عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لاتسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسالك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به "أخرجه أحمد الترمذي .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : هذه الريح مسخره مدبرة وتصريفها من آيات الله عز وجل فأحيانا تكون شديدة وتقلع الأشجار وتهدم البيوت وتدفن الزروع وتطمس الأثار والطرق ويحصل معها فيضانات عظيمه . وأحيان تكون هادئة وباردة أو حاره
ولو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله تعالى عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولكن الله عز وجل بقدرته يصرفها كيف يشاء وعلى مايريد .
فقد تحمل خيراً كتلقيح الثمار كما قال تعالى " وأرسلنا الرياح لواقح " وقد تثير السحاب وتسوقه حيث شاء الله .
س/ فهل أذا أزعجت يجوز للمسلم سبها ؟
ج / لا يجوز للمسلم سبها لأنها مسخره مدبره وكما أن الشمس أحياناً تضر بأحراقها بعض الأشجار ومع ذلك لا يجوز لأحد أن يسبها فكذلك الريح .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " ومع تحريم سب الريح فإنه حمق وضعف في العقل والرأي فإن الريح مصرفه مدبره بتدبير الله وتسخيره فالساب لها يقع سبه على من صرفها . ولولا أن المتكلم بسب الريح لا يخطر هذا المعنى في قلبه غالبا لكان الامر افظع من ذلك ولكن لا يكاد يخطر بقلب مسلم "
فإذا كانت الريح مزعجه فقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم : إلى الدعاء السابق " اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر مافيها وشر ما أمرت به " مع فعل الأسباب الحسيه كالاتقاء من شرها بالجدران أو الجبال ونحوها وهي قد تؤمر بالشر لحكمة بالغة قد نعجز عن إدراكها .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها "
رواه ابن ماجه بإسناده ص3727
محبكم
عطا الله بن عبد الله العتيبي