{علاج البرص}
البرص وعلاجه
لابد من إلقاء الضوء على طبيعة مرض البرص من حيث أن أي مرض يتطلب الصبر من المريض والطبيب معاً ، حيث أن سببه المباشر غير محدد تماماً حتى الآن ، كما وأن علاجه يكون بنسب تختلف من مريض إلى آخر ولا تصل في معظم الأحيان إلى 100 % ولهذا كان الشفاء التام منه من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام كما ورد في سورة المائدة " وتبرىء الأكمه والأبرص بإذني " صدق الله العظيم .
البرص هو مرض جلدي يظهر على شكل بقع بيضاء اللون مثل لون اللبن الحليب نتيجة لعدم وجود الخلايا الصبغية في هذه الأماكن والمرض ينتقل وراثياً بنسبة 30 % والباقي لا يكون وراثياً (70%) ، ويظهر على جلد الإنسان في صورة بقع دائرية أو بيضاوية أو متعرجة وتكون هذه البقع محددة المعالم بحواف داكنة اللون ، ويتميز الجلد في هذه المنطقة بأنه طبيعي وخال من أية تغيرات مرضية وفقط تكمن المشكلة في أنه يفقد لونه الطبيعي ليحل محله اللون الأبيض الحليبي أو الأبيض الشاهق ، وفي بعض الأحيان ينتشر المرض ليصيب أجزاء كبيرة من جسم الإنسان تاركاً وراءه فقط بعض الأجزاء الصغيرة من الجلد العادي . وقد يظهر البرص في أي عمر من سن الرضاعة وحتى الشيخوخة ، ولكن في معظم الأحيان يكون ما بين عشر سنوات إلى ثلاثين عاماً ، وقد وجد أنه يصيب النساء بنسبة اكبر قليلاً من الرجال .
أنواع البرص
يمكن أن يقسم البرص جغرافياً بالنسبة لانتشاره على الجسم البشري إلى نوعين رئيسيين وكل منهما له فروع :
1-النوع المحدود : ويكون البرص في جزء محدود من جسم الإنسان وهذا إما بقعي ( فقط مجموعة بقع
) أو عصبي ( أي في مسرى أحد الأعصاب ) أو مخاطي وهذا يصيب فقط الأغشية المخاطية .
2- النوع المنتشر : وهو إما الوجهي الطرفي أو الاعتيادي ( من دون تنظيم ) أو العائلي ( يشمل معظم الجسم ) .
ميكانيكية حدوث البرص
لما كان السبب الفعلي لمرض البرص غير معروف قطعياً حتى الآن نشأت عدة نظريات لتفسير ميكانيكية حدوث المرض وكل نظرية لها مؤيدوها يقدمون الأدلة لاثباتها وآخرون معارضون يقدمون الأدلة على ادحاضها ، وأهم هذه النظريات :
1- البرص مرض مناعي ذاتي
تفترض هذه النظرية أن الجسم يتعامل مع الخلايا الصبغية ( الميلانين ) أثناء المراحل الجينية الأولى على أنها جسم غريب ويكون لها أجسام مضادة تدمر هذه الخلايا فيما بعد ليظهر مرض البرص وتستند هذه النظرية إلى إمكانية وجود أمراض مناعية أخرى في مريض البرص مثل " السكري، الثعلبة ، أمراض الغدة الدرقية " .
2- النظرية العصبية
تفرز بعض الأعصاب مادة كيميائية تدمر الخلايا الصبغية بالجلد ، ويفسر ذلك أن البرص قد ينتشر على جسم المريض في مسار جغرافي مطابق لمسار أحد الأعصاب
3- البرص ينتج من التكسير الذاتي للخلايا ، حيث تقوم خلايا الميلانين نفسها بنفسها .
4- النظرية الجامعة :وهي تشمل النظريات السابقة .
العوامل التي تظهر البرص بصورة فجائية :
1-عقب اضراب نفسي شديد .
2-بعد التعرض للشمس فترة طويلة .
3-الإصابات الفيزيائية ( ويفسر ذلك أن البرص قد يبدأ في أماكن الجسم الأكثر عرضة للإصابات مثل : الكوع – الركبة- اليدين .
سلوكيات مرض البرص
مرض البرص غير معد ولا ينتقل من شخص إلى آخر بالتلامس وقد يسري وراثياً في العائلات بنسبة 30 % .
أما عن السلوك المرضي للمرض فلا يمكن التكهن به لأنه يختلف من مريض لآخر فقد يقف عند وضع ثابت عند بعض المرضى سنوات طويلة وقد ينتشر تدريجياً في مرضى آخرين . وقد يحدث التلوين التلقائي بنسبة 10 % - ويكون ذلك غالباً في أماكن الجلد المعرضة للشمس – ونادراً ما يحدث تلوين كلي للبشرة بنسبة 100 % ويحدث التلوين في أماكن البرص نتيجة هجرة الخلايا الصبغية المعروفة باسم الميلانين من بصيلات الشعر المجاورة عن طريق العلاج .
أمراض تتشابه مع البرص
بعض الأمراض الجلدية تترك وراءها بعد الشفاء بقعاً فاتحة نتيجة لنقص الخلايا الصبغية بها – وهذا يختلف عن النقص التام في الخلايا الذي يحدث في حالة البرص – وفي هذه البقع الفاتحة يعود اللون بعد فترة وجيزة إلى حالته العادية . ومن أهم هذه الأمراض :
1-التنيا الملونة .
2-الصدفية .
3-الاكزيما .
4-النخالة البيضاء .
5-الجزام .
6-الحروق الكيميائية .
7-الشامة الثاقبة .
8-بعض الأمراض الجلدية الوراثية .
علاج البرص
1-إرشادات عامة لمريض البرص .
-تجنب العوامل التي تساعد على تكوين البرص وظهور السابق ذكرها .
-يمكن إخفاء بقع البرص إذا كانت محدودة ياستخدام كريمات خاصة .
-إذا اتسعت بقع البرص وأصبح اللون الأصلي ذا مساحة قليلة يمكن إزالة بقع اللون الأصلي باستخدام كريم الهيدروكينون 10 % .
الأدهنة الموضعية :
-كريم الكورتيزون .
-كريم فيتامين d .
-سائل الميلانين .
-سائل الخلين .
-بعض الأدهنة العشبية .
-الأدهنة المنظمة للمانعة .
2- أقراص عن طريق الفم :
-الخلين
-السولارين
-الميلادنين
-الأقراص المصنعة من الأعشاب .
3-الأجهزة الطبية الحديثة التي أثبتت فاعلية كبيرة :
· الأشعة فوق البنفسجية :
وكانت تستخدم سابقاً وحتى الآن أيضاً وتعتمد على تناول المريض لأقراص السولارين قبل التعرض للأشعة بساعتين ويكون المعدل الزمني للتعرض للأشعة في ازدياد تدريجي حسب جدول معين يحدده الطبيب إلا أنه من عيوب هذه الطريقة إن المريض يتناول الأقراص التي قد تضر بعمل الكبد ولذلك لا بد من إجراء بعض الفحوصات له قبل وأثناء وبعد العلاج .
·الليزر : وله نتائج مبشرة وإن كان العلاج مكلفاً .
· الأشعة ذات الحزمة الضيقة :
وهو من أفضل الوسائل المتاحة حالياً لعلاج البرص حيث يعرض المريض لهذه الأشعة دون تناول أية أقراص عن طريق الفم ويكون التعرض لفترة زمنية قصيرة تتراوح في معدلها بين جزء من الدقيقة إلى خمس دقائق على الأكثر ويكون التعرض مقسما ً إلى عدة جلسات أسبوعياً ونتائج هذا العلاج جيدة جداً .