خير
أش: تصبح على خير "تذكر أش كلام الطبيب " أتعلم أن العجوز مريض
التفت بيير لاش وهو ممسك بمقبض الباب ويهم بالخروج : اجل سمعت بهذا عند
الرعاة يبدو أن حالته بدأت تسوء فهو مريض منذ فترة , أتعلم أنا أشفق عليه
لابد أنه الشعور بالوحدة يطبق عليه الآن
برغم أن أش يشعر بالشفقة تجاه عمه إلا أن غضبة منه كان اكبر بكثير
أش : من فضلك بيير أطفئ النور
خرج بيير من حجرة أش وتفكيره مشغول بما تحمله لهم الأيام القادمة من
مشاكل ومن بينها علاقته بالين, التي وجد نفسه واقف أمام غرفتها في هذه
الساعة المتأخرة
شعر بالحنين للـلأيام السابقة التي قضوها معاً, وإلى الذكريات السعيدة والأوقات
المرحة والأمسيات الجميلة التي جمعتهم , كم تمنى لو أن هاري أمامه الآن ليلقنه
درساً على فعلته, لكن لم يحن دوره بعد, ومن غير أن يشعر ارتفعت يده لتطرق
على الباب,فوجئ بيير بما فعل! وأراد أن يهرب لكن الباب أنفتح لتطل منه الين
وهي ترتدي رداء حريري بلون العسل الصافي, كانت مندهشة عند سماعها
طرقات خفيفة على الباب, ولكن دهشتها ازدادت عند معرفة هويت الطارق
الين : بيير !!!
شعر بيير برعشة في جميع أطرافه فهو لا يعرف لماذا طرق الباب ولم يجد كلمات
تبرر فعلته : كنت ,,,كنت ,,اقصد أنني "ياالاهي ما الذي أقوله "لاشيء اعتذر
للإزعاج" أدار ظهره وذهب مسرعاً إلى حجرته في الجهة الأخرى من القصر "
أفاقت الين من دهشتها فلحقت به وهي تهمس بصوت خافت :بيير انتظر ,,,,بيير
,,,بيير انتظر قليلا
وقف بيير عندما شعر أن الين تلحق به ونظر إليها : نعم الين
وقفت الين تلتقط أنفاسها برغم أن المسافة التي جرتها ليست كبيره و لكن انفعالها
زاد من ضربات قلبها: لماذا أتيت تطرق باب غرفتي لابد انه أمر مهم
تلعثم بيير في حديثه :كلا لاشيء مهم,, كنت
سالت الين بلهفه :ماذا ؟
نظر بيير في عينيها من خلال نور الممر الخافت الذي يأتي من بعض المصابيح
المتناثرة وشعر بلهفتها لمعرفة السبب: أتيت لأتمنى لكي ليلة سعيدة
شعرت الين بالاستغراب : أهذا كل ما أردت قوله
أرد بيير أن يثير غيظها كما كان يفعل في الأيام السابقة :أجل
اعترت الين الرغبة بخنقه "لكنها تذكرت عادة بيير في مشاكستها"وتصنعت السذاجة : كم أنت لطيف
بيير: وماذا عنك ؟
أدخلت الين يديها في جيب الرداء وتصنعت الدهشة : وماذا عني ؟؟
رسم على وجهه طفل حزين وهمسا بصوت مبحوح يعتريه الأمل: ألن تتمني لي ليلة سعيدة؟
تسربت السعادة إلى قلب الين لشعورها برغبة بيير لصلح واقتربت منه ووضعت يدها
الدافئة بلطف على خده وهمست له: ليلة سعيدة أيها الطفل الكبير
ثم انصرفت عنه بينما ظل بيير يراقبها وهي تبتعد عنها تاركة خلفها بقايا من رائحة
عطرها المخملي ودفئ يديها الناعمة على خده ومشاعر متخبطة بين الرغبة في للحاق بها
وإنهاء الخلاف بينهم, وبين التمسك ببقايا كبريائه المجروح, لكنه فضل الانتظار ليتأكد أنها
ما زالت تحبه,و إذا ما كان لجاك مكان بينهم ؟؟؟؟؟
حل الصباح وأشرقت الشمس بخجل من بين الغيوم الداكنة
دخل بيير غرفة أش بعد أن صحى متأخرا قليلا هذا الصباح وهو بلابس العمل
بيير: صباح الخير جميعاً
أش و ليزا : صباح الخير
أش: لقد تأخرت في النوم
حك بيير رأسه بخجل : اجل , يبدو أنني كنت متعباً
أش: هل تناولت إفطارك
بيير: كلا سوف أتناوله بعد أن أتحدث إلى المحامي جيف
