اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2007, 06:03 AM   رقم المشاركة : 11
بندر الزايدي
رائدي مميز
الملف الشخصي






 
الحالة
بندر الزايدي غير متواجد حالياً

 


 

الله اكبر اخوي حجاج
كم هدى الله اناس بهذه القصص والسير وكم ثبتت من اناس على طريق الحق
لذلك يقول احد السلف القصص جند من جنود الله يثبت الله بها اوليائه وقال الشاعر :
اولئك آبائي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع
اعطيك العافيه اخوي الحجاج على اختيارك لهذ الموضوع والله ينفع به







رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 12:50 PM   رقم المشاركة : 12
لـــذة التـــوبة
رائدي رائع
 
الصورة الرمزية لـــذة التـــوبة
الملف الشخصي







 
الحالة
لـــذة التـــوبة غير متواجد حالياً

 


 

شكر على المداخله المميزه اخوي الزائر

عمر ابن عبد العزيز


نسبه -رضي الله عنه -
للنسب و السلالة الأصيلة تأثير كبير في تكوين الرجال ، وأصالة النسب تنتج آثارها الناضجة الطيبة إذا استقامت على أمر الإسلام ونهجه ، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه جد عمر بن عبد العزيز لأمه رضي الله عنهم ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي زوج ابنه عاصما من الفتاة الهلالية التي أبت غش اللبن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد ورث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن جده ابن الخطاب كثيراً من شمائله من إيثار الحق ومناصرة العدل ، والعفة و الورع و التقوى والجرأة في الحق .

وأبوه هو عبد العزيز بن مروان رضي الله عنه والي مصر المتوفى في جمادى الأولى سنة 86 هـ و عمه الخليفة عبد الملك بن مروان رضي الله عنه أحد كبار فقهاء المدينة المتوفى في شوال سنة 86 هـ ، وجده من أبيه مروان بن الحكم رضي الله عنه (64 - 65هـ ) شيخ بني أمية وقريب عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

وعمر بن عبد العزيز من أبناء عمومة الصحابي الجليل كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( 41 - 60 هـ ) مؤسس الدولة الأموية و جدته أم أمه فتاة من بني هلال التي أبت غش اللبن في عهد عمر بن الخطاب ؛ لأن الله يراها ، وهي زوجة عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، وابنتها أم عاصم زوجة عبد العزيز بن مروان و أم عمر بن عبد العزيز هي أم عاصم رضي الله عنهم .
فعمر بن عبد العزيز قبل استخلافه أمير و ابن أمير ، ومن سلالة الأتقياء الطاهرين ، فصار الدم الطاهر الكريم و الجوهر النقي الأصل الطيب متمثلاً كله في عمر(6) : ) ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ( (7).

وترجمته رضي الله عنه هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو حفص القرشي الأموي أمير المؤمنين (8) .

مولده _ رضي الله عنه _
رأى رجل في المنام ليلة ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أو ليلة ولي الخلافة أن مناديا بين السماء و الأرض ينادي : أتاكم اللين والدين و إظهار العمل الصالح في المصلين فنزل فكتب في الأرض ع.م.ر(9).
ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه 63 هـ ، وهي السنة التي ماتت فيها ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (10).
ويقال : كان مولده في سنة 61 هـ ، وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنه بمصر ، وقيل سنة 63 هـ وقيل سنة 59 هـ ، فالله أعلم(11).
ولد عمر بحلوان ، قرية في مصر ، و أبوه عبد العزيز بن مروان أمير عليها ، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكان بوجه عمر شجه ، ضربته دابة في جبهته - وهو غلام - فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول : إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد ، أخرجه بن عساكر .وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا ، فصدق ظن أبيه فيه ، فكان هو عمر بن عبد العزيزرضي الله عنه (12).


تربيته - رضي الله عنه -
منذ نعومة أظفار عمر حرص والده عبد العزيز رضي الله عنهعلى أن ينشأ ولده على الصلاح والاستقامة فأختار له البيئة الخصبة التي سيترعرع فيها فكانت هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يعيش بعض من بقي من الصحابة رضي الله عنهم.

عندما أراد عبد العزيز بن الحكم إخراج ابنه عمررضي الله عنه معه إلى مصر من الشام وهو حديث السن طلب عمر منه أن يرسله إلى المدينة رغبة في العلم والأدب ، فأرسله أبوه إلى المدينة ومعه الخدام ، فقعد مع مشايخ قريش و فقهائها فتأدب بآدابهم ، وتجنب شبابهم ومازال ذلك دأبه حتى أشتهر ذكره وذاع صيته (13).

كان عمر تابعياً جليلاً حيث قال فيه أحمد بن حنبل رضي الله عنه : ( لا أدرى قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز ).

