نظرت الين بفزع إلى ليزا : مآبه؟ ماذا حدث ياترا؟
قالت ليزا وهي تشد لجام الحصان :لن نعرف إلا إذا لحقنا به ؟
وأسرعت ليزا تتبعها الين بتاجه بيير, الذي لم يلحظ أن هناك
من يتبعه لغرقه حزنه وشعور بألالم يعتصر قلبه ,فقد أعاد
إليه العجوز أسوء فتره في حياته, عندما حجز البنك على كل
ما تمكن والده من جمعة خلال شبابه, فاستولى البنك على
مجموعة من الخيول الأصيلة التي كان والده يربيها من اجل
بيعها لسباقات, وكان هذه يؤمن دخل ثاني للمزرعة, كما
استولى على مساحات كبيرة من المزرعة التي ورثها عن
ولده حتى تقلصت إلى الحجم الذي أصبحت عليه الآن,
ولم يبقي لهم سوى القصر وبعض رؤوس الأبقار , التي
مكنت لورنس من العود لتجارة في ما بعد وبمساعده
بعض الأصدقاء ,كان ذكرى تلك أللحظات تحطم بيير
المراهق والعاجز عن فعل أي شيء لمساعدة والده,
خاصة بعد فشله من الالتحاق بسلك المحاماة مما أشعره
بالعجز وشعور بالذنب الذي طارده لفترة طويلة من حياته
أخيرا توقف بيير بالقرب من البحيرة عند بقعة تكثر فيها
الأشجار ,حيث أردا أن يختبئ عن أعين الجميع ,نزل من
على الحصان وجلس على جذع شجرة وغطى وجهه
براحتيه ليمسح قطرات الدموع التي علقت بين رموشه
الكثيفة وما هي إلا لحظة حتى سمع صوت ليزا والين
تناديانه ,أرد تجاهلهم في البداية لكن سرعان ما اكتشفتا مخبئه
نزلت الين بسرعة من على الحصان تتبعها ليزا واقتربت
بتردد من بيير تحدثت الين بقلق : بيير هل أنت بخير؟
اقتربت ليزا من بيير : بيير ماذا حدث اخبرني ؟
تحدث بيير من بين أسنانه بغضب مكبوت :أتمنى لو لم اذهب
إلى ذاك العجوز
جلست ليزا بالقرب منه على الجذع الشجرة وتحدثت بهدوء : بيير
ما الذي حدث بينك وبين العجوز ؟أخبرني
التفت إلي ليزا وعينه تنضح الم : لقد اعترف بأفعاله القذرة
لكي يحصل على الصفح قبل أن يموت, اعترف انه السبب
بتحطيم أبي وحزن أمي المسكينة لسنوات
بأنه زور توقعي أبي ليتهمه بالاختلاس لكي يسيء إلى سمعته
مما عرضه للإفلاس , حطم والدي وكاد أن يقضي عليه
"صمت برهة وهو ينظر في الفراغ كأنه يعود إلى تلك الأيام
الصعبة بذاكرته "أتعرفين لِمَ تحطم أبي ؟لم يكن من اجل
المال, كلا كان حزيناً على ما حصل بينه وبين العجوز كان
يحبه كثيرا ويعتبره الأب الذي لم يحظى به ,لقد سمعته مرة
يتحدث إلى ولدتي قائلا :اعرف أن ما حصل بيني وبين أبي
سيحل في اقرب فرصه كما أني واثق أن هناك من أوغر
صدره علي وسعى لشقاق بيننا , سأنتظر أن تحل هذه
ألازمه ,وحتى يحين ذالك اليوم سأدعو الله أن يظل بخير
فلن أتحمل أن يحدث له شيء دون أن نتصالح
لم تجد ليزا ما تقوله وشعرت أنها يجب أن تترك بيير يفرغ
حزنه وغضبه المكبوت وقفت ليزا واتجهت إلى حصانها بعد
أن همست لألين "لا تتركيه ابقي معه فهو بحاجه لكي ألان "
ثم امتطت حصانها وذهبت مسرعة
_( )_.
