قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 555 :
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 110 / 2 ) فقال : حدثني ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع عن همام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن # أبي سعيد # : أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه . فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن عندي , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري فقد وثقه الطبراني وابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 271 ) وروى عنه ثلاثة منهم , أحدهم قتادة ولذلك قال البزار : " إنه مشهور " .
وقول من قال فيه " مجهول " أو " لم يرو عنه غير قتادة " فبحسب علمه وفوق كل ذي علم عليم , فقد جزم في " التهذيب " أنه روى عنه ثابت البناني وقتادة وعاصم الأحول .
قلت : وهؤلاء جميعاً ثقات فبهم ترتفع الجهالة العينية , وبتوثيق من ذكرنا تزول الجهالة الحالية إن شاء الله تعالى , لاسيما وهو تابعي , ومن مذهب بعض المحدثين كابن رجب وابن كثير تحسين حديث المستور من التابعين , وهذا خير من المستور كما لا يخفى .
وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد , وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرجتها كلها في " إرواء الغليل " ( رقم 853 ) وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة لم يتعرض لها بذكر كل من تكلم على طرق الحديث كابن الجوزي وابن الملقن في " الخلاصة " وابن حجر في " التلخيص " والسيوطي في " اللآلي " وغيرهم , ولا شك أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الصحة , ولذلك أنكر العلماء على ابن الجوزي إيراده إياه في " الموضوعات " وقال الحافظ في " التلخيص " ( ص 275 ) : " أسرف ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في " الموضوعات " , وكأنه أقدم عليه لما رآه مباينا للحال التي مات عليها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان مكفياً , قال البيهقي : ووجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة , وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 309
" يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال ولا عشيرة , فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 556 :
أخرجه أبو داود ( 2534 ) عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن # جابر بن عبد الله # حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يغزو فقال : فذكره .
قال جابر : " فما لأحدنا من ظهر يحمله إلا عقبة كعقبة يعني أحدهم , فضممت إلي اثنين أو ثلاثة . قال : ما لي إلا عقبة كعقبة أحدهم من جملي " .
قلت : وهذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات سوى الأسود بن قيس وقد وثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان , وصحح له الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم , فلا يضره بعد هذا ذكر علي بن المديني إياه في جملة المجهولين الذين يروي عنهم الأسود بن قيس .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 310
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير , تغدو خماصاً , وتروح بطاناً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 557 :
أخرجه أحمد ( 1 / 30 ) والترمذي ( 2 / 55 - بولاق ) والحاكم ( 4 / 318 ) عن حيوة بن شريح : أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول : أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع # عمر بن الخطاب # رضي الله عنه يقول : أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد , وأقره الذهبي .
وأقول : بل هو صحيح على شرط مسلم , فإن رجاله رجال الشيخين غير ابن هبيرة وأبي تميم فمن رجال مسلم وحده .
وقد تابعه ابن لهيعة عن ابن هبيرة به .
أخرجه أحمد ( 1 / 52 ) وابن ماجه ( 4164 ) وهو عنده من رواية عبد الله ابن وهب عنه . فالسند صحيح أيضاً .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 311
" يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فأولهم كلمع البرق ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب ثم كشد الرجال ثم كمشيهم " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 557 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 198 ) والدارمي ( 2 / 329 ) والزيادة الأخيرة لهما , وكذا الحاكم ( 2 / 375 و 4 / 586 ) والسياق له , وأحمد ( 1 / 435 ) وأبو يعلى ( 255 / 1 ) من طريق إسرائيل عن السدي قال : سألت مرة الهمداني عن قول الله عز وجل ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا ) ? فحدثني أن # عبد الله بن مسعود # حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
والزيادة الأولى لأحمد وأبي يعلى . والثانية للترمذي وأبي يعلى .
وقال الدارمي وأحمد " عنها " .