بكى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو غلام صغير فبلغ ذلك أمه فأرسلت إليه وسألته عن ما يبكيه فقال ذكرت الموت ، فبكت أمه ، هذه هي بوادر التقوى والخوف من الله عند عمر ، ثم إن عمر قد جمع القرآن الكريم وهو صغير ، وكان صالح بن كيسان رضي الله عنه يؤدبه حيث قال عنه : ما خبرت أحدا الله أعظم في صدر من هذا الغلام وحدث أن عمر قد تأخر عن صلاة الجماعة يوماً ، فقال له صالح بن كيسان : ما شغلك ؟ فقال : كانت مرجلتي تسكن شعري ، فقال له : قدمت ذلك على الصلاة ؟ فكتب إلى أبيه وهو والي على مصر يعلمه بذلك ، فبعث أبوه إليه رسولاً فلم يكلمه حتى حلق رأسه (14).

وكان قبل الخلافة على قدم الصلاح أيضا ، إلا أنه كان يبالغ في التنعم ، فكان الذين يعيبونه من حساده لا يعيبونه إلا في الإفراط في التنعم والاختيال في المشية (15).

ولكن هذا تغير عند توليه ولاية المدينة ثم ظهر ذلك جليا عند توليه أمانة الخلافة على بلاد المسلمين .

زواجه
مات والد عمر بن عبد العزيز فأخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وجعله كمنزلة أبنائه حتى زوجه بابنته فاطمة التي قال فيها الشاعر :
بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها
حيث لا يعرف امرأةٌ بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها(16). ، ولفاطمة ابنة عبد الملك مواقف رائعة مع زوجها عمر بن عبد العزيز فهي مثال للمرأة المسلمة والزوجة الصالحة
وقدوة مضيئة لمن أراد أن يقتدي بسيدة فاضلة (17).


توليه إمرة المدينة المنورة
توفي عم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عبد الملك بن مروان رضي الله عنه فحزن عمر حزنا شديداً عليه لأنه كان له بمنزلة الأب و اليد الحانية التي غمرته بالمحبة و السرور ، فتولى الوليد بن عبد الملك رضي الله عنه الخلافة و كانت دار الخلافة آن ذاك بدمشق ، فعامل الوليد عمر بن عبد العزيز بما كان أبوه يعامله به وولاه إمرة المدينة و مكة و الطائف من سنة 86 هـ إلى سنة 93 هـ ، فأقام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه للناس الحج سنة 89 هـ و 90 هـ ، وفي فترة ولايته بنى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه بأمر من الوليد ، فدخل فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلموقد كان في هذه المدة من أحسن الناس معاشرة ، كان إذا وقع أمر مشكل جمع فقهاء المدينة ، وقد عين عشرةً منهم رضي الله عنهم ، ولا يقطع أمراً بدونهم ، وكان لا يخرج عن قول سعيد بن المسيب رضي الله عنه ، وقد كان سعيد لا يأتي أحداً من الخلفاء ، وكان يأتي على عمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة ، وقد قال الصحابي الجليل خادم صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه: ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قالوا : كان يتم السجود ويخفف القيام و القعود(18).

وقد أثنى عليه من عاصره في المدينة من علماء و تابعين و فقهاء و غيرهم لما لمسو في عمر من إخلاص وتفاني لخدمة دين الله وحمل لأمانة الولاية على أتم وجه (19).
قال أحد الناس : رأيته في المدينة وهو أحسن الناس لباساً ومن أطيب الناس ريحاً ومن أخيل الناس مشيته ، ثم رأيته بعد ذلك يمشي مشية الرهبان (20).

وقال الإمام مالك رضي الله عنه : لما عزل عمر بن عبد العزيز عن المدينة - يعني سنة 93 هـ - وخرج منها ألتفت إليها و بكى ، وقال لمولاه مزاحم : نخشى ممن نكون ممن نفت المدينة - يعني أن المدينة تنفث خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد - فنزل بمكان قريب منها يقال له السويداء،ثم قدم دمشق على بني عمه (21).

بوادر توليه أمانة الخلافة
مات الوليد بن عبد الملك سنة 96 هـ ، وبويع بالخلافة لسليمان رضي الله عنه ، وتولى عمر بن عبد العزيز بنفسه أخذ البيعة لسليمان ، فضم سليمان إليه عمر مستشاراً ينصحه ويشير عليه ، و ولاه على المدينة مرةً ثانية ، وكانت تجارب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في ولاية المدينة ، وقربه من الخلفاء ، ناصحاً أو مستشاراً ، مفيدة في مراقبة الأوضاع عن كثب ، وفي الإعداد للخلافة ، وقيامة بعد استخلافه بحركته الإصلاحية الكبرى في جميع البلاد الإسلامية .