ومن ثم اذهب إلى الحظائر
أش : حسنا بيير , هلا فتحت الدرج الصغير هناك "أشار أش إلى طاولة مكتب
صغيرة في زاوية الغرفة " وأحضرت المفتاح الصغير
توجه بيير إلى حيث أشار أش واخرج المفتاح : أتعني هذا
هز أش رأسه: اجل ستجد درج صغير اخفي بشكل سري في درج المكتب
أفتحة واحضر الأوراق جميع الأوراق
بيير: حسنا سوف اجري المحادثة واحضر الأوراق بعدها أتناول الفطور
واذهب إلى العمل
خرج بيير من غرفة أش متجها إلى المكتب وفي طريقة صادف الين تخرج من المطبخ
الين :ها قد صحوت أخيرا, صباح الخير بيير هل نمت جيدا ؟
ابتسم بيير لتلميحها لما حصل بينهم في لليله الماضية : صباح الخير
اجل ولا زلت أتمنى لو كنت في الفراش, ولكن هناك الكثير من العمل
ابتسمت الين :هل اطلب من ماري أن تحضر الفطور
ابتسم بيير بامتنان : اجل شكرا , سأجري مكالمة ومن ثم أتناول الطعام
الين : دقائق ويكون كل شيء جاهز
ابتسم لها بيير : أشكرك
كان تفكير بيير طوال الليل الماضية ينصب حول علاقته مع الين, ووجود الطبيب
جاك في المنتصف, وبعد تفكير طويل وصراع بين حبه وكبريائه الجريح انتصرت
عاطفته تجاه الين, وقرر أن ينسى ما حدث خاصة بعد أن اتضحت له الأمور
وان يستعيدها قبل أن يحتل جاك مكانه في قلبها ويخسرها إلى الأبد
دخل المكتب وفتح مفكرة الأرقام واتصل بالمحامي الذي وعد أن يحضر بعد الظهر
وبعد أن أنها المكالمة فتح الدرج لإخراج الأوراق, ولكنه فوجئ بأن الدرج وقد
كسر بعد محاولات كثيرة وبآلة حادة, اخرج الأوراق كلها وتوجه إلى غرفة أش
دخل بيير بينما كان أش يوقع بعض الرسائل , فرفع أش رأسه عندما أحس به
بيير: تفضل هذي هي كل الأوراق التي وجدتها تأكد منها
استغرب أش كلمة بيير : ماذا تعني
بيير : لقد وجدت الدرج السري مكسور
فتح أش عينيه على اتساعها: ماذا تعني " واخذ يقلب في الأوراق "
لم ينقص منها شيء
بيير : إذا يبدو أن الشخص الذي كسر الدرج كان يريد أن يعرف ما في الأوراق
وليس أخذها
ولا إراديا اتجهت عيني أش وبيير إلى ليزا المندهشة : ماذا! هل تشكون بي ؟
هز أش رأسه وكأنه ينفض رأسه: كلا, كلا بطبع ولكن من يمكن أن يكون
تذكرت ليزا شيء ولكنها ترددت في قوله : اعتقد ........ اعتقد
أني اعرف من يمكن أن يكون
نظر إليها بيير وأش بفضول , لكن ليزا كانت خائفة من ردت فعل أش
ليزا : لست متأكدة ولكن
شعر أش بنفاد صبر: تكلمي
تململت ليزا في جلستها بتوتر : اعتقد أنها .... أنها الآنسة لورا
فتح أش عينيه على اتساعها: وما الذي أوحى لكي بهذي الفكرة
تحدثت ليزا بارتباك : في صباح اليوم الذي وقع فيه الحادث ,وبعد أن اخبرنا
بيير بما حدث لك ,صعد إلى غرفته ليغير ملابسه , رايتها تخرج من غرفة المكتب
وقد بدت مرتبكة لرؤيتي لها, وعندما سألتها عن سبب وجودها هناك قالت
أنها كانت تستخدم الهاتف لان هاتفها المحمول كان معطلا بسبب سوء الأحوال
الجوية وأخبرتني أنها مضطرة للرحيل وطلبت مني أن أبلغك تحياتها واعتذارها
للمغادرة بهذه السرعة وغادرت بعد أن خرج بيير للبحث عنك
بيير : لا بد أنها سمعتني عندما كنت أتحدث عن فقدان أش وعن الخسائر التي
لحقت بالماشية
اسند أش ظهره فقد اتضحت له الصورة , حضرت لورا من اجل استعادة العلاقة
لحاجتها للمال, وعندما اكتشفت حجم الديون والخسائر وبإطلاعها على هذه
الورق تكون, توصلت تقريبا إلى حجم الخسارة المادية التي قد تلحق بالمزرعة
