رباب وقصيدة نزارية عذراء
تستمد أضواءها
من الروشة والحمرا
وكان في الزمن الماضي
جمع من فئة الشعراء...
قد رسموا للحزن محرابا
سموه محراب العشاق
قالوا لابدّ من توضيح للحزن
ولابدّ أن تندفع الدمعة
في الأحداق
ولابدّ من غانية هيفاء
نجعلها تسكن
في الأعماق
نجعلها كالرمّان الأحمر
يتدلى من شجر البستان
نجعلها كالمشمش في الشم ّ
بل في الطعم كالتين
وكالدرّاق
ونأ لّف أفنانا في الحبّ
بل نختلق الأشواق
فنزيد من نار العشق
في الصد وفي البعد وفي الإخفاق
ونطوف الأرض
نبحث عن فاتنة في
الآفاق
ونخوض البحر إن شئنا
وإن شئنا نركب طائرة
ونحلّق في الأجواء
ونصوّر فاتنة لم توصف
في الحسن واسعة الأحداق
من شاهدها لم يعشق
في الدنيا امرأة
مهما أبدت من دل
أولبست أطواق
أسماها عاشقها بيروت
العشق
بل سالبة الألباب
كانت بيروت
هي الغنوة للعشاق
وكانت تستقطب
كل الألوان
تشبه فاتنة في قصر
من مرمر
يفتح للأمراء وللوزراء
مساء
ويمنع حارسه الزوّار
فاتنة أنت يا بيروت
في أيام نزار
في أيّام المعلوف
و أيام خليل المطران
والماضي
والفاخوري وجبران
لو لبست بيروت الوردي
لغنت في العشق
قائلة :
حبيتك بالصيف
حبيتك بالشتا
حتى أبو شبكة قال : لنا
في ليلها الصاخب
المفعم بالأشجان
(تحرّك الليل فقال الخيال
من ليس يبكى
في الليال الطوال
ولا يدمّي المقلة الساهدة )
عرفت في حينها أنما
بيروت أضحت جثة
هامدة
صال عليها الزمان العجيب
فبدّل الحبّ
بصوت الرصاص
فلم يعد فيها
لباغى النسيم
إلا صبا عابرا كالسقيم
أو بسمة غلّفت بالأسى
تشبه ضوء الشمس
عبر السديم .
فالحسن قد زال
وإن بان في
سحنة بيروت
بقايا الجمال
فالحسن مصنوع
بكف الله
وهو الذي يبقى
رواء الجمال
وماسواه عاجز
دائما
والمرء لايرقى
لنيل المحال