وكان لعمر مع سليمان مواقف نصح و ارشاد و تذكير بشدة الحساب يوم القيامة و في نفس الوقت كان سليمان يقدر عمر ويحرص على ملازمته له أشد الملازمة ، إلا أن هذا التقدير لم يصل إلا حد التفكير بأن يعهد لخلافته من بعده ، وإنما كان تفكيره في توليه أحد أولاده ، لولا اقتراح رجاء بن حيوة الذي كان وزير صدق للأمويين (22).

خلافة عمر بن عبد العزيز
في عام 99 هـ مرض سليمان بن عبد الملك فكتب الخلافة لبعض بنيه وهو غلام صغير ، فقال له رجاء بن حيوة : ما تصنع يا أمير المؤمنين ! إنما يحفظ الخليفة في قبرة أن يستخلف على المسلمين الرجل الصالح ، فاستخار سليمان الله ، ثم دعا رجاء بن حيوة فقال له : ماذا ترى في داوود بن سليمان ؟ فقال : هو غائب عنك في القسطنطينية و أنت لا تدري أحي هو أو ميت ! فقال له سليمان : فمن ترى ؟ قال : رأيك يا أمير المؤمنين - وهو يريد أن ينظر من يذكر - . فقال سليمان : كيف ترى عمر بن عبد العزيز ؟ قال : أعلمه و الله خيراً فاضلاً مسلماً ، فقال سليمان : هو و الله على ذلك ، والله لئن وليته ولم أول أحدا سواه لتكونن فتنة ، فكتب :

(( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ من عبد الله سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز ، إني قد وليتك الخلافة من بعدي ، ومن بعده يزيد بن عبد الملك ، فاسمعوا له وأطيعوا ، و اتقوا الله ولا تختلفوا فيُطمع فيكم )) فدخلوا على سليمان و سمعوه وبايعوه رجلاً رجلاً ثم خرج بالكتاب مختوماً في يد رجاء بن حيوة (23) .

قال رجاء : فلما تفرقوا جاءني عمر بن عبد العزيز فقال : أخشى أن يكون هذا أسند إلي شيئاً من هذا الأمر ، فأنشدك الله وحرمتي و مودتي إلا أعلمتني إن كان ذلك حتى استعفيه الآن قبل أن تأتي حال لا أقدر فيها على ما أقدر عليه ! قال رجاء : لا و الله ما أنا بمخبرك حرفاً ؛ قال : فذهب عمر غضبان (24).

خرج رجاء بن حيوة بعد أن قبض الله سليمان ونادى كعب بن جابر العبسي صاحب شرطته وجمع أهل بيت سليمان في مسجد دابق فاجتمعوا ، فقال : بايعوا ، فقالوا : قد بايعنا مرة ، قال : وأخرى هذا عهد أمير المؤمنين فبايعوا ، فلما أحكم رجاء بن حيوة الأمر قال : قوموا إلى صاحبكم فقد مات ، قالوا : إنا لله و إنا إليه راجعون ، و قرأ الكتاب عليهم (25).

تغيرت وجوه بني مروان ، ونهض الناس إلى عمر بن عبد العزيز وهو في مؤخر المسجد، ولم تحمله رجلاه فأصعدوه على المنبر ، فسكت حيناً ، فقال رجاء بن حيوة : ألا تقوموا إلى أمير المؤمنين فتبايعوه ، فنهض القوم فبايعوه فخطب الناس خطبةً بليغة (26).

فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :
(( أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا و أني لست بفارضٍ و لكني منفذ ، و لست بمبتدع ، ولكني متبع ، ولست بخير من أحدكم ، ولكني أثقلكم حملاً ، وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق )) (27).

ثم نزل ، فأخذوا في جهاز سليمان فصلى عمر بن عبد العزيز عليه ودفن بدابق ، ثم أتي بمراكب الخلافة وهي تنشر في الأرض رجة فقال : ما هذا ؟ فقيل : مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين قربت إليك لتركبها ! فقال : ما لي ولها ، نحوها عني قربوا إلى بغلتي ، فقربت إليه بغلته فركبها وانصرف مع الناس ثم مالوا به إلى دار الخلافة فأبى النزول بها قائلاً : لا أنزل إلا في منزلي ، وهكذا نجد أن مخايل الورع و الدين و التقشف و الصيانة و النزاهة ، من أول حركة بدت منه،حيث أعرض عن ركوب مراكب الخلافة ، وهي الخيول الحسان و الجياد المعدة لها وسكن منزله رغبةً عن منزل الخلافة (28).

