[align=center] الصّبــــر[/align]
مشتق من صبر إذا حبس ومنع , وهو حبس النفس على الجزع وحملها على مايقتضيه الشرع
والعقل , وحبس اللسان عن التّشكي والتسخّط , والجوارح عن لطم الخدود وشقّ الجيوب ونحوها .
أنواع الصبر :
1 _ الصبر على ماأمر الله به .
2 _ الصبر عما نهى الله عنه .
3 _ الصبر على ماقدّره الله من المصائب .
قال تعالى :
( قل ياعباد اللذين آمنوا اتقوا ربّكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعةٌ إنّما
يُوَفّى الصّابرون َأجرهم بغيرِ حساب ) .
من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
إنّ الله عز وجل قال : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوّضْتُهُ منهما الجنة ) . (رواه بخاري) .
من أقوال السلف :
قال علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : اعلموا أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد
إذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد , وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور .
القصة :
كان عروة بن الزبير , أحد فقهاء التابعين في الإسلام , مثلاً صالحاً للمؤمن الصابر
الراضي , المقدّر لنِعَمِ الله , فقد روي أن رجله وقعت فيها الأكلة , فقرر الأطباء قطعها
حتى لا تسري إلى ساقه كلها ثم إلى فخذه , وربما ترقّت إلى جسده فأكلته , فطابت
نفسه بنشرها , فعرضوا عليه أن يشرب شيئاً يُغيّب عقله حتى لا يحسّ بالألم ويتمكّنوا
من قطعها , فقال : ما ظننتُ أنّ أحداً يؤمن بالله يشرب شيئاّ يغيّب عقله حتى لا يعرف
ربّه عزّ وجلّ , ولكن دعوني أصلي لله ركعتين وفي آخر صلاتي اقطعوها , فقطعوها في
آخر صلاته وهو صامت لا يدري ولا يحسّ ولا يتكلم , ولا يعرف أنه أنّ (أشتكى) .
وشاءت إرادة الله أن يُبتلى الرجل على قدر إيمانه , ففي الليلة التي قُطعت رجله
سقط ابن له , كان أحبَّ أبنائه إليه , من سطحٍ فمات , فدخلوا عليه فعزّوه فيه , فقال :
اللهم لك الحمد , كانوا سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة , وكان لي أربعة أطراف
فأخذت واحداً وأبقيت ثلاثة , فإن كنت أخذتَ فلقد أعطيتَ , ولئن كنت قد ابتليت
فقد عافيت .
الشعر :
قال الشاعر :
إذا مـا أتاك الدهر يوماً بنكبةٍ ... فأفرِغْ لها صبراً ووسِّع لها صدراً
فإنّ تصاريفَ الزمان عجـيبةٌ ... فيوماً ترى يسراً ويوماً ترى عسرا
وقال آخر :
دع المقادير تجري في أعنّتها ... ولا تبيتـنّ إلا خاليَ البالِ
مابينَ غمضةِ عينٍ وانتباهتِها ... يغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ .
[align=center]الدّعاء :[/align]
اللهم اجعلني صبوراً , واجعلني شكوراً واجعلني في عينيّ صغيراً وفي أعين الناس كبيراً .