الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبع دربه إلى يوم الدين .
وبعد .
لقد إنقسم القوم لعدة إتجاهات في مسألة الأرض وحركتها فمنهم من يميل لقول إن الأرض تتحرك والشمس تتحرك ، بمعنى يرضي الأطراف ولكن هل في كنانة نفسه أن الأرض تتحرك ، لقد أُغدق علينا بالصور وإثباتات في الحساب والفلك لإثبات فرضية دوران الأرض ودوران الشمس
لا يريدون سوى مخالفة القرآن الكريم أو الدين الإسلامي ، فعندما تبين لهم بأن الشمس تجري او تأتي لأي مفهوم كان يعبر عن حركة الشمس ، أشركوا قصة دوران الأرض وأحتجوا بتعاقب الليل والنهار بصورة كل في فلك يسبحون ، لأنهم دخلوا معنا في إناس منا مسلمين ، وجعلوهم أبواق لهم ، وهؤلاء - الناس من المسلمين - يقولون إن القرآن ذكر ذلك أو يتوافق مع القرآن .
بل يحاربون من يدعي خلاف قولهم ، بقول متخلف معاند أو أي شيء من هذا القبيل ، وأيضا لقد أدعى القوم بالقول لقد أشبعت هذه القضية بحثا ونقاشا وكثير من علمائنا سواء المتآخرين والمتقدمين أثبتوا عكس قولهم . أي أن الارض ثابته لا محالة ، ورغم ذلك لا يجدون في أقوال السلف ما هو مثير أو جذاب ، لأن القرآن أنرله الله بلغة العرب وكان الصحابة يفهمون هذا الكتاب لأنه بلغتهم وهم أعلم الناس بالقرآن الكريم دون سواهم بوجود الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد تحدثوا كثيرا في كل قضايا أتت في القرأن الكريم ، وفي الاخير يقول البعض العلم أثبت ذلك .
العلم عندما يثبت شيء لا يزيد من الإيمان أو ينقص لأن ذلك الاثبات ورد أو ذكر في القرآن ، وصار العلم ساحة للبدع والتضليل والكذب ومنها قول أن الأرض تدور حول نفسها .
سوف أغلق هذا البحث بدليل صريح وواضح فمن آمن به كما أمنا به فقد أهتديتم . فلا مجال لقول قد كفر من قال كذا أو كذا ، فذلك شأن الله فيه . والله الهادي لسواء السبيل .
في سورة النمل آية 61 قال الله تعالى :
" أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا ..... " الآية
تفسير ابن كثير
يقول: { أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا } أي: قارة ساكنة ثابتة، لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة، بل جعلها من فضله ورحمته مهادًا بساطًا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك، كما قال في الآية الأخرى: { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } [غافر: 64].
تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: أعبادة ما تشركون أيها الناس بربكم خير وهو لا يضرّ ولا ينفع، أم الذي جعل الأرض لكم قرارا تستقرّون عليها لا تميد بكم(وَجَعَلَ ) لكم(خِلالَهَا أَنْهَارًا ) يقول: بينها أنهارا(وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ) وهي ثوابت الجبال،
تفسير ابن عاشور
{ أم } للإضراب الانتقالي مثل أختها السابقة . وهذا انتقال من الاستدلال المشوب بالامتنان إلى الاستدلال المجرد بدلائل قدرته وعلمه بأن خلق المخلوقات العظيمة وبتدبيره نظامها حتى لا يطغى بعضها على بعض فيختل نظام الجميع .
ولأجل كون الغرض من هذا الاستدلال إثبات عظم القدرة وحكمة الصنع لم يجيء خلاله بخطاب للمشركين كما جاء في قوله في الآية قبلها { وأنزل لكم من السماء ماء } [ النمل : 60 ] الآية ، وإن كان هذا الصنع العجيب لا يخلو من لطف بالمخلوقات أراده خالقها ، ولكن ذلك غير مقصود بالقصد الأول من سوق الدليل هنا .
والقرار : مصدر قرّ ، إذا ثبت وسكن . ووصف الأرض به للمبالغة ، أي ذات قرار . والمعنى جعل الأرض ثابتة قارّة غير مضطربة . وهذا تدبير عجيب ولا يُدرك تمام هذا الصنع العجيب إلا عند العلم بأن هذه الأرض سابحة في الهواء متحركة في كل لحظة وهي مع ذلك قارّة فيما يبدو لسكانها فهذا تدبير أعجب ، وفيه مع ذلك رحمة ونعمة . ولولا قرارها لكان الناس عليها متزلزلين مضطربين ولكانت أشغالهم مُعنتة لهم .
ومع جعلها قراراً شقّ فيها الأنهار فجعلها خلالها . وخلال الشيء : منفرج ما بين أجزائه . والأنهار تشق الأرض في أخاديد فتجري خلال الأرض .
والباحث يا أخوان عندما يدعي بشيء وخصوصا في أمور العقيدة يقيم الدليل وإلا سيرد عليه ، وهذه من نعم الله على آهل السنة والجماعة ، لا شيء يذكر إلا بدليل "قل هاتوا برهانك إن كنتم صادقين" سورة البقرة .
فعندما يقول أحد ما أن الأرض تتحرك أقول له هات برهانك إن كنت صادق ، فلا يعتد بآثر بشعر أو صورة أو الدراسة الفلانية تثبت ذلك أو قول فلكي أو فيزيائي . فلا مجال للتلبيس والتدليس في ذلك .
أنا من خلال كتابة الموضوع أريد ربط الامور ببعضها وليس خلط كما نوه أخي في الرد ، ولكن الامور مرتبطة فعلا ببعض .
قال الله تعالى : "
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ"
لقد وردت تفسير سراج ، لأخبر القاريء بما أرى ورأي صحيح يحتمل الخطأ ، ولكن أقرائها من الآيه من خلال منهج القرآن الكريم في ترتيب الأشياء على حسب أهمية الشيء ، فأريد اخباركم بأن الشمس هي اصغر من الأرض لأن الترتيب جاء من الأكبر مرورا بالأصغر . ولها سند في الصحيح ولكن السؤال من يقتنع في ذلك إلا أن يطلع عليكم الفلكي فلان وعلان . ولكن لمزيد منها أحاديث حملة العرش من ضمن من في السموات .
وعندما اكتب أقوال التفاسير أريد منكم أن تعرفوا أن ما وصلت إليه ولله الحمد والمنة جئت به من أقوال السلف وأيضا وصل إليه العلماء المتقدمين والمتآخرين جزاهم الله خير ورحمهم الله وجعلهم في فسيح جناته . حتى لا يجادلني احد من أين أتيت بالأستنتاج كذا وكذا ، فكلهم لم يأتوا إلا من هكذا في البحث والتدقيق . ولكن اكتب لكم الملخص .
والحمد لله رب العالمين .
بجواب دوران الأرض أم دوران الشمس .
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
