الشارع المغربي و الجزائري مصدوم لتفضيل اللاعبين الخليج على أوروبا و الجمهور يرفضهم في المنتخب
عبد الله العلي - لايف الرياضية :
فترة الإنتقالات الصيفية لموسم 2011 وما سبقها, هي الفترة الأكثر خيبة لآمال الجماهير المغربية والجزائرية, وهي ترى محترفيها الذي كانوا يجوبون الملاعب الأوروبية, ينتقلون واحدا بعد الآخر إلى الدوريات الخليجية, والأكثر إيلاما بالنسبة لهم أن اللاعبين لا زالوا في سن صغيرة ولديهم المجال لتقديم مستويات ملفتة للأنظار مع فرقهم الأوروبية.
واتهم البعض منهم بتفضيل الجانب المالي في الخليج على الفني في أوروبا, باحثين عن مصالحهم الشخصية في المقام الأول.
وبدأ الأمر بمهاجم الاتحاد السعودي عبد الملك زيايه مرورا بظهير السد القطري نذير بلحاج وصولا إلى عنتر يحيى قلب دفاع النصر منضم حديثا, والذي يرى الخبراء الفنيين بأنه القطرة التي أفاضت الكأس أو القشة التي صمت ظهر البعير.
وعلى اثر ذلك طالبت الجماهير بعدم ضم هؤلاء اللاعبين إلى صفوف المنتخب الوطني بتاتا, والاستعاضة عنهم بلاعبين شبان, محترفين في الدوريات الأوروبية وبالدرجة الأولى, وعدم قبول أي لاعب ينتقل إلى الدوريات الخليجية مهما بلغت قيمته الفنية في المنتخب.
وأجرت صحيفة الهداف عبر موقعها الرسمي استفتاءا لقرائها وجهت فيه سؤال حول اذا ما كان مع ثبات تشكيلة المنتخب الجزائري أو ضخه بدماء جديدة, فجاءت النتيجة مدوية حيث صوت 80% من المصوتين لإحداث تغيير في المنتخب, واستبدال ركائزه الأساسية بآخرين. وبلغ عدد المصوتين حتى الآن أكثر من 16 ألف صوت.
ومن اللاعبين المنتقلين والذين نالوا أكبر قدر ممكن من الإنتقادات:
عبد الملك زيايه: جزائري دولي ولاعب وفاق سطيف سابقا, تمكن من تسجيل 60 هدف خلال 4 سنوات. التحق بنادي الإتحاد رغم وجود عرض من سوشو الفرنسي " 27 عام " .
نذير بلحاج: جزائري دولي ساهم في تأهل الجزائر لمونديال 2010, تدرج في الفرق السنية لعدة أندية فرنسية حتى استقر في نادي بورتسموث الانجليزي. انتقل بسبب العرض المالي المغري إلى نادي السد القطري مفضلا أمواله الطائلة على البريمرليغ "29 عام ".
مراد مغني: جزائري دولي ساهم في تأهل الجزائر لمونديال 2010, انتقل من لاتسيو الايطالي لكثرة إصاباته وجلوسه على مقاعد الاحتياط إلى أم صلال القطري, وبرر السبب بعدم تواجد نادي أوروبي يرغب به "27 عام ".
عادل هرماش: مغربي دولي ولاعب نادي لنس الفرنسي, محور شاب ينتظره مستقبل كبير في الدوري الفرنسي وسبق وشارك في كأس العالم للشباب في عام 2005 , وافق على الانضمام لنادي الهلال نظرا للعرض المالي الكبير. " 24 عام ".
يوسف العربي: مغربي دولي ولاعب في نادي كان الفرنسي, حاز على شهرة واسعة في الموسم المنصرم بتسجيله لـ 17 هدفا وصناعته لـ 5 آخرين في 38 مباراة, وحاز على لقب رابع هدافي الدوري الفرنسي. انتقل نادي الهلال نظرا للعرض المالي الذي وصل إلى 5 مليون يورو لمدة 4 سنوات, ليكون أول لاعب عربي يتلقى هذا المبلغ في الدوري السعودي, مفضلا إياه على عروض أوروبية عديدة من ضمنها جنوى الإيطالي. " 24 عام ".
كريم زياني: جزائري دولي ساهم في تأهل الجزائر إلى مونديال 2010, وصف حاله في الموسمين السابقين بالتدحرج, حيث تنقل من مرسيليا الفرنسي إلى فولفسبورغ الألماني مرورا بنادي مغمور في تركيا إلى أن وصل للمحطة الخليجية المنتظرة وهي نادي الجيش القطري "28 عام ".
عنتر يحيى: جزائري دولي, وساهم بشكل رئيسي في تأهل الجزائر إلى مونديال 2010 محرزا هدف الفوز على مصر, لتهبه الجماهير لقب " بطل أم درمان " كون المباراة جرت في السودان. محترف في نادي بوخوم الألماني الذي هبط لدوري الدرجة الثانية, فانتقل إلى نادي النصر بعد عرض كبير لم يستطع رفضه " 29 عام ".
والصفقة الأخيرة هي التي أثارت الشارع الجزائري كون الأمر زاد عن حده, وبدا لاعبي المنتخب الجزائري وكأنهم في هجرة جماعية نحو الدوريات الخليجية, التي تعتبر اقل فنيا بكثير من أوروبا.
ووجه اللاعب الجزائري السابق والمحلل التلفزيوني الحالي محمود قندوز سياط نقده حول هذه الظاهرة المستحدثة من قبل اللاعبين, ووصف المتحولين في سن مبكرة إلى الخليج, بأنهم هم من وقع على شهادة وفاتهم مع المنتخب, داعيا المدرب خليلوفتش مدرب المنتخب الجزائري بعدم دعوتهم في الاستحقاقات الدولية المقبلة و أضاف :
" من تحول للعب في الخليج ضرب دليلا قاطعا على تواضع مستواه ومحدوديته, وأنهم لم يستطيعوا مجاراة النسق الفني العالي في أوروبا. وأنهم كانوا متوسطي المستوى أثناء تأهل المنتخب إلى المونديال السابق, رغم لعبهم في أوروبا. فما بالك الآن وهم يلعبون في الخليج ! ".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل واصل قندوز انتقاداته اللاذعة ووصف الدوريات الخليجية بالضعف, وأنه من المفترض على اللاعبين ألا يتوجهوا للعب هناك سوى عند بلوغم الثلاثين أو أكثر:
" الدوريات الخليجية في قطر والإمارات وما شابهها ضعيفة مقارنة بالدوريات الأوروبية في فرنسا و ألمانيا, والأمر ليس مالي بحت لإن المادة متوفرة في ألمانيا وفرنسا ولكن نظرا لإنهم يبحثون عن دوريات مشابهة لمستوياتهم الفنية المتواضعة ".