وقال الترمذي : " حديث حسن " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا , ولعل اقتصار الترمذي . إنما هو بسبب أن شعبة قد رواه عن السدي به موقوفاً . أخرجه الترمذي . لكن قال الإمام أحمد : ( 1 / 433 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن السدي عن مرة عن عبد الله قال : ( وإن منكم إلا واردها ) ? قال : يدخلونها أو يلجونها , ثم يصدرون منها بأعمالهم . قلت له : إسرائيل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم , هو عن النبي صلى الله عليه وسلم , أو كلاما هذا معناه .
وأخرجه الترمذي أيضاً من هذا الوجه إلا أنه قال : " قال شعبة : وقد سمعته من السدي مرفوعاً . ولكني عمداً أدعه " .
فصح أن الحديث مرفوع , وترك شعبة رفعه , لا يعله ما دام أن شيخه السدي وقد رفعه وهو ثقة احتج به مسلم واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن .
وأما السدي الصغير واسمه محمد بن مروان فهو متهم بالكذب .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 312
" كان يصلي , فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره , فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما , فلما قضى الصلاة , وضعهما في حجره , وقال : من أحبني فليحب هذين " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 559 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 60 / 2 ) عن علي بن صالح عن عاصم عن زر , عن # عبد الله بن مسعود # قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد حسن , رجاله ثقات , وفي عاصم وهو ابن أبي النجود كلام لا يضر . وعلي بن صالح هو ابن صالح بن حي الهمداني الكوفي .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 313
" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ? فقال أصحابه : يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل ? قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق فقال : ما هذا ? فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع قبره ? قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي , قال : وما حكمك ? قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا واستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 560 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 344 / 1 ) والحاكم ( 2 / 404 - 405 , 571 - 572 ) من ثلاث طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن # أبي موسى # قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابياً فأكرمه فقال له : ائتنا , فأتاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا , فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) سل حاجتك , فقال : ناقة برحلها وأعنزاً يحلبها أهلي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..." فذكره .
والسياق لأبي يعلى , والزيادات مع الرواية الأخرى للحاكم وقال : " صحيح على شرط الشيخين , وقد حكم أحمد وابن معين أن يونس سمع من أبي بردة حديث ( لا نكاح إلا بولي ) " ووافقه الذهبي .
وأقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن يونس لم يخرج له البخاري في " صحيحه " , وإنما في " جزء القراءة " .
فائدة :
كنت استشكلت قديماً قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " حتى وقفت على حديث ابن عمر رضي الله عنهما . " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبراً يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ? قال : بلى فاتخذ له منبراً مرقاتين " .
أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون " العظام " , ويريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل , كقوله تعالى *( وقرآن الفجر )* أي : صلاة الفجر .
فزال الإشكال والحمد لله , فكتبت هذا لبيانه .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 314
" لا تصلوا عند طلوع الشمس , ولا عند غروبها فإنها تطلع وتغرب على قرن شيطان وصلوا بين ذلك ما شئتم " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 561 :
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 200 / 2 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا روح حدثنا أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله عن # أنس بن مالك # : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , غير أسامة بن زيد وهو الليثي , وفيه كلام من قبل حفظه , والمتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف , وقد استشهد به مسلم .
وللحديث شاهد من حديث علي مرفوعاً بلفظ : " لا تصلوا بعد العصر , إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 30 / 1 و 40 / 2 ) من طريق سفيان وشعبة وجرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي به .
وهذا إسناد صحيح , وقد أخرجه أبو داود وغيره كما تقدم برقم ( 200 ) .
