محمد سليمان البلوي..
شخصيه .. عجزت عن كيفية تناولها من خلال تسليط الضوء على جوانب هذه الشخصية الفذة !!
ففي هذا الرجل جوانب مضيئة .. لا أبالغ إن قلت.. أن شباب وفتيات الخفجي بكل توجهاتهم واختلافاتهم الفكرية .. هم بحاجه للتعمق بها .. ودراستها والاستفادة منها حتى تستمر الري اده .. ونصنع جيل يكون له السبق في كل مجال.. ونظمن أن المنافسة لن تنقطع بسبب ( الفجوة ) التي تظهر في مابين الأجيال !!
لهذا الرجل مآثر كثيرة .. قد يعجز الوصف أو التعبير عنها.. وفي تناولي لها .. سأحاول أن أجاري مآبها من عظمة.. أفرزتها سنين الشقاء.. وصقلتها نواقيس النجاح !!
للرجل ( كاريزما ) خاصة .. تجبر كل من سعد بالجلوس معه .. في آن يصرخ معبراً عن دهشته .. من كيفية تناوله ( للأمور ) .. وبعد نظره في معالجته لجل القضايا التي شاء القدر أن تعترض طريقه أو تعرض عليه !!
الرجل لايسمع ولا يرى ولا يتنفس إلا ( النجاح ) .. لذا يعترف له الكل بأن لديه ( خلطة ) خاصة للنجاح ..أساسها ( الجهد ) و ( العمل ) و ( الرقي بالفكر ) كانت هي سبيله وانسيه في كل سنوات عمره ( المديد ) !!
لدى ( أبو رياض ) إراده حديديه .. جعلته لايتوانى عن ( قفز ) كل المعوقات التي إعترضت طريقه .. ولا يرى في هذه المعوقات إلا ذكرى.. تفعل معه فعل الوقود وتقوده من إنجاز .. إلى إنجاز ومن.. نجاح .. إلى نجاح !!
مساحة الأفكار .. في شخصيته .. لها بداية .. ولا ابخسه حقه .. حين أقول.. وليس لها نهاية !!
فبعد تركه لوظيفته .. في القطاع الخاص .. والذي كان نعم ( القائد ) به .. من خلال تدرجه في المناصب .. ونجاحاته في كل ما أوكل إليه من أعمال .. آبى آن يجعل تركه للكرسي وللمنصب هي نهاية ( المعركة ) بل جعل النهاية .. بداية لحياة جديدة قرر خوضها بفن ( الاداره ) التي برع بها .. وتوج براعته فيها بشهادة الماجستير .. والتى أنظمت وبكل فخر لــ ( أطنان ) الشهادات التي حصل عليها في مسيرته العلمية والعملية !!
لايؤمن بـ ارتباط العمل ( في خدمة المجتمع ) بمنصب .. أي آن سعادته تتعاظم في تقديمه لكل ما يستطيع بدون حاجته لــ ( منصب ) يدعم مايقوم به !!
يصاب بالهم .. حين يرى تعثر برامج السعودة .. ويشعر بــ ( الغبن ) حين يعلم آن هناك من التجار ومن الشركات من يرى السعودة .. كــ كابوس .. يجب ا لتخلص منه !!
العمل الجماعي .. العمل الجماعي.. وما ادراك ما لعمل الجماعي .. لديه قدره عجيبة في تحفيز الآخرين لمواكبة طموحاته ورؤاه .. ولا يعتبر نفسه انه يسير في خارج حدود السرب.. إن لم يكن هو السرب فعلا ً !!
إن السعودة في .. أجندته .. مسؤلية وعمل .. لا شعارات يتغنى بها .. أو كلام يقال للاستهلاك الإعلامي .. بل حقيقة .. ويتعامل معها كأمر واقع .. هذا التعامل يراه .. خدمة لوطنه وأبناء وطنه .. وفي نفس الوقت يتعداها إلى وجوب الإيمان بها كحل استراتيجي لغالبية المشاكل التي تواجه الشباب وتقف عائقاً لهم .. أمام تحقيق طموحاتهم .. وحتى نصل لنتيجة أن يكون هذا البلد حاظناً لأبنائه .. صانعاً لنوابغه .. التي تظمن لنا الاستمرار في مواقعنا المتقدمة والتى ما وصلنا إليها إلا من خلال تمسكنا بديننا وبشريعتنا الغراء !!
في ميادين هذا الرجل .. مساحات واسعة .. يجب أن نشير إليها .. ومن الظلم تجاوزها .. أو عدم الالتفات إليها .. فعقليته الاستثمارية .. لم تكن وليدة اليوم ..بل هي قديمه كقدم ( أسرته ) التي جعلها هي الاستثمار الأمثل وأبعدها عن كل المخاطر ( الهامشية ) وفي ذات الوقت اعتبر أبناء هذه العائلة هم ( السلاح ) الذي سيبلغ به القمة !!