إصلاحاته - رضي الله عنه -
صارت بلاد المسلمين تحت خلافة عمر بن عبد العزيز ، ورأى عمر أن ما آل إليه هو تكليف عظيم من الله وليس بتشريف ، فباع الدنيا برضا الله وسار في الناس سيرة الراعي الصالح والخليفة العادل فبدأ بنفسه وأهل بيته فصادر ما في حوزتهم وضمه لبيت المال باعتباره مالاً للمسلمين و ولى الولايات لمن رأى فيهم الصلاح والخير و رد المظالم لأصحابها، فكان يسعد بسعادة الرعية وهذا ما وضعه نصب عينية .

قال عمر بن عبد العزيز : إن لي نفساً تواقة ، لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام من الغلمان ، ثم تاقت نفسي إلى العلم ، إلى العربية و الشعر ، فأصبت منه حاجتي، وما كنت أريد ، ثم تاقت نفسي في السلطان ، فاستعملت على المدينة .

ثم تاقت وأنا في السلطان ، إلى اللبس و العيش و الطيب ، فما علمت أن أحداً من أهل بيتي ، ولا غيرهم ، كان مثل ما كنت فيه .

ثم تاقت نفي إلى الآخرة والعمل بالعدل ، فأنا أرجو ما تاقت إليه نفسي من أمر آخرتي ، فلست بالذي أهلك آخرتي بدنياهم (29).

قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز : دخلت يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعً خده على يده ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : مالك ؟ فقال : ويحك يا فاطمة ، قد وليت من هذه الأمة ما وليت ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهود ، و اليتيم المكسور ، والأرملة الوحيدة و المظلوم المقهور ، والغريب و الأسير ، والشيخ الكبير ، وذي العيال الكثير والمال القليل ، وأشباههم في أقطار الأرض و أطراف البلاد ، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة ، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت (1).

وأصلح كثيراً من الأرض الزراعية ، وحفر الآبار ، وعمر الطرق ، وأعد الخزانات لأبناء السبيل ، و أقام المساجد ولكنه لم يعتن بزخرفتها و هندستها، أما الأرض المغتصبة والتي لا سجل لها فقد أعلن عمر عودتها إلى بيت مال المسلمين . فقد تمكن بإصلاحاته التي عمل بها طول مدة خلافته أن يقضي على الفقر و الحاجة ، ولم يعد لهما وجود ، ولم يبق من يأخذ من أموال الزكاة (30).

وفاته - رضي الله عنه -
قيل لعمر بن عبد العزيزرضي الله عنه ، لو أتيت المدينة فإن مت دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم الله مني أني أراني لذلك الموضع أهلاً ، قيل أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه توفي بالسم ، حيث سقاه بنو أمية لأنه شدد عليهم و انتزع من أيديهم كثيراً مما اغتصبوه وكان قد أهمل التحرز فسقوه السم ، فقيل له ألا تتداوى ؟ فقال : قد علمت الساعة التي سقيت فيها ، ولو كان شفائي أن أمسح شحمت أذني أو أوتي بطيب فأرفعه إلى أنفي ما فعلت ، ولما أحتضر عمر بن عبد العزيز قال : أخرجوا عني ، فقعدوا له على الباب فسمعوه يقول : مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا جان ، ثم قال : ) تلك الدار الآخرة ((31) ثم هدأ الصوت ، فدخلوا فوجدوه قد قبض ، رضي الله عنه وجاء نعيه إلى سيد التابعين الحسن البصري رضي الله عنه فقال : مات خير الناس(32).

ودخل أحدهم على عمر يعوده فإذا عليه قميص وسخ فقيل لفاطمة بنت عبد الملك زوج عمر بن عبد العزيز ،اغسلي قميص أمير المؤمنين ،قالت : نفعل إن شاء الله ، ثم عاد فإذا القميص على حاله فقال : يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين ؟ فإن الناس يعودونه ، فقالت : والله ما له قميصٌ غيره (33).

توفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان من أرض حمص بسوريا حالياً يوم الجمعة وله 39 سنة ، وكانت خلافته سنتين و خمسة أشهر وخمسة و أياماً ، و عندما دفن وسوي بالتراب عليه إذ سقط رق من السماء مكتوبٌ فيه : بسم الله الرحمن الرحيم: أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار (34).

قال أحدهم : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم في البادية في خلافة عمر بن عبد العزيز ، فقلت : سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها ! فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس ، وقال مالك بن دينار : لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء : من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائناً (35).

ودخل رجل على ملك الروم فرآه حزيناً فقال : ما شأن الملك ؟فقال : وما تدري ما حدث ؟ قال : ما حدث ؟ قال : مات الرجل الصالح ، قال من ، قال : عمر بن عبد العزيز ، ثم قال ملك الروم : لأحسب أنه لو كان أحد يحييى الموتى بعد عيسى بن مريم ، لأحياهم عمر بن عبد العزيز ، ثم قال : إني لست أعجب من الراهب أن أغلق بابه ورفض الدنيا ، وترهب وتعبد ، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب (37).