وفي هذين الحديثين دليل على أن ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد العصر مطلقاً ولو كانت الشمس مرتفعة نقية مخالف لصريح هذين الحديثين وحجتهم في ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر , مطلقاً , غير أن الحديثين المذكورين يقيدان تلك الأحاديث فاعلمه .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 315
" كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لغو ولهو أو سهو إلا أربع خصال : مشي الرجل بين الغرضين , وتأديبه فرسه , وملاعبته أهله , وتعلم السباحة " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 562 :
أخرجه النسائي في " كتاب عشرة النساء " ( ق 74 / 2 ) والزيادة له , والطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 89 / 2 ) وأبو نعيم في " أحاديث أبي القاسم الأصم " ( ق 17 - 18 ) من طريقين عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب ابن بخت عن عطاء بن أبي رباح قال : " رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرتميان , فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر : كسلت ? سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الوهاب بن بخت وهو ثقة اتفاقاً .
وقال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 170 ) بعد أن عزاه لـ " المعجم " : " بإسناد جيد " . وقال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 269 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " والبزار , ورجال الطبراني رجال الصحيح , خلا عبد الوهاب بن بخت وهو ثقة " .
قلت : وأبو عبد الرحيم اسمه خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم الأموي مولاهم الحراني .
ثم أخرجه النسائي من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني عن محمد ابن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال : حدثني عبد الرحيم الزهري عن عطاء بن أبي رباح به .
فجعل عبد الرحيم الزهري مكان عبد الوهاب بن بخت .
ومحمد بن وهب هذا صدوق , ويرجح روايته متابعتان :
الأولى : ما عند النسائي عن سعيد بن حفص قال : حدثنا موسى بن أعين عن خالد بن أبي يزيد أبي عبد الرحيم عن الزهري عن عطاء به .
والأخرى : ما عند أبي نعيم عن يزيد بن سنان عن عبد الرحيم بن عطاف ابن صفوان الزهري عن عطاء به .
لكن في طريق المتابعة الأولى سعيد بن حفص وهو أبو عمرو الحراني وهو صدوق تغير في آخره .
وفي الأخرى يزيد بن سنان وهو أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف , وأيضاً فلم نجد في الرواة " عبد الرحيم الزهري " فضلاً عن " عبد الرحيم بن عطاف بن صفوان الزهري " ولا ذكروا في شيوخ أبي عبد الرحيم الزهري وهو عند الاطلاق الإمام محمد بن مسلم بن شهاب فهذا كله يجعل رواية محمد بن وهب مرجوحة لمخالفتها للطريقين عن محمد بن سلمة إحداهما عن إسحاق ابن راهويه والأخرى : عن أبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني , وهو صدوق ربما وهم . والأول , حافظ ثقة ثبت مشهور .
ومما يرجح رواية ابن سلمة هذه على رواية ابن أعين , أنه ابن أخت خالد بن أبي يزيد , فهو بحديثه أعرف من ابن أعين , فروايته أرجح من روايته عند الاختلاف .
ويمكن أن يقال : إن لخالد فيه شيخين : أحدهما عبد الوهاب بن بخت , والآخر الزهري , فكان تارة يرويه عن هذا , وتارة عن هذا , فروى كل من ابني سلمة وأعين ما سمع منه . وكان هذا الجمع لابد من المصير إليه لولا أن في الطريق إلى ابن أعين سعيدا الذي كان تغير , وأنهم لم يذكروا في شيوخ خالد الإمام الزهري . والله أعلم .
وقد وجدت للحديث ثلاث شواهد دون ذكر السباحة .
الأول : عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعاً به و زاد : " فإنهن من الحق " .
أخرجه الترمذي ( 1 / 308 ) والدارمي ( 2 / 205 ) وابن ماجه ( 2811 ) وأحمد ( 4 / 144 , 148 ) من طريق عبد الله بن زيد الأزرق عنه .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
الثاني : عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بالزيادة .
أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 3 / 144 / 2 ) من طريق هارون بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن قال : حدثني سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عنه .
لكن محمد بن الحسن هو ابن زبالة , وهو متهم بالكذب , فلا يستشهد به .
الثالث : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أخرجه الترمذي عن محمد بن إسحاق عنه .
قلت : وهو مرسل , رجاله ثقات .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 316
" كان يسلم تسليمة واحدة " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 564 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 42 / 2 - زوائد المعجمين ) حدثنا معاذ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن حميد عن # أنس # به مرفوعاً .
وقال : " لم يرفعه عن حميد إلا عبد الوهاب " .
قلت : وهو ثقة احتج به الشيخان , وقال الحافظ في " التقريب " : " ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين " .
قلت : لكن قال الذهبي : " قلت : لكن ما ضر تغيره حديثه , فإنه ما حدث بحديث في زمن التغير " .
والحديث رواه البيهقي أيضاً في " السنن " ( 2 / 179 ) من طريق أبي بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي به .
وعزاه الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 433 - 434 ) للبيهقي في " المعرفة " , وسكت عليه , وقال الحافظ في " الدراية " ( ص 90 ) : " ورجاله ثقات " .
وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 2 / 134 - 146 ) بلفظ : " كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين , ويسلمون تسليمة .
قلت في " الصحيح " بعضه رواه البزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بالتسليمة الواحدة فقط .
ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : في هذا الإطلاق نظر , فإن راويه عن عبد الله بن عبد الوهاب إنما هو معاذ وهو وإن كان ثقة فليس من رجال الصحيح وهو معاذ بن المثنى ابن معاذ بن نصر بن حسان أبو المثنى العنبري , ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 13 / 131 ) ووثقه , وأرخ وفاته سنة ( 288 ) .
ثم وجدت لحديث أنس طريقاً أخرى فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 118 / 1 ) : أنبأنا يونس بن محمد قال : أنبأنا جرير بن حازم عن أيوب عن أنس . " أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة " .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , لكن أيوب وهو السختياني رأى أنس بن مالك , ولم يثبت سماعه منه , فقال ابن حبان في " الثقات " : " قيل : إنه سمع من أنس , ولا يصح ذلك عندي " .
وجملة القول : أن هذا الحديث صحيح , وهو أصح الأحاديث التي وردت في التسليمة الواحدة في الصلاة , وقد ساق البيهقي قسماً منها , ولا تخلو أسانيدها من ضعف , ولكنها في الجملة تشهد لهذا , وقال البيهقي عقبها : " وروي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم , أنهم سلموا تسليمة واحدة , وهو من الاختلاف المباح , والاقتصار على الجائز " .
وذكر نحوه الترمذي عن الصحابة . ثم قال : " قال الشافعي : إن شاء سلم تسليمة واحدة , وإن شاء سلم تسليمتين " .
قلت : التسليمة الواحدة فرض لابد منه لقوله صلى الله عليه وسلم : " ... وتحليلها التسليم " .
والتسليمتان سنة , ويجوز ترك الآخرى أحياناً لهذا الحديث .
ولقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في الخروج من الصلاة على وجوه :
الأول : الاقتصار على التسليمة الواحدة . كما سبق .
الثاني : أن يقول عن يمينه : السلام عليكم ورحمة الله , وعن يساره : السلام عليكم .
الثالث : مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في الثانية أيضاً : " ورحمة الله " .
الرابع : مثل الذي قبله , إلا أنه يزيد في التسليمة الأولى " وبركاته " .
وكل ذلك ثبت في الأحاديث , وقد ذكرت مخرجيها في " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " فمن شاء راجعه .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 317
" إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يبطوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 567 :
رواه الإمام أحمد ( 3 / 484 ) حدثنا أبو النضر حدثنا المرجى بن رجاء اليشكري قال : حدثني سلم بن عبد الرحمن قال : سمعت # سوادة بن الربيع # قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود ثم قال لي : فذكره .
وهذا سند حسن : أبو النضر هو هاشم بن القاسم ثقة ثبت , والمرجى وسلم بن عبد الرحمن صدوقان كما في " التقريب " , وفي المرجى كلام لا يضر إن شاء الله تعالى ولذلك قواه الهيثمي حيث قال : ( 8 / 196 ) رواه أحمد وإسناده جيد .