آهٍـ يَ رفيقة ,
مر وقتً منذ آخر مرةٍ طرقتُ فيها بابكِ المُوصد بوجهِي ,
اخر مرةٍ ارتميتُ فيها علَى اعتابك ,
اصارعُ خيباتِي معك فتصرعنِي , وتخبرنِي بجفآء أن اختيارِي منذُ البدايةِ كان خاطئا ,
ليتك تعلَمين يا رفيقَة ما حلّ بي في غِيابك ,
الاحزانُ التي باتتْ تتفاقمُ كلما مرَ يومً دون أن أشكُوهَا لكِ ,
اهٍـ من الوحدة ,
تكادُ أن تقتلَ الوحدة معَالم الحَياة فيّ !
اهٍـ من كُل شيء حدث بعدَ رحيلك ,
لكَم تمنيتُ أن نمتلك أطفالآ يعانقُون الغَيم ببسمتِهم ,
نحكِي لهُم عنّا , عن طيشنَا الأحمقْ , وجُنوننا المُتمادِ
أن نُخبرهُم كيف استطاعتْ كُل منا أن تقفَ بوجهِ جيوشِ الحُزن كآفّة
دونَ أن تملك منَ الكَون سوى تلك الأصابع المُتشابكة !
وددتُ لو تصبح ابنتِي رفيقة لصغِيرة تُشبهك ,
أحبهَا كما أحببتُك تمَاما ,
وأحملهَا بين ذراعيّ كمَا حملتُ والدتهَا فِي قلبي دائما ,
لكن أحلامِي ماتت فِي مهدهَا يا رفيقة !
ماتت قبل أت تتكحلَ بالنور , وقبل أن أتشبعَ بها فرحَا ,
مضيتِ أنت وتركت خلفكِ أخرى لا تُجيد البوح سوى لعينيك ,
أنثَى آدمنت قُربك , وعشقتْ حبا حملتهُ لكِ ,
لملمتِ حقائبكِ وتركتنِي أحصد خيباتِي فقط !
آهٍـ من خُذلانِ الرفاقِ يَ رفيقَة !
مُبعثرة أنا ولآ سبيلَ لترتيبِ فوضى دواخلِي من بعدك ,
هَل كَانت تستحقُ الفتاة التِي ما عرفت طعمَ الجنُون سوى معكِ ,
ولم تذقْ معنى ضحكاتِ الفرح سوى بجوارك أن تخذليهَا بتلك الطريقة !
هَل حقّا أردت المُضي إلى دُنيا لا تحملُ بين طياتِها شيئا يخُصني البتة !
هَل كَان يكفيكِ من الدنيَا غُرفة مُغلقة , ونافذة عقيمَة لا تُعيد لذاكرتك عني شيئا ,
لمَ غرفتِي لا تُشابهُ غرفتك يا رفيقة !
لمَ التفاصيلُ الحمقاء فِي كُل زاويةٍ تُحدثنِي عنك صبحَ مساء !
لِم فناجينُ القهوة لآ زالتْ تنتظرُ أن تُحلّى بنكهة الجُلوس معك !
لمَ الحيآة قاتمَة كثيرا فِي غيابك ,
ما كُنت أستحقُ منك خُذلانَا بذاك الحَجم , يا رفيقَة
لكنكِ فعلتِ !