وحَلّ الضيْف .. أهلاً بالغَالي الذي اشْتاقت الأرُاوح للِسّاعاتِ العامِرَة فيْه ...
اشْتقنَا للَذة الإِفطَار ... وبَركة السُحُور ...
اشتَقنا لصَلاة التَراويح .. وصُوت المآذن الذِي يغمُر الأرجَاء أُنسَاً ...
اشتَقنا يَا رمضان ... اشتَقنا لِكل شَيء فيْك ..
" اللهم بلّغنا "
قال الله تعالى: [ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ] [البقرة:185].
*قَال صلى الله عليْه وسلم:
[ مَن صَام رمضَان إيمانا واحتسَابا، غفِر له ما تَقدم من ذنْبه]
. [ متفق عليه: البخاري (1901)، ومسلم (760) ].
حَبيبتي .. كُل يَوم في رمَضان .. فُرصَة لكِ ... فَلا تُضيعيه ...
نرَى الآن كُلٌ يتأهَب .. التجّار يتأهَبون ... والقنوات الفَضائية تتَنافَسُ فِي عَرض ما لَديها لإستِقطاب أكبَر قَدر من المشَاهدين وبِالله المستَعان ...
وأنتِ ما فعَلتِ أخبريْني ..!!
غَاليتي .. جاهِدي نَفسكِ .. فَهيَ أمّارة .. وأوصِدي الأبْواب أمَام الهَوى والّلذَة ...
إنْ كُنتِ مَمّن يتُابعُون المُسَلسَلات ومِن الشَغوفات بِها
فتوقّفي ... أسْألي نَفسكِ .. مااسْتفدتِ ؟؟... وكَم من الوَقت ضيّعتِ ..؟؟
كم حَلقة تابعتِ ...؟؟ .... ومَا النتيجة .. هل هِي في رصِيد الحَسَنات .. !!
ياحَبيبه ... اجْعلي رمضَان خُطوة للتَغيير ..
رمضَان شَهر القُرآن .
اشْغلِي نفسك بِه .. عَلّقي قلبَكِ به .. قِراءة .. تَدّبراً حفْظاً ...
نظّمِي وقتكِ.. وسَتغنَمي..
:
.
بعْض الأخَوات رمَضان يمضِي عِندَها كبقيَة الشُهُور
حَتى صَلاة التراويْح لا تَقوم بأدائِها أحياناً
تُسَابق لمتَابعَة المُسَلسَل الفُلاني وأُخرَى لأنها ستخرُج لزيارة ما وثالثة لأنها ستخرُج للسُوق .. وبالله المستَعان .
وتِلك في المسْجد ... تعيْش روحَانية التِحام الصُفوف .. والخُشوع والوقُوف بين يَدي الله .,
تشهَدُ مُحاضَرة بَعد انتِهاء الصلاة ...
أو على سِجّادتِها فِي حُجرتها قائمَة خاشِعة تُمسِكُ بمصْحفِها الذي تعلقت روحهَا به ...
فشّتان بيْن هذه وأُولئك ...
ياحَبيبه ليْس الصَوم صَومٌ عن الطَعام والشَراب فحَسب
بل هُو صَوم الجَوارح والأركَان ... صَوم العَين عن مُتابعة مالا يرضِى الخَالق سبحانه ...
صَوم اللسَان عن قَول الفُحش واللّغو ....
الصّوم عن فِعل ماحَرّم الله سُبحانه .. بعضهُم وبالله المُستعان ... تَسمع الغِناء حتّى فِي رمضَان ..
مؤسِف هو الحَال ياأخيّة ... ولكِن نسأل الله الثبَات والهِداية للجَميع ..
بعْض الأخَوات تمسِك عن متَابعَة المسَلسَلات فِي وقْت النَهار إلى أن تفْطر وبعد ذلك تَبدأ في الإنغِماس
فيْما يغضِب الله سبْحانه ... متابعة مسَلسَل .. سهرات وإجتِماعات عَلى لغوٌ ولهو ..
تجُوب فِي الأسْواق تجهيزاً للعِيد ورُبما بلا حاجَة ... رمضَان عندها كَسائر الشُهور ...
بل حالُها فيه أسوأ ...
والسَاعات الأخيْرة من الليل .... تضيْع إما في النّوم ... أو السّهر علَى ما لايُرضي ...
غاليَتي في رمضَان .. اجعلِي وقتكِ كُله لله ..
تقرّبي مِن الله تجديْن الأنْس والغنى به سُبْحانه ...
وتأمَلي حَال السَلف كيْف كانُوا فِي رمضَان ..
كانًوا يتركون العِلم تفرغاً للقُرآن والعبَادة !!
* كان الزُهري إذا دَخل رمضَان يفِر من قراَءة الحَديث ومجالسَة أهلِ العلْم
ويقبِل على تِلاوة القُرآن مِن المصحف،
* وكان سُفيان الثَوري إذا دخَل رمضَان ترك جَميع العِبادة
وأَقبل عَلى قراءة القرآن.
سبحَان الله .. وفلانة لا تستَطيع أن تتْرك مسَلسَلاً ماجناً فِي رمضَان .. خَير الشُهور ...
نسأل الله أن يُبارك في أوقاتنا ويوفقنا لقيام رمضان وصيامه على الوجه الذي يرضيه عنّا ...