وهكذا كان عمر رضوان الله عليه نجيب الأمة ، ومجدد دينها ، ومصلح زمانها على رأس المائة الأول من الهجرة، كما ألمح النبي و انطبق عليه في قوله : ) إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ( وهو أيضا من التابعين وخير القرون القرن الثاني بعد النبي ومن فقهاء التابعين رحم الله عمر بن عبد العزيز و جزاه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء أنه نعم المولى و نعم المجيب(38).

الخاتمة
إن عمر بن عبد العزيز أعاد الثقة للأمة بأنها تستطيع أن تعود لمنبعها الصافي متى أرادت ذلك ، فرغم الفوضى و الفساد والأخطار و الذي كانت تهدد بلاد الإسلام - وما أشبه الليلة بالبارحة - إلا أن بريق الأمل وشعاعه أقوى من كل ذلك فتى ظهر معدن الإخلاص جليا حباً لله ورسوله ولهذا الدين العظيم الذي أكرم الله به الإنسانية . . .
كذلك فإن سيرة عمر مثال راق من تاريخنا المجيد فتفانيه و زهده و تقواه وخوفه يزرع في النفس السكينة و يحسسنا بروعة هذا الدين و أهله . . .
ولا أبلغ من كلام أحمد بن حنبل حينما قال :
(( إذا رأيت الرجل يحب عمر ويذكر محاسنه وينشرها فأعلم أن من وراء ذلك خيراً إن شاء الله )) وهذه دعوة للجميع . . . لغرس شمائل هذه الشخصية و تقديمها للمجتمع بصورتها البراقة الناصعة دون ما زيف أو تضليل و تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية منها و ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة و الفعالة في هذا العصر .
ونخرج من بحثنا بأن ما قام به عمر بن عبد العزيز يعود إن أخلص المرء في نيته و سار على نهج سيرته العطرة مهما تغير الزمن و تبدلت أحوال الأمة.
رحم الله عمر بن عبد العزيز وجزاه عن الإسلام كل خير و أسكنه فسيح جناته و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .







التوقيع :
سبحان الله وبحمد * الله اكبر * استغفر الله * والحمد لله





اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

رد مع اقتباس
قديم 24-03-2007, 03:36 PM   رقم المشاركة : 13
لـــذة التـــوبة
رائدي رائع
 
الصورة الرمزية لـــذة التـــوبة
الملف الشخصي







 
الحالة
لـــذة التـــوبة غير متواجد حالياً

 


 

الإمام مسلم

إسمه ومولده


هو الإمام الكبير الحافظ الحجة : أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري (من بني قشير قبيلة من العرب معروفة) النيسابوري، صاحب الصحيح قيل : إنه ولد سنة أربع ومائتين .

سماعه للحديث وعلمه

أول سماعه للحديث في سنة ثمان عشرة من يحيى بن يحيى التميمي، وحج في سنة عشرين وهو أمرد، فسمع بمكة القعنبي، فهو أكبر شيخ له، وسمع بالكوفة من أحمد بن يونس وجماعه، وأسرع إلى وطنه ثم أرتحل بعد أعوام قبل الثلاثين، وأكثر عن علي بن الجعد، لكنه ماروى عنه في الصحيح شيئا وسمع بالعراق والحرميين ومصر.

شيوخه

من شيوخه : أحمد بن حنبل واحمد بن منيع وإسحاق بن راهوية وسعيد بن منصور وعبد الله الدارمي وعلي بن خشرم وعثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد ومحمد بن يحيى العدني وأبي بكر بن أبي شيبة وغيرهم وعدتهم : مئتان عشرون رجلاً، أخرج عنهم في الصحيح، ومن أعظم شيوخه البخاري.

قال : الدار قطني : لولا البخاري ماراح مسلم ولا جاء .

الراوون عنه

أبو عيسى الترمذي في جامعه وصالح جزرة وعبدالرحمن ابن أبي حاتم وأبو بكر بن خزيمة وأبو العباس السرَّاج ويحيى بن محمد بن صاعد والحافظ أبو عوانة وغيرهم .

أقوال العلماء فيه

قال عبدالرحمن بن أبي حاتم : كان مسلم ثقة من الحفاظ، كتبت عنه بالري وسئل أبي عنه، فقال : صدوق.

قال أبو قريش الحافظ : سمعت محمد بن بشار يقول : حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.

قال أبو عبدالله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ : إنما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال : محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب.

