اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2010, 05:51 AM   رقم المشاركة : 21
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 






الوصية الخــامسـة ..

العقــل زينــة

قال تعالى :
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )
" الحج : 46 "

وقال سبحانه :

( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
" يوسف : 2 "

وجاء في الأثر :

أول ما خلق الله العقل ، فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبِر فأدبر ،
فقال سبحانه : وعزتي وجلالي ما خلقت أفضل منك .
بين الإنسان والحيوان فرق واحد تنبثق عنه كافة الفروق .
ألا وهو العقل . أعظم مخلوقات الله على الإطلاق .
هو مناط العلم والتكليف والحساب . بدونه يصبح الإنسان حيواناً
تسيره غرائزه الحيوانية وبه يتنقل الإنسان إلى المرتبة الأعلى
بين مخلوقات الله ،
والعقل آلة المعرفة ومنشؤها ومبدلها ومطورها .
وكبقية الأعضاء وضع الإسلام له قوانين وتشريعات و أنظمة
تليق بمستواه وتضعه عند حدوده وتستفيد من كل طاقاته المخبوءة فيه .

لذا فالعقل زينة الإنسان وهو دليله في البحث والعمل وسراجه في
الظلمات ونجمته الهادية في عتمات الليالي الدهماء .

والمسلم الذي يوصله عقله على أسمى المعارف وأشرفها ،
ويدله على خالقه دلالة اليقين و الاهتداء ،
يجعل من عقله هذا وسيلته للسير على الطريق القويم
لأنه يعلم أن هذا العقل هو مناط التكليف وان المسلم سوف
يؤاخذ إذا لم يستخدم عقله استخداماً كاملاً ليصل به إلى
النتائج المرجوة لزيادة الإيمان وتعميق اليقين .
لذا قرن القرآن عملية التفكر في خلق الله بالنتيجة المحتومة
وهي الإيمان وجعل هذه العملية دلالة العقل السليم وانه ما لم
يصل المرء إلى هذه النتيجة فهو لم يستخدم عقله بالشكل السليم ..

قال تعالى :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
" آل عمران : 190 - 191 "

إنهم أولوا الألباب الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض
ويصلون إلى نتيجة واحدة هي : ربنا ما خلقت هذا باطلاً ..

إنه الإيمان بأن الله لا يخلق شيئاً عبثاً ..

وأنت أيتها الأخت المسلمة :

أين أنت من هذا كله ؟

أنت و الرجل سواء . كلاكما مكلف بالتفكر والتدبر والوصول
إلى هذه النتيجة اليقينية ، لكي يتعمق الإيمان في أرواحكم
ويتغلغل اليقين ويزداد القلب ثباتاً وتمكيناً فلا تهتز جدرانه
ولا تنهار قواعده . أنت مكلفة كشقيقك الرجل .
فاليقين يقين يحمله الجميع ، رجلاً كان أو امرأة .
والإيمان إيمان يعتنقه الطرفان دون فروق
لأن التكليف بعد ذلك تماماً يتساوى للطرفين .
والحساب يوم الدين على هذه الأمور أيضاً للطرفين على حد سواء .

أختي المسلمة ..
لا عمل بلا إيمان ، كما لا إيمان بلا عمل .
وكلاهما العمل والإيمان لا يحصلان بدون العقل النير
الموصل لليقين القوي .

فاعملي على أن يكون عقلك مكتملاً ناضجاً فاعلاً متجهاً
صوب الحقيقة و الإيمان المثمر .
و ستجدين نفسك مع المسابقات المقربات من الصحابيات
المؤمنات اللواتي ما اتبعن الهدى إلا بعد أن استقر في عقولهن
استقرار الجبال الرواسي .لهذا السبب نقول لك دائماً :
العقل زينة ..

فليكن عقلك زينتك وحاديك إلى دروب الهدى واليقين ..


يتبع ...













رد مع اقتباس
قديم 04-06-2010, 05:55 AM   رقم المشاركة : 22
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 


الوصية السـادسـة ..
أفضل من صحابية

قال تعالى :

( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ
النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِك
َفَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) " المطففين : 22 - 26 "

وعندما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن آخر الزمان
أخبرهم أن هناك أناساً يأتون في آخر الزمان يعملون بسنته و يلتزمون
بنهجه و يتمسكون بالدين في مواجهة الفتنة . و كان فيما أخبرهم به
صلى الله عليه وسلم أن قال أن للعامل من هؤلاء بالدين أجر سبعين صحابياً .
و اندهش الصحابة لهذا الفارق الذي يجعل من أولئك الناس أفضل منهم
فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن السبب هو أنهم لا يجدون على
الخير أعواناً ، بل يجدون المنع والفتنة والاضطهاد .
بينما يجد الصحابة في عصر النبوة على إيمانهم و دينهم أعواناً كثرا ،
وحسبهم أن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد جاء الإسلام بين أمة العرب في الصحراء فحاربه الناس و لكنه في غضون
سنوات قليلة استطاع أن يملأ قلوب الناس بالإيمان و أن يجمع حول نبيه
مجموعة طيبة من المؤمنين الذين فتنوا عن دينهم فصبروا وحاربهم الناس
فثبتوا و ما هي إلا سنوات قليلة أخرى حتى هاجر هؤلاء المؤمنون مع نبيهم
صلى الله عليه وسلم إلى يثرب و أقام دولة الإسلام ليحمي المؤمنين الذين
وجدوا فيها مكاناً آمناً يعبدون فيه ربهم ، و يدافع عنهم جيشهم ضد الفتن والغزو ،
و بعد سنين معدودة أضاء الإسلام جزيرة العرب كلها وبدأ يستعد للخروج
هادياً الناس مبشراً بكلمة الله . وفاتحاً البلدان . و كان المسلمون والمسلمات
يعيشون في كنف هذه الدولة الفتية لا يعانون من الخوف والفتنة ..
وعندما استدار الزمان وانقلبت الأمور وبدأ الإسلام ينحسر من البلدان التي
فتحها ومن نفوس الناس أيضاً وخاض المؤمنون حروباً ضارية ضد الشيطان
وأعوانه متمسكين ما استطاعوا بدينهم ثابتين على الهدى ..
وكانت الأمور تسوء وسادت جاهلية القرن العشرين بما حملت
رياحها السموم من تغييب للإيمان ومحاربة لأهله بنشر الفتن والفساد .
ووجد المسلمون أنفسهم أقلة ضعافاً يطاردهم أعداؤهم ويفتنونهم
عن دينهم ويفسدون في الأرض . لقد افسدوا النساء و الأولاد و وضعوا لهم
أنظمة و قوانين لا تمت للإسلام بصلة و أجبروهم على إتباعها ..
و في هذه الأثناء و من خلال كل هذه الظلمات التي تراكمت بعضها فوق بعض ،
ظل هذا الدين حياً نابضاً في قلوب فتية لم تغوهم الحياة الجديدة
ولم تضلهم الأفكار الكثيرة ...

قال تعالى:

( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) " االكهف "

حملوا دينهم في قلوبهم وحياتهم وقبضوا عليه بكل صبر واحتمال كما
وصفهم نبيهم أنهم كانوا يقبضون على دينهم كما يقبضون على الجمر .

لقد عاد الإسلام غريبا ً كما بدا .
و لكن غربته الثانية اشدّ و اعتي و أكثر قسوة و إيذاء من غربته الأولى .
والناظر لأحوال المسلمين و المسلمات يرى كم من الأذى و الفتنة
و الاضطهاد يتحمل المسلمون من أجل دينهم في مواجهة جاهلية لا ترحمهم .
تطاردهم في كل مناحي الحياة و لا تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم و عبادة ربهم ..
ألا يستحق هؤلاء من الأجر عند الله الذي لا يضيع لديه شيء بمقدار وما تحملوا ؟ .
ولأن كل شيء بأجر و مكافأة . ولأن الأجر قدر المشقة .
فإن أجر هؤلاء الصابرين المرابطين سيكون فعلا أكبر بكثير من أجر
الصحابة الكرام الذين نزل فيهم الدين ورأوا نبيهصلى الله عليه وسلم
ومعجزاته أمامهم وشهدوا انتصاراته وتطبيقاته في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم .

وأنت يا أخت الإسلام ..
لك أكثر بكثير مما للصحابيات الطيبات إذا أنت التزمت بهذا الدين
في خصم هذه الجاهلية . تمسكت به رغم الفتن والمغريات
وتشبثت بحبل الله المتين . إن التنافس بين المسلين والمسلمات
على نيل المزيد من الأجر ورضااللهومحبته .
بالتزام أوامره والصبر على المكاره التي تصيب المؤمنات في هذا العصر ..
فإذا صبرت وتمسكت بدينك فإن البشرى قد وصلت إليك لأن لك من الأجر
أفضل من سبعين صحابية .. بإمكانك أن تكوني أفضل منهن إذا أنت آمنت
إيمانا ً لا لبس فيه ولا شك ولا زيغ , وعملت بما فرض الله عليك من فرائض
وانتهيت عما نهى عنه . وصبرت على الفتن والإغراء والإثارة والاضطهاد ..
وكنت كالقابض على الجمر تحتملين كل شيء وتستعينين بالله .
وتربين أبناءك جيلا ً مسلما ً مؤمنا ً فبشرى لك من..
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حين ،،

قال : (( طوبى للغرباء )) ..
فهل عرفت كيف يكون التنافس و إن بإمكانك الفوز بالدرجات العلى في
الجنة وأنك عند الله تعالى فعلا ً ستكونين أفضل من صحابية؟.


يتبع ...
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..












رد مع اقتباس
قديم 05-06-2010, 09:44 PM   رقم المشاركة : 23
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 


الوصية السـابعـة .. لا ..
لست راهبة

قال صلى الله عليه وسلم :
( لا رهبانية في الإسلام) .

وجاء ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاخبره احدهم أنه يصوم الدهر ولا يفطر وأخبره الثاني
أنه يقوم الليل كله ولا ينام ,
وأخبره الثالث أنه لا يقرب النساء ..
وقد جاءوا إليه مهزولين متعبين من العبادة الكثيرة التي
أستلّت صحتهم وهدمت أرواحهم وتركتهم بلا قوة ولا حول ..
وقد كان هؤلاء يظنون أنهم بهذا يتقربون إلى الله عزوجل
وترتقي درجاتهم عنده ..
فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يفعل
مثلهم وهو نبي ولا يصلي ولا يصوم كما يفعلون ..
وإنما هو بشر مثلهم يصلي ويقعد ويصوم ويفطر ويتزوج النساء ..
وأن حياة المسلم ليس فيها كل هذا التشدد ,
وأن هذا المنهج ليس مطلوبا ً في الإسلام ,
وأن هذا الدين يعتبر الإنسان وملكاته وغرائزه ومطالبه شيئا مهما ً,
وأنه إذا أراد أن يكون مقبولا عند الله فإن عليه أن يعيش حياة طيبة
لا عدوان في تفاصيلها على جسد ولا وقت ولا روح .
وأن العبادة الكثيرة والمرهقة هي اعتداء على النفس والجسد
والوقت وحرمان للزوجة والأولاد والأهل ,
بل وللمسلمين جميعا ً,
من طاقات المسلم التي يجب أن يستغلها في شؤون مهمة
لنصرة هذا الدين والقيام بأعباء الحياة اليومية .

ولكِ أن تتخيلي يا أختي المسلمة لو أن الرجال المسلمين
فعلوا مثل أولئك النفر وغرقوا في العبادة بتلك الطريقة ,
ما الذي سيحدث للأمة الإسلامية التي تواجه الغزو الفكري
والحضاري والفتن بكل أشكالها وألوانها , وتتعرض في كل يوم
لهجمة مريرة تستهدف دينها وحضارتها..
ويواجه المسلمون هذه الهجمات بمثل هؤلاء النفر من
المتعبدين الذينلا حول لهم ولا قوة ....؟

إن منهج هؤلاء النفر ليس هو منهج الإسلام وطريقتهم ليست
هي طريقة الإسلام . وهم ليسوا قدوة صالحة عند المسلمين
ولكن قدوتهم الحسنة في رسولهم صلى الله عليه وسلم
والذي بين أن على المسلم أن يكون قويا لمواجهة الأعداء ,
فيصوم ويفطر ويقوم ويقعد ويتزوج وينجب ويربي أولاده وبناته على الخير .

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
" الأحزاب "

إن الإسلام لا يهرب من مواجهة الحياة ولا يتراجع أمامها.
ويحافظ دائماً على جوهره ونقائه مهما اشتدت حلكة الظلام .
لذا حارب الإسلام بشدة كل النزوعات التي يميل بها بعض
الأفراد للانسحاب من مواجهة الحياة بالرهبنة والعبادة .
وجعل مهمة المسلم هي أن يخوض الحياة ويجربها ويغامر
في اكتشافها ويسير في الأرض يعيش بكل ما يمكنه ذلك
ويعمل للدنيا عمل من يعيش أبدا , وفي الوقت نفسه
يعيش لأخرته كأنه سيموت غدا. من هنا جعل الإسلام
لكل عمل يعمله المسلم أجراً واعتبره جزءا من عبادته
لله عزوجل ,

فقال صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه:

( إن في بضع أحدكم لأجرا ً ,
قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته
و يكون له فيها أجر ؟.
فقال صلى الله عليه وسلم :
أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر ؟

كذلك لو وضعها في حلال كان له أجر
).

فلا تغترييا أخت الإسلام بكلام أولئك الذين يريدون للمرأة
أن تترهبن في بيتها وينحصر عالمها بين الجدران فيضيق بها الأفق .
بل عليك أن ترفضي منهج الرهبنة الخبيث الذي يفرضه المتخلفون
المهزومين أمام زحف الجاهلية على المرأة المسلمة ,
وعليها أن تواجههم برغبتها في الإقتداء
برسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي عاش حياته كاملة غير منقوصة ولم يسمح لأتباعه
بالانزواء في زوايا العتمة خوفا من مواجهة الجاهلية.

إعلمي إنكِ لم تخلقي لتحشري كالفئران في الجحور المعتمة
لكي تصلي وتصومي فقط . واعلمي أن معركة الإسلام مع
الجاهلية المعاصرة تحتاج إلى جهودك وجهود كل أخواتك
المؤمنات التقيات اللواتي لا يخشين في الحق لومة لائم ..
واعلمي بعد هذا كله أنك ِ فعلا لست راهبة ,
وأن الحياة التي يريد الإسلام أن يصنعها لا يمكن أن تقوم
بدون جهودك وقدراتك المكبوتة . وعليك أن تتعلمي علوم الدين
والدنيا فتدخلي المدارس والجامعات والكليات وتتخصصي في الطب
والهندسة والكمبيوتر والفيزياء ليعلم الجميع أن الإسلام ليس عدوا ً
للعلم وأن رجاله ونساءه كما جاء في صفهم
(( رهبان في الليل , فرسان في النهار )).

وأنهم أبناء الحياة الكاملة الطيبة ...
إنها سنته إذن . سنة الحياة والعيش الطيب ,
لا عيش الرهبنة والانعزال عن متاع الدنيا الذي
أباحه الله للمؤمنين ومن رغب عن هذه الحياة
فهو ليس من الإسلام في شيء ..


يتبع ...















رد مع اقتباس
قديم 05-06-2010, 09:52 PM   رقم المشاركة : 24
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 





خصائص وصايا النبي صلى الله عليه وسلم


أما مِيَز وصاياه صلى الله عليه وسلم عن غيره فثلاث مِيَزْ:




أولها: الأصالة والعمق .




وثانيها: الإيجاز والاختصار .




وثالثها: مراعاة الأحوال .




الأصالة والعمق




أما الأصالة والعمق؛ فإنه أصيل في وصاياه صلى الله عليه وسلم،

فليأت فيران البشرية الذين حطموا الإنسان، وصنعوا وصايا ظنوها وصايا،
إنها تهدم مجد الإنسان، وكرامته، وعزته، وسموا أنفسهم ناصحين كـكانت ،
وديكارت ، ومن لف لفهم مثل ماركس ،
ولينين وغيرهم من الذين أعمى الله بصائرهم وطبع على قلوبهم،
فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
لنأتي لنقارن وصاياه صلى الله عليه وسلم مع وصايا هؤلاء،
فسنجد أن وصاياه تتميز بالأصالة والعمق، فهي عميقة أصيلة،
إن كانت ، وديكارت يوصون الإنسان أن ينام ويستيقظ مبكراً،
وأن يأكل وجبة كذا في وقت كذا، ولكن المنقذ بإذن الله والمعلم بعون الله،
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أوصى الإنسان بما كفل له سعادة الدنيا والآخرة.





الإيجاز والاختصار

والأمر الثاني:
أن وصاياه صلى الله عليه وسلم فيها إيجاز واختصار،
لا إسهاب، ولا إطناب،يقول سامعها:
بالله لفظك هذا سال من عسلٍ أم قد صببت على أفواهنا العسلا فلذلك كانت وصاياه مختصرة عليه الصلاة والسلام،
ويظن كثير من الناس أنهم إذا أوصوا وأكثروا في الكلام أمثالنا،
أن في الكثرة علماً وفهماً، ولكن ماذا نفعل؟
إذا أكثر أهل الضلالات من المحاضرات ومن الكلمات والندوات،
أفلا يتكلم أهل الحق بعشر معشار ما تكلم به أهل الضلالة؟!
يظن كثير من الناس أن في كثرة الوصايا،
وفي طول الكلام عمد وسند وعضد للموصى،
وينقل ابن الجوزي عن رجل يظن أن الدعاء وإنما هو للمسافات الطويلة،
والرجل هذا أحمق، أراد السفر فاستودع الله أهله،
وقال: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه،
فقاموا يدعون له بالعافية والسلامة والعودة والقبول،
فيقول: المكان قريب يعني: السفر لا يحتاج كثرة دعاء لأن المكان قريب.




مراعاة الأحوال

الأمر الثالث: مراعاة الأحوال:
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
فقد كانت وصاياه عليه الصلاة والسلام تراعي الحال،
يأتيه الرجل وعليه صفة الغضب، وعليه اكفهرار السب والشتيمة،
فيعالجه صلى الله عليه وسلم بدواء يناسبه من صيدلية
محمد صلى الله عليه وسلم، ويأتيه الرجل الذي انعقد كفه على البخل،
فيوصيه النبي صلى الله عليه وسلم بالبذل،
ويأتيه الرجل العملاق القوي البنية والإرادة، فيوصيه بالجهاد في سبيل الله،
ويأتيه الشيخ الكبير المهلهل الفاني المريض فيوصيه بذكر الله،
ويأتيه الرجل المجرم المسرف على نفسه فيحبب له باب التوبة
ويفتحه على مصراعيه.
فأي رجل يعرف هذه المعرفة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولذلك ليست هذه الميزة الثالثة لغيره من الناس،
كثير من الناس يأتون للرجل منحني الظهر من العجز والكسل فيتحدثون له بالجهاد،
ويأتون للمغامر المجرم فيتحدثون له عن فسحة الأمل،
ويأتون للبخيل الشحيحفيتحدثون له عن فضل إمساك المال،
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي كل ذي حق حقه، وكل مقام مقاله.





يتبع ...

إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..
















رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010, 10:10 PM   رقم المشاركة : 25
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 






أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم



وأما أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم وهي الباب الثاني
الذي نقرعه فكثيرة، فما هي هذه الأبواب التي طرقها
صلى الله عليه وسلم؟
أأبواب التصوف والطب
أم أبواب الرياضة والفن عند من لا يعرفون الفن
أم أبواب ماذا؟



إنها أبواب الحياة الدنيا، والحياة الآخرة
إنها أبواب مسيرة العبد إلى الله
إنها أبواب مستقبل الإنسان، يوم يريد أن يشرفه الله عز وجل.



ولذلك روى أهل العلم بأسانيدهم:
أن الله عز وجل نظر إلى الناس فمقتهم جميعاً، عربهم وعجمهم،
إلا بقايا من أهل الكتاب، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فمن يوم وقف على الصفا ،
ويوم قال: لا إله إلا الله، استفاقت القلوب على لا إله إلا الله،
ومن يوم أن كرر لا إله إلا الله على الأسماع سجدت الرؤوس لرب

لا إله إلا الله:



أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم أربعة أبواب:





أولها: باب التوحيد
ثانيها: باب العبادة
ثالثها: باب الزهد في الدنيا
رابعها: باب الأخلاق والأدب




ولن تجد حديثاً إلا وتدرجه تحت هذه الأبواب،

ولن تجد وصية أو نصيحة إلا ولك أن تلفها تحت هذه المظلة الخضراء،
فتوحيد خالص نقي كالشمس، وعبادة راضية مرضي عن صاحبها،


وزهد في حطام الدنيا، وأخلاق وأدب على منهج الكتاب والسنة.


















التوقيع :
|[ .’ استَغفرّ الله العَظيمْ وَ أتوبً إليَه .’ ]|
|[ .’ استَغفرّ الله العَظيمْ وَ أتوبً إليَه .’ ]|
|[ .’ استَغفرّ الله العَظيمْ وَ أتوبً إليَه .’ ]|

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010, 10:14 PM   رقم المشاركة : 26
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 








أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم أربعة أبواب:





أولها: باب التوحيد

فلنأت الآن إلى موضوع وصاياه صلى الله عليه وسلم في التوحيد،







كيف أوصى بالتوحيد؟ لا يمكن أن ينصح، أو أن يصدق رجل في هذه




الأمة مهما بلغ في الصلاح والنسك كما صدق محمد صلى الله عليه وسلم:





المصلحون أصابع جمعت يداً هي أنت بل أنت اليد البيضاء




فكان ينشئ أصحابه بلمسات التوحيد على قلوبهم،

دعوة عامة في المحافل، يوم يرد صلى الله عليه وسلم سوق عكاظ ،

ويجتاز بـذي المجنة ، وبـذي المجاز ،

فيتفصح صلى الله عليه وسلم بكلمات التوحيد،
ويوم يقف على الصفا ويقول: {يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله }
ولنكتفي بأحاديث وقف صلى الله عليه وسلم فيها معلماً وداعية،





وناصحاً لأصحابه في التوحيد.




وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس



أولها: حديث ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه، ويا لـابن عباس ،

ويا لثمرة الجهد المتواصل منه صلى الله عليه وسلم

في تربية ابن عباس ، يوم أن فقهه في دين الله،
فأخرجه مشكاة تبعث هداها وسناها ونورها،










ركب ابن عباس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو رديفه على حمار، والرسول صلى الله عليه وسلم يركب الحمار،
لكنه ركب كواكب النصر والفلاح والمجد، فيختلسها صلى الله عليه وسلم فرصة،





ويقول: {يا غلام! فيقول ابن عباس : لبيك وسعديك يا رسول الله، فيقول:

إني أعلمك كلمات -لكنها كلمات نور وهداية وكلمات بشر وخير وسعادة

في الدنيا والآخرة، ليست طويلة ولكنها عميقة أصيلة-
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك
تعرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف } رواه الترمذي وأحمد
وزاد {واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً }
ورواه أيضاً النسائي ، ورواه ابن ماجة بلفظ ...
{يا ابن عباس ! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك }
من هذا المنطلق ومن هذا الحديث، نأخذ وصية في التوحيد
ونعرضه على الذين يقولون: لا حاجة الآن أن نتدارس التوحيد
فلقد وعى الناس التوحيد، فما هناك حاجة إلى أن يعرفوا مسائل التوحيد
ثكلتك أمك يا بعير! وهل المسألة إلا مسألة توحيد
وهل الدعوة إلا دعوة عقيدة، وهل الرسالة إلا رسالة لا إله إلا الله
فأين أنت من هذا؟!
إن الرسول عليه الصلاة والسلام -كما قلنا- كان يعرف استعدادات الصحابة
فكان يضع كل إنسان في موضعه، لا يضع الأديب في موضع المفتيولا المفتي في موضع القائد، ولا القائد في موضع الزاهد
ولا الزاهد في موضع الجندي، بل يضع كل واحد في مكانه الذي أهله الله له.
أرأيتم أين وضع خالداً يوم أن كان سيفاً من سيوف الله وضعه على الجبهات
يكسر رءوس الملاحدة بسيف الله، وأتى بـحسان يوم كان أديباً ووضعه عند المنبر؛
ليرسل القوافي الفصيحة على المعاندين ليرغم أنوفهم في التراب
وأتى بـزيد بن ثابت يوم كان فرضياً يبرم مسائل الفرائض
فأعطاه التقسيم والتوزيع والميراث، وأتى بـمعاذ يوم كان عالماً في الحلال







والحرام، فأعطاه موضوع الفقه، هكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم.



وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل






رضي الله عن معاذ بن جبل وأرضاه، الشاب الذي وعى التوحيد،


وأرسل صوته بالتوحيد إلى الجند في جنوب اليمن ،

وإلى عسقلان في جنوب فلسطين





ليكون شهيداً هناك، فسبحان الله!


أي أمة كنا يوم كانت اهتماماتنا بلا إله إلا الله؟!



أي أمة كنا يوم كانت رسالتنا رفع لا إله إلا الله؟!




إن الذين يعيشون على مطامع الشهوات والبطون

لا يهتمون بلا إله إلا الله في أربع وعشرين ساعة، بل في الأسبوع



بل في السنة، إنهم يخلفون أثرهم، وانتسابهم إلى معاذ رضي الله عنه وأرضاه



بمعابد الإفرنج كـان أذاننـا قبل الكتائب يفتح الأمصـارا



لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا



أرواحنا يا رب فـوق أكفنـا نرجو ثوابك مغنماً وجـوارا




{قال صلى الله عليه وسلم لـمعاذ ، وهو راكب معه على حمار:

يا معاذ ! قال: لبيك وسعديك يا رسول الله

قال: أتدري ما حق الله على العباد؟

فقال -وانظر إلى الأدب والحياء والتوقير والإجلال-: الله ورسوله أعلم.
قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً
ثم قال: أتدري يا معاذ ما حق العباد على الله؟
قال: الله ورسوله أعلم
قال: حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً }

متفق عليه، ورواه أحمد في المسند بلفظ آخر.
وكان هذا الحديث وصية ونصيحة من نصائح التوحيد التي أرسلها
صلى الله عليه وسلم لـمعاذ ، أتدرون متى بلغها الناصح الأمين معاذ ؟
على فراش الموت، يوم أن حضرته الوفاة وهو في عسقلان يرفع
لا إله إلا الله في الشام ، ويطارد كلاب البشرية الذين يحاربون لا إله إلا الله
فاندلعت في كفه بثرة من طاعون، ولكنه يريد الموت، يريد لقاء الله والناس
يريدون الحياة، فقالوا: شافاك الله، عافاك الله، لا ضير عليك
فيقول: [[لا والله لقد أحببت لقاء الله، والله لو كانت روحي في كفي لأطلقتها
اللهم إنك تكثر القليل، وتكبر الصغير، اللهم فكبرها ونمها وكثرها ]]
يعني: البثرة، فاندفعت في جسمه، وأتاه اليقين على فراش الموت
وحق الحق لأهل الحق، وبقي اليقين لأهل اليقين، وخسئ الذين غدروا
مع لا إله إلا الله، وتُبِّر الذين فجروا مع عقيدة لا إله إلا الله
فماذا قال في سكرات الموت؟ هل تأسف على منصبه الذي كان يشغله؟!
هل بكى على ماله وولده؟! هل ندم على قصوره؟!
لا والله، فما كان عنده من الفلل والقصور من شيء
إنما هي قصور من دين وعمل صالح ونوافل وعبادة
وفلل من يقين وخير وحسن خلق، وأشجار من معاملة طيبة ودعوة ناجحة
بكى وهو في فراش الموت، وقال: [[مرحباً بالموت حبيباً جاء على فاقة،
لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أحب الحياة لغرس الأشجار،
ولا لجري الأنهار، ولا لرفع القصور،ولا لعمارة الدور، ولكنني كنت أحب الحياة -
فاسمعوا يا أبناء الحياة- لأعفر وجهي ساجداً لك في الأرض،
ولأزاحم العلماء بالركب في حلق الذكر، ولأدعوك وأتملقك في الليل الداجي ]].
فسلام عليك يا معاذ بن جبل يوم أسلمت، وسلام عليك يوم دعوت إلى الله،





وسلام عليك يوم نصحت ويوم مت ويوم تبعث حياً.




وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي




في الترمذي بسند حسن:

{ أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -والأعراب أهل

مصائب في حياته صلى الله عليه وسلم، الأسئلة الثقيلة، الجفاء،

تعكير جو الهدوء والسكينة في المسجد، الضجة والصجة،
تضييع الوقت والمحاضرات والكلمات على رسول الله صلى الله عليه وسلم-
فيأتي هذا الأعرابي ويتربص بالمسجد ويدخل،
ويتخطى الصفوف ويقف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام،

ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث إلى جماهير تريد أن
ترفع لا إله إلا الله، وتنصر لا إله إلا الله، فيقاطعه هذا الأعرابي.
وفي الأخير يقول الأعرابي لما جلس الرسول صلى الله عليه وسلم
بين الناس كما رواه أهل الصحيحين عن أنس ؛
يقول: أين ابن عبد المطلب -ما كأنه يعرف العلم، وما كأنه يعرف البشير النذير،
فيقول الناس: ذاك الرجل الأبيض الأمهق المرتفق، الأمهق: المشوب بحمرة،
المرتفق: المتكئ، فيتقدم إليه-
فيقول: يا بن عبد المطلب -لا يقول: يا رسول الله:
لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور:63] -
فيقول: قد أجبتك، فقال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة -
انتبه إن سؤالي صعب، ومشكل، إنه مدهش محير فأجبني-
قال: سل ما بدا لك، فيقول هذا الأعرابي: من رفع السماء؟ -
إن أكبر معجزة عند الأعراب رفع السماء، وهي معجزة حقاً-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله. -وهم يعرفون أنه الله-
قال: من بسط الأرض؟ قال: الله. قال: من نصب الجبال؟ قال: الله.
قال: أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أرسلك إلينا رسولاً؟
قال: اللهم نعم. واحمر وجهه صلى الله عليه وسلم -
إنه سؤال عظيم، داهية من الدواهي أن يسأل عن التوحيد-
فيقول: أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أمرك
أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة؟
قال: اللهم نعم. ثم أخذ يسأله عن أركان الإسلام فلما انتهى ولى وقال:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، والله لا أزيد على ذلك ولا أنقص }.
فقال صلى الله عليه وسلم: {أفلح الرجل، ودخل الجنة إن صدق }
فإذا بالتوحيد يعرض في خمس دقائق، لا عرض المنطق
ولا الفلسفة وعلم الكلام الذين تبر الله سعيهم
أتوا يعرضون العقيدة في طلاسم، فأفسدوا عقيدة الناس في قلوب الناس
العقيدة تعرض كهذا العرض، لا أحاجي، لا ألغاز ،،
ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن الله لا يغفل عن المأمون الخليفة العباسي في إدخاله علم المنطق
على المسلمين، إي والله، لن يغفل الله عنه، ولن يدعه -إن شاء الله-
إلا بحساب، كيف يدخل علماً ماجناً خسيساً رخيصاً عند من أتوا بالوحي





صافياً منقىً من السماء؟!


فإما حياة نظم الوحي سيرها وإلا فموت لا يسر الأعاديا


التوحيد وحصين بن عبيد



عند أبي داود وفي مسند أحمد والترمذي بأسانيد جيدة

أن حصين بن عبيد أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -

والرسول صلى الله عليه وسلم متوقع أن الرجل له آلهة كثيرة،
لأن بعضهم له عشرون وثلاثون من الآلهة، حجارة وخشباً وطلاسم واعتقادات-
فيقول عليه الصلاة والسلام: يا حصين بن عبيد ! كم تعبد؟
قال: سبعة؟! قال: سبعة؟! قال: نعم. قال: أين هم؟
قال: ستة في الأرض، وواحدٌ في السماء..
قال عليه الصلاة السلام: فمن لرغبك ولرهبك؟ -إذا ضاقت بك الضوائق،

إذا نزلت بك الكوارث، واحتدمت عليك الأمور-
قال: الذي في السماء، فقال عليه الصلاة والسلام:
فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء }:
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84]
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ





عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ *بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66].




وصيته لأبي ذر بالتوحيد



وعند ابن حبان عن أبي ذر قال:

{قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشرك بالله، وإن قتلت، وحرقت }

فكل شيء إلا الشرك بالله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً [النساء:116]

هذه قطوف من وصاياه صلى الله عليه وسلم في التوحيد،
فيها اليسر والأصالة والعمق والوضوح كل الوضوح، توحيد خالص،
كل كائنة تعرف أن لا إله إلا الله، اللمعة من الضوء، القطرة من الماء،





الورقة من الشجر، البسمة، اللفظة، كل كائن:



وفي كل شيء لـه آيـة تدل علـى أنـه الواحـد



فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحـده الجاحـد















رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010, 10:20 PM   رقم المشاركة : 27
محترم ولكن
رائدي جديد
الملف الشخصي






 
الحالة
محترم ولكن غير متواجد حالياً

 


 

جزاك الله خير







رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010, 10:22 PM   رقم المشاركة : 28
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 


باب العبادة



وأما في العبادة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام طرق أبواب العبادة،
وأعطى كل إنسان ما يلائمه، واعلموا: أن أبواب الجنة ثمانية:







توضأ بماء التوبة اليوم مخلصاًبه ترق أبواب الجنان الثمانيا


وقل لبلال العزم إن كنت صادقاًأرحنا بها إن كنت حقاً مصليا





دخول أبواب الجنة بحسب العبادة
روى البخاري في كتاب الجهاد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
{
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للجنة أبواباً ثمانية،
فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من
أهل الصيام دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الجهاد
دعي من باب الجهاد -فينبري أبو بكر رضي الله عنه، وتنبري الهمة العالية-
فيقول أبو بكر : هل يدعى أحد من تلك الأبواب الثمانية؟ -رضي الله عنك،
إنها همة تمر مر السحاب، صنع الله الذي أتقن كل شيء-
فيقول صلى الله عليه وسلم: نعم، وأرجو أن تكون منهم
}.

فيأتي عليه الصلاة والسلام فيطرق تلك الأبواب الثمانية لمن أراد أن
يدخل من تلك الأبواب، على قوى الناس، وعلى تأهيلاتهم ورغباتهم،
لأن من رغب في الذكر قد لا يرغب في الصيام، ومن رغب في الصيام
لا يرغب في الصلاة، قالوا لأعرابي: ألا تصوم ثلاثة أيام من كل شهر،
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:

{من صام ثلاثة أيام من كل شهر أذهب الله عنه وحل الصدر، وكان كصيام الدهر }
فقال الأعرابي: أنا في كلفة وهم من رمضان، وأزيد عليه ثلاثة أيام من كل شهر!
فلما بشروه بطلوع هلال رمضان، كما يتبشر الصوام القوام،
نظر إلى الهلال فكأنه يرى سيفاً في السماء، ثم قال: والله لأشتتنك بالأسفار.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الله

الرسول عليه الصلاة والسلام يراعي التأهيلات والقوى عند الناس
فيوجههم إلى الأمور التي يمكن أن يبرعوا فيها،
يأتي إليه عبد الله بن بسر ، كما في الترمذي بسند حسن
وإذا هو شيخ كبير يتكئ على عصاه، فتر من كبر سنه،
فماذا عسى أن يقول له صلى الله عليه وسلم؟
هل يقول له: جاهد في أفغانستان ، أو في فلسطين ؟ لا
{قال: يا رسول الله؛ إن شرائع الإسلام كثرت علي، فأخبرني بباب
أتشبث به من الأعمال -الصلاة شاقة عليه، الصيام كليف عليه-
فقال له عليه الصلاة والسلام: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله }
لأن الذكر يلائم أهل البنية النحيلة، والذين لا يستطيعون المدافعة
ولا المصاولة ولا المجاولة.

يقول ابن تيمية في وصيته لـأبي القاسم المغربي :
واعلم أنه كالإجماع بين العلماء أن الذكر أفضل وأيسر وأسهل عمل،
وصدق رحمه الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم يوصي هذا بالذكر،
وإن كان من وصية فالله الله في ذكر الله،
فإنه والله الباب الذي يفتح على الله عز وجل، إنه الغفران والسكينة،
إنه باب المعرفة والتوبة.
يقول ابن القيم في روضة المحبين : يقول تقي الدين بن شقير :
خرجت وراء شيخ الإسلام ابن تيمية فلما أصبح في الصحراء من حيث
أراه ولا يراني، نظر إلى السماء ثم دمعت عيناه، ثم قال: لا إله إلا الله، ثم قال:




وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خاليا



إن الذكر أعظم ما يمكن أن يتقرب به إلى الله، ولذلك
كان صلى الله عليه وسلم يوصي به فيما يقارب سبعين حديثاً صحيحاً
وحسناً، ولذلك يقول ابن رجب عن أبي مسلم الخولاني الذاكر العابد،
كانت لسانه لا تفتر من ذكر الله:





إذا مرضنا تداوينا بذكركـم ونترك الذكر أحياناً فننتكس




يقول: دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية ، فإذا أبو مسلم يتمتم بلسانه،
فظن معاوية رضي الله عنه أن الوسواس قد أصاب أبا مسلم ،
قال: أجنون هذا يا أبا مسلم ؟ قال: بل حنون يا معاوية . حنون إلى الله،
حنون إلى روضات الخير والذكر، التي أوجدها الله عز وجل، وأبو مسلم -
بالمناسبة
هو الذي وقف موقفاً حازماً أمام الطاغية الكذاب الأثيم الأسود
العنسي ، يوم ادعى النبوة وذكر أن جدته أوحت إليه بطلاسم وخزعبلات من
الإفك والدجل والكذب على الله، فقال له الأسود العنسي :
أتشهد أني رسول الله؟
قال: أشهد أنك من الكذابين الثلاثين الذين ذكرهم
الرسول صلى الله عليه وسلم، فجمع له حطباً، وأوقد له ناراً،
وألقاه في النار، لكن سلالة أهل التوحيد،
وسلالة إبراهيم عليه السلام ما انقطعت أبداً.
قال وهو يلقى في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل،
فإذا بعناية الله التي كانت لإبراهيم تتكرر ثانية:

يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69]
وكانت برداً وسلاماً على أبي مسلم الخولاني ،
فاستقبله الصحابة لما نجا من النار، قال الأسود العنسي :
هذا ساحر أخرجوه من اليمن ، واستقبله عمر بحفاوة أيما حفاوة،
وقال: حيهلاً بمن جعله الله شبيهاً بإبراهيم الخليل.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه بالجهاد

ويأتي عليه الصلاة والسلام إلى رجل مجاهد، عنده عضلات تؤهله
إلى أن يضرب بسيف الله، وإلى أن ينتقم من أعداء الله،
هو غيلان الثقفي كما عند أبي داود
{ فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟
قال: عليك بالجهاد في سبيل الله }
الجهاد في سبيل الله، رفع راية الله، سكب الدم الغالي، لرفع لا إله إلا الله.
ويأتيه أبو أمامة ، فإذا هو صابر محتسب،
فيقول: {دلني يا رسول الله على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟
فيقول: عليك بالصيام فإنه لا عدل له } رواه أحمد ،
لأنه عليه الصلاة والسلام يعرف أن أبا أمامة من الذين يستطيعون الصيام،
ومن الذين يثابرون على الصيام، فبابه باب الصيام، فلا مشاحاة في الأبواب،
بل ادخل وحاول أن تدخل، لكن انظر إلى الباب الذي يناسبك، وتستطيع أن تستمر فيه.
رأس الإسلام وعموده وذروة سنامه

عند الترمذي والإمام أحمد من حديث معاذ رضي الله عنه وأرضاه،
قال: {كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة -قال بعض الحفاظ:
غزوة تبوك - فاقتربت منه، قلت: يا رسول الله!
دلني على عمل يقربني من الجنة، ويباعدني عن النار؟
-ما أحسن السؤال! وما أحسن الإيراد! وما أعجب المقال!-
فقال عليه الصلاة والسلام: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه }
فاسمع إلى مؤهلات الجنة، واسمع إلى الأبواب التي توصل إليها،
واسمع إلى هذه الخصائص التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم،
والمفاتيح التي تدخلك أبوابها،
لا الشهادات !! لا المؤهلات !! لا المناصب !!
لا الجاه والشهرة والرياء والسمعة!! كلها تسقط هباءً منثوراً:
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23].
قال عليه الصلاة والسلام، وهو يتحدث عن الأعمال الموصلة إلى الجنة:
{ تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان،
وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على رأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة،
وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: الصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل،

ثم تلا عليه الصلاة والسلام تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [السجدة:16]
ثم واصل الوصية عليه الصلاة والسلام،
فقال: ألا أدلك على ملاك ذلك كله؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله!
قال: كف عليك هذا، وأخذ بلسان نفسه،
فتعجب معاذ -أفي الكلام حساب وعقاب؟! أفي المقال نكال وعذاب؟!- ف
قال: يا رسول الله! أئنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال عليه الصلاة والسلام:
ثكلتك أمك
يا معاذ -إلى الآن ما فهمت هذه القضية- وهل يكب الناس في النار
على مناخرهم -أو قال: على أنوفهم- إلا حصائد ألسنتهم }
هذه وصية أهداها صلى الله عليه وسلم، تحمل العبادات، بل مفاتيح الجنة.

ويأتيه عليه الصلاة والسلام شباب فتيان متقاربون في السن،
فيقول: ما حاجتكم؟ -فأهل الأموال طمعوا في الأموال،
وأهل الجاه طمعوا في الجاه، وأهل الثياب طمعوا في الثياب،
لأن بعض الناس يرضيه أن تكسوه ثوباً، لا أن تهدي له علماً أو نصحاً أو فائدة-
فأعطى صلى الله عليه وسلم كل إنسان منهم ما يريده،
إلا ربيعة بن مالك رضي الله عنه
قال: { كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته،
فقال يا ربيعة سل، قلت: أسألك مرافقتك في الجنة؟
قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود }
رواه مسلم ، وفي لفظ آخر: {فإنك لن تسجد لله سجدة، إلا رفعك بها درجة }.
كلما سجدت لله سجدة رفعك بها الله درجة، إن عظمتك أيها المسلم،
وسموك وإخلاصك ونصحك أن تكرم وتعفر هذا الوجه بالسجود لله،
فوالله ثم والله ثم والله إما أن تسجد لله، أو تسجد لغير الله،
إما أن تسجد للواحد الأحد، أو تسجد لمنصبك، ولبطنك، ولشهوتك،
ولزوجتك،
ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
{ تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار }
فسماه عبداً؛ لأنه عبد هواها وعشقها، وأحبها حباً جماً.
فإما أن تكون عبودية لله، وإما أن تكون عبودية للهوى:

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ [الجاثية:23]:





ومما زادني شرفاً وفخـراًوكدت بأخمصي أطأ الثريـا


دخولي تحت قولك يا عباديوأن صيرت أحمد لي نبيـا




إزالة الأذى من طريق المسلمين

يأتي أبو برزة كما عند الترمذي ، فيقول:
{يا رسول الله! دلني على عمل؟
قال: أزل الأذى عن طريق المسلمين
}
إن أبواب الخير عدد الأنفاس، لكن أين السالكون؟
إن طرق السعادة عدد الشعاع، ولكن أين الماضون؟
إن مفاتيح الخير لا تعد ولا تحصى، ولكن أينالفاتحون؟
أين الذين يريدون الله؟ أين الذين يريدون ما عند الله عز وجل؟
إن هذه الطرق سلكها وأوصى بها صلى الله عليه وسلم،
ولكن بثلاث خصائص:

بالأصالة والعمق، والإيجاز والاختصار، ثم بمراعاة الحال.







رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010, 10:23 PM   رقم المشاركة : 29
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 

icon24.gif



الوصية الـثـامنـة ..
كيف توافقين على الزواج


قال تعالى :
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
" الروم : 20
وقال صلى الله عليه وسلم :
( أربع من سنن المرسلين , الحياة والتعطر والسواك والنكاح ) .
(رواه الترمذي)
وقال صلى الله عليه وسلم :
( يا معشر الشباب، من أستطاع منكم الباءة فليتزوج )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
إلا تفعلوا ذلك تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ).
عندما يتحدث الناس عن الزواج يتطرقون للشروط المطلوب
توفرها في الفتاة. ويضعون لها مواصفات دقيقة ابتداء من لون
الشعر والعون والطول والوزن وانتهاء بالشهادة الجامعية أو الوظيفة .
وإذا اهتموا قليلا ً سألوا عن دينها وتقواها لا حرصا ً منهم على
دينها وعبادتها ولكن كي يثق الرجل بها .
وهكذا تنقلب الصورة مرتين :
مرة في البحث عن مواصفات غير ذات قيمة والمرة الثانية في نسيان
مواصفات الرجل معتبرين أن القبول به مسألة لا تحتاج إلى نقاش ,
وأنه ما أن يطلب أية فتاة حتى تهرول إلية موافقة .
وقد ساد هذا المفهوم في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة بشكل
مؤذ وفقدت المرأة بندا ًهاما ً من بنود شخصيتها وحريتها واحترامها
لنفسها واختيارها . وهذا كله ليس من الإسلام في شيء .
وما هو إلا من بقايا العهد البائد الذي طغى على ديار المسلمين
وغير مفاهيم الإسلام لديهم ووضع المراة في مرتبة متأخرة عن
الرجل وحولها إلى كائن سلبي لا إرادة له , وأن مهمته في الحياة
هي تلقي رغبات الرجل والاستجابة لمطالبه دون أن يكون لها أية
رغبات أو مطالب ودون أن تكون لها أية شخصية , ولا يمكن بحال
من الأحوال أن يقتنع أحد أن دينا ً يحترم المرأة ويقدرها يسمح
للنساء المؤمنات به أن يكن هذا القدر المهين والمذل ,
لذا فإن الناس قد خرجوا عن تعاليم الإسلام في هذا الشأن
و حرفوا كلماته وأوامره واستلبوا حقوق النساء فيه ورموا بهن
في زوايا الإهمال , ولم تعد المرأة في مجتمعنا إلا وسيلة لقضاء
شهوة الرجل وأداة للتفريخ تنجب له أولاده دون أن يكون لها حق
المناقشة أو الإختيار في هذا الشأن.


إن إحترام الإسلام لشخصية المرأة أكبر مما يتصوره الآخرون
الذين فهموا الإسلام فهما ً مغلوطا ً ,
فهو الذي جعل المرأة مساوية للرجل وشقيقة له ,
يجري عليها ما يجري عليه ,
لها ماله من الحقوق وعليه ما عليها من الواجبات ..
وفي الوقت الذي وضع فيه الإسلام مواصفات المرأة المناسبة
للزواج فإنه أيضا ً وضع مواصفات الرجل المناسب لهذه المهمة ,
حين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة تنكح لأربع :
لمالها وجمالها وحسب دينها . وطلب من المسلم أن يظفر
بذات الدين , فإنه أيضا ًيبين لنا أن هناك شروطا ً أخرى يجب
أن تتوفر في الرجل , وأنه بمقدار ما يهتم الرجل بمواصفات
المرأة التي سيقترن بها فإن المرأة تهتم بمواصفات الرجل
الذي ستقترن به .
وأنه ما لم يكن هناك وفاق في المواصفات الطرفين فإن حياتهم
لن تسير في الإتجاه الصحيح .

إن الحياة الزوجية يا أختي المسلمة حياة ثنائية ,
أنت نصفها الكامل وزوجك النصف الآخر ,
وكما له الحق وضع شروط ومواصفات لك يريدها فيك ,
فإنه يجب أن تكون لك شروط ومواصفات تريدينها فيه حتى توافقي ..
والزواج وفاق واتفاق , إذا أردت لحياتك أن تسير في الإتجاه السلم
السعيد وتتقدم من أجل تحقيق الهدف الأسمى للحياة الإسلامية
المثمرة البناءة التي تهدف أول ما تهدف إليه سعادة الزوجين وتعاونهما
في متطلبات الدين والدنيا .
فإن عليك أن تضعي شروطك كاملة واضحة أمام أبيك وأخيك
أو ذاك الذي جاءك خاطبا ً.
وعليك أن تتمسكي بمطالبك هذه وشروطك وليس أحد في الدنيا
يستطيع أن يفرض عليك شخصا ً لا تريدينه أو لا تنطبق عليه الشروط
التي وضعتها له. ولا نريد هنا تعداد هذه الشروط لأنك التي تعرفينها
وتعرفين ما يناسبك من أمور ومواصفات ترينها مناسبة لحياتك .
وأنا على يقين من أن المسلمة المتعلمة المثقفةالملتزمةذات
الشخصية القوية المتماسكة لا تسمح لشيء ,
أن يمر عليها دون أن تناقشه وتتأكد منه لتوافق عليه و ترفضه ..
إذا فهمت يا أختي المسلمةهذه النقطة الهامة فإن موافقتك
على الزوج ستكون قائمة على الفهم الكامل والوعي الشامل
لأمور دينك ودنياك , سعادتك وهناؤك ...
إن المرأة المسلمة الواعية تستطيع أن تؤثر في أبيها وأمها وأخيها ,
وتدلهم على طريق الخير والهدى وتتفاهم معهم على ما تريده لحياتها
مع الزوج المؤمن الملتزم الذي يكرمها ويحنو عليها ويراعي توجيهاتها واتجاه
نفسيتها ويهتم بمطالبها المشروعة في الإرتقاء بما لديها من مواهب
وإمكانات تساعد في تمسكها بدينها ودعوتها لبنات جنسها من أجل
الالتزام بهذا الدين القويم .

أختي المسلمة ...

إعرفي كيف توافقين على زوجك قبل أن يهدمك الخاطبون ويفرض عليك
ولي الأمر شروطا ًلا ترضيك ولا ترين فيها سعادتك , واعلمي أنه لا يكفي
أن يكون الرجل ملتحيا أو لابسا ً دشداشة مقصرة أو يحمل مسواكا ً في
يده حتى يكون زوجا ًمناسبا ً, بل إن هناك شروطا ً أخرى أكثر أهمية من
هذه الشؤون , أنت تحددينها وتطالبين بها .








آخر تعديل شمس الرائدية يوم 07-06-2010 في 10:27 PM.

رد مع اقتباس
قديم 11-06-2010, 11:17 PM   رقم المشاركة : 30
شمس الرائدية


▁▂▃▅▆▇☀【نبض المنتــدى】☀▇▆▅▃▂▁
 
الصورة الرمزية شمس الرائدية
الملف الشخصي







 
الحالة
شمس الرائدية غير متواجد حالياً

 


 














الوصية التـاسعـة ..
افهمي زوجك .. وليفهمك هو أيضاً
قال صلى الله عليه وسلم :
( الناس معادن, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ).

وقال سبحانه وتعالى :
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
" فاطر : 32 "
وقال سبحانه :
( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا
الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ) " فاطر : 19 - 22 "
لا يمكن للحياة أن تسير على وتيرة واحدة بين الرجل والمرأة مهما
كان الحب وارف الظلال عليهم ,
لأن شؤون الحياة التي يواجهها كل واحد تجعل مزاجه في بعض الحيان
متعكرا ً منكدا , فتراه لا يحتمل أي شيء و يثور غضبه لأتفه الأسباب .
وهذه مسألة طبيعية في جوهر الخلق كما خلقهم الله تعالى ,
فالاختلاف بين الأمزجة والطبائع يترك دائما مسافة للإشكالات في الحياة ..
من هنا فإن الناس الذين خلقوا من طينة واحدة لا يتمتعون بمزاج واحد
ونفسية واحدة ..
كما أن التربية التي يتلقاها كل واحد في بيته ومدرسته وحارته ,
بين أهله وجيرانه تخلق مساحات جديدة من الاختلاف بين طبائع الناس ,
لذا ترى بعضهم هادئا ًمتسامحاً وقورا ً, والآخر نزقاً عصبياً ,
والثالث نشيطا ًمتحمسا ً والآخر بليدا ًفاترا ً,

هذا يتأمل بعمق و ذاك يعمل
بنشاط و حيوية ..
وهذا يحب بدون حساب , وذاك يكره ..
وهكذا تمتلئ الحياة بنماذج مختلفة ..
وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالمعادن ..
فكما في المعادن ذهب وفضة ورصاص وتنك ونحاس فإن في الناس من
يشابه الذهب أو يساوى التنك ..
وقد تكتشف المرأة أن زوجها الذي اقترنت به يتكون من خليط من المعادن ،
فهو أحيانا كالذهب لمعة وغلاء وقيمة ،
وقد يصبح من التنك باهتا ورخيصا وتافها ..
فإذا أحيانا المرأة عارفة تفاصيل تكوينه وقادرة على التعامل مع هذه
التفاصيل كل واحدة حسب ظهورها فإنها ستجد نفسها في خضم
مشاكل لا أول لها ولا آخر.. لذا فإن من أهم الخطوات التي يفترض في
المرأة المسلمة أن تتخذها في هذا الإتجاه أن تعرف زوجها وتفهمه .
تعرف مكونات معدنه ، ومتى يظهر الذهب على حياته ومتى يظهر التنك ،
متى يكون ظالماً لنفسه ومتى يكون مقتصداً ،
ومتى يكون سابقاً بالخيرات حريصاً على الدين ..
متى يتهاون ومتى يتشدد ..
ماذا يحب وماذا يكره .
ما الذي يغضبه وما الذي يرضيه ما حقه عليها وما حقها عليه ..
متى يمكنها أن تخاطبه باللين ومتى يحتاج الأمر إلى الشدة ..
فإذا عرفت المرأة
مداخل نفسية زوجها ومخارجها والمؤثرات التي تؤثر فيها ،
استطاعت أن تسير حياتها معه بشكل يحفظ لحياتها الإستمرار ويجنبها
الاصطدام والمشاكل التي لا تؤدي إلا إلى دمار حياتهما ..
هذا من جانب .
أما الجانب الآخر فإن الرجل ، النصف الآخر ،
يجب أن يمتلك ذات المعرفة عن نصفه الأول ..
ولأننا نطالب المرأة بكل هذه المعرفة فنحن نفترض أننا يجب أن نطالب
الرجل بمعرفة مقابلة . فيعرف هو أيضاً نفسيتها ،
وماضي تربيتها في بيتها ومدرستها ، يعرف رغباتها ومطالبها .
يعرف ما الذي يؤذيها ويزعجها ويؤثر على أعصابها وما هو معدنها ومكوناته .
ونحن نعرف أن المجتمع الإسلامي المعاصر ألغى شخصية المرأة
من حساب الرجل ، إلا من عصم ربك ..
وصار الإهتمام مركزاً بشكل أساسي على مطالب الرجل ورغباته

وشخصيته ، وهنا يأتي دور المرأة في أن توصل للرجل مكونات
شخصيتها من منطلق قناعتها بإنسانيتها وبحقوقها الكاملة .
يقول تعالى في محكم تنزيله :
( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) " البقرة : 228 "
فبمقدار ما يجب أن تفهم المرأة زوجها وتتعاون معه لتحقيق
ما يريد من رغبات وميول وطموحات يجب عليه هو الآخر أن
يفهم زوجته ويتعاون معها لتحقيق طموحاتها ورغباتها .
وأن لا يسمح لنفسه أن يطغى عليها ويهضم حقوقها
تحت أي ذريعة كانت .
و عليك أختي المسلمة أن تدخلي إلى روح زوجك وعقله
وتدخلي إلى وعيه أن التي تعيش معه إنسانة كاملة لها
حقوق ومطالب ونزعات وطموحات ، وأن الحياة لا تكون هانئة
وسعيدة طالما أهمل أحد الطرفين مطالب الآخر ورغباته .
عليك أن تفهمي زوجك فهماً عميقاً شاملاً ،
وأن تفهميه نفسك وشخصيتك فهماً عميقاً شاملاً ،
وتذكريه دائماً كلما نسي شيئاً أو تجاهله ،
والفهم والتفهم منهج أساسي وضروري لبناء
حياة إنسانية يتعاون فيها الطرفان لتحقيق
الطموحات المنشودة لكليهما في حياتهما .
ليست كل البيوت تبنى على الحب ،
كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه ،فأين الرعاية والتذمم والتفاهم ؟
أين حدود الله التي يقف عنها المسلمون والمسلمات ويتحاكمون إليها ؟
يقول سبحانه :
( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ
فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) " النساء : 65 "









رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وصايا قرآنية الجنة غايتي المنتدى الإسلامي 18 24-04-2011 05:00 PM
دمعاتٌ عنْ حُبْ الرسُول صلى اللهُ عليه وسلم ... شمس الرائدية المنتدى الإسلامي 29 24-09-2010 12:40 PM
آرتبآط مستوى آلصحة آلنفسية { بِحفظ آلقرآن آلكريم } شمس الرائدية :: منتدى الرائدية الصحي:: 25 18-05-2010 08:36 PM
من وصايا لقمان لابنه عصوومه العجيبه المنتدى الإسلامي 2 13-10-2009 06:34 PM



الساعة الآن 01:01 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت