهنري صدّها متزحلقاً المدافع أويير وسط مطالبة زرقاء بلمسة يد وركلة جزاء.
تابع لاعبو دومينيك فورتهم وزحفهم الهجومي وسط تقوقع هولندي مفاجئ, فسنحت في الدقيقة 49 فرصة من النوع السهل جداً لهنري الذي كسر مصيدة التسلل وانفرد إثر تمريرة خلفية ساقطة من مالودا, لكن لاعب برشلونة أطاح بالكرة بمنتهى الرعونة في العالي وهو يحاول لعب كرة ساقطة من فوق فان درسار المتقدم لملاقاته.
وفي ظل الزحف الفرنسي المتواصل مرر في الدقيقة 59 فان نيستلروي المحاصر من ثلاثة لاعبين زرق بمهارة عالية لأريين روبن الذي طار على الجناح الأيسر على عادته مع ريال مدريد, ومرر أرضية زاحفة قوية قابلها بديل كويت, فان بيرسي بباطن قدمه مانحاً البرتقاليين تقدماً يُحسب تكتيكياً للمدرب ماركو فان باستن.
واصل الهولنديون نشاطهم خصوصاً بعد نشاط ملفت لأريين روبن, لكن ردة فعل فرنسا جاءت في الدقيقة 70 حين اخترق ويلي سانيول على الجناح الأيمن ولعب عرضية أرضية زاحفة لكزها هنري المنسل بين مدافعين برتقاليين بحرفنة مقلصاً الفارق إلى 1-2.
لكن الفرحة الفرنسية لم تدم أكثر من دقيقة حين عصف الهولنديون من جديد في الدقيقة 71 عبر الرائع روبن الذي توغل في المنطقة الفرنسية متياسراً ومن بين مدافعين زرقاوين, صوّب يسارية صاروخية اخترقت المقص الأيمن لمرمى غريغوري كوبيه مسجلاً هدف أكثر من رائع أصبحت معه النتيجة 3-1.
لم تكف تلك النتيجة ظمأ الهولنديين بل سعوا إلى المزيد من الأهداف وكان لهم ذلك بعد فرصتين لفان نيستلروي وروبن, حين استلم ويسلي سنايدر في الدقيقة 90 وهو خارج المنطقة ثمّ استدار وصوّب صاروخية رائعة طار لها كوبيه دون إدراكها لتنتهي معها المباراة بنتيجة قاسية جداً على الديوك