والدين الذي يعجز عن تسديده فقررت الهروب: اجل يبدو أنها هي, يجب أن أتصرف بسرعة
بيير : هناك شيء أخر , سيحضر المحامي بعد الظهر ولن أكون متواجدا في هذه
الفترة يجب أن يقوم شخص أخر بإحضاره إلى المزرعة
ليزا : أنا استطيع إحضاره اعرف الطريق جيدا
أش: وهل تستطيعين القيادة
ليزا : سأطلب من الين أن تصطحبني في سيارتها
فكر أش قليلا : إذا كنتما ستذهبان إلى المحطة الأفضل أن تأخذا سيارتي الـ bmw
ابتسمت ليزا : واو اعتقد أن الين ستكون مسرورة
دخلت الين في هذه اللحظة : من هي التي ستكون مسرورة
كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف عندما أطلق القطار
الصافرة معلناً وصوله إلى المحطة وبدأ الناس بالنزول تباعاً
, ومن بينهم المحامي جيف كانت ليزا والين تستندان إلى سيارة
أش, تراقبان شخص بمواصفات معينه أطلعهم أش بها , ومن
بين مجموعة الناس, لاحظت الين شخص بنفس المواصفات
يتقدم باتجاههم باستغراب وهمس لليزا : هل تعتقدين
انه المحامي
ردت ليزا بهمس :اعتقد ذالك
اقترب جيف من السيارة وهو يدقق في السيارة
التي يعرفها ولكن من تكون هاتان الفتاتان, اقتربت الشقراء
منه وسألته: عفوا سيدي هل أنت المحامي جيف
حاول جيف أن يتذكر أن كان قد رآها من قبل: أجل !
ليزا : أنا ليزا سكرتيرة أش ماكينون جئت بصحبة الين
"أشارت إليها " لمرافقتك إلى المزرعة لعدم تمكن بيير
من الحضور
مد جيف يده مصافحاً وابتسم للفتاتين: سعيد لتعرف بكم
بعد أن صافح جيف الفتاتان ركب السيارة برفقتهم منطلقا
إلى المزرعة
ولم يشعر أحد بشخص الذي كان يقف على بعد بضع خطوات
منهم وهو يلتهم ليزا بنظراته المنتصرة: ها قد وجدتك!
عرفت أني لن أبحث كثيرا في قرية صغيرة بهذا
الحجم, ولكن لم أتوقع أن تكون مهمتي بهذه السهولة
,سكرتيرة في مزرعة ماكينون بدأ التحري باركر البحث
عن وسيلة نقل, تقله إلى المزرعة ليتأكد بنفسه من أنها
هي بالفعل جوليانا ,برغم من يقينه أنها هي قبل أن يخبر
عمها ماثيو بالأمر ويقبض المكافئة
وصل جيف إلى المزرعة وبمجرد أن وضع قدمه في غرفت
أش حتى تحولت غرفة أش إلى مكتب صغير بعد أن نقلت
إليها أجهزة الفاكس والطابعة, وخرج الأمر عن سيطرت ليزا
التي لم تستطع أن توقف أش عن العمل واخذ قسط من
الراحة, أستمر العمل بضع ساعات من التشاور حتى حل
المساء بردائه المبتل بالمطر ,فأعلنت ليزا بإصرار مؤيد من
قبل المحامي انتهاء وقت العمل فستسلم أش
لرغبتهم, تناول الجميع ما عدا أش العشاء في غرفة الطعام
ودار حديث ودي تعرف فيه المحامي على الين وليزا وبعدها
تناول الجميع القهوة في غرفة أش حتى أعلنت ليزا أنه يجب
على أش أن يأخذ قسط من الراحة لأنه اتعب نفسه كثيرا
وافق جيف على ذالك لأنه متعب من السفر وكذالك بيير
الذي بدا مرهقا جدا وتوجه الجميع إلى غرفهم بعد أن تمنى
كل منهم ليلة سعيدة للأخر
صعد إلى غرفته في النزل الصغير بعد أن تناول وجبة عشاء
لذيذة احتفالا بانتصاره أخيرا, وعثوره على الفتاة المطلوبة ,
دخل الغرفة وأضاء المصباح الوحيد في سقف الغرفة, فتسرب
النور إلى أطرافها بنعومة خجولة ,استلقى على السرير بعد
أن خلع معطفه واخرج منه هاتفه المحمول, وبدأ يدير رقم
و الابتسامة تعلو وجهه, وماهي إلا لحظة صغيرة حتى أجاب
الشخص المطلوب على الهاتف
