السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسامرةُ الموتى
شعر: د. حسين علي محمد
لماذا تجيءُ تُسامرُني في المساءِ ...
تعودُ إليَّ ..
(وهذا مساءٌ كئيبٌ تقاسمهُ الطامعونَ اللئامْ؟!)
لماذا تجيءُ تُسامرُني في المساءِ..
وتقرأ أوْرادَ ليْلٍ يُخاتلُ،
تسألُ عني ...؟
ـ فأينَ الصقورُ الكسيحةُ ..
تلك التي تستفيقُ
على وجعٍ في الصدورِ،
وتعرفُ معْنى الكلامْ؟!
لماذا تجيءُ تُسامرُني في المساءِ
ونبْتٌ هُناكَ يُضيءُ الحقولَ
(أبي في قميصِ الشقاءِ ... يغني
ويسقى حقولَ الشعيرِ، الطماطمِ ..
يُخبرني بالمواجع ...)
ـ هذي الذئابُ تُحيطُ الحقولَ ..
وتعوي ..
فأفزعُ ..
(يضحك) ..
ـ يا كمْ ألِفْنا اختيالَ الظلامْ؟!!
لماذا تجيءُ تُسامرُني في المساءِ؟
وتمضي تُطالعُ وسْمَ الشقاءِ،
وشكواكَ لا تبرحُ الذهنَ،
من «كاتبٍ» يجلسُ القرفصاءَ،
أمامكَ ـ منذُ القديمِ ـ
ويسرقُ أرضكَ، جهدكَ ..
ظلت عصاهُ معلقةً ـ باسمِ فرعونَ ـ ..
تجلدُ أُفقكَ ...
(...
يُعرضُ وجهُ أبي ..
ينتحي جانباً،
ويملؤ ذاكرةَ الفجْرِ بالصلواتِ،
ويحلمُ بالصبحِ ...
يدعو الذي لا ينامْ)