أولا : أشكر الأخ بدر على حرصه في التثبت من الأحاديث
وكما أنبه الأخوة أن ليس كل ما جاء عن طربق البريد أو ما شابهه يكون صحيحا
والموضوع السابق قد بحثت وسألت عنه كثيرا فوجدت الردود جميعها متقاربة إلى حد كبير
وإليكم هذه الفتوى التي نقلتها لكم للشيخ / عبدا لرحمن السحيم .
************************************************** *****************************
الســــــــــــــــــؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا الخير ياشيخ عبد الرحمن
وسؤالي هو :
هل هذه الرواية صحيحة :
سأل رسول الله (ص) ابا بكر الصديق رضى الله عنه قائلا : يا ابا بكر ماذا تحب فى الدنيا؟
قال ابو بكر رضى الله عنه :يارسول الله اننى احب فى الدنيا ثلاث :النظر اليك ؛ والجلوس معك؛ وانفاق مالى كله عليك
ثم سال(ص) عمر بن الخطاب: وانت يا عمر ماذا تحب فى الدنيا ؟
قال عمر رضى الله عنه : احب فى الدنيا ثلاث: الامر بالمعروف ولو كان سرا ؛ والنهىعن المنكرولو كان جهرا؛وقولالحقولو كان امراَ
ثم سال عثمان بن عفان رضى الله عنه : وانت ياعثمان ماذا تحب فى الدنيا؟
قال عثمان رضى الله عنه:احب فى الدنيا ثلاث :افشاء السلام؛واطعام الطعام؛والصلاة والناس نيام
ثم سأل على بن ابى طالب رضى الله عنه : وانت يا على ماذا تحب فى الدنيا ؟
قال على رضى الله عنه :احبى فى الدنيا ثلاث : اكرام الضيف؛والصومبالصيف؛وقطع رؤوس المشركين بالسيف
ثم سأل ابا ذر الغفارى: وانت يا ابا ذر : ماذا تحب فى الدنيا ؟
قال ابو ذر:احب فى الدنيا ثلاث:الجوع ؛ المرض؛ والموت
قال له النبى (ص): ولم؟فقال ابو ذر : احب الجوع ليرق قلبى ؛واحب المرض ليخف ذنبى؛واحب الموت لألقى ربى
فقال النبى(ص) حبب الى من دنياكم ثلاث:الطيب؛والنساء؛وجعلت قرة عينى فى الصلاة
وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وانا احب من دنياكم ثلاث :تبليغ الرساله؛واداء الأمانة؛وحب المساكين؛ثم صعد الى السماء وتنزل مرة اخرى؛وقال : الله عز وجل يقرؤكم السلام ويقول:انه يحب من دنياكم ثلاث : لسانا ذاكرا ؛وقلبا خاشعا؛ وجسدا على البلاء صابرا
اخى المسلم : اما زلت متمسكا بمتاع الدنيا الزائل؛ام انك الى ربك سائل؟
الجـــــــــــــــــــــواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أولاً : يُكره الاقتصار على قول ( عليه السلام ) في حقّ النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله أمَر بالصلاة والسلام عليه ، فقال : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .
قال ابن جماعة : ويكره الاقتصار على الصلاة دون التسليم ، ويكره الرمز بالصلاة والترضِّي بالكتابة ، بل يكتب ذلك بكماله . اهـ .
قال ابن كثير : قال النووي : إذا صَلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ، فلا يَقْتَصِر على أحدهما ، فلا يقول : صلى الله عليه فقط ، ولا : عليه السلام فقط . وهذا الذي قاله مُنْتَزَع من هذه الآية الكريمة ، وهي قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ، فالأولى أن يُقال : صلى الله عليه وسلم تسليما.
وقال ابن كثير : وقد اسْتَحَبّ أهل الكتابة أن يُكرر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما كَتَبَه .
وقال السيوطي : وينبغي أن يُحافِظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يسأم من تكراره ، ومَن أغْفَلَه حُرِمَ حَظـا عظيما . اهـ .
فكيف إذا كان الشخص يَحرِم نفسه الأجر ، ويُقَصِّر في حق نَبِيِّـه صلى الله عليه وسلم فيكتب اختصارا حرفا واحدا ( ص ) ؟
ثانيا : هذه الراوية تَظهر عليها آثار الصناعة !
وصَحّ منها قوله عليه الصلاة والسلام : حُبِّبَ إليّ من الدنيا : النساء والطيب ، وجُعِل قُرّة عيني في الصلاة . رواه الإمام أحمد والنسائي .
ولا يصِحّ بلفظ : " حبب إليّ من دنياكم ثلاث " ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يذكر سوى اثنتين ، وهما : النساء والطِّيب .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.islam2all.com/dont/dont/latnshor/284.htm