’
وهل آكتَسيتُم ذآت يوم ردآء وجَع .. !
عندمَآ تتدثرُ بغطآءٍ من شوقٍ إليْهم ، ويلفحُك زمْهرير بُعدهم ،
وتُصبح مآهِرآ في الكتمآن حتى عَن أعز رفآقِك ..
أن تستيقظَ صُبحآ ..
تحضر قَهوتك ، وأُغنيتك المُفضلة
وترفعَ الصَوت إلى أعلَى درجآتِه ، وتجلِس علَى كُرسيك الخَشبيّ المُتأرجح کـ أنْت ...
وتبدأ بالإستِمآع ..
" آهٍـ علَى الآيآم ..
لمْ تُبقِ إلآ كَلآم
مآضٍ هَوى ، وتأوهَآ ، وتحَسرآ
لآ ..
أنَآ لنْ أُحب سِوآهْـ
لمْ يُبقِ منّي هوآهْـ
شجَرآ بدآ فِي القَلب منه تَصحرآ ... ! "
وكأنّك عقدتَ آتفآقَآ مع مَروآن ليًبكيكَ بمعزوفَته أبَد الدهرْ ..
تُعذبك كلمآتُ الآغآنِي كَثيرآ ، ويَسري الدمْع علَى آهْدآبك مُختلطآ بِسوآد خَيبة ..
مُسورةٌ عينآك بِدوآئر قآتِمة ، وترتجفُ أنآملكَ كالمَرضَى ..
عُذرآ .. أنتَ مريضٌ بالفعلْ !
مريضٌ بِ الحَنين ، ومُثقل بالخَيبآت ،
وقلبكَ وآقعٌ علَى جُرف هآوية
ينتظرُ نفخةً من قدرٍ ليَهوي آشلآءً !
تتأملُ فنجآنَ قهوتك الفآرغْ ..
تتذكرً يومَ قرأت لكَ إحْدى العَجآئز فِنجآنك ..
رتَبت علَى كتفك يومهَآ بأسىً وقآلتْ :
أقدآرك يآ بُني محآطةٌ بوجَع ..
ودهْرك مغطىً برمآلِ خُذلآن ..
كسرتَ الفِنجآن يومهَآ ، وتجآهلتْ . .
لرُبمآ صدقتْ تلك المَرأة !
يقولُون : إنّ الشقاء يعرفُ كيفَ يختارُ صفآتِه ،
لهذآ آختآركَ إذآ ..
شقيّ أنت بحجْم المَجرة أو أكْبر !
كُلمآ رأيتَ سعآدةً ركضتَ خلفَهآ لآهِثآ ، وحينَ تصلْ يصدمُك السّرآب !
لآ سعآدةَ مكتوبٌة لكْ ، أنتَ في قآئمةِ المَوتى ،
تنتظرُ أنْ يسْتردوآ جسَدك بعدَ أنْ غآدرتْك الرُّوح !
تتفآءلُ كل مرةٍ بالغَد ، فيُهديك الغَد بشروقِ شَمسه بركآنًآ ينفجرُ في وجهِك
فيخلفَ دمآرآ ، و رمَآدآ فقطْ ..
أعلَمُ يآ سَآدة ..
تُتمتمُون بأنّ حرفِي أسودٌ وعقِيم ، ويثيُر آشمئزآزكُم ..
لكن " كُل إنآءٍ بَمآ فِيه ينضَح "
فكيْف تُريدون لليآسَمين أن ينبتَ فِي الرّمآد !
-