بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله أم بعد
نقف اليوم وقفة صادقة مع أولئك المدعين للسلفية والسلفية منهم تإن لأنهم أساءوا للمسلمين وللدعوة السلفية التي قامة عليها هذه البلاد المباركة فأقول:
نرى كثر من إخواننا يحرصوا على التسمي بالسلفية ويدعون إلى ذلك ويجعلون مع الأسف كل من خالفهم وتسمى أو انتسب لغير هذا المسمى أنه هالك في النار أو أنه ليس من الفرقة الناجية أقول لأولئك دعونا نتأمل قول العالم الرباني الزاهد ابن باز – رحمه الله – ماذا قال في ذلك ؟ قال سماحته في مجموع فتاوى ابن باز - (8 / 182)
(الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة , بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة . قيل : ومن هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » . وفي لفظ : " هي الجماعة " .
والمعنى : أن الفرقة الناجية : هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ؛ من توحيد الله , وطاعة أوامره وترك نواهيه , والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة , هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد , يكون منهم في الجزيرة العربية , ويكون منهم في الشام , ويكون منهم في أمريكا , ويكون منهم في مصر , ويكون منهم في دول أفريقيا , ويكون منهم في آسيا , فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم , فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله , والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة ، وإن كانوا في جهات كثيرة , ولكن في آخر الزمان يقلون جدا .
فالحاصل : أن الضابط هو استقامتهم على الحق , فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة , وهم من الفرقة الناجية , وأما من دعا إلى غير كتاب الله , أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة , بل من الفرق الضالة الهالكة , وإنما الفرقة الناجية : دعاة الكتاب والسنة , وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة , فلا يضر كون هذه تسمى : أنصار السنة , وهذه تسمى : الإخوان المسلمين , وهذه تسمى : كذا , المهم عقيدتهم وعملهم , فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم , لكن عليهم أن يتقوا الله , وأن يصدقوا في ذلك , وإذا تسمى بعضهم بـ : أنصار السنة , وتسمى بعضهم بـ : السلفيين , أو بالإخوان المسلمين , أو تسمى بعضهم بـ : جماعة كذا , لا يضر إذا جاء الصدق , واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا , وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله .
والمقصود : أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى , وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن , فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة , أو بما أوجب الله , أو ما حرم الله ، نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن , حتى ينصاعوا إلى الحق , وحتى يقبلوه , وحتى لا ينفروا منه , هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى , وأن يتناصحوا فيما بينهم , وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو .)انتهى كلامه رحمه الله.
رحم الله سماحة الوالد عبد العزيز ابن باز رحمة واسعة.
لقد رأينا رأي الشيخ هنا وكأني أرى أنه جعل لنا قاعدة لا تنخرم وهي التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم وهي (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي).
فهل يفقه هؤلاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا والله أسأل أن يهدي ضال المسلمين.
وأن يجمع المسلمين على كلمة سواء وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم/muslm.1431.muslm@gmail.com
ملاحظة
لقد تم تغير البريد الإلكتروني وأصحبح كالتالي: muslm.1431.muslm@gmail.com