أجاب ماثيو بسرعة بعد أن عرف هوية المتصل : سيد باركر
اتصال متأخر يبدو أن لديك أخبار جيده أليس كذالك
ابتسم ادم باركر : بل ممتازة لقد وجدت الفتاة المطلوبة تهانينا
تلقى ماثيو الخبر بفرحه عارمة : حقا هل أنت متأكد أنها هي
بالفعل ,وأين وجدتها
ادم باركر: اجل أنا متأكد إنها هي , وهي متواجدة في مزرعة
أش ما كينون وتعمل سكرتيرة منذ مده , ولم احصل على
معلومات كثيرة, سوى اعتقاد البعض أنها صديقة للعائلة
فكر ماثيو قليلا : أش ماكينون , لا أظن أني اعرف شخص
بهذا الاسم قد يكون على معرفة بجون , حسنا أعطني
العنوان , وسأرسل لك شيك بقيمة المكافئة
سجل ماثيو العنوان وأنها المحادثة, وعاد إلى طاولة المقامرة
حيث ينتظره بضع الأشخاص وهو يشعر بأنه محظوظ هذه الليلة
كان صباح غائم مثقل بالغيوم السوداء الماطرة, وكأن السماء
تنذر سكان المزرعة بما يخفي لهم هذا اليوم القاتم من مفاجئات
الوقت الحادي عشرا ظهراً, المكان غرفة أش
اجتمع بيير وجيف وليزا في غرفة أش بعد أن قام جيرمي
ومات بعملية الحصر للخسائر
بيير : 300 رأس من العجول و253 رأس من الأبقار اغلبهم
من الأبقار المريضة
امسك جيف الورقة ليقرأها: هذا يعني انك لن تستطيع
أن تفي بالعقد الذي وقعته مع شركة أوراس فلم يبقى
سوى شهر لتسليم العجول, وفي حال لم نسلم الشحنة
علينا أن دفع 700 ألف دولار, هذا بالإضافة إلى بعض
الأقساط المتأخرة للبنوك لفك رهنا أرض المزرعة وتسديد
ثمن بعض معدات المزرعة وثم الثور الذي قمت
بشرائه إضافة إلى ثمن الثور النافق ومصاريف المزرعة
وأجور العمال
كان أش يستمع إلى جيف وهو يفكر بطريقة يحصل بها على
المال الكافي لحل هذه الأزمة, تحدث بيير يقطع الصمت الذي
عم الغرفة : سوف اعرض شقة المدينة للبيع, كما أني املك
بعض المال الذي قد يساعد في عمل شيء انه ليس بمبلغ كبير
جد,ا ولكن قد يساعد في عمل شيء ما
ابتسم أش لأخيه : أشكرك يا بيير ولكن هذا ليس كافياً ,
ولا داعي لان نخسر كل شيء دفعة واحده
"ثم نظر إلى جيف "ما رأيك أنت يا جيف
وضع المحامي الأوراق التي يدقق فيها من يده
" ونظرا إلى أش" صمت للحظة ثم قال : يؤسفني أن يحدث هذا
يا أش ولكني حذرتك من المغامرة, المبلغ ضخم وإذا
ما علم البنك سوف يحجز على المزرعة ليحفظ حقوقه
ويبيعها في المزاد ليفي الديون المترتبة عليك بالإضافة
إلى القصر, وقد لا يتبقى لك شيء بعد ذالك سوا القليل
كانت ليزا مذهولة مما تسمعه : ولكن أليس هناك مخرج
من هذه ألازمه
نظر إليها أش الذي طغى عليه مظهر البرود برغم التوتر
في داخلة : لا تقلقي
سنجد حل وألان هلا تركتموني ارتاح قليلا اشعر بتعب
ليزا : اجل يجب أن ترتاح قليلا لقد عملت لساعات طويلة
هذا ليوم حمل جيف بعض الأوراق: سأجري بعض المحادثات
وارتاح قليلا, الراحة تساعد على التركيز أراك في ما بعد
خرج الجميع من غرفة أش , ذهب المحامي إلى غرفة المكتب
فورا بينما دخل ليزا وبيير غرفة المعيشة حيث كانت الين تقرءا
كتابا لتشغل وقتها أثاء غياب الجميع جلست ليزا على الكرسي
المقابل لبيير بينما قامت الين بصب العصير لهم
ليزا: بيير أريد أن أخبرك بأمر ما ولكن يجب أن تسمعني
حتى ألنهاية
نظر ليها بيير بنظرة متسائلة : ماذا يا ليزا قولي ولن أقاطعك
أخذت ليزا العصير من الين بعد أن شكرتها : الأمر ,, الأمر يتعلق
بالعجوز باترك
ظهرت الدهشة على وجه بيير : من ؟؟!!
سيطرت ليزا على ترددها واندفعت قائله : العجوز باترك طلب
مقابلة أش ولكن الطبيب اخبره بالحادث الذي تعرض له فطلب
مقابلتك أنت انه نادم على ما حدث في السابق ويريد أن يعتذر
منكم ويكفر عن خطئه
وقف بيير بغضب ليقطع الحديث : كلا لا نريد اعتذاره
فلن يغير شيء الآن
وقفت ليزا وأمسكت بذراعه : بيير لقد سمعت بنفسك
ما قاله جيف عن وضع أش ,قد يخسر كل شيء, ولكن إذا
طلبت مساعدة العجوز قد تحل الأزمة أو حتى تقلل من الخسائر
الين : بيير لا اقصد التدخل في أموركم الخاصة ولكن لماذا لا
تذهب إليه وتعرف ماذا يريد لن تخسر شيء بل قد تساعد أخاك
بذهابك ولن يجبرك احد على فعل شيء لا تقبله أنت وأخيك
مشى بيير بتوتر في الغرفة وهو يفكر ثم نظر إليهم : ولكن هذا
سيغضب أش ولن يقبل مساعدته أنا اعرف أش لن يفعلها,
وسيغضب إذا علم بذهابي إليه من اجل طلب المساعدة
, كما أني لا أطيق ذك العجوز
الين : لم نطلب منك أن تحبه, ولكن أن تعرف ماذا يريد
ولا داعي لإخبار أش في الوقت الراهن
وقفت ليزا أمامه تنظر إلي عينيه مباشرة : بيير انه على
فراش الموت لن يضرك لو ذهبت لتحقيق أخر رغبه له
فكر بيير لبعض الوقت وهو يرتشف العصير وعندما توصل
إلى قرار وضع كأس العصير الفارغ على الطاولة: حسنا
سوف اذهب لأرى ماذا يريد ذاك العجوز ولكن لن اطلب المساعدة منه
(¯`o._ (¯`o._(¯`o._(¯`o._( )_.o´¯)_.o´¯)_.o´¯)_.o´¯)
الوقت 3 ظهرا
خرج بيير تحت المطر مسرعاً باتجاه قصر
العجوز باترك وعند وصوله إلى القصر,طلب من كبير الخدم
مقابلته العجوز,فصحبه إلى غرفته وستأذن له بدخول,كان بيير
يشعر بشعور غريب هو يخطو داخل القصر الذي قضى فيه
أوقات ممتعه في ما مضى, ولكنه تغير كثيرا بدت جدرانه كئيبة
حزينة بدت مختلفة عما عهده , طلب منه كبير الخدم الدخول
لمقابلة العجوز, تمنى بيير لو لم يحضر ولكنه تقدم بخطوات ثابتة
إلى دخل الغرفة فوجد العجوز مستلقي على السرير بوجه
شاحب ونظراته تتبع تقدمه نحوه
بادر بيير الكلام: مساء الخير أيها العجوز لقد طلبت مقابلتي
وها قد حظرت
بدا العجوز باترك سعيدا برؤية بيير مرة أخرى لقد تغير ألان بدا
أكثر رجولة عن ما مضى تحدث العجوز فبدا صوته منخفض
قليلا مرتعش: كيف حالك يابني وكيف هو حال أش لقد سمعت
انه تعرض لحادث وأصيب في ذراعه كنت أتمنى رؤيته قبل...
قطع عليه بيير الحديث : أنا بخير وكذالك أش بدا في التحسن,
علمت انك تريد رؤيتي لأمر ما ؟
أغمض العجوز عينيه يستجمع شجاعته : اجل... أجل أردت
أن اعترف بذنبي وخطئي تجاه ابني أخي العزيز لورنس فلم
اعد قادر على كتم الموضوع وأريد أن اطلب الصفح قبل أن أموت
, فقد يقبل الله توبتي "سكت للحظة قصيرة " لقد اتهمت أبوك
بسرقة أموالي في ما مضى, فعلت ذالك بدافع الغيرة, فقد بدأ
يحتل مكانه في عالم التجارة, تجاري مكانتي التي جاهدت لها
لوقت طويل , حتى أن التجار بدئوا يتركوني ويتجهون إلي
مباشره, برغم من أننا كنا ندير التجارة معا
فشعرت بتجاهلهم لي, فكرهته أباك, أجل كرهته فقد سرق
مني كل ما جاهدت من اجله لسنوات, أنا من ربيته وأدخلته
إلى عالم التجارة, حتى أصبح شخص مشهور
فجن جنوني من الغيرة , وخططت لأتهمه بسرقة, كي
أحطمة وأهز سمعته , الغيرة أعمتني والحقد غذى ذالك
الشعور, كما أن الحاقدين وجدوني فريسة سهله لإفراغ
حقدهم على والدك, حولت مبلغ كبير من المال إلى حسابه
في البنك, واتهمته بتزوير توقيعي على الأوراق لأهز سمعته
في السوق, وقررت أن اكشف عن
الخطة أمام الناس بنفسي, وان احدث شجار بيننا لأؤكد
الفضيحة في حفل العشاء الذي أقامة والدك بمناسبة
حصوله على صفقة كبيرة مع إحدى اكبر الشركات و..
صرخ بيير واقفا بعد أن نفذا الصبر منه : يكفي , اصمت
لا أريد سماع المزيد كيف استطع أن تخطط لكل هذا,
انه ابن أخيك, بل ابنك الذي ربيته, لقد حطمته تمام
لقد أغرقته في الديون, حطمت سمعته حتى كاد أن
يعلن الإفلاس, كل هذا بسبب غيرتك أيها العجوز,
وتريد منا الصفح! كلا لن اصفح عنك ما حييت, وكذالك أش
لقد أمضى أبي أخر أيامه حزيناً تعيساً, لذالك سأتركك تموت
دون أن تنال الصفح منا على فعلتك ليحاسبك الله على أفعالك القذرة
خرج بيير مسرعا من القصر تاركا العجوز غارق في دموع الندم
وهو ينادي بصوت مبحوح على بيير لكي يعود ولكن دون أمل
بعد أن نفذ صبرها خرجت مسرعة تبحث عنه عند الحظائر
فهي مصرة على رؤيته هذه المرة ولا يهم إذا ما غضب منها
, مشت بحيرة بين الحظائر تبحث عنه ولكن لا اثر له ,
رأت احد الرعاة وسألته عن جيرمي , ولكنه اخبرها انه
ذهب منذ قليل إلى الحظائر القديمة , فاستشاطة غيضاً "
لقد نسي موعدها مرة أخرى ولكن هذه المرة لن
تستسلم "عادة إلى البيت وهي مصممة على اللحاق
به حتى لو غضب منه مرة أخرى
أصر أش على أن تخرج ليزا والين من القصر في جولة على
ظهر الخيل لترويح عن الين التي ظلت مهمله لفترة طويلة
مؤكدا انه يريد البقاء برفقة المحامي على انفراد , مما بعث
السرور في قلب الفتاتين, لحاجتهم إلى استنشاق الهوى
بعد فترة التوتر التي مرت بهم, وكان الجو منعشاً برذاذ المطر
الذي خف منذ قليل, فأرادتا اغتنام الفرصة والخروج في هذه
النزهة, وعند خروجهم من بوابة القصر رأتا ,حصان بيير يعدو
من بعيد بسرعة ,وكأنه يهرب من شيء يطارده فشعرتا بالخوف