قليلا من الإنصاف من أجل الوطن( للكاتب: محمد الشيخ
منذ ان اعلن منتخبنا الوطني عن تأهله رسميا لمونديال المانيا في السابع عشر من اغسطس في العام الماضي بعد فوزه على كوريا الجنوبية في سيؤل بهدف محمد العنبر وليس لنا نحن السعوديين إلا تقريع المنتخب بكل صنوف النقد اللاذع .
٭٭ قرابة تسعة اشهر منذ اعلان التأهل وحتى اليوم , ولا زالت مفردات النقد هي ذاتها لم تتغير وكلها تكاد تنصب في قناة التشاؤم، رغم تغير كثير من الامور المحيطة بالمنتخب، وكأن الشارع الرياضي السعودي قد آل على نفسه الا يخرج من هذه الحلقة المفرغة.
٭٭ في اعتقادي ان مثل تلك النقودات المحبطة والتي غلفت الجو العام المحيط بالمنتخب لها من التأثير ما يفوق الجانب الفني , بل اكاد اجزم ان منتخبنا حتى لو كان في أتم استعداداته وكامل عافيته وهو يعيش وسط هذه الاجواء فانه لن يستطيع ان يخرج من دوامته.
٭٭ للاسف الشديد اقولها ان ثمة كتابا ومحللين بيننا يكادون يكونون هم عرابو التشاؤم حول مصير الاخضر في المونديال حيث كانوا ولا زالوا يغذون الوسط الرياضي بافكار تثير القلق والخوف في نفوس محبي المنتخب واخشى ما اخشاه ان يتواصل الامر حتى قبل مواجهتنا لتونس بسويعات.
٭٭ إنني لا ابشر بحضور مبهر للاخضر في المونديال وإن كنت لا استبعد ذلك لكنني ضد استمرار مسلسل الاحباط الذي لا زال يتفنن البعض في عرضه خاصة وان مثل هذا المسلسل الهابط يصل بثه بصورة او بأخرى للاعبي المنتخب إن بصورة أو بأخرى وهو ما قد يلقي بظلاله على عطاءاتهم في المونديال.
٭٭ قد لا اكون مبالغا ان قلت اننا من أكثر شعوب العالم جلدا للذات وهو ما اكد عليه سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز في حفل جريدة «الرياض» السنوي الاخير حينما خاطب جموع الاعلاميين الذين تواجدوا في الحفل حيث حذرهم سموه من مغبة ذلك، واذا ما اسقطت ذلك الكلام على واقعنا الرياضي المحلي فإنني اجده مطابقا تماما .
٭٭ هناك من يعتقد ان جلد الذات هو البوابة الاولى لتصحيح الاخطاء والحقيقة غير ذلك لان التفنن في ذلك واستمراء التعاطي معه قد يؤدي إلى كثير من الاحباطات التي يصعب الخروج منها وهذا ما لا نريده لمنتخبنا وعلى من يعتقدون ذلك ان يلتفتوا يمنة ويسرة ليروا ان ثمة منتخبات قريبة منا كانت في يوم متسيدة الساحة الخليجية والعربية فيما هي اليوم في الصفوف الخلفية وليس أدل على ذلك منتخبي الكويت ومصر .
٭٭ وعلى العكس من ذلك نجد المنتخبات العربية في شمال افريقيا، فعلى الرغم من انها لم تسجل حضورا عالميا يفوق حضور الكرة السعودية، فهي في ذات المصاف او اقل على هذا الصعيد، إلا ان الملتفين حول هذين المنتخبين بكافة شرائحهم تراهم يتعاطون معهما بصورة تكاد توحي إلينا بانهما من منتخبات الصفوة في العالم , بدليل ان ثمة من هم بيننا لا يفرقون بين تونس واسبانيا واوكرانيا فهم يرون المنتخبات الثلاثة في كفة ونحن في كفة اخرى .
٭٭ قبل يومين كان لي تحقيق عن مواجهة منتخبنا ونسور قرطاج، وكان الهدف من ذلك التحقيق استقراء نظرة الشارع الرياضي التونسي لهذه المواجهة، فهالتني تلك النظرة حيث وجدت ان ثمة تفاؤلا كبيرا بحضور تونسي مبهر في المونديال على الرغم من تحفظات الشارع التونسي على امور كثيرة في المنتخب وفي مقدمتها مدرب المنتخب الفرنسي روجيه لومير، وادركت ان ذلك التفاؤل انما الهدف منه هو تعزيز الثقة في منتخب بلادهم .
٭٭ نحن - حقيقة - بحاجة إلى تجاوز هذه النظرة التشاؤمية المفتعلة في كثير من جوانبها حتى نضمن على الاقل حضورا لمنتخبنا يليق به، وإنني على ثقة باننا اذا ما صححنا المسار قبل ان يسدد لاعبونا كرتهم الاولى في المونديال فإن الامور ستكون افضل بكثير خاصة وان الدعم الرسمي يفوق الشعبي وتلك حقيقة اخرى فكلنا استشعر اهتمام القيادة السياسية بالمنتخب وعلى راسها خادم الحرمين الشريفين، وكذلك الاهتمام المباشر من القيادة الرياضية ممثلة في سمو الامير سلطان بن فهد وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل، وهذا كاف لان نقول للمتشائمين والمثبطين .. قليلا من الانصاف من اجل الوطن!.