ظلت الين واقفة للحظه وهي حائرة , تنظر إلى بيير
الذي غطى وجهه بيديه ليخفي انفعاله وما ارتسم على
وجهه من مشاعر متألمة, وعندما انزل يديه انتبه
أن الين لا تزال واقفة تنظر إليه ,فأشاح بوجهه عنها
قائلا: لازلت هنا ؟ لِمً لم تنصرفي برفقة ليزا؟
اقتربت الين: لم أرد المغادرة وأنت في هذه الحالة,
أريد أن أظل برفقتك
نظر إليها بيير بطرف عينه: يمكنك الذهاب فأنا لا أريد شفقتك
لا احتاجها
شعرة الين وكأنها تلقت صفعة بسبب كلامه القاسي ,
تجمعت الدموع في عينيها فأشاحت بنظرها عنه لتخفيها:هل
هذا ما تعتقده, كل ما أردته هو أن أقف إلى جوارك في هذه
الأزمة مثلما وقفت معي في أزمتي
نظر إليها بيير بسخرية وكأنه تذكر امرأ ما : آه اجل تذكرت,
لقد ساعدتك في وقت ما ولكن ما الذي جنيته من تلك
المساعدة
أغمضت الين عينيها وكأنها تحمي قلبها الموجوع من العذاب
, وانهمرت دموعها التي اختلطت برذاذ المطر على وجنتيها
المبتلة وهمست :بيير لا تكن قاسي القلب
لقد شرحت لك ما حصل, اقسم لك أني نادمة على فعلتي
اشد الندم, وسأظل نادمة عليها ما حييت, اعترف أني كنت
حمقاء متسرع, ولكن اقسم لك أن الشعور بالغيرة أعمى
عيني عن الحقيقة ووقعت فريسة سهل لهاري, وأنت تعرفه
جيدا, وتعرف أساليبه في الإقناع"بكت للحظة في يأس خوفاً
من خسارة بيير للأبد"بيير أعدك أني سأظل أكفر عن ذنبي
مدى الحياة ولكن أرجوك لا تبعدني عنك ,احبك يا بيير وأريد
أن أكون إلى جوارك
وقف بيير واقترب منها,ولكن ظلت عينيه تسرح في الأفق البعيد
فهو غير قادر على النظر إلى دموعها, كما أراد أن يتأكد من قوة
مشاعرها اتجاهه هذه المرة: لا تقلقي بشأن الخلاف لقد قبلت
اعتذارك,ألآن وبعد أن عرفت الحقيقة, أدرك أن هاري كان
مستعد لفعل المستحيل لتحقيق رغبته في التفريق بيننا
ولقد نجح في مسعاه! كنت اعلم دائما انه يكرهني برغم
من تظاهره بعكس ذالك لكني لم أتصور إلى أي مدى قد
يصل به الحقد والآن بعد أن حل الخلاف بيننا, أعطيك مطلق
الحرية بالانسحاب من حياتي ,لا أريد المزيد من الصدمات
فلقد اكتفيت منها, ولا تنسي الطبيب جاك ! يبدو أنكما متفاهمان
إلى حد بعيد لذالك لا تقطعي وعودا يا الين قد تعجزين عن الوفاء بها
انفجرت الين بالبكاء وهي تردد بيأس متعب :جاك!!!