وقال الحاكم : سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم سمعت أحمد بن سلمة يقول : رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح، على مشايخ عصرهما.

وقال : الحاكم : سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : رأيت شيخا حسن الوجه والثياب، عليه رداء حسن ، وعمامة قد أرخاها بين كتفيه ، فقيل : هذا مسلم. فتقدم أصحاب السلطان، فقالوا قد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجاج إمام المسلمين، فقدموه في الجامع، فكبر وصلى بالناس.



تاليف الصحيح، وأقوال العلماء فيه

قال أحمد بن سلمة : كنت مع مسلم في تاليف صحيحه خمس عشرة سنة. قال : وهوإثنا عشر ألف حديث. قال الذهبي : يعني بالمكرر.

وقال الحافظ ابن مندة رحمه الله : سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول : ماتحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم.

وقال الحافظ بن كثير رحمه الله : صاحب ـ الصحيح ـ الذي هو تلو صحيح البخاري عند أكثر العلماء، وذهبت المغاربة وأبو علي النيسابوري من المشارقة إلى تفضيل صحيح مسلم على صحيح البخاري. فإن أرادوا تقديمه عليه في كونه ليس فيه شئ من التعليقات إلا القليل، وإنه يسوق الأحاديث بتمامها في موضع واحد ولا يقطعها كتقطيع البخاري لها في الأبواب، فهذا القدر لا يوازي قوة أسانيد البخاري واختياره في الصحيح لها ما أورده في جامعه معاصرة الراوي لشيخه وسماعه منه.

وقال النووي رحمه الله : اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز : الصحيحان : البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف، ظاهره وغامضة، وقد صح أن مسلماً كان ممن يستفيد من البخاري، ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث.

وهذا الذي ذكرناه من ترجيح كتاب البخاري، هو المذهب المختار الذي قاله الجماهير، وأهل الإتقان ، والحذق والغوص على أسرار الحديث.

مصنفات الإمام مسلم الأخرى :

أكثر الإمام مسلم من التأليف، وهذه بعض تأليفاته المطبوعة :

1 ـ الأسامي والكنى
2 ـ التمييز
3 ـ الجامع
4 ـ الطبقات
5 ـ المنفردات والوحدان
6 ـ رجال عروة بن الزبير وجماعة من التابعين وغيرهم.

وفاته:

قال أحمد بن سلمة : وعقد لمسلم مجلس للمذاكرة، فذُكر له حديث لم يعرفه فانصرف إلى منزله وأوقد السَّراج، وقال لمن في الدار : لا يدخل أحد منكم، فقيل له : أهديث لنا سله من تمر، فقال : قدموها فقدموها إليه، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرةً، فأصبح وقد فني التمر، ووجد الحديث.

قال الذهبي : رواها أبو عبد الله الحاكم ثم قال : زادني الثقة من أصحابنا : أنه منها مات.

وكان ذلك في شهر رجب سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور عن بضع وخمسين سنة .

فرحمه الله تعالى رحمه واسعة ، وجعل الفردوس الأعلى مثواه آمين.

منقول : موقع الأثري







رد مع اقتباس
قديم 26-03-2007, 09:49 PM   رقم المشاركة : 14
لـــذة التـــوبة
رائدي رائع
 
الصورة الرمزية لـــذة التـــوبة
الملف الشخصي







 
الحالة
لـــذة التـــوبة غير متواجد حالياً

 


 

زين العابدين
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب


اسمه:


علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، السيد الإمام الهاشمي العلوي المدني، أبو الحسين، ويقال أبو الحسن، ويقال أبو محمد، ويقال أبو عبد الله، أمُّه أم ولد اسمها سلامة بنت ملك الفرس يَزْدَجِرْد وقيل غزالة.

مولده:
ولد سنة ثمان وثلاثين تقريبًا.

شيوخه:

روى عن أبيه الحسين الشهيد، وعن صفية أم المؤمنين، وعن أبي هريرة، وعائشة، وأبي رافع وعمه الحسن وابن عباس وأم سلمة والمسور بن مخرمة وزينب بنت أبي سلمة وغيرهم.

الرواة عنه: حدث عنه أولاده أبو جعفر الباقر محمد وعمر وزيد وعبد الله، والزهري وعمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، ويحبى بن سعيد، وأبو الزناد، وحبيب بن أبي ثايب وهشام بن عروة وأبو الزبير المكي والأعرج وأبو حازم وخلق كثير.

ثناء العلماء عليه:

قال ابن سعد: كان ثقة مأمونًا كثير الحديث عالما رفيعًا ورعًا.

قال زيد بن أسلم: ما رأيت فيهم مثل علي بن الحسين (يعني أهل البيت).

قال الزهري : ما رأيت قرشيّا أفضل من علي بن الحسين.

وقال: ما كان أكثر مجالستي مع علي بن الحسين، وما رأيت أحدًا كان أفقه منه ولكنه كان قليل الحديث.

قال نافع بن جبير: كان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين.

قال سعيد بن المسيب: ما رأيت أورع منه.

قال مالك: لم يكن في أهل البيت مثله.

قال حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد: سمعت على بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول: يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح حبكم حتى صار علينا عارًا.

قال العجلي: مدني تابعي ثقة.

قال أبو نعيم: زين العابدين ومنار القانتين، كان عابدًا وفيّا وجوادًا حفيّا.

قال ابن حجر: ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور.

من أحواله وأقواله:

عن هشام بن عروة قال: كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع ولا يَقْرَعُها، وكان يجالس أسلم مولى عمر فقيل له: تدع قريشًا وتجالس عبد بني عدي، فقال: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع.

قال عبد الرحمن بن أدرك: كان علي بن الحسين يدخل المسجد فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم، فقال له نافع بن جبير. غفر الله لك أنت سيد الناس تأتي تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد، فقال علي بن الحسين: العلم يُبتغى ويُؤتى ويُطلب من حيث كان.

عن يحيى بن سعيد عن علي بن الحسين قال: يا أهل العراق أحبونا حبّ الإسلام ولا تحبونا حبّ الأصنام، فما زال حبكم حتى صار علينا شينًا.
قلت: ردّ على الشيعة الغلاة الذين يحبون الذوات بغلو إلى أن أوصلوهم لدرجة أعلى من النبيين والملائكة المقربين، فهذا زين العابدين رحمه الله يقول أحبونا حبّ الإسلام. أي: على قدر تحصيلهم من شعائر الإسلام وهذا هو الحب في الله الذي هو أوثق عرى الإسلام.

قال جويرية ابن أسماء: ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما قط.

قال المقبري: بعث المختار بن أبي عبيد إلى علي بن الحسين بمائة ألف فكره أن يقبلها، وخاف أن يردها، فاحتبسها عنده حتى قتل المختار، فبعث يُخبر عبد الملك وقال: ابعث من يقبضها، فأرسل إليه عبد الملك: يا ابن العم خذها قد طيبتها لك، فقبلها.

عن أبي نوح الأنصاري قال: وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار. فما رفع رأسه حتى طفئت فقيل له في ذلك فقال: ألهتني عنها النار الأخرى.

روى ابن عساكر بسنده إلى مالك قال: أحرم علي بن الحسين فلما أراد أن يلبي قالها فأغمى عليه وسقط من ناقته فهشم، ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات وكان يسمى زين العابدين لعبادته.

عن أبي حمزة الثمالي: أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الربّ.

وعن عمرو بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرًا مما كان ينقل الجُرب بالليل إلى منازل الأرامل.

وقال شيبة بن نعامة: لما مات عليٌّ وجدوه يعول مئة أهل بيت.

قال الذهبي: لهذا كان يُبخّل، فإنه ينفق سرّا ويظن أهله أنه يجمع الدراهم. حدث علي بن الحسين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "من أعتق نسمة مؤمنة أعتق الله كل عضوٍ منه بعضو منه من النار حتى فرجه بفرجه" {متفق عليه} فأعتق علي غلامًا أعطاه فيه عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم.

عن عمرو بن دينار قال: دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال: ما شأنك؟ قال: علي دين، قال: وكم هو؟ قال: بضعة عشر ألف دينار، قال: فهي عليَّ.

قال علي بن الحسين: إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان غدًا قيل لي: لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل.

قال أبو حازم، ما رأيت هاشميّا أفقه من علي بن الحسين سمعته وقد سئل: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال: بمنزلتهما منه الساعة.
قلت: حتى يخسأ الشيعة المتنقصين للشيخين فهذا واحد ممن يتشيعون له يضعهما مكانتهما التي أنزلهما الله إياها.

عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن الحسين قال: جاء رجل إلى أبي فقال: أخبرني عن أبي بكر؟ قال: عن الصديق تسأل؟ قال: وتسميه الصديق؟ قال: ثكلتك أمك، قد سماه صديقًا من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار، فمن لم يسمه صديقًا فلا صدّق الله قوله، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما فما كان من أمر ففي عنقي.

عن علي بن الحسين قال: إن الجسد إذا لم يمرض أَشِرَ (تكبر) ولا خير في جسد يأشر.

وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي، وتقبّح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كلما أسأتُ أحسنتَ إليّ فإذا عدت فعد علي، وكان من دعائه: اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني.

عن الزهري: سألت علي بن الحسين عن القرآن فقال: كتاب الله وكلامه.
قلت: فكلامه سبحانه صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقه. لا كما قالت الشيعة والمعتزلة: القرآن مخلوق، وكذبوا.

وجاءه رجل فقال: جئتك في حاجة وما جئت حاجّا ولا معتمرًا، قال: وما هي؟ قال: جئت أسألك متى يبعث عليّ؟ قال: يبعث والله يوم القيامة ثم تُهمّه نفسه.
قلت: هذا أيضا تكذيب للشيعة الذين يؤمنون بعودة علي لأنه في ظنهم في السحاب لم يمت، وهي من العقائد الفاسدة التي أدخلها عليهم ابن سبأ اليهودي المفسد للدين.

عن أبي يعقوب المدني قال: كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شيءٌ فما ترك حسن شيئًا إلا قاله وعليّ ساكت، فذهب حسن فلما كان في الليل أتاه عليٌّ فخرج فقال عليّ: يا ابن عمي إن كنتَ صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك السلام عليك، قال: فالتزمه حسن وبكى حتى رثى له.

عن أبي جعفر محمد بن علي قال: إنا لنصلي خلفهم يعني بني أميَّة من غير تقية وأشهد علي أبي أنه كان يصلي خلفهم من غير تقية.
قلت: هذا أيضا تكذيب للشيعة الكذبة الذين يؤمنون بالتقية، ويكذبون على آل البيت في قول أبي جعفر المكذوب عليه: التقية ديني ودين آبائي؛ والتقية هي إظهار غير الباطن.

قال علي بن الحسين: والله ما قُتل عثمان رحمه الله على وجه الحق.

وكان رحمه الله يلبِس في الصيف ثوبين ممشقين من ثياب مصر ويتلو قوله تعالى: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق {الأعراف:32}.

وفاته: توفى رحمه الله سنة أربع وتسعين.

والله من وراء القصد.

كتبه الشيخ / مجدي عرفات

منقول : مجلة التوحيد - العدد 20 - 1-10-2003







رد مع اقتباس
قديم 19-04-2007, 07:36 PM   رقم المشاركة : 15
بستان الحضر
رائدي جديد
الملف الشخصي






 
الحالة
بستان الحضر غير متواجد حالياً

 


 

مشكووووووووووور علي المعلومه







رد مع اقتباس
قديم 01-05-2007, 08:48 AM   رقم المشاركة : 16
أبو رائد
المدير العام
 
الصورة الرمزية أبو رائد
الملف الشخصي







 
الحالة
أبو رائد غير متواجد حالياً

 


 

الله يجزاك خير

وسلمت على هذه المعلومات الطيبة







التوقيع :
عِشْ عفويتك تاركــًا للناس إثم الظنون
فــَ لك أجرهم ، ولهم ذنب ما يعتقدون
.
.
.
.
.
.
.
الرائدية ليس مجرد منتدى


رد مع اقتباس
قديم 02-05-2007, 07:41 AM   رقم المشاركة : 17
عسوووووووووووله
عضوية شرفية
الملف الشخصي







 
الحالة
عسوووووووووووله غير متواجد حالياً

 


 

ماشاء الله تبارك الله سير راااائعه للسلف الصالح


يعطيك الف عافيه اخوي لـــذة التـــوبة







التوقيع :



شكرا أصداف

رد مع اقتباس
قديم 11-09-2009, 12:49 AM   رقم المشاركة : 18
omayman
رائدي جديد
الملف الشخصي






 
الحالة
omayman غير متواجد حالياً

 


 

انهم نجوم اضائت لنا الطريق
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 11-09-2009, 09:57 AM   رقم المشاركة : 19
اوتار الحزن
رائدي جديد
الملف الشخصي






 
الحالة
اوتار الحزن غير متواجد حالياً

 


 

جزآك الله خيـر

بوركــــــــت







رد مع اقتباس
قديم 11-09-2009, 10:53 PM   رقم المشاركة : 20
وافي2009
رائدي جديد
الملف الشخصي






 
الحالة
وافي2009 غير متواجد حالياً

 


 

شكرا الله يعطيك العافية







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احوال السلف الصالح من الخـــوفــــ و الرجــــاء عامر999 المنتدى الإسلامي 5 03-09-2007 05:30 PM
كيفية استقبال رمضان عند السلف الصالح ..... سمو الاخلاق المنتدى الإسلامي 8 23-09-2006 06:29 PM
من اقوال السلف الصالح mhrooom المنتدى الإسلامي 5 27-10-2005 08:24 AM
بعض من السلف الصالح أحمـــد المنتدى الإسلامي 7 15-09-2005 09:12 AM
عشرة نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن ابوسعود المنتدى الإسلامي 1 19-02-2003 01:28 AM



الساعة الآن 12:45 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت