()( البرتغال تسعى لمحو آثار المونديال الآسيوي )()
بعد وقوعها في المجموعة الرابعة ببطولة كأس العالم مع منتخب المكسيك القوي وإيران الطموحة وأنغولا الوافدة الجديدة على البطولة سيحتاج المنتخب البرتغالي لكرة القدم للسيطرة على عصبيته الشهيرة ومنعها من الاشتعال خلال البطولة العالمية هذا الصيف.
في الوقت الذي سيستحوذ فيه المنتخب البرازيلي على بؤرة الاهتمام بالبطولة فقد أثبت حامل لقب آخر وهو لويز فيليبي سكولاري مدرب المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم سابقا ومدرب المنتخب البرتغالي حاليا قدرته على جذب قدر كبير من الاهتمام لنفسه أيضا.
فقد نجح "فيليباو" أو "فيل الكبير" كما يطلق عليه في إثبات أن أفعاله تفوق أقواله وذلك ببناء منتخب برتغالي قوي يتمتع بالعزيمة والدهاء سويا مما يعطيه فرصة جيدة لتجاوز أدائه المخيب للآمال وخروجه من الدور الأول لبطولة كأس العالم السابقة عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
واكتسب المنتخب البرتغالي الموهوب الذي يدمر ذاته أحيانا قدرا كبيرا من الثقة في النفس بفضل تأهله لنهائي بطولة الأمم الأوروبية يورو 2004 على أرضه.
ولكنه سيحتاج إلى تغيير جذري لمساعدته على التقدم في بطولة كأس العالم التي سيبدأها بوصفه أحد الفرق الخطيرة ولكن في الوقت نفسه غير المرشحة لإحراز اللقب نظرا لعروضه السابقة التي طالما شهدت تناقضا كبيرا في المستوى.
ويظهر حس الاستقرار الجديد الذي اكتشفه المنتخب البرتغالي جليا في مهاجم الفريق وهدافه باوليتا الذي تجاوز الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية مع المنتخب البرتغالي والذي كان مسجلا باسم اللاعب الأسطوري إوزيبيو برصيد 41 هدفا في 77 مباراة دولية وذلك خلال المباراة التي تغلبت فيها البرتغال على لاتفيا 3/صفر
في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ولطالما كان المهاجم المخضرم هو نقطة ضعف المنتخب البرتغال في منطقة جزاء الخصم وهو ما كان يسبب ضياع الفرص على البرتغال في الماضي, إلا أن مهاجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي "باوليتا" الذي
يلعب كرأس حربة وحيد في منتخب بلاده مع تطبيق طريقة 4/5/1 نجح في تسجيل أهداف في جميع مباريات البرتغال الخمس الأولى بالمجموعة الثالثة بتصفيات كأس العالم ليجعل من نفسه المهاجم الأول بصفوف منتخب بلاده قبل زميله نونو غوميز.
وسيسعى باوليتا لتغيير الفكرة السائدة عنه بشعوره بالاستحياء أمام المرمى في المباريات الكبيرة عندما يمثل بلاده في ألمانيا, وتستطيع البرتغال كلها تعليق آمالها والاعتماد عليه لقيادتها عبر مراحل كأس العالم.
وكان باوليتا لاعبا أساسيا بصفوف المنتخب البرتغالي في بطولة كأس العالم السابقة بكوريا الجنوبية واليابان أيضا وأحرز ثلاثة أهداف في مرمى المنتخب البولندي, الا أن هذا لن يمنع تردد الأسئلة عن قدرة باوليتا والمنتخب البرتغالي بأكمله على التعامل مع الضغوط العصبية.
وقد يساعد تواجد سكولاري مع الفريق على تحقيق ذلك مثلما فعل المدرب البرازيلي عام 2004, كما أن فكرة رحيل المدرب المحبوب الذي رفض تولي تدريب منتخب إنجلترا عقب انتهاء كأس العالم عن البرتغال بعد هذه النهائيات قد تكون حافزا إضافيا للفريق البرتغالي على تحقيق النجاح في ألمانيا.
وسيكون لدى سكولاري خط وسط ناري يتمتع بخبرة عالية مكون من لويس فيغو وكريستيانو رونالدو وديكو وعدد من النجوم الآخرين للاعتماد عليه خلال البطولة.
أما احتمال نجاح هؤلاء النجوم في قيادة المنتخب البرتغالي إلى المركز الثالث بالبطولة مثلما فعل إوزيبيو عام 1966 فسيعتمد إلى حد كبير على كفاءة إنهاء الهجمة للنجم سريع التوتر باوليتا وعلى خدمات نجم الوسط ديكو والثقة الهادئة لسكولاري.
الى اللقاء .. عند اللقاء .. لوقت اللقاء ..