بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
حبيت ابين شغله اخي الكريم بالنسبه لموضوعك أود أن أبين أن كثيراً مما ورد في فضائل السور لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وما جاء في موضوعك
سورة الفاتحة ........تمنع غضب الله
لا اصل له .
سورة يس.........تمنع عطش يوم القيامة
لا أصل له .
سورة الواقعة .......... تمنع الفقر ..
الوارد فيها حديث ابن مسعود و لا يثبت .
سورة الدخان ........ تمنع أهوال يوم القيامة
لا أصل له .
سورة الملك ....... تمنع عذاب القبر .
حديث ابن عباس ، ضعيف لا يثبت . وبعضهم حسنه .
سورة الكوثر .........تمنع الخصومة
لا أصل له .
سورة الكافرون ....... تمنع الكفر عند الموت
لا أصل له .
سورة الإخلاص ..........تمنع النفاق .
لا أصل له .
سورة الفلق تمنع ......... الحسد .
سورة الناس .......... تمنع الوسواس
هما للتعوذ ، أما الفلق وحدها تمنع الحسد ، والناس تمنع الوسواس فلا أصل له .
والله تعالى أعلم .
السؤال:
هل يمكن أن تذكر ثواب قراءة كل من السور التالية مع ذكر الدليل من السنة عليه :
سورة النبأ و سورة الواقعة و سورة يس و سورة الملك ، أنا في أواسط الثلاثينات من العمر وأحاول أن أحفظ من القرآن قدر الاستطاعة ، أي السور يجب أن أبدأ بها ؟ هل يجوز أن أقرأ الجزء الذي حفظته في صلاة النافلة ؟ ماذا أفعل إذا أخطأت أو نسيت بينما أنا أقرأ ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
أما فضل سورة النبأ وثواب قراءتها فلا نعلم هنالك خصوصية لهذه السورة إلا ما هو معروف عن سائر القرآن وليس لها فضل خاص دون غيرها إلا ما علمناه أن من قرأ من القرآن حرفاً فله عشر حسنات عن عبد الله بن مسعود قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " .
رواه الترمذي ( 2910 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2327 ) .
ولكن ورد أنها من السور المنذرات الشديدات على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت " .
رواه الترمذي ( 3297 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني " الصحيحة " ( 955 ) .
- وأما فضل سورة الواقعة فقد ورد في فضلها حديث لا يصح .
عن شجاع عن أبي فاطمة : " أن عثمان بن عفان رضي الله عنه عاد ابن مسعود في مرضه فقال ما تشتكي قال ذنوبي قال فما تشتهي قال رحمة ربي قال ألا ندعوا لك الطبيب قال الطبيب أمرضني قال ألا آمر لك بعطائك قال منعتنيه قبل اليوم فلا حاجة لي فيه قال فدعه لأهلك وعيالك قال إني قد علمتهم شيئا إذا قالوه لم يفتقروا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ " الواقعة " كل ليلة لم يفتقر " .
رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 491 ) .
والحديث : ضعَّفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ( 289 ) .
ـ وأما فضل سورة ( يس ) فقد ورد في فضلها أحاديث لا تصح .
عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات " .
رواه الترمذي ( 2887) وقال لا يصح من قبل إسناده وإسناده ضعيف .
وقال الألباني في " الضعيفة " ( 169 ) : موضوع .
ومثله الحديث الذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق السموات والأرض بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل هذا عليها وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تتكلم بهذا " . رواه الدارمي ( 3280 ) .
قال الألباني في الضعيفة ( 1248 ) : مُنْكر
وكذلك الحديث الذي عن معقل بن يسار قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اقرءوا يس على موتاكم " .
رواه أبو داود ( 3121 ) وابن ماجه ( 1448 ) .
قال الشيخ الألباني :
وأما قراءة سورة " يس " عنده ـ يعني الميت ـ و توجيهه نحو القبلة فلم يصح فيه حديث .
" أحكام الجنائز " ( ص 11 ) .
وكذلك حديث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من دخل المقابر فقرأ سورة (يس ) خفف عنهم يومئذ و كان له بعدد من فيها حسنات " .
قال الشيخ الألباني في " الضعيفة " ( 1246 ) : موضوع أخرجه الثعلبي في تفسيره (3 /161 /2 ) .
ـ أما سورة الملك فقد ورد في فضلها أحاديث صحيحة .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك " .
رواه الترمذي ( 2891 ) وأحمد ( 7634 ) وأبو داود ( 1400 ) وابن ماجه ( 3786 ) .
والحديث : حسَّنه الترمذي والألباني في " صحيح الترمذي " ( 3 / 6 ) .
وجاء في فضلها أيضاً :
عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ " الم تنزيل " و" تبارك الذي بيده الملك " .
رواه الترمذي ( 2892 ) وأحمد ( 14249 ) .
والحديث : قال الألباني في " صحيح الترمذي " ( 3 / 6 ) : صحيح .
ثانياً :
ليست هناك طريقة محددة لحفظ القرآن الكريم فالناس متفاوتون بالمقدرة على الحفظ فلكل طريقة تناسبه ووقت يناسبه .
فبعض الناس يحب القراءة والحفظ بعد صلاة الفجر وبعضهم يحبها بعد المغرب ، فانظر في شأنك واسلك أحسن السبل في ذلك .
وبعض الناس تسهل عليه السور المكية القصيرة وبعضهم تسهل عليه السور المدنية الطويلة ، فابدأ بالذي يسهل عليك .
ويمكنك البداية بالسور المسموعة كثيراً واليسيرة الحفظ كسورة " الكهف " و " مريم " والأجزاء الأخيرة ، فإن هذا يعطيك دافعاً قوياً لتكملة الحفظ إذا وجدت نفسك قد حفظتَ أجزاءً كثيرةً .
ومن أهم السبل في تثبيت ما قد حفظت وعدم نسيانه التكرار والإعادة الدائمة في كل وقت وعلى كل حال ، حتى إن بعض الناس الذين يحاولون حفظ القرآن ليقرأونه في السكك والطرقات وعند ركوب الحافلة وعند دخول الدكاكين والأسواق وعلى كل حال وفي كل وقت من ليل أو نهار .
وإن العمل بما تعلم من آيات الله تعالى هو أهدى السبل للمحافظة على القرءان في الصدر .
عن أبي عبد الرحمن قال : حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا فعلمنا العلم والعمل " .أحمد ( 22384 )
ومما هو معلوم و مجرب عند الناس أن أفضل السبل للمحافظة على القرآن هي المراجعة في الصلوات كالسنن الرواتب وغيرها - أو الفروض للإمام - لاسيما قيام الليل ؛ لذلك فلا بأس بقراءة الجزء الذي تحفظه في صلاة النافلة .
ـ ولكن إن نسيت شيئاً من القرءان حال الصلاة فحاول التذكر حتى إذا أعياك ذلك فلا بأس أن تتجاوز الذي لم تستذكره إلى الذي يليه مما تذكر فإذا قضيت صلاتك رجعت إلى المصحف واستذكرت الذي نسيته من هناك .
والله أعلم.