أحيانا تكون المشكلة في فهم و تفسير البعض للأمور بسبب أمور دفينة في دواخلهم تحجب عنهم رؤية الحقيقة فإنني مهندس مدني و اعرف ما يدور في السعودية و في الدول العربية الأخرى و لدي القدرة على تقييم المستوى الحضاري للبلدان
و إنني أقوم بكتابة و نشر هذه المقالات ليس من باب التسلية و تضييع الوقت و لكن من باب القيام بواجب الجهاد الفكري ذو الأهمية الكبرى و الضرورة القصوى حيث اشعر بخطر كبير قادم فلو تمكن الأعداء من هدم هذا الحصن المتبقي من حصون الإسلام - لا سمح الله – فستهوي الأمة في واد سحيق لا يعلم مداه إلا الله
هذا الحصن هو بلاد الحرمين الشريفين التي فيها قبلة المسلمين و مقدساتهم والتي منها نبع العروبة و الإسلام
والتي قال عنها الكاتب طه حسين :إن لكل مسلم وطنان الأول الذي يعيش فيه و الثاني المقدس و يقصد السعودية
فالسعودية هي الوطن الثاني لجميع المسلمين
و السعودية ليست بحاجة لمدح أحد و لا يضرها ذم احد فقد أغناها الله عن الخلق فوهبها خيري الدنيا و الآخرة فالدول العظمى تخطب ودها لأنهم يعرفونها جيدا أكثر مما تعرفها الشعوب العربية
و المستفيد من معرفة التجربة السعودية الناجحة هي الأمة العربية و الإسلامية و نجاحها دليل قاطع على أن الإسلام صالح لكل زمان و مكان لأن التجربة خير برهان فهي وصلت إلى ما وصلت إليه من التقدم و الحضارة و قوة الاقتصاد و المكانة بفضل تحكيمها شرع الله
فالشعور الطبيعي و السليم لأي مسلم أو عربي الاعتزاز بأي ايجابية فيها و في إي بلد عربي
و لكن ما تفسير انزعاج البعض من ذكر السعودية بخير و إنكار أي ايجابية تخصها ولو كانت صادرة من مراكز أبحاث متخصصة في الدول المتقدمة و اتهام أي جهة تذكر هذه الايجابيات
و شعورهم بالنشوة و كأنهم وقعوا على صيد ثمين عند التقاطهم أو سماعهم لأي خبر أو إشاعة تطعن في السعودية و لو كان مصدرها صحافة الأعداء و قيامهم بنشر هذه الإشاعات بكل ما أوتوا من قوة