الهلال وهاجس الآسيوية
يرتمي الهلال بكامل ثقله خلف هدف إحراز لقب دوري الأبطال الآسيوي، ويبدو مشغولاً حد التخمة بالسعي نحو هذا الهدف الذي تتمحور حوله كل تحركات الهلاليين
يرتمي الهلال بكامل ثقله خلف هدف إحراز لقب دوري الأبطال الآسيوي، ويبدو مشغولاً حد التخمة بالسعي نحو هذا الهدف الذي تتمحور حوله كل تحركات الهلاليين، وكل سكناتهم، حتى ليخيل للمرء أن هذا الهاجس يأكل ويشرب على موائدهم، ويصاحبهم حتى إلى أسرّتهم.
ويبدو الهدف الهلالي يستحق هذا الحيز الكبير من الاهتمام، فإضافة إلى أنه سيضع الفريق الأزرق على القمة الآسيوية، سيضمن له كذلك المشاركة في مونديال أندية العالم، وهذا شرف لاتحصل عليه إلا فرق النخبة الكبيرة.
لكن الانشغال الزائد للهلاليين بالبطولة الآسيوية يبدو في ذات الوقت مخيفاً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن كرة القدم تحتمل كل النتائج، ويمكن أن تأتي رمية ولو من غير رام لتضع الهلال خارج حسابات البطولة سواء جاء ذلك في الأدوار المتقدمة الحالية، أو حتى في المباراة الختامية للمسابقة، وفي كل الأحوال سيكون لذلك الخروج نتائجه السلبية بالغة السوء، لأن ردة الفعل ستأتي حتماً على ذات حجم الطموح والآمال.
ويمتلك الهلال كل الأدوات التي تؤهله للمضي بعيداً جداً نحو لقب البطولة، فثمة استقرار إداري وفني يفرض مظلته على الأوضاع في النادي، وثمة حضور طيب للعناصر الأجنبية التي تعرق في قميص الفريق وتقدم الفارق بجدارة واستحقاق يتقدمها السويدي كريستيان ويلهامسون وبذات القدر من الفعالية الروماني ميريل رادوي، فيما لايقل عطاء البرازيلي تياجو نيفيز والكوري الجنوبي بيو يونج عن سابقيهما في شيء، ومع تألق الرباعي غير المحلي تأتي كفاءة المحليين لتقوي شوكة الفريق خصوصاً مع استعادة ياسر القحطاني لخطورته هدافاً ومهاجماً لايشق له غبار، ومع حضور أسامة هوساوي في خط الظهر، ومع حضور محمد الشلهوب وأحمد الفريدي وسط الميدان، ومع تصاعد أدائي لافت للحارس حسن العتيبي.
لكن كل هذه المعطيات والمقدمات، يجب أن تبقي في حسبان الهلال أن الحظ والتوفيق قد يمضيان في طريق غير الذي يشتهيه الهلاليون، وعليهم منذ الآن التحضر لهذا الاحتمال حتى لاتكون الانتكاسة شديدة، وحتى لايكون الإحباط مغرقاً أكثر من اللازم.
ندعو للهلال بالتوفيق، ونتمنى أن نراه ممثلاً للمملكة في المونديال المقبل، وهو يستحق أن يتربع على القمم كما اعتاد، لكننا نخشى من أن تتحول الآسيوية شغلاً يشغله عن بقية الاستحقاقات، ونأمل ألا يتعرض إلي مطب ربما يبعده عن هلال المواسم الأخيرة التي عانق فيها كثيراً من البطولات وقدم المتعة لمعظم المنافسات التي شارك فيها.
محمد الدعفيس