مارس التنوع في توزيعه .. ( لتخصصات ) أبناءه .. وهذا الأمر لم يكن اعتباطياً أو خرج من رحم المزاجية .. فــ للرجل رسالة لن تكتمل معالمها إلا بجيل جديد يظمن له آن النجاح سيتواصل .. وينتقل بــ جيل لديه من الخلق والعلم الكثير والكثير .. جيل يكون هو نعم الموجه له وفي ذات الأمر يجعل له الفرصة في أن يبادر.. ويغامر ليصنع ملامح مستقبله !!
أن تكون ناجحا في عملك .. هذا شيء جيد .. وان تكون ناجحا في عملك وفي بيتك.. فهذا شيء يحتاج لجهد.. أما أن تكون ناجحا في عملك وفي بيتك وفي تجارتك .. فهنا من الجحود آن لا نقول عنك ( عبقري) .. فعبقرية النجاح كانت له كالسيف في مواجهة ما أسماه مجازاً ( الفشل ) !!
للرجل فلسفه استثماريه .. بدأها في أبناءه .. ولن تنتهي في استثماره في مجال التعليم .. ذلك المجال (الشائك ) .. ولكن في نظر هذا الرجل يتحول شوك ( التعليم ) إلى ورود حقيقة .. فمن خلال هذا المجال يحق له أن يعمم تجربته في التربية والقيادة وصناعة النجاح.. وينقل لكل من أراد أن يغير من منهجيته.. في أن يستمتع بفن الحوار وبقوة التواضع وانسجام الفكر المرتبط مع صدق الأفعال !!
القمة أراها في تعاطيه مع حقيقة التعليم بعيدا عن الاستثمار كــ ( ربح ) فمن خلال إدارته لمجموعه من المدارس والمعاهد .. أكاد اجزم أن الربح يقع في آخر سلم أولوياته .. والسبب في ذلك رؤيته .. وتفريقه مابين الاستثمار في التعليم كتجاره ومابين الاستثمار في العقول كهدف .. ولهذا التوجه أبعاداً تربويه أكثر منها أبعاداً ربحيه !!
الكثير من رفاق دربه .. تركوا الخفجي حين إنتهى ارتباطهم بها .. ولكن ( ابورياض ) رفض أن يغادر هذه المدينة .. وأصر إلا أن يبادلها الوفاء.. بالوفاء وتبادله الحب .. بالحب !!
في كل زوايا ( الخفجي ) تجد له بصمه .. استطاع بكل ( تواضع ) أن يوجدها .. وان يجبر الآخرين على أن يقتفون آثره في ممارسته ( لفن ) إلاداره .. ولصناعة النجاح !!
وهاهو.. يساهم بكل .. ما لديه في عملية ( التحول ) الحضاري التي نراها في الخفجي .. ويساعد الآخرين في توزيع أفكاره ( النيرة ) عليهم !!
يؤمن آن الحوار هو الوسيلة ( المثلى ) للتقريب مابين الأجيال .. لذا هو يمارس الحوار بفن لايليق إلا به .. ويدعمه بـ أدب جم .. يسهل على محاوره أن ( يشرب ) الفكرة .. وبدون ( تذاكي ) من المتلقي !!
أصالته تتجلى في أحلى صورها حين نعلم أن ( المثالية ) هي ديدنه في ( التعامل ) مع الآخرين وتواصله مع كل الفئات ( العُمريه ) محتفظاً بكونه ( قدوه ) و ( معلم ) وقبل هذه وتلك ( إنسان ) له ماله .. وعليه ما عليه !!
( البِر ) في مفهومه .. هو أن تكون ( وفياً ) لمن هو آهل للوفاء .. وعلى الرغم من آن والدته تركته وانتقلت إلى رحمة الله و قد أسبغت عليه رضاها ودعاءها المتواصل له بأن يرزقه الله تعالى الجنة لبره بها .. إلا انه مازال يحن لذكراها.. ويتساءل فيما بين الفينة والفينة .. هل كنت الابن البار بها .. الوفي لها .. الابن الصالح الذي مـــا ( فتئ ) يدعوا لها .. شواهدي تقول .. نعم !!
وبين بره بوالدته وبر أبناءه به .. نشاهد ( السمو ) في هذه العلاقة الانسانية المتبادلة .. ولو بحثنا قليلاً في جوهرها .. لوصلنا لنتيجة مُفََادُها ..
( إن الله إذا أحب عبداً... نادى يا جبريل .. إنى أحُب فلان فأحبه...فينادى جبريل في ملائكة السماوات السبعة... يا ملائكة السماوات السبعة... إن الله يحُب فلان فأحبوه...ثم يلقى له بالقبول في الأرض ) !!