حينما أبحث عن الألم ..
أذهب إليك ..
إلى حيث صورتك ..
أقلب صفحة ذكرياتك ..
وأعيد تاريخك ..
وجدولة أيامك ..
واقرأ أبجدتيك ..
ليشتد الألم كثيرا ..
وأشعر بعد كل هذا ..
أنني .. لازلت أفتقدكِ ..
حينما أبحث عن الألم ..
أدندن أسمك ..
وأحاول مرات رسمك ..
وأتذكر خطوط كفك ..
ورائحة الحناء في يديك ..
وأشتم عبير عطركِ ..
وأعيد ترتيب حروفك ..
وأغمض عيني ..
وأحاول أن أطرق بأنامل على هاتفك ..
لأتأكد أن ذاكرتي لا تزال ..
تذكر رقمك ..
ليصبح الألم بعد كل هذا هلاكا ..
لأنني لازلت أفتقدك ..
حينما أبحث عن الألم ..
أضمك جدا لأحضاني ..
لأشعر بأنك الشتاء ..
وأنك الربيع ..
وأتأكد أنك كل الفصول ..
والفصل الأروع والبديع ..
ليحتقرني الألم ..
لأنني لازلت .. أفتقدكِ ..
حينما أبحث عن الألم ..
أقرأ كثيرا عنكِ في صومعتي ..
أسافر إليك ..
وأعود خائبا دون حقيبتي ..
أخاطب بين الحين والحين ..
جدار غرفتي ..
لتأكلني وحدتي ..
وتصرعني دمعتي ..
وأتمعن غفلة دون أن أراك ..
أنك تسكنين معي ..
وتسمعين تخاطبي ..
وتضحكين لجنوني ..
وتضعين يديك على صدري ..
تحاولين أن تهدئي صبري ..
وأعيد المشهد الأخير ..
من وداعك ..
والرسالة الأخيرة حين وصلتني ..
أرجوك من حياتي .. أنتهي
حينما أبحث عن الألم ..
لا أتردد بأن اسمع صوتك ..
دون أن يحضر صوتي ..
وأتلذذ بعذوبته على مسامعي ..
وأخاطب طيفك ..
وأسامر حضورك ..
وأقطف من رياحين زهورك ..
وكثيرا ما يعتريني القلق ..
حينما يحين موعد الصحو من حلمي ..
ولا أجد حضورك ..
وأجد الألم يحاصرني .. يمزقني ..
لأنني لازلت افتقدك ..
حينما أبحث عن الألم ..
تأخذني خطواتي لذلك البحر الذي جمعنا ..
إلى حيث غرقنا .. ونمنا
إلى حيث متنا .. وبعثنا
لهونا .. ومرحنا ..
تعاركنا وتعبنا ..
إلى حيث بكينا ..
وعن آلامنا نزفنا ..
تحدثنا ..
وعن أحلامنا قلنا ..
وعلى البقاء تعاهدنا ..
تواعدنا ..
ثم تعانقنا .. ومضينا ..
والألم يكثر اتساعا ..
والقلب يشكي أوجاعا ..
ولا زلت أعاني الألم بشدة .. الألم
لأنني لازلت .. افتقدك
حينما أبحث عن الألم ..
وعندما يبحث الألم عني ..
لا خيار أمامي سوى الاعتراف ..
بكلى الحالتين ..
أنني كثيرا جدا .. افتقدك!!
(( حرف ))
الألم الذي يحتويني في غيابك .. والبحث عنه ..
يكلفني الكثير الكثير من عمري !
مما راااقـ لحزني
وما زال جرحي ينزف ،،،