السلام عليكم
هلا ريما
أولا : شهاده مني بجودة أطروحاتك لعلها محتسبه عندك
ثانيا : رد بسيط ولكنه كالعاده طويل فأرجو تقبله
ـــــــــــــــــــــــ ,,,,, ـــــــــــــــــــــــ
في الواقع
أجد أن إيقاع الحياه سريع و أن الجو مزدحم بجميع الأحوال
الناس لا تكاد تختفي من أمام عيني
في العمل
في المتاجر المختلفه
في النادي الرياضي
في المسارح في الملاهي في الحدائق في الشوارع في كل مكان
الناس قديما كانوا كلهم مجموعات تمثل البيئات المختلفه
فقد كان الناس يجتمعون على الخيرات و المسرات و شتى المناسبات
و لكن
إن تجمعهم كان ذو لذه خاصه
فقد كانوا يتحدثون عن الأمور المهمه و المشكلات العامه و كانوا يسعون لحل معظم مشكلاتهم الشخصيه فيما بينهم و كأنهم شخص واحد يفكر من عدة زوايا
حين كان الأمر هكذا
قد كان للمرء أن يجتمع معهم و يتحدث إليهم و كان يرحب بكل إجتماع و كل شخص جديد يتعرف إليه
بل سأذهب لأقول بأنني في تلك الفترات كنت أشتاق للقاء الناس بمجرد أن أتركهم و يغيبوا عن ناظري و لو لساعه واحده
أما الآن
فلقد تغير الحال
و صدق القائل حين قال (( إن دوام الحال من المحال ))
فلقد أصبح الإيقاع اليومي سريع بشكل غير عادي
و أصبح كل ما يشغل الناس فقط مصالحهم الشخصيه حتى و إن كانت على حساب الآخرين
و أصبحت أحاديثهم هي أشبه بالنميمه منها إلى المحاورات
و لم يصبحون كما كانوا يبحثون عن حلول لمشكلاتهم الجماعيه بل صارت المشكله الشخصيه مقدمه حتى على أرواح الآخرين
أصبح جوا من الغضب و الثوره العارمه على توافه الأمور و عم الجو بالصخب الغير مستحب
إضجر الجميع حتى من نفسه
و صار كل الحديث عن صعوبة العيش
فالمتحدث بشغف ليس إلا متحدث عن الحكومات و ما تفعله بالشعوب
عن لقمة العيش و كيف أنها باتت صعبه فأصبحت مستحيله
عن التلوث عن التأمرك عن محاولة الخروج عن المألوف عن الظواهر الخاصه التي يعرب فيها شخص الحاكي عن عدم إمكانية تحقيق الأحلام
بإختصار
أصبح التجمع ليس إلا مراجعه عامه على مشكلات اليوم و الأمس
أظن أننا نخطو نحو زمنا قاسيا لا يعلم مرساه إلا الله
و أظن أن الناس في حاجه لنسيان متاعبهم
و أظن و بحق أننا أصبحنا في أمس الحاجه للإختلاء بأنفسنا بعيدا عن هذا العالم الملئ بالمكاره و الظلم و التحدي
أظن أننا في حاجه للحظات بل ساعات من التأمل للخروج خارج هذه البؤره الضحله من الأفكار السوداء التي ملكت علينا يومنا
ساعه واحده في كل ليله يتأمل فيها المرء نطاق الطبيعه الخلابه محاولا نسيان آلام يومه قد تفيد
ساعه بجنح الليل الظليم تكفي لتسترح أعصابي من كل ما تراه نفسي طوال يوم مليئ بالإضطرابات العامه
فلقد أصبح الإنسان قيد التصريح
فمتاعب اليوم تغرق المرء في بركان من الهموم و الغضب
فتارة من متاعب العمل الذهني الشاق جدا
و تفكير دائم في مستقبل شعب كامل قد تعلق برقبتي و مجموعه من زملائي و كأننا حكام هذه الشعوب و لسنا أحد العاملون بها و أحد أفرادها
تناحر على الألقاب و الرتب و مشاجرات دائمه و فخاخ ينصبها ضعاف القلوب للحصول على ما بين يدي
فتارة كذب و أخرى محاوله لإختلاق سقطه يوهمون بها بعض الرؤساء لتخطينا في أعمالنا المنسوبه إلينا
بمعنى ان يومي كله مليئ بالصراعات و المشاحنات و أصبحت مكلف يوميا بإضاعة ساعة عمل لشرح أنني لا علاقة لي بأمر إختلقه أحد الزملاء المراد منه أخذ موقعي
أصبحت الحياه ممله و لا أمل في الخروج إلى عالم آخر إلا من خلال
ســـــــــاعـــــــــه تأمل واحــــده ,,, أو تسجيل دخول إلى أحد المنتديات العربيه أو الجنبيه و من ثم الرسو على شطآن جزيرة الرائديه
ريماااا
تأكدي سيدتي انني بدون هذه الساعه التي أنفرد فيها بنفسي للتأمل لن أقوى على التواصل مع اليوم التالي أبدا
تلك الساعه هي الوحيده على مدار يومي التي أصرخ فيها معبرا عن نفسي و ما أشعر و ما أريد
تلك الساعه هي أملي الوحيد في النهوض بذاتي و السير بها في الإتجاه الأفضل
و أنا عادة حين أنفرد بنفسي أصنع الأتي :
أبدأ ليلتي بقراءة أحد سور القرآن الكريم و غالبا تكون سوره قصيره ,, ليس لأنني مطوع أو ملتزم و ياليتني هكذا و إنما أفعل هذا ليقيني من أن هذا يهدئ نفسيتي و يجعلني أفضل و لكن إبليسي يمنعني من الإسترسال بالقرآه و يلهيني و يبعدني و يشغلني بشئ آخر
و بعد قرآة القرآن أفعل شئ مناقض تماما لما كنت أفعل
فأبدأ بقرآة قصه رومانسيه قصيره أعيش أحداثها بنفسي منتزعا دور البطل لأقوم به عنه
مع سماع بعض الموسيقى الكلاسيك لا سيما المقطوعات الكلاسيكيه المرنه ذات الصوت الخفيف و أسمعها و هي تكاد تسمع بمعنى أن يكون صوتها خافت
و من ثم أبدأ في الإمساك بالورقه و القلم و كتابة أي شئ يخطر على بالي
قد يكون ما أكتبه له معنى و قد لا يكون له أى معنى و قد يكون مجموعة أفعال و أحداث غير مجمعه و قد تكون بعض الجمل القصيره التي تعبر كل منها عن حاله فرديه مستقله عن التي تعبر عنها جملتي الأخرى بإختصار ( مجنــــــــــون )
و بعد ذلك
أنظر للسماء نظره طويله جدا غالبا ما يغلبني النعاس لأنعم بنوم هادئ طوال ليلي حتى يزعجني شعاع الصباح الباكر الأول
و نفس الأمر بكل ليله إلى أن تأتي لحياتي من تغير على كل عاداتي
و في الختام
أنا شخص يحب العزله و يميل إليها و لكن ليس طوعا بل مللا و كرها
و أشكر لك هذه المساحه التي سمحتي لي بأن أكتب فيها
و تقبلي خالص إعجابي بموضوعك و طرحك
فارس الحب