, الم تفهم بعد! لم يكن جاك سوى خطة لكي أشعل غيرتك
,لقد استغليت ذاك الطبيب المسكين كي أحرك مشاعرك
التي تحجرت الم تدرك هذا, الم تفهم بعد أني لا استطيع
أن أحب سواك
وانخرطت في البكاء يعبر عن يأسها وخسارتها, فلم تعد تقدر
على تحمل المزيد أمسك بيير بذراعيها وأدارها نحوه ,ثم وضع
إصبعه تحت ذقنها ورفع رأسها إلى أعلى ولتقت عينيها الباكية
بعينيه المشتاقتين لها وهمس يصوت متلهف
قائلا : أتعنين أن لا شيء بينك وبين جاك
هزت الين رأسها تأكيداً لكلامه :لا شيء سوى الصداقة البريئة
تسارعت نبضات بيير: وانكي طوال تلك الفترة كنتي تخدعيني
مدعي إعجابك به
لم تتمكن الين من إخفاء حمرة الخجل التي لونت وجنتيها وهمست :اجل
لمعت عيني بيير فرحاً :أيتها الماكرة الشريرة ,لا تعرفين ما
سببته لي من قلق والى أي مدى بلغ بي الخوف من أن
أخسرك, بسبب تعنتي في قبول اعتذارك, كدت اجن من
الغيرة وفي كل لحظه أراكي فيها برفقة جاك,وكنت عازماً
على أن اجعله يبتعد عنك بأي طريقة حتى لو كانت غير مهذبه
ضحكت الين ضحكه صغيرة فقد أثمرة خطتها بالنجاح إذا : كنت
على استعداد لفعل أي شيء كي أستعيدك وطلبت من جاك
أن يساعدني في خطتي
اتسعت عيني بيير دهشة : أتعنين أن جاك على علم بالأمر
نظرت إليه الين بقلق : اجل فلم أرد خداعه ,كما انه اكتشف
انك تشتاط غيضاَ كلما رأيتنا معا ً
ابتسم بيير باستسلام لمكرها:آه منكِ أيتها المخادعة الصغير
احبك يا الين جارحه تبض فيني,لا تتركيني مرة أخرى اقسم
أني لن أتحمل خسارتك
تلألأت الفرحة في وجه الين, فبدا وكأن الربيع تفتح على وجنتيها
الخجلة :أعدك يا حبيبي أن أظل إلى جوارك, وان احبك بكل
قوتي وإخلاصي لن أتركك أبدا حتى يفرقنا الموت
وضع بيير إصبعه على شفتيها ليسكتها :لا تذكري الموت أبدا
يا حبيبتي أبدا
"و نزل على الأرض ثانيا إحدى ركبتيه "الين تشيز هل تقبلين
الزواج بي أنا بيير ماكينون
لم تتمكن الين أن تسيطر على دموع الفرح المتدفقة من عينيها
وهمس بصوت تغمره السعادة : اجل اقبل الزواج بك يا بيير ماكينون
وقف بيير وعينيه تحضن عينيها بسعادة ثم طبع قبله صغيرة
على جبينها :احبك الين وسأبذل جهدي لنكون سعداء ,وألان
هل نذهب لإخبار أش وليزا بالأمر
هزت الين رأسها بالموافقة :أجل هيا بنا
امتطى بيير حصانه بعد أن ساعد الين في ركوب حصانها
ومشى ببط إلى المزرعة يتجاذبان أطراف الحديث في سعادة
وأثناء توجهه إلى المزرعة التقى بيير والين بجرمي وطلب
منهم جيرمي من بيير أن يتبعه إلى الحظائر لأمر مهم
انطلقت ليزا بحصانها وهي ليست متأكدة من الطريق الذي
ستسلكه ولكنها ستتبع حدسها, أخذت الفرس تعدو بسرعة
مستجيبة لأوامر سيدتها بكل سلاسة ونسابيه في الحركة
تحت رذاذ المطر, حتى بدا المكان الذي تقصده يظهر ببطء
أمامها دخلت البوابة القديمة المفتوحة على مصراعيها,
وتقدمت خلال طريق واسع تحفه الأشجار بأشكالها المهملة
والمخيفة, فاقشعرت ليزا من الخوف ولكنها تقدمت بإصرار
حتى بلغت مدخل القصر الموحش والغارق في صمت كئيب
يبعث على الهيبة والخوف, صعدت ليزا بضع سلالم وطرقت
الباب القديم والمصنوع من خشب الزان, وبعد دقائق فتح الباب
يصاحبه صرير مخيف ليطل من ورائه وجه رجل عجوز خطت
السنون أناملها على وجهه المتحجر,لمحت ليزا دهشة خفيفة
في عينيه جاهد لكي يخفيها ,,,العجوز: كيف أخدمك يا انسه
ليزا : مساء الخير سيدي أنا هنا لمقابلة السيد باترك ماكينون
بدا لاستغراب واضحا هذه المرة في ملامح العجوز: ومن السائل
ليزا : أنا ليزا سكرتيرة السيد أش
ارتبك العجوز عندا سماع اسم أش وبدا وكأنه يعتذر لأسلوبه
الجاف في مقابلتها
الخادم: تفضلي آنستي تفضلي سوف اخبر سيدي حالاً
انكي هنا تفضلي معي
لقد ساءت صحته بعد مغادرة السيد بيير القصر يبدو انه حدث
بينهم شجار لذالك من فضلك آنستي أن تكوني حريصة في
حديثك معه وإلا
ابتسمت ليزا تطمئنه :لا تقلق لن أزعجه أبدا
تبعته ليزا صاعده الدرج الكبير في وسط ممر واسع يفصل
القصر إلى جهتين واختار الخادم الجهة اليمنى ليكمل طريقه
إلى حيث وقف أمام باب كبير وطلب منها الانتظار قليلا ريثما
يخبر السيد بحضورها واقفل الباب خلفه جلست ليزا على
إحدى الكراسي الموضوعة قبالة الباب, وتفصل بينهم مرآة
كبيره بعد أن خلعت سترة المطر الواقية وقبعتها المبلولة,
وما هي إلا لحظة حتى عاد إليها الخادم يطلب منها
الدخول
دخلت ليزا الغرفة, لتصدم برائحة الأدوية التي تعبق بالمكان
وجو الغرفة المعتم والخانق ,كان الغرفة واسعة يحتلها سرير
كبير ذو أعمده اقتربت ليزا منه لتجد باترك ماكينون نائم في
وسطه, كان شكله عكس ما توقعته تماما, فهو لا يشبه الصورة
التي رأتها آبدا, شخص هزيل بلون رمادي شاحب تحيطه
الأجهزة, وقد علق عليه جهاز التنفس الصناعي
فتح العجوز عينيه بتعب وحرك يده يطلب منها الاقتراب
برغم من ارتباك ليزا إلا أنها اقتربت منه وجلست إلى حيث
أشار لها على السرير
باترك : أنتي سكرتيرة أش
هزت ليزا رأسها: أجل
العجوز:هل هو من طلب منك الحضور إلى هنا
أخفضت ليزا عينيها قليلا : كلا هو لا يعلم بحضوري
وقد يطردني من القصر لو علم بأني أتيت لرؤيتك
ظهرت نظره الخيبة في عيني العجوز وهمس: اعتقد انه
هو من بعثك إلي
ليزا : سيد باترك اعرف أن بيير زارك منذ قليل ولم تكن
مقابله جيده, ولا اعلم إذا ما كان حضوري إلى هنا خطأ
أم صواب "ثم صمتت للحظة قصيرة تفكر "
ولكني سمعت من بيير ما دعني للحضور من اجل رؤيتك
كان أمل ورجاء يغشيان نظرت العجوز لليزا وتدعوها للاستمرار
في الحديث
ليزا: أنا اعرف بالذي حدث بينك وبين ابن أخيك والد أش وبيير
السيد لورنس
واعلم انك نادم على ما حدث "ولقد سمعت من بيير أن السيد
لورنس كان يعيش على أمل أن يحصل الصلح بينكما وانه على
يقين أن ما حدث نما هو بسبب حقد البعض على العلاقة التي
تجمع بينكم وإنهم سعوا للتفرقة بينكم, كما اخبر زوجته انه لم
يأسف على المال الذي خسره بقدر أسفه على تخاصمكما,
لقد ظل يدعو الله أن تعود العلاقة بينكم إلى سابق عهدها
حتى وفاته المفاجئة
سالت دموع العجوز بحرقة ندم على فعلته ,فبرغم الأذى
الذي تسبب به لابن أخيه إلا أن الطفل الذي رباه منذ صغره
بعد وفاة والديه, لم يحقد عليه وكبر ليصبح ابن بار به حتى أخر
لحظه في حياته
امسك العجوز بيد ليزا ليشد انتباهها فلم يعد قادر على الكلام
بسبب الغصة التي تعتصر في حلقه , وبسبب شعوره بتعب
شديد :اسمعيني جيدا يا فتاة "بدأت دقات قلبه تتسارع
قليلا ,لاحظت ليزا ذالك من خلال الجهاز وازداد شحوبه"
لم يترك لي بيير فرصه لأنهي حديث معه,, لقد أرسلت إلى
لورنس برقية اطلب منه الصفح وأعترف له بذنبي عندما كان
برفقة زوجته يطوفون جبال الألب, طلبت من احد الأشخاص
أن يرسله له ولكن هذا الشخص لم يكن يتمنى للعلاقة
أن تعود كما كانت بيننا لأنه يكره لورنس و لم يتوقع قبول
لورنس للاعتذار فبعد أن أرسل البرقية وصل الرد بعد 3 أيام
بأنه سيعود على وجه السرعة وقد قبل الاعتذار وانه سعيد
بهذا وصلت البرقية في نفس اليوم الذي وقع فيه الحادث
لذالك اخبرني هذا الشخص أن لورنس رفض الصلح ,شعرت
بالحزن عندها ولم تمضي سوى ساعات حتى علمت بوفاته
عندها لم أتحمل الصدمة وانهرت لأني لن أتمكن من طلب
المغفرة مرارا حتى يغفر لي "تدحرجت الدموع تباعا من عيني
العجوز لعودت الذكريات المؤلمة إلى ذهنه" ومنذ يومين حظرت
زوجته تخبرني بكل ما حصل من زوجها وأحضرت البرقية التي
أرسلها لورنس , كنت انوي أن أريها لبيير أو أش أملا في
صفحهم عني ولكن يبدو أنني سأغادر دون أن احصل على
الراحة لقد عشت سنوات العذاب بدون لورنس وأبنائه والآن
سأرحل دون أن أراهم للمرة الأخيرة
مسحت ليزا دمعة علقت بين رموشها : كلا يا سيدي سوف
اخبر بيير بكل ما قلته لي وأنا متاكده انه سيأتي لرؤيتك
برفقة أش لا تقلق
أشار العجوز للخادم فأتى يحمل ورقه في صينيه فضيه : خذيها
يا ليزا واريها لاش وبيير واخبريهم أني متمسك بالحياة من اجل
أن اطلب الصفح منهم فلا أريد أن ارحل قبل أن أراهم لأخر مره
لقد,, لقد اشتقت لهم كثيرا كثيرا جدا وأنتي أخر أمل لي في
الصلح أرجوك ساعديني
أخذت ليزا الورقة المصفرة بفعل الزمن من الصحن: سأخبرهم
بهذا وأنا متاكده انه سيأتون لرؤيتك كن على يقين وانتظر
حضورهم من اجل رؤيتك
طبعت ليزا قبله على جبين العجوز وخرجت مسرعتاً باتجاه القصر
عندا خروج ليزا من القصر القديم وهي تفكر في طريقة تقنع
فيها أش وبيير كي يصفحوا عن العجوز ,وكانت السماء معتمة
, ولبرق يرسل سياطه الفضية للامعه ليجلد بها السحاب الماطر
لكي ينثر المزيد من دموعها على وجنتي الأرض المبتلة
دخلت ليزا القصر متجهة إلى الأعلى, لكن تريزا أوقفتها
لتخبرها أن السيد أش متواجد في غرفة المكتب برفقة
احد الضيوف, وقد طلب منها أن تطلب من ليزا الحضور
إلى المكتب فورا عودتها,شعرت ليزا بالفضول ترى من
يكون الضيف دخلت ليزا إلى غرفة المكتب, بعد أن أصلحت
من شعرها الذي عبث فيه الهواء وبلل المطر أطرافه ,
فوجدت أش جالس على الكرسي يرتدي قميص ابيض
وبنطلون اسود وقد بدا الوجوم على وجهه , وفي الكرسي
المقابل جلس رجل كبير في السن نسبياً بشعر بني فاتح
تتخلله بعض الخصل البيضاء وقد اتسعت عينيه عندما وقعت
عينيه عليها أحست ليزا فجأة بدوار عندما وقعت عينيها على
ذالك الشخص ,وألم في المعدة وشعور غريب من الخوف
والتوتر ولكنها لم تفهم سبب هذا الشعور تمالكت نفسها
وأخذت نفس عميق كي تبعد الدوار عنها : مساء الخير "
ثم نظرت إلى أش " طلبت حضوري اعتذر إذا كنت قد تأخرت
تقدم أش منها وقد بدا وجهه يحمل ملامح غريبة, وكأنه يحاول
أن يتماسك وان يكون لطيفا معها بشكل لم تعتده, اقترب منها
وامسك بيدها :تعالي يا ليزا
أجلسها أش بجواره في كرسي لشخصين وجهاَ لوجه
وهو يبحث عن الكلمات المناسبة ليبدأ الحديث : ليزا لقد
حضر هذا الشخص لرؤيتك انه "شعر أش بأن قلبه يتمزق
إلى قطع صغيرة وهو يخرج الكلمات المتعثرة من بين شفتيه "
انه عمك والوصي عليك أتى لكي ,,,يصطحبك "شعر أش بقلبه
يدق ببط مميت في هذه للحظه وهو يترقب ردت فعل ليزا لما
سمعته
عم السواد عيني ليزا فأظلم المكان ولم تبقى سوى صورة
أش المضيئة ,أزداد شعورها بدوار فأغمضت ليزا عينيها,
وأحست بقلبها يهوي إلى هاوية سحيقة وهمست وهي
تحدق في عيني أش بتوجس :عمي ؟!!
ردد أش بترقب وهو يرى مدى تأثرها بكلامه: اجل عمك
و الوصي عليك هل أنتي بخير تبدين شاحبة جداً
ليزا : أنا بخير لا تقلق
أخذت ليزا تنقل نظراتها المشتته بين أش والرجل الجالس
في الكرسي المقابل "شعور غريب اختلط في داخلها خوف
حزن قلق , هل ستذهب برفقة هذا الشخص الغريب الذي
يدعي انه عمها وتترك المزرعة ! هل ستفترق عن أش أتكون
هذه هي لحظت احتضار حبها بأن تفترق عن أش وتبتعد عنه
دون أن يعلم بوجوده, بحثت عن أمل في عيني أش, تمنت
أن يطلب منها البقاء, أن يرفض مغادرتها لأي سبب كان ولكن
عينية كانت غريبة, آه اجل لورا هناك الخطيبة لورا, لقد نسيت
انه سيتزوج قريبا, إذا لما البقاء! فهي لن تحتمل رؤيتهما معاً
مرة أخرى, أخفضت ليزا عينيها ثم نظرت إلى الشخص الجالس
في الكرسي المجاور يراقب ما يحدث وهمست: أنت عمي
هز ماثيو رأسه :اجل يا عزيزتي جوليانا أنا عمك ماثيو لقد بحثت
عنك كثيرا
رددت ليزا الاسم فشعرت بألفة نحوه :جوليانا, أهذا هو اسمي ؟
ماثيو : اجل أنتي جوليانا جون كارتلاند وأنا ابن عم والدك والوصي
الشرعي عليك
برغم أن الأسماء تشعرها براحه. لكن الشخص الماثل أمامها
يقلقها ويشعرها بالخوف: إذا اخبرني ما الذي حصل لي؟
وكيف وصلت